Please Wait
الزيارة
6586
محدثة عن: 2011/06/14
کد سایت fa9142 کد بایگانی 14496
گروه التفسیر
خلاصة السؤال
ما المراد من الیوم المذکور فی الآیة 104 من سورة طه و ما المراد من العشرة ایام البرزخیة؟
السؤال
ما المراد من الیوم و العشرة ایام المذکورة فی الآیة 102-104 من سورة طه و ما المراد من العشرة ایام البرزخیة؟
الجواب الإجمالي

الآیات تتحدث عن حال المجرمین بعد نفخة الصور و بدء القیامة الکبرى حیث یسال بعضهم بعضا عن المدة التی قضوها فی عالم البرزخ؟ هل هی یوم واحد أو عشرة أیام؟ و من المسلّم به أنّه: لا العشر مدّة طویلة، و لا الیوم کذلک، و لکن الیوم یشیر إلى مدّة أقل من العشرة قطعا، و لذلک عبّر القرآن عمّن قال به بـ "أَمْثَلُهُمْ طَرِیقَةً" لأنّ قصر عمر الدنیا أو البرزخ فی مقابل عمر الآخرة، و کذلک کون کیفیتهما و حالهما لا شی‏ء أمام کیفیّة و حال الآخرة فوصفه بیوم واحد هو الانسب و الاقرب للواقع.

الجواب التفصيلي

الآیات المذکوره هی: " یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ وَ نَحْشُرُ الْمُجْرِمینَ یَوْمَئِذٍ زُرْقاً* یَتَخافَتُونَ بَیْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً* نَحْنُ أَعْلَمُ بِما یَقُولُونَ إِذْ یَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَریقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ یَوْماً".[1]

تتطرّق الآیات إلى وصف یوم القیامة و بدایته، فتقول: "یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ وَ نَحْشُرُ الْمُجْرِمِینَ یَوْمَئِذٍ زُرْقاً" و یستفاد من آیات القرآن أنّ نهایة هذا العالم و بدایة العالم الآخر ستتمّان بحرکتین عنیفتین فجائیتین، و عبّر عن کلّ منهما ب (نفخة الصور).

لفظة «زرق» جمع «أزرق» تأتی عادة بمعنى زرقة العین، إلّا أنّها تطلق أحیانا على القاتم جسده بسبب الشدّة و الألم، فإنّ البدن عند تحمّل الألم و التعب و العذاب یضعف، و یفقد طراوته، فیبدو قاتما و کأنّه أزرق.

و فسّر بعضهم هذه الکلمة بمعنى «العمى»، لأنّ الأشخاص زرق العیون یعانون و یبتلون عادة بضعف شدید فی البصر، و ذلک یقترن عادة بکون کلّ شعر بدنهم أبیضا.

فی هذه الحال یتحدّث المجرمون فیما بینهم بإخفات حول مقدار مکوثهم و بقائهم فی عالم البرزخ، فبعضهم یقول: لم تلبثوا إلّا عشر لیال، أو عشرة أیّام بلیالیها: "یَتَخافَتُونَ بَیْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً".

لا شکّ أنّ مدّة توقّف هؤلاء کانت طویلة، إلّا أنّها تبدو قصیرة جدّا فی مقابل عمر القیامة. و إنّ تخافتهم هذا بالکلام إمّا هو للرعب و الخوف الشدید الذی ینتابهم عند مشاهدة أهوال القیامة، أو أنّه نتیجة شدّة ضعفهم و عجزهم.

و احتمل بعض المفسّرین أن تکون هذه الجملة إشارة إلى مکثهم فی الدنیا، و الذی یعدّ أیّاما قلائل بالنسبة للآخرة و حوادثها المخفیة.

ثمّ یضیف: "نَحْنُ أَعْلَمُ بِما یَقُولُونَ" سواء تکلّموا بهمس أم بصراخ، و بصوت خفی أم عال "إِذْ یَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِیقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا یَوْماً".

و من المسلّم به أنّه: لا العشر مدّة طویلة، و لا الیوم کذلک، إلّا أنّ هناک تفاوتا بینهما، و هو أنّ الیوم الواحد إشارة إلى أقل أعداد الآحاد، و العشرة إشارة إلى أقلّ أعداد العشرات، و لذلک فإنّ الأوّل یشیر إلى مدّة أقل، و لذلک عبّر القرآن عمّن قال به بـ "أَمْثَلُهُمْ طَرِیقَةً" لأنّ قصر عمر الدنیا أو البرزخ فی مقابل عمر الآخرة، و کذلک کون کیفیتهما و حالهما لا شی‏ء أمام کیفیّة و حال الآخرة، و یکون أنسب مع أقل الأعداد.[2]

من هنا یکون التقییم بالیوم و العشرة منطلقا من حالة المجرمین انفسهم فان توقفهم فی البرزخ قیاسا الى الآخرة لا یمثل عددا یعتد به. و یرى القرآن الکریم أن الانسب بحالهم التقدیر بیوم واحد و ان اصحاب هذا الرأی هم الامثل طریقة و الاعقل فی تقدیر الحالة التی هم علیها و فی مقارنة الزمنین البرزخی و الاخروی او الدنیوی و البرزخی.



[1]طه، 102-104.

[2] مکارم الشرازی، الشیخ ناصر، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج‏10، ص: 75- 76، نشر مدرسة الإمام علی بن ابی طالب (ع)، قم، 1421 ق، الطبعة الاولى.