لم یتصد للخلافة من الائمة غیر الامام الحسن المجتبى (ع) و الذی لم تتجاوز فترة حکومته عدة اشهر فقط. و السبب فی ذلک الخداع و الظلم الذی مورس من قبل حکام الجوز هذا من جهة و من جهة ثانیة الرعب و الخشیة التی القیت فی قلوب الناس بالاضافة الى ضعف البعد الایمانی لدى الجماهیر.
و اما اذا کان المراد من ذریة الرسول (ص) أحفاده (ص) الذین یرجعون الیه فی النسب فقد تصدى فی زمن الغیبة عدد منهم کالفاطمیین و العلویین فی مصر و اسسوا دولا هناک.
لو کان المراد من ذریة النبی (ص) الائمة (ع) فلابد من القول أنه لم یتصد للخلافة من الائمة غیر الامام الحسن المجتبى (ع) و الذی لم تتجاوز فترة حکومته عدة اشهر ما بین وفاة أمیر المؤمنین (ع) و بین الصلح الذی عقده الامام الحسن (ع) مع معاویة لعنه الله، و هذا واضح من تاریخ حیاة سائر الائمة الذین جاؤوا من بعد الامام الحسن (ع).
و لا یمکن حصر السبب فی ذلک فی عامل واحد فهناک اکثر من سبب أدى الى إقصاء الائمة (ع) عن حقهم الشرعی و من تلک الاسباب الخداع و الظلم الذی مورس من قبل حکام الجوز هذا من جهة و من جهة ثانیة الرعب و الخشیة التی القیت فی قلوب الناس بالاضافة الى ضعف البعد الایمانی لدى الجماهیر، مما جعلهم (ع) یعیشون العزلة و الاقصاء السیاسی. و قد جاء فی الروایة: "عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِی عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَقُلْتُ لَهُ: وَ اللَّهِ مَا یَسَعُکَ الْقُعُودُ!!. قال: فنَظَرَ الامام إِلَى غُلَامٍ یَرْعَى جِدَاءً فَقَال: وَ اللَّهِ یَا سَدِیرُ لَوْ کَانَ لِی شِیعَةٌ بِعَدَدِ هَذِهِ الْجِدَاءِ مَا وَسِعَنِی الْقُعُودُ [i] یتضح من خلال ما مر أن من اسباب عدم تصدی الائمة للحکومة هو عدم الاسناد الشعبی و الجماهیری لهم علیهم السلام.
و اما اذا کان المراد من ذریة الرسول (ص) أحفاده (ص) الذین یرجعون الیه فی النسب فقد تصدى فی زمن الغیبة عدد منهم کالفاطمیین و العلویین فی مصرو اسسوا دولا هناک استمرت فترة طویلة.