Please Wait
الزيارة
5437
محدثة عن: 2009/07/22
کد سایت ar5825 کد بایگانی 5580
گروه درایة الحدیث
خلاصة السؤال
ما هو موقف الرسول (ص) من المرأة؟
السؤال
ما هو موقف الرسول (ص) من المرأة؟
الجواب الإجمالي
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
الجواب التفصيلي

ان الاسلام اکرم المراة و قد جاء مدحها و الثناء علیها فی القرآن و السنة المطهرة:

اما القران الکریم:

قال تعالی فی کتابه الکریم: (إقْرأ بِاسْمِ ربِّک الّذی خَلَقَ * خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ * إقْرَأ وَرَبُّک الأکْرَمُ * الّذی عَلَّمَ بالقَلَمِ * عَلَّمَ الإنْسانَ ما لَم یَعْلَم).[1] و قال أیضاً: (وَلَقَد کرّمنا بنی آدَمَ وَحَمَلْناهُم فی البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْناهُم مِنَ الطّیِّباتِ وَفَضَّلْناهُم عَلَى کَثیرٍ مِمَّن خَلَقْنا تَفْضِیلاً).[2] و هذه الآیات تشمل الرجل و المرأة معا و لا تختص بالرجال.

و کذلک اشار القرآن الکریم الی انهما قد خلقا من نفسٍ واحدة، فلا تفاضل لأحدهما على الآخر، و لا مرتبة عُلیا ولا دُنیا، بل هما من مصدر واحد سواء فیه، قال تعالى: (یا أیُّها الناسُ اتّقوا رَبَّکُم الّذی خَلَقَکُم مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً کَثیراً ونِساءً وَاتّقوا اللهَ الّذی تَساءَلونَ بِهِ والأرْحام إنّ اللهَ کانَ عَلَیکُم رَقیباً).[3]

و الآیات کثیرة فی هذا المجال یکفی فیها سورة مریم و آیة المباهلة التی کانت الزهراء (س) احد ارکانها و کذلک امرأة فرعون التی اعتبرت مثالا للمؤمنین، قال تعالی: (وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذینَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لی‏ عِنْدَکَ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ وَ نَجِّنی‏ مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنی‏ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمین‏).[4]

و قال تعالی: (وَمِن آیاتِهِ أن خَلَقَ لَکُم مِن أنفسِکُم أزواجاً لِتَسکُنوا إلیها وجَعلَ بینکُم مَودّةً ورَحمةً إنَّ فی ذلِک لآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرون).[5]

و من الواضح ان الرسول الاکرم (ص) یعتقد اعتقادا راسخا بمضامین هذه الآیات المبارکات؛ لانه هو الواسطة فی نقلها الی البشر عن الله سبحانه.

اما فی الحدیث:

روی عن النبی الاکرم (ص) انه قال: "الجنة تحت أقدام الأمهات".[6] فی حدیث آخر: أن رجلا أتى رسول اللّه (ص) للجهاد- حیث لم یکن الجهاد واجبا عینیا- فقال: «أ لک والدة»؟ قال: نعم، قال: «فألزمها فإنّ الجنّة تحت قدمها».[7] و فی حدیث عن الإمام الصادق (ع): «إن رجلا أتى النّبی (ص) و قال: یا رسول اللّه، من أبرّ؟ قال: أمک، قال: ثمّ من؟ قال: أمک، قال: ثمّ من؟ قال: أمک، قال: ثمّ من؟ قال: أباک».[8]

وَ ایضا قَالَ (ص) الْمَرْأَةُ نَهْرَمَانَةٌ وَ لَیْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ.[9]

کذلک السیرة العملیة للرسول الاکرم (ص) حیث کان یتعامل مع المرأة بدرجة عالیة من الاحترام و التوقیر و لعل اوضح شاهد علی ذلک سورة المجادلة تلک المرأة التی کانت تجادل الرسول (ص) و ترید ان یحدد الشارع المقدس وضعها القانونی مع زوجها، و قد تعرض المفسرون لهذه القضیة بالبحث المفصل فقد جاء فی تفسیر من هدی القرآن:

تقول هذه المرأة المجادلة "خولة" لرسول اللّه- حسب بعض النصوص-: یا رسول اللّه قد نسخ اللّه سنن الجاهلیة، و إنّ زوجی ظاهر منی، فقال لها: ما أوحی إلیّ فی هذا شی‏ء، فقالت: یا رسول اللّه أوحی إلیک فی کلّ شی‏ء و طوی عنک هذا؟ فقال: هو ما قلت لک.

هذا رسول الرحمة، هذا مرکز العطف و ینبوع الحنان، هذا صاحب الخلق العظیم، و لکنّ اللّه أرحم الرّاحمین و أعظم عطفا و حنانا فلا یجوز أن نرى أحدا أقرب إلینا منه و لا أرحم، حتى و لو کان الشفیع الحبیب محمّد بن عبد اللّه (ص) على أنّه السبیل إلى اللّه، و أقرب الوسائل إلیه، و أقرب الشفعاء.

و الآیة تعکس صورة عن مکانة المرأة فی الإسلام، و أنّها مع الرجل على حد واحد فی علاقتها مع قیادتها الرسالیة، تجادلها فی حقوقها، و تشتکی عند المشاکل‏ لدیها، و تحاورها فی مختلف القضایا و المواضیع، تستمع القول و تبدی الرأی، باعتبارها مکلّفا له حقوقه و علیه واجباته الشخصیة، بل باعتبارها جزءا من الأمّة یهمّها أمر الإسلام و المسلمین، و ینعکس علیها التقدم و التخلف، و النصر و الانکسار، فهذا الرسول القائد لا یصدّ خولة عن التصدی لموضوع الظهار لأنّها امرأة، إنّما یستقبلها بصدره الرحب رغم إلحاحها، و هی تروم الوقوف بوجه مشکلة تهمّ کلّ مسلم و مسلمة، و تتصل بالنظام الاجتماعی للأسرة. و قد تعوّدت هذه المرأة على هذه الخصلة، کما تعودت سائر النساء و الرجال فی العهد الأول، على ممارسة حریتهم فی مواجهة ما کانوا یرونه خطأ.[10]



[1] العلق، 1ـ 5.

[2] الإسراء، 70.

[3] النساء، 1.

[4] التحریم،11.

[5] الروم، 21.

[6] التفسیر المعین للواعظین و المتعظین، المتن، ص 307 نقلاع عن کنز العمال، ح 45439.

[7] جامع السعادات، ج 2، ص 261.

[8] وسائل الشیعة، الجزء 15، ص 207.

[9] مستدرک‏الوسائل، ج 14 ص 252.

[10]  السید محمد تقی المدرسی، من هدى القرآن، ج ‏15، ص 139- 141.