الوصیة المطروحة هنا من قبل العارفین الکبار لا تنحصر فی البحث و التفتیش عن الاستاذ فقط بل القضیة اعمق من ذلک. ان طلب الاستاذ العارف کطلب نور شمس امام العصر (عج) الکامنة خلف سحب الغیبة و هذا یمثل المطلب الاساسی للشیعی الصادق.
فما دام الشخص لم ینزع یده تماما عن ادعاء العلم و العمل و الکمال و لم تصل حرکته المستقلة و سعیه المنفرد فی بحثه عن الاستاذ الى طریق مسدود، فانه لا یصل الى الاستاذ و حتى لو فرض أنه وصل الیه فلا یتمکن من ان یکون مریدا و تابعا له و ذلک لانه ما یزال مریداً لنفسه.
و علیه سیبقى الباحث عن الاستاذ العارف مریداً نفسه لانه لا یحمل أی تصور عن معنى العارف، و انما جعل همه مجرد الوصول الى مقام عرفانی ما، من هنا لا یوفق للوصول الى الاستاذ الکامل. فان الاستاذ الکامل یقع فی طریق الاشخاص الذین تجردوا عن کل ما سوى الله تعالى و اضطرمت فی نفوسهم نار البحث عن الله تعالى و السعی الیه و لکنهم لم یعثروا على ذلک الطریق الموصل. فان وصل المرید الى هذه المرحلة فان الاستاذ سیقع فی طریقه و سیصل الیه حتماً.
ان العثور على الاستاذ العارف الکامل یعد ثمرة لعمر من الجهاد و العشق و الطلب؛ و ان کان بعض الافراد یصلون الى العارف الواصل بیسر و سهولة و لکنهم لما کانوا قاصرین فی مقام الطلب الکامل و لم تصل نفوسهم الى المرحلة العالیة فی هذا المجال، فانهم سوف یفرطون بهذه الغنیمة ببساطة کما حصلوا علیها ببساطة، الا اذا کانت ارادة التکامل قویة فی نفوسهم.
و الجدیر بالذکر انه لا ینبغی للانسان ان یستولی علیه الیأس فی هذا الطریق فربما یکون السقوط سببا للوصول الى المراد. فعلیه مواصلة المجاهدة و البحث و التوسل الى الله تعالى بکل اخلاص و صدق و تذلل، فیطلب اللهَ من اللهِ، و بالطبع ان العارف الواصل یمتلک تلک القدرة فی الاخذ بید الانسان الى المقصد الاعلى و فی النهایة یکون الرب و المربی نفس الباری تعالى لکن یجری ذلک على ید الامام (ع) و العارف الواصل.
لمزید الاطلاع انظر السؤال رقم 1983 (الرقم فی الموقع:2062).