Please Wait
الزيارة
5370
محدثة عن: 2011/08/21
کد سایت fa9838 کد بایگانی 16058
گروه العملیة
خلاصة السؤال
کیف یمکننی أن أتلافى خلف العهد لفتاة بالزواج و إرضاء الله تعالى؟
السؤال
تعرفت على عائلة قبل عشرین سنة، و بعد عدة سنین تکونت لی علاقة مع إبنتهم حتى کنت أخرج معها سراً و قد أعطیتها وعداً بالزواج. و بعد عدة سنوات أجریت صیغة العقد معها بنفسی، و حیث أن الفتاة کانت باکراً رفضت أن تقوم بهذا العمل من دون إذن والدها، و لکننی قلت لها أن بعض المراجع یرون جواز ذلک، فتم العقد بیننا، و بعد 13 سنة من إعطائها وعداً بالزواج نقضت العهد و تزوجت بفتاة أخرى، فکانت فی غایة الانزعاج و الاستیاء منی لعدم إیفائی بما وعدتها، و قبل زواجی جاءت إلى بیتنا و واجهت والدتی، و قد زجرناها أنا و أمی و أسمعناها کلاماً بذیئاً و فاحشاً و هددناها بإقامة شکوى ضدها لدى الشرطة، و حیث أنها فتاة محترمة و طیبة ترکتنا و ذهبت، و قدمت شکوى ضدها و لکنی لم أتابع القضیة. و الآن لا أعلم ما هی حالتنا أنا و عائلتی فی الدنیا و الآخرة بعد أن أوقعنا هذه الفتاة المسکینة فی هذه المصیبة؟ و کیف یمکن أن یرضى الله عنا؟
الجواب الإجمالي

إنک دمرت مستقبل إنسانا حینما أخلفت عهودک و لم تفِ بها! و من الممکن أن تصاب هذه الفتاة بصدمات روحیة مدمرة نتیجة لما قمت به من عدم الوفاء لها، و إنک المسؤول عن کل ما یجری لها، و على هذا الأساس فأنت مدین لها، و تعلق بذمتک حق عظیم للناس. و إضافة إلى ما کنت مدان به من حق واجهتها بالکلام الفاحش و البذیء، ثم أقمت ضدها دعوى کان فیها اساءة لسمعة العائلة و إراقة ماء وجهها، و لذلک فإنک مدان لها من عدة جهات، و إذا أردت أن یکون الله راضیاً عنک ففی مثل هذه الموارد تکون البدایة من إرضاء هذه الفتاة و عائلتها بالطرق الشرعیة الصحیحة، ثم تتوب إلى الله من عملک توبة واقعیة، و تعاهد ربک بأنک لن ترتکب مثل هذه الذنوب الکبیرة أبداً.

الجواب التفصيلي

کما جاء فی کلامک، أنک وعدت هذه الفتاة بالزواج الدائم، فکانت لک معها علاقة شرعیة کما تقول من خلال الزواج المؤقت، و لأنها اعتمدت على وعدک لها بالزواج الدائم قبلت أن ترتبط معک مؤقتاً فإنک ملزم شرعاً و أخلاقاً بالوفاء لها بما وعدتها من خلال الثبات بروجولة على العهد الذی قطعته على نفسک.

و لکنک للأسف نقضت عهدک، و وضعت کلامک و قرارک تحت قدمیک و دمرت مستقبل إنسان بریئ، فمن الممکن أن تتعرض هذه الفتاة إلى صدمات روحیة مدمرة بسبب ما فعلت من عدم الوفاء لها بما وعدتها، و أنت المسؤول عن کل ما تتعرض له، و على هذا الأساس فأنت مدیون لها و قد تعلق فی عنقک حق الناس.

و حتى لو کان لدیک دلیل مقبول للانفصال عنها، و لکنک أعطیتها وعوداً و تعهدات یجب علیک أن تفی لها و أن تعوضها عما لحق بها من خسائر جراء نکثک و عدم التزامک، لأنه من المسلّم أن حق الناس لا یسقط بالتوبة وحدها، و إنما یستلزم تعویض الخسارة و إرجاع الحقوق حتى یمکنک استحصال رضا المقابل الذی تسببت بإضاعة حقه.

و مما یزید الأمر سوءاً، أنک أضفت إلى خلف العهد و إضاعة الحق مواجهتها بالکلام الفاحش و البذیء و بذلک أرقت ماء وجهها مضافاً إلى تقدیم شکوى ضدها و إهانتها و تخویفها بعد أن کسرت قلبها!! و علیه فأنت مدیون لها من عدة جهات.

فالأمر متعلق بسمعة شخص و عائلة و ناموسه، و حتى تنال رضا الله فی هذه القضیة علیک أن تسلک الطریق الصحیح و الشرعی لإرضاء هذه الفتاة و عائلتها، ثم تتوب إلى الله توبة واقعیة و صادقة، و تعاهد ربک بأنک لا ترتکب مثل هذه الذنوب الکبیرة.