Please Wait
الزيارة
6173
محدثة عن: 2010/09/05
کد سایت fa8441 کد بایگانی 9631
گروه تاريخ بزرگان
خلاصة السؤال
ما هو سبب عداء معاویة لعلی (ع)؟
السؤال
ما هو سبب عداء معاویة لعلی (ع)؟
الجواب الإجمالي

عداء معاویة لعی (ع) هو عبارة عن عداء ثقافتین و فکرین معا. ویجب أن نفتش عن هذا العداء فی مواصفات أطرافه.

لقد کان الإمام علی (ع) یتحلى بمواصفات کالعلم و السابقة فی الإیمان و الشجاعة و السخاء و الإیثار و العدالة غیر ذلک، و بسبب هذه الصفات القیمة جعل الله محبته فی قلوب الناس الأمر الذی أدى إلى حسد غیر المؤمنین و عدائهم له.

الجواب التفصيلي

لیس عداء معاویة لعلی (ع) من قبیل عداء فرد لفرد آخر، بل هو عبارة عن عداء ثقافتین و فکرین معا. فیجب أن نفتش عن أسباب أمثال هذا العداء و الحقد تجاه أمیر المؤمنین (ع) فی صفاته و خصائله و میزانه فی التعامل مع الآخرین و کذلک فی صفات معاویة و خصائله.

کان أمیر المؤمنین (ع) یحمل صفات قیمة یستبشر بها کل من أحبه و تثیر حسد و عداء کل من ناواه. و کانت من صفاته علیه السلام:

1ـ العلم: بعد النبی (ص) کان علی (ع) أعلم الناس و أدراهم بالشریعة و أحکام الإسلام و دقائق و رموز العالم و نظام الخلق، بحیث کان یرجع إلیه الصدیق و العدو فی مشاکلهم و مسائلهم العویصة.

2ـ السابقة فی الإیمان: کان أمیر المؤمنین (ع) أول رجل آمن بالنبی الأعظم (ص) و قد نصبه النبی (ص) وصیاً و خلیفة له و عرّفه للناس بهذا العنوان.

3ـ الشجاعة و البطولة فی ساحة القتال: بلغت شجاعته إلى حد بحیث کان یفوّض إلیه أصعب الأدوار و أخطرها و کان یستقبلها بکل إیثار ورحابة صدر فیهزم العدو ویعود منتصراً.

4ـ السخاء و الجود: کان علیه السلام فی غایة السخاء فی أمواله الشخصیة، حیث لم یبق لنفسه و لا واحدة من الآبار و القنوات التی حفرها و بساتین النخیل التی زرعها بل أوقف جمیعها فی سبیل الله.

5ـ إیثار: بالإضافة إلى بذل المال کان علی (ع) یؤثر الفقراء و المساکین على ما یحتاجه هو و عائلته کثیرا و قد أشار القرآن إلى مورد و مثال من ذلک و مدحه و اثنى علیه بسببه.[1]

6ـ العدل: من أبرز صفات علی (ع) هو العدل و الإنصاف و بهذه الصفة أصبح القدوة و المثل الأعلى لکل القادة الرافعین لشعار العدالة. حیث قال (ع): "و اللَّهِ لَوْ أُعْطِیتُ الأَقَالِیمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلاکِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِیَ اللَّهَ فِی نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِیرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ".[2]

7ـ عبادة الله و مخالفة الهوى: لم یخطو أمیر المؤمنین (ع) خطوة فی سبیل هواه قط و قد حطم هواه و جمیع أمیاله فی سبیل الله و ما سعی إلا للعبادة الخالصة لله و العمل فی سبیل الله. و کان صراعه مع عمرو بن عبدود نموذجاً رائعا من إخلاصه علیه السلام.

بسبب هذه الصفات و الخصائل الرائعة و بموجب هذه الآیة الشریفة التی تقول: "إِنَّ الَّذینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا"[3] جعل الله محبته فی قلوب الناس فکان أعز الناس بینهم. و هذا ما أدى إلى حسد غیر المؤمنین و عدائهم له، لأن أولئک الذین کانوا یدعون الإیمان و الأفضلیة لأنفسهم لم یستطیعوا أن ینافسوا علیاً فی هذه الصفات. لکن أکثر شیء أثار عداء مناوئیه و بالخصوص معاویة هو شدة عدل علی (ع). بعد أن استلم علی (ع) زمام الخلافة خطب فی مسجد المدینة و أعلن عن خطته و برنامجه بکل صراحة و وضوح و تحدث عن الخط الرئیسی فی حکومته و هو نشر العدالة و محاربة الظلم و تقدیم الأصلح و أخبر عن أنه سوف یقلب الموازین الموجودة "حَتَّى یَعُودَ أَسْفَلُکُمْ أَعْلَاکُمْ وَ أَعْلَاکُمْ أَسْفَلَکُمْ وَ لَیَسْبِقَنَّ سَابِقُونَ کَانُوا قَصَّرُوا وَ لَیُقَصِّرَنَّ سَبَّاقُونَ کَانُوا سَبَقُوا"[4] و قال فی خطبة أخرى: "وَاللَّهِ لَوْ وَجَدْتُهُ قَدْ تُزُوِّجَ بِهِ النِّسَاءُ وَمُلِکَ بِهِ الْإِمَاءُ لَرَدَدْتُهُ فَإِنَّ فِی الْعَدْلِ سَعَةً وَمَنْ ضَاقَ عَلَیْهِ الْعَدْلُ فَالْجَوْرُ عَلَیْهِ أَضْیَق."[5]

من جانب آخر کان معاویة رجلا طالبا للرئاسة و لم یمنعه شیء للوصول إلیها‏ حیث یروى أنه بعد صلح الإمام الحسن (ع) و فی خطبة صلاة العید کشف عن قصده و هدفه و قال: "ما قاتلتکم لتصوموا و لا لتصلوا و لا لتحجوا و لا لتزکوا، قد عرفت أنکم تفعلون ذلک، و لکن إنما قاتلتکم لأتأمر علیکم، فقد أعطانى الله ذلک و أنتم کارهون."[6] إذن من الواضح جدا أن الرؤیة التی جعلت غایة همها و سعیها هو الترؤس على الناس لا تطیق حکومة علی (ع) التی شُیّدت دعائمها على أساس القیم و المثل. بالأضافة إلى ذلک إن قتل أجداد معاویة و أقربائه المشرکین فی حروب صدر الإسلام سعّر فی قلبه نار الحقد و الضغینة تجاه الإسلام والنبی الأعظم وأصبح بصدد الانتقام منهم و هذا هو سبب مهم آخر لعداء معاویة لعلی (ع) إذ کان هو المثل للإسلام و أقرب الناس لرسول الإسلام (ص). کما أن ابنه یزید بعد ما قتل الإمام الحسین (ع) وقف أمام رأسه الشریف و أسفر عن تشفی عقده الکامنة و أنشد قائلا: "لَیْتَ أَشْیَاخِی بِبَدْرٍ شَهِدُوا / جَزِعَ الْخَزْرَجُ مِنْ وَقْعِ الْأَسَل..." و هو نفس البیت الذی أنشده ابن الزبعری بعد هزیمة المسلمین فی معرکة أحد و بعد استشهاد أنصار النبی (ص)[7]، و إذا بیزید یقرأه هنا بعد قتل الإمام الحسین (ع) و یشبّه هذه الواقعة بتلک و یتمنى لو کان أجداده حاضرین و یرون کیف أخذ بثأرهم من آل الرسول (ص).   ‏

    

إذن السبب الأصلی لعداء معاویة و بنیه لحکومة أمیر المؤمنین (ع) و أبنائه هو عداؤه للإسلام و هذا الکیان الذی أسسه و شیده النبی الأعظم (ص).

المواضیع العامة المرتبطة:

الصحابة وعلی (ع)، السؤال رقم 5060 (الرقم فی الموقع: 5301).

صفات الإمام علی (ع)، السؤال رقم 1783 (الرقم فی الموقع: 2551).


[1] الانسان، 8-10.

[2] المحدث النوری، مستدرک ‏الوسائل، ج 13، ص 211. نَهْجُ الْبَلَاغَةِ، کلام 224.

[3] مریم، 96،

[4] نهج البلاغه، خ 16، ص57.

[5] نهج البلاغه، خ 15، ص 57.

[6] أبو الفداء اسماعیل بن عمر بن کثیر الدمشقی (م 774)، البدایة و النهایة، ج ‏8، ص131، نشر دار الفکر، بیروت، 1407/ 1986. "قال یعقوب بن سفیان: حدثنا أبو بکر بن أبی شیبة و سعید بن منصور قالا: ثنا أبو معاویة ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعید بن سوید. قال: صلى بنا معاویة بالنخیلة- یعنی خارج الکوفة- الجمعة فی الضحى ثم خطبنا فقال:...».

[7] البدایة والنهایة، ج ‏8، ص204.