اللسان كسائر أجزاء جسم الإنسان إذا خالف الشرائع والأحكام السماوية یصبح وسیلة للمعصیة، كما أنه إذا اتبع أوامر الشريعة یکون من وسائل الطاعة. لذلك فإن المحافظة علی هذه الوسیلة عن تجنب المعاصی تکون کالمحافظة علی سائر الأعضاء؛ مثل الیدین والرجلین... ولا یختلف كثيرًا عنها. اذن، فإن أفضل طريق لترک المعصیة هو التخلص من الجهل والغفلة. ان بعض الحلول العملية المهمة لتجنب الخطايا اللفظية والمحافظة علی اللسان هي: تقوية العلاقة مع الله والمعصومين(ع)، والالتفات الی آثار الخطيئة، وتقوية الإرادة.
اللسان كسائر أجزاء جسم الإنسان إذا خالف الشرائع والأحكام السماوية یصبح من وسائل المعصیة، كما أنه إذا اتبع أوامر الشريعة یکون من وسائل الطاعة. لذلك فإن الاهتمام بهذه الوسیلة والمحافظة علیها في اجتناب المعاصی یکون کالمحافظة علی سائر الأعضاء کالید والرجل و....، ولا يختلف كثيرًا عنها، الا ان هناک اختلافا وحيدا وهو أن معظم الناس قد لا يأخذون معصیة اللسان على محمل الجد بينما من المحتمل أن يكون اغتيال الشخصية باستخدام اللسان أكثر إزعاجًا للطرف الآخر من الإصابات الجسدية التي لحقت به بواسطه سائر الاعضاء.
ان أهم الاسباب فی ارتکاب الذنوب ومعصية الله هو غفلة الإنسان وجهله. إذا استطاع الشيطان أن يغفل الإنسان عن مكانته وعظمة الله وحكمته ولطفه ونعمه التي لا تُحصى، وکذلک عن الأضرار الناتجة عن الذنوب، وما إلى ذلك، فسوف یجره بسهولة إلى وادي الخطيئة والعصيان. كما أن الجهل بالقيم الإنسانية، والجهل بالآثار القيّمة للنزاهة والعفة، والجهل بعواقب الخطيئة، وأخيراً الجهل بالأوامر والنواهي الإلهية يسبب ارتکاب الكثير من الذنوب والمعاصی. [1]
ان أفضل طريق للنجاة من الخطيئة، التخلص من الجهل والغفلة. إذا التفتنا دائمًا الی عظمة الله ونعمه التي لا تعد ولا تحصى والتي منحها لنا ولعباده الآخرين، سنسعی إلى شكر نعمه، ولا السعي للتمرد والعصيان. وإذا آمنا و ایقنا بعلم الله ولطفه وحكمته في التشريع وتحریم بعض الاعمال واباحة بعضها الآخر، سنجد أن كل ما أحله الله لنا هو بالتأكيد فیه صلاحنا وخیرنا كل ما حرمه علینا هو بالتأكيد یجلب الضرر الینا، فحینئذ لن نترک مافیه خيرنا وصلاحنا، ولن نسعی وراءالشر والضرر.
وإذا التفت الإنسان الی قیمته ومكانته بين المخلوقات الأخرى، وأن هذه الخطيئة ستدمر هذه القيمة والمكانة، فلن يكون مستعدًا لفقد هذه القيمة العظيمة من أجل متعة عابرة لا قيمة لها.
الحلول العملية لاجتناب المعصیة:
فيما يلي بعض الحلول المهمة:
- تقوية العلاقة مع الله والمعصومين(ع): في مرحلة التجنب من الذنوب المتعلقة باللسان، يجب الالتفات الی أن الإنسان من خلال تقوية علاقته مع الله واللجوء إلى أهل البيت(ع) والتوسل بهم بشكل مستمر يمكنه القضاء على خطایا اللسان.[2]
- الالتفات الی الآثار الحمیدة المترتبة علی تجنب المعاصي والآثار القبیحة والمذمومة لارتكاب المعاصی: مع ملاحظة الآثار الحسنة لتجنب المعاصي والآثار السيئة لارتكاب الذنوب اللسانیة کالغيبة والنمیمة یمکننا المحافظة علی لساننا حتی لا نبتلی بالمعاصی المرتبطة به. نشیر هاهنا الی بعض الأمثلة من الآيات والأحاديث في الذنوب اللسانیة:
قال الله تعالى فی ذم الغيبة: «لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ».[3]
قال رسول الله(ص): «يَأْتِي الرَّجُلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقَدْ عَمِلَ الْحَسَنَاتِ فَلَا يَرَى فِي صَحِيفَتِهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْئاً فَيَقُولُ أَيْنَ الَّتِي عَمِلْتُهَا فِي دَارِ الدُّنْيَا فَقَالَ لَهُ ذَهَبَتْ بِاغْتِيَابِكَ لِلنَّاسِ وَهِيَ لَهُمْ عِوَضُ اغْتِيَابِهِم».[4]، [5]
قال الإمام علي(ع): «طُوبَى لِمَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ عَمَلَهُ وَعِلْمَهُ وَحُبَّهُ وَبُغْضَهُ وَأَخْذَهُ وَتَرْكَهُ وَكَلَامَهُ وَصَمْتَهُ وفِعْلَهُ وَقَوْلَه.[6]
قال الإمام باقر(ع): «من نصائح لقمان الحكيم لابنه ... مَنْ لَا يَمْلِكْ لِسَانَهُ يَنْدَمْ».[7]
- تقوية الإرادة: لكي تقابل الخطايا، يجب أن تكون لديك إرادة قوية. لان صاحب الارادة القویة هو من يفكر في ما یرید فعله جيدا ثم يقرر أن يفعله وينفذه بنشاط وثبات.[8]
[1]. مقتبس من مدخل، «طریق التخلص من المعصیة»، السؤال 5207 (الموقع: 5473).
[2]. مقتبس من مدخل، «طریق التخلص من وسوسة الشیطان»، السؤال 3859 (الموقع: 4110).
[3]. الحجرات، 12.
[4]. الديلمى، الحسن بن ابى الحسن، ارشاد القلوب، ج 1، ص 116، نشر الشریف الرضی، 1412ق.
[5]. راجع: «الغیبة و اهمیة التوبه منها»، السؤال 4166 (الموقع: 5088)؛ «الفرق بین الغیبة و نقد المسئولین»، السؤال 9478 (الموقع: 9436)
[6]. المجلسی، محمد باقر، بحارالانوار، ج 74، ص 241، بیروت، مؤسسة الوفاء، 1404ق؛ حرانى، حسن بن شعبه، تحف العقول، ص 100، قم، نشر جامعه المدرسين، 1404 ق.
[7]. الكلينى، الکافی، ج 2، ص 642، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1365ش.
[8]. مقتبس من مدخل، «طرق تقویة الارادة»، السؤال 525 (الموقع: 572). هناک طرق عرضت لتقوية الإرادة، في هذا الصدد، "طرق تقوية الإرادة"، السؤال 525 (الموقع: 572)؛ لمزيد من المعلومات اقرأ الموضوعات التالیة: "مقارنة الكلام والصمت" السؤال 9135 (الموقع: 9608)؛ "الخطيئة وآثارها"، السؤال 204 (الموقع: 1073).