لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
للوصول الی الجواب المناسب، من الضروری الالتفات الی عدة ملاحظات:
1. ان العبادة هی بمعنی العبودیة لله و العمل بأوامره.[1] و لا تنحصر بالصلاة و قراءة الأدعیة، بالرغم من أن الصلاة من أفضل العبادات. اذن فکل من یعمل بأوامر الله فهو فی حال عبادة.
2. ان کسب الرزق الحلال یعنی کل أنواع السعی للحصول علی المعاش مع رعایة الامور الشرعیة. اذن فلا یختص ذلک بضرب المعاول و تکسیر الصخور، بل اذا کان الشخص یحصل علی معاشه عن طریق ممارسته لعمل فکری کالتخطیط الهندسی او الطب – مع مراعاة الشروط القانونیة و الشرعیة – فهو فی حال کسب الرزق الحلال.
3. اذا لم تکن مبالغاً فی قولک انک تعمل من الساعة 4:30 صباحاً و حتی 12 لیلاً أی انک مشغول بالعمل لمدة عشرین ساعة فی الیوم و اللیلة، فلست غافلاً عن عبادتک فقط، بل لا یمکنک أیضاً ممارسة کثیر من الأعمال الضروریة للحیاة الدنیویة؛ مثل النوم و الترفیه و تربیة الاطفال و حلّ المشکلات الروحیة للاسرة، و یمکن أن یتسبب عدم الاتزان هذا فی مشاکل معقدّة لک و لاسرتک و أطفالک.
یبدو أن من اللازم علیک أن تقلّل من طموحاتک و رغباتک و أن تعیش القناعة عن طرق الاشتغال الطبیعی ( 8 الی 10 ساعات عمل) لتوفّر زمانا أکثر لتصرفه فی توفیر باقی الامور الضروریة للحیاة، حیث ان ائمتنا (ع) یقولون: (للمؤمن ثلاث ساعات ساعة یناجی فیها ربه و ساعة یحاسب فیها نفسه و ساعة یخلو فیها بین نفسه و لذتها فیما یحل و یحمد و لیس للمؤمن بد من ان یکون شاخصا فی ثلاث: مرمة لمعاش او خطوة لمعاد او لذة من غیر محرم).[2]
و أما إذا کنت مضطراً لهذه الطریقة من العمل و ذلک من أجل توفیر الضروریات الاولیة للحیاة ففی هذه الصورة اذا کنت قاصداً للقربة و نیتک أداء التکلیف الالهی الذی هو تحصیل المعاش و قمت بأداء التکالیف الشرعیة الواجبة، فسیکتب لک الله تعالی جمیع الثواب الموعود للعبادات المعهودة (ان شاء الله).
4. ان الوظیفة الأصلیة لعلماء الاسلام تحصیل العلوم و المعارف فی اللیل و النهار (بالرغم من انهم یستغّلون جمیع لحظات عمرهم علی أحسن وجه ببرنامج دقیق و انهم یزاولون أیضاً العبادات المستحبة و خصوصاً إحیاء اللیل).
قد تکون أنت تعلم بان تحصیل العلم یعدّ من المهن الشاقة و لهذا السب فان عدداً قلیلاً من أفراد المجتمع یمکنهم أن یتحملوا مشقّة تحصیل العلم، و أن عدد العلماء قلیل بالنسبة الی افراد المجتمع. و یحتمل انه لهذا السبب لم یجعل فی الاسلام ثواب علی عمل بقدر ما جعل من ثواب علی طلب العلم.[3] و اعتبر عمل العلماء أفضل من عمل الشهداء ایضاً.[4]