Please Wait
الزيارة
5334
محدثة عن: 2011/10/16
کد سایت fa10795 کد بایگانی 17485
گروه العملیة
خلاصة السؤال
أیهما أفضل استشارة الطبیب النفسی أم المشاور الدینی؟
السؤال
هل من الأفضل استشارة الطبیب النفسی أم استشارة العالم الدینی؟ و من هو الأرجح؟ هل أن الطالع المرتبط بالحروف الأبجدیة أو المرتبط بالأبراج أمرٌ ثابت أم من الممکن تغییره؟
فلو فرضنا وجود مشکلة فی زواجی بحسب طالع الأبجد أو الأبراج فهل یمکن تغییر ذلک؟
الجواب الإجمالي

للإجابة عن السؤال نتابع الآتی:

1ـ فیما یخص مشاورة الطبیب النفسی أو الخبیر الدینی لا بد من القول: مع أن الأمرین مرتبطان ببعضهما من زاویة نظر معینة إلا أنهما منفصلان من جهة أخرى. و لذلک فمن یشعر بوجود مشکلة نفسیة و روحیة معنویة فعلیة أن یراجع المتخصص فی هذا الفن، فإذا کانت المسألة نفسیة معنویة لا علاقة لها بالدین فاللازم مراجعة الطبیب النفسی، و أما إذا کانت المسألة دینیة، أو أنها من المسائل التی یوجد للدین فیها رأی فیتحتم مراجعة العالم الدینی، علماً أن الدین (القرآن و السنة) له رأی فی جمیع المسائل الاجتماعیة و الفردیة، و علیه فلا ینبغی الإعراض عن الاستشارة الدینیة فی جمیع الأوقات و مما یجدر التذکیر به أن الرجوع إلى المشاور الدینی أو النفسی لا بد أن یراعى فیه علمیة المشاور و سعة معرفته و قدرته على استیعاب الأمور و تحلیلها و استخلاص النتائج.

2ـ و أما فیما یخص السؤال الثانی، فهناک أحادیث کثیرة فی مصادرنا تنهى عن العدید من الأعمال مثل ضرب الرمل، و أخذ الفال و الطالع و تذم القائمین بها و مؤیدیها على حد سواء.

و للاطلاع بشکل موسع و الوقوف على بعض الأحادیث نتابع الجواب التفصیلی.

الجواب التفصيلي

سؤالکم یتألف من شقین، و علیه سوف تکون الإجابة على الشقین معاً:

1ـ أما بالنسبة الی استشارة الطبیب النفسی أو الخبیر الدینی فنقول أن هذین الأمرین مرتبطان ببعضهما من جهة و لکنهما شیئان مختلفان عن بعضهما من جهة أخرى، و لکل استقلاله عن الآخر.

و کما أننا نرجع فی الأمور التخصصیة المادیة إلى المتخصص و صاحب الفن، فإذا حدثت لأحدنا مشکلة فی عینه مثلاً فیجب أن یراجع طبیب العیون، و إذا تعطلت سیارته یذهب إلى المیکانیکی لإصلاحها، و کذلک الحال فیما إذا واجه الإنسان مشکلة نفسیة معنویة فعلیة الرجوع إلى المتخصص فی هذا المیدان.

و على هذا الأساس لا بد من التوجه و معرفة مورد الاستشارة فإذا کانت المسألة نفسیة محضة و لا علاقة لها بالدین فیجب الرجوع إلى الطبیب النفسی، و أما إذا کانت المسألة دینیة أو من الأمور التی للدین فیها رأی و نظر فاللازم مراجعة الخبیر بالشؤون الدینیة.

و لکن مع الانتباه إلى أن الدین (القرآن و السنة) عادة ما یکون له رأی و نظر فی جمیع المسائل الفردیة و الاجتماعیة، و علیه فلا ینبغی الغفلة عن مشاورة الخبیر الدینی، و لکن من المهم مراعاة مستوى المشاور، فإذا کان دینیاً لا بد من توفره على المطالعة الواسعة و معرفة أحادیث المعصومین (ع) و کلامهم، و کذلک الطبیب النفسی لا بد أن یکون من ذوی الاطلاع و أصحاب القدرة على تحلیل الأمور و استخلاص النتائج المفیدة.

2ـ و أما فیما یخص الشق الثانی من السؤال فهناک الکثیر من الأحادیث و الروایات الواردة فی مصادرنا و التی تنهى عن الضرب بالرمل و أخذ الطالع و الفأل و تذم القائمین بها و المؤیدین لها و من باب المثال نورد بعض النماذج:

یقول أحد الرواة المسمى هیثم بن واقد: «قلت لأبی عبد الله عبد الله (ع): إن عندنا بالجزیرة رجلاً ربما أخبر من یأتیه یسأله عن الشیء یسرق أو شبه ذلک، فنسأله؟ فقال: قال رسول الله (ص): من مشى إلى ساحر أو کاهن أو کذاب یصدقه بما یقول فقد کفر بما أنزل الله من کتاب»[1].

2ـ کان الإمام علی (ع) یهیئ جیشه لحرب الخوارج فتقدم إلیه شخص و قال: إنی أخشى إن خرجت إلى الحرب فی هذا الوقت أن لا تبلغ هدفک، و أن تواجه الهزیمة، أرى أن ترجع عن هذا الوجه و إنی علمته ذلک عن طریق علم النجوم و النظر فی الکواکب!! فقاله له الإمام (ع): «أتزعم أنّک تهدی إلى السّاعة الّتی من سار فیها صرف عنه السُّوء؟ و تخوّف من السّاعة الّتی من سار فیها حاق به الضّرّ؟! فمن صدّق بهذا فقد کذّب القرآن، و استغنى عن الإعانة باللّه فی نیل المحبوب و دفع المکروه، و تبتغی فی قولک للعامل بأمرک أن یولیک الحمد دون ربّه، لأنّک بزعمک أنت هدیته إلى السّاعة الّتی نال فیها النّفع و أمن الضّرّ، ثم أقبل (ع) على الناس فقال: أیّها النّاس، إیّاکم و تعلّم النّجوم، إلاّ ما یهتدى به فی برّ أو بحر، فإنّها تدعو إلى الکهانة، و المنجّم کالکاهن، و الکاهن کالسّاحر و السّاحر کالکافر و الکافر فی النّار، سیروا على اسم الله.[2]

و خلاصة الکلام إن علم الغیب فی هذا العالم و سائر العوالم الأخرى من مختصات الذات الإلهیة، و أما ما یذکر من الأمور التی یخبر بها الأنبیاء (ع) أو الأولیاء و هی من المغیبات فذلک بإذن الله. بمعنى أن إرادة الله تتعلق فی بعض المواقف بإخبار بعض الأفراد من الأولیاء فی عالم الیقظة بواقع بعض الأشیاء التی تخفى على الناس و أن یزوده بالاطلاع النسبی على الغیب، و تارة یلهم البعض فی عالم النوم عن طریق الرؤیة الصادقة و یفیض علیهم، و لذلک یرفع لهم جانباً من حجاب الغیب، فتظهر الحقیقة التی کانت خافیة لدى صاحب الرؤیا جلیة.

و أما الطرق الأخرى التی یستخدمها أهل الخداع لاستغفال الناس و اللعب بأفکارهم کالسحر و الفأل و الطالع و التنجیم فلیست من مفاتیح علم الغیب، و إنما هی مادة للضلال و الفساد، و قد نهى عنها الإسلام و منعها[3].



[1]الحر العاملی، وسائل الشیعة، ج17، ص 150، مؤسسة آل البیت(ع)، قم، 1409 هـ ق.

[2]نهج البلاغة، ص 105، کلام 79، منشورات دار الهجرة، قم.

[3]الفلسفی، محمد تقی، الحدیث ـ روایات تربیتی، ج3، ص 37، منشورات الثقافة الإسلامیة طهران، طبعة مکررة، 1368 ش.