Please Wait
الزيارة
5946
محدثة عن: 2011/05/16
کد سایت fa8301 کد بایگانی 14057
گروه الکلام القدیم
خلاصة السؤال
لماذا لم یقم علماء الشیعة الکرام بردّ فعل مشابه و التصدی لهجمات الوهابیة بل یمتنعون من تبیین و تفهیم أصول عقائدنا؟
السؤال
لقد قام التیار الوهابی بتأسیس قناة فضائیة باللغة الفارسیة باسم "قناة النور" و بدأت تبث برامجها تحت شعار مواجهة التحریف و الخرافات و التعریف بالإسلام الأصیل و هی تهاجم کل المبادئ العقدیة للشیعة، فلماذا لم یقم علماء الشیعة الکرام برد فعل مشابه لهذه الهجمات بل یمتنعون من تبیین و تفهیم أصول عقائدنا بذریعة التقریب بین المذاهب الإسلامیة أو الوحدة؟
الجواب الإجمالي

لم یشک أی عالم حریص على الإسلام فی ضرورة أصل الوحدة فی الأمة الإسلامیة، إذ أن الفرقة و التشتت یؤدی إلى تمزق و تفتت أساس الدین.

الوحدة عبارة عن التأکید على المشترکات الموجودة بین مختلف الفرق و المذاهب، مع حفظ احترام الأسس و الأصول الموجودة فی أی مذهب و فرقة.

الوهابیة عبارة عن مجموعة من الأفکار المتطرفة التی نظّر لها ابن تیمیة باستغلال ظواهر الآیات و بعض الروایات و روجها بعد ذلک محمد بن عبد الوهاب و مع الأسف استطاعت هذه الفرقة أن تخدع و تجذب الکثیر من المسلمین من خلال حرکتهم الإعلامیة الواسعة.

و لکن یجب أن نعرف أن:

ألف: إن تبیین المبادئ العقدیة من قبل الفرق التی لها أصل فی الدین لا یتنافی مع الوحدة.

ب: باعتبار أن الوهابیة فرقة مستحدثة و هی بعیدة عن مبادئنا الدینیة کل البعد لما فیها من التطرف و الإرهاب الفکری؛ و من ناحیة أخرى قد شوهت سمعة الإسلام لدى الرأی العام فی العالم، إذن یصبّ نقد أفکارهم فی حرکة تعزیز الوحدة الإسلامیة.

أما أنه لماذا یمتنع الشیعة من تبیین و تفهیم أصول عقائدنا بذریعة التقریب بین المذاهب الإسلامیة أو الوحدة، فنقول و إن لم تختص قناة خاصة بهذا الشأن فی الإذاعة و التلفزیون و لکن هناک الکثیر من البرامج فی الإذاعة و خاصة إذاعة المعارف و کذلک فی عدید من القنوات الإیرانیة و بمختلف اللغات مضافا إلى القنوات اللبنانیة و القنوات الأخرى التی تصدت لهذا الأمر. کما أنه منذ أن تأسست هذه الفرقة و بدأت بنشاطها و إلى الآن تصدى علماؤنا لرد أفکارهم و قد ألفوا فی هذا الشأن کتبا و مقالات کثیرة و أجروا مناظرات عدیدة أیضا أثبتوا بما یدع مجالا للشک و الریب بان الحق مع المذهب الامامی و انه ما تقوم به الوهابیة لا یملک الاسس العلمیة الرصینة.

کذلک هناک العدید من المواقع الشیعیة التی تصدت لهذا الأمر و إن هذه المؤسسة هی من ضمن هذه المؤسسات و المراکز التی جعلت على عاتقها تبیین و تفهیم أصول عقائد الشیعة.

الجواب التفصيلي

قبل الجواب نرى من الضروری أن نشیر إلى عدة قضایا:

1ـ لم یشک أی عالم حریص على الإسلام فی ضرورة أصل الوحدة فی الأمة الإسلامیة، إذ أن الفرقة و التشتت یؤدی إلى تمزق و تفتت أساس الدین. (فی هذا الخصوص راجع الجواب المذکور فی موضوع "الوحدة الإسلامیة" برقم 4917).

2ـ الوحدة عبارة عن الترکیز على المشترکات الموجودة بین مختلف الفرق و المذاهب، مع حفظ احترام الأسس و الأصول الموجودة لأی مذهب و فرقة.

قد یتصور البعض أن طرح القضایا الخاصة و تبیین و تفهیم أصول عقائد المذهب الخاص و الفرقة الخاصة قد یؤدی إلى التفرقة و التمزق بین الفرق و المذاهب الإسلامیة و لا ینسجم مع مبدأ الوحدة و الانسجام الذی لا یبدو الیوم ضروریا للمذاهب و حسب، بل هو ضروری حتى بین الأدیان.

یرد على هذا الادعاء أنه: ینبغی للناس أن یتجنبوا الإفراط و التفریط فی مختلف أمورهم و حرکة حیاتهم و شتى شؤونهم الشخصیة و العائلیة و الاجتماعیة و الاقتصادیة و العقائدیة و… و أن یسلکوا سبیل الاعتدال و ینبغی أن یراعى هذا الأصل فی هذه القضیة أیضا. لا ینبغی أن نعمل بدون أیّ التفات إلى قضیة الوحدة و الانسجام بین المسلمین و لا أن نترک جمیع الأصول و الفروع فی مذهبنا بذریعة حفظ الوحدة و ننسى الحقیقة، بل بإمکاننا أن نقوم بتبیین و تبلیغ مذهبنا مع التجنب عن الخوض فی المسائل المثیرة و الحساسة و حفظ کمال الأدب و الاحترام و أن ندافع عن مذهبنا أمام الإشکالات و الشبهات التی یوجهها الآخرون. إذ أن الکثیر من الإجابات، تطرح لرد الشبهة التی طرحها البعض على المذهب، فإن لم نجب عنها نقع فی معرض اتهام آخر و هو "عدم وجوب الجواب" لدینا.[1]


3ـ لیست الوهابیة فرقة کلامیة أو فقهیة، بل هی عبارة عن مجموعة من الأفکار المتطرفة التی نظّر لها ابن تیمیة باستغلال ظواهر الآیات و بعض الروایات و روجها بعد ذلک محمد بن عبد الوهاب و مع الأسف استطاعت هذه الفرقة أن تخدع و تجذب الکثیر من المسلمین من خلال حرکتهم الإعلامیة الواسعة. و منذ أن تأسست و إلى الیوم تلقت أنواع الهجمات و الانتقادات من قبل عموم المسلمین من الشیعة و السنة، و اللطیف هو أن أول من جابه أفکار محمد بن عبد الوهاب هو أخوه سلیمان بن عبد الوهاب فی کتابه "الصواعق الإلهیة فی الرد على زعیم الوهابیة".[2]

فمن خلال ما ذکرنا یظهر:

ألف: إن تبیین المبادئ العقدیة من قبل الفرق التی لها أصل فی الدین لا ینافی الوحدة.

ب: باعتبار أن الوهابیة فرقة مستحدثة و هی بعیدة عن مبادئنا الدینیة کل البعد لما فیها من التطرف و الإرهاب الفکری؛ و من ناحیة أخرى قد شوهت سمعة الإسلام لدى الرأی العام فی العالم، إذن یصب نقد أفکارهم فی حرکة تعزیز الوحدة الإسلامیة.

أما أنه لماذا یمتنع الشیعة من تبیین و تفهیم أصول عقائدنا بذریعة التقریب بین المذاهب الإسلامیة أو الوحدة، فنقول:

أولا: اتضح من خلال ما سبق أنه حتى مع وجود بعض التقصیر فلیس السبب هو الأسباب التی ذکرت فی السؤال.

ثانیا: أنت تعلم أن أصحاب هذه الفضائیات یملکون ثروات هائلة نفطیة و… و من جانب آخر یحظون بدعم الاستکبار العالمی و أتباعه.

ثالثا: و إن لم تختص قناة خاصة بهذا الشأن فی الإذاعة و التلفزیون و لکن هناک الکثیر من البرامج فی الإذاعة و خاصة إذاعة المعارف و کذلک فی عدید من القنوات الإیرانیة و بمختلف اللغات مضافا إلى القنوات اللبنانیة و القنوات الأخرى التی تصدت لهذا الأمر. کما أنه منذ أن تأسست هذه الفرقة و بدأت بنشاطها و إلى الآن تصدى علماؤنا لرد أفکارهم و قد ألفوا فی هذا الشأن کتبا و مقالات کثیرة و أجروا مناظرات عدیدة أیضا.

کذلک هناک العدید من المواقع الشیعیة التی تصدت لهذا الأمر و إن هذه المؤسسة هی من ضمن هذه المؤسسات و المراکز التی جعلت على عاتقها تبیین و تفهیم أصول عقائد الشیعة.



[1] رضاپور، عبد الرحیم، بررسی دیدگاه های سید قطب و رشید رضا در «فی ظلال القرآن» و «المنار» در باب شیعه، (رسالة ماجستیر فی فرع المذاهب الإسلامیة)، جامعة الأدیان و المذاهب، قم، 1388.

[2] فی هذا الخصوص راجع الأجوبة المذکورة فی هذا الموقع فی موضوع "عقائد الوهابیة" برقم 1529 و موضوع " أفکار الوهابیة و منطلقها" برقم 1547 و موضوع "عقائد الوهابیة" برقم 978.