علة الغسل عامة و الجنابة خاصة هی تطهیر البدن و الروح من الاقذار المعنویة و المادیة؛ و ذلک لان الجنابة لاتختص بعضو خاص من اعضاء البدن بل تنعکس آثارها على جمیع الاعضاء.
فقد اثبتت الدراسات و التحقیقات العلمیة أن الجسم الانسان یتوفر على سلسلتین من الاعصاب النباتیة التی تتحکم بجمیع نشاطات البدن. و قد یتعرض البدن لبعض الحرکات التی تؤدی الى اختلال هذه الموازنة، و من جملة تلک الحرکات مسألة وصول الانسان الى التوتر و الهیجان الجنسی "ارغاسم" التی تتقارن عادة مع خروج المنی. بالاضافة الى ذلک اثتبت الدراسات العلمیة دور الماء فی مساعدة الاعصاب فی اعادة التوازن المطلوب الیها، و لما کان التوتر و الهیجان الجنسی (ارغاسیم) یؤثر بشکل محسوس على جمیع اعضاء البدن و یلغی التعادل و التوازن بین سلستی الاعصاب، من هنا نفهم دور الغسل فی اعادة التوازن و تخلیص الاعضاء من حالة التوتر التی تعرضت لها بسبب الاقتراب الجنسی و التهیج الحاصل من الجنابة.
و بطبیعة الحال ان فوائد الغسل لا تنحصر فی هذه القضیة، بل للغسل فوائد کثیرة اضافة الى الفائدة المذکورة، فهو یمثل عبادة و طاعة لله تعالى لا یمکن انکار آثارها الایجابیة، و من هنا نرى الشارع المقدس لم یعتد بالغسل اذا جرّد من عنصر النیّة و التقرب الى الله تعالى.
یوجد حول فلسفة الاغسال الاعم من الجنابة و الجمعة و... روایة عن الامام الرضا (ع) یقول فیها الراوی أنه کتب الى الامام الرضا (ع) یسأله عن علل بعض الاحکام فکتب الیه (ع):علَّةُ غسل الجنابة النَّظافةُ و تطهیر الإِنسان نفسهُ ممَّا أَصابهُ من أَذاهُ و تطهیر سائر جسده لأَنَّ الجنابةَ خارجةٌ من کلِّ جسده فلذلک وجب علیه تطهیرُ جسده کلِّه، و علَّةُ التَّخفیف فی البول و الغائط لأَنهُ أَکثرُ و أَدومُ من الجنابة فرضی فیه بالوضوء لکثرته و مشقَّته و مجیئه بغیر إِرادةٍ منهُ و لا شهوةٍ و الجنابةُ لا تکونُ إِلا بِالاستلذاذ منهم و الإِکراه لأَنفسهم، و عِلَّةُ غسل العید و الجمعة و غیر ذلک من الأَغسال لما فیه من تعظیم العبد ربَّه و استقباله الکریم الجلیل و طلَبِ المغفرة لِذُنُوبِهِ و لیکون لهم یوم عید معروف یجتمعون فیهِ على ذکر اللَّه عزَّ و جلَّ فجعل فیه الغسل تعظیماً لذلکَ الیوم و تفضیلا لهُ على سائر الأَیَّام و زیادةً فی النوافل و العبادة و لیکون تلْکَ طهارةً لهُ من الجمعة إِلى الجمعة.....[i]
و الجدیر بالذکر ان خروج الجنابة من البدن لا یعنی خروجها من عضو خاص من البدن کالبول و سائر المدفوعات، بدلیل ما یتعرض له جمیع البدن من الاسترخاء و التعب و الذی یعکس مدى تأثر عضلات البدن و خلایاه جراء هذه العملیة.
فقد اثبتت الدراسات و التحقیقات العلمیة أن الجسم الانسان یتوفر على سلسلتین من الاعصاب النباتیة التی تتحکم بجمیع نشاطات البدن و هما " اعصاب السمباتیک" و "اعصاب باراسمباتیک" " و هاتان السلسلتان منتشرتان فی جمیع اعضاء البدن و فی اطراف جمیع الاعضاء الباطنیة و الجلدیة، و مهمة السمباتیک حث الاعضاء على القیام بالمهام و النشاطات المختلفة للبدن، و مهمة اعصاب الباراسمباتیک، تخفیف نشاط الاعضاء و فعالیتها.
فقد یتعرض البدن لبعض الحرکات التی تؤدی الى اختلال هذه الموازنة، و من جملة تلک الحرکات مسألة وصول الانسان الى التوتر و الهیجان الجنسی "ارغاسم" التی تتقارن عادة مع خروج المنی. ففی هذه الحالة تتدخل الاعصاب المخففة الباراسمباتیک لتحد من نشاط الاعصاب المحرکة "السمباتیک" لتعید البدن الى حالة التوازن الطبیعی عنده.
و من الامور التی اثتبتتها الدراسات العلمیة دور الماء فی مساعدة الاعصاب فی اعادة التوازن المطلوب، و لما کان الهیجان الجنسی (ارغاسیم) یؤثر بشکل محسوس على جمیع اعضاء البدن و یلغی التعادل و التوازن بین سلستی الاعصاب، من هنا نفهم دور الغسل فی اعادة التوازن و تخلیص الاعضاء من حالة التوتر التی تعرضت لها بسبب الاقتراب الجنسی و التهیج الحاصل من الجنابة.
و بطبیعة الحال ان فوائد الغسل لا تنحصر فی هذه القضیة، بل للغسل فوائد کثیرة اضافة الى الفائدة المذکورة، فهو یمثل عبادة و طاعة لله تعالى لا یمکن انکار آثارها الایجابیة، و من هنا نرى الشارع المقدس لم یعتد بالغسل اذا جرّد من عنصر النیة و التقرب الى الله تعالى. ففی الواقع ان خروج المنی و المقاربة الجنسیة کما یترک آثاره على البدن کذلک یترکه على الروح حیث یجر الروح نحو الملذات المادیة و الجسمانیة و البدن نحو الاسترخاء و التکاسل و الخمول، فیأتی الغسل لیقوم بدور تطهیر کل من البدن و الروح فتأخذ القربة الى الله تعالى بدور تطهیر الروح و اعادتها الى مسارها الطبیعی و بدور تطهیر البدن و اعادة النشاط و الحیویة الیه.
لمزید الاطلاع انظر: