Please Wait
الزيارة
6994
محدثة عن: 2012/05/19
کد سایت fa14613 کد بایگانی 27471
گروه العملیة,هدیه
خلاصة السؤال
ما هي آداب الإهداء إلى الآخرين في سنة النبي (ص)؟
السؤال
ما هي آداب الإهداء إلى الآخرين في سنة النبي (ص)؟
الجواب الإجمالي

أحد مصاديق السيرة العملية لنبي الإسلام (ص) كان الإهداء و قبول الهدية. و لكن على أساس ما روي عنه (ص) لا ينبغي أن يستلزم المشقة و الكلفة للنفس و للآخرين؛ إذ أن الهدف من هذا العمل هو تحقيق الأنس و الألفة، فإن لم يعتن بآدابه و شرائطه لن يحقق النتيجة المطلوبة.

 

الجواب التفصيلي

من جملة التعاليم الدينية التي أكد الإسلام عليها هو الإهداء إلى الآخرين؛ طبعا لابد من الإشارة إلى هذه المسألة و هي أن مفهوم الهدية في النصوص الدينية أوسع من الهدايا المادية و تشمل الهدايا المعنوية أيضا.

لقد نقلت روايات كثيرة في هذا المجال عن النبي الأعظم (ص) فنشير إلى بعضها:

1. من تكرمة الرجل لأخيه المسلم أن يقبل تحفته و يتحفه بما عنده و لا يتكلف له شيئا و قال لا أحب المتكلفين.[1]

إن النبي (ص) في هذه الرواية قد اعتبر الإهداء كرامة الإنسان المسلم. و النقطة اللطيفة التي أشير إليها هي أنه لا ينبغي أن تكون الهدية بالمشقة و الكلفة، فلابد من مراعاة الظروف الاقتصادية في اختيار الهدية و إلا فيصدق عليها مصداق "التكلف" الذي يختلف مضمونا عن ما يراد من الهدية.

2. قال الإمام الباقر (ع): كان رسول الله (ص) يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة و يقول تهادوا فإن الهدية تسل السخائم و تخلي ضغائن العداوة و الأحقاد.[2]

3. و قد روى الإمام الرضا (ع) عن أبيه عن جده أنه قال: إن النبي (ص) يحب الهدية يستحليها و يستدعيها و يكافئ عليها أهلها.[3]

4. و قال رسول الله (ص): الْهَدِيَّةُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ هَدِيَّةُ مُكَافَأَةٍ و هَدِيَّةُ مُصَانَعَةٍ و هَدِيَّةٌ لِلَّهِ عَزَّ و جَل‏.[4]

5. و كذلك قال رسول الله (ص): لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ و لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ.[5]

و إنما ذكر النبي الكراع مثالا و لعل المقصود هو أن لو أهدي لي شيء غير ثمين لقبلته.

6. و كذلك قال رسول الله (ص): عَجِّلُوا رَدَّ ظُرُوفِ الْهَدَايَا فَإِنَّهُ أَسْرَعُ لِتَوَاتُرِهَ.[6]

7. و قد روى الإمام الرضا (ع) عن أجداده عن رسول الله (ص) أنه قال: نعم الشي‏ء الهدية و هي مفتاح الحوائج.[7]

يتضح من خلال الروايات التي نقلناها في باب الهدية هو أن الهدية و إن كانت تحظى بأهمية بالغة و قد أوصى رسول الله (ص) بها، و لكن لابد من الإهتمام بخصائصها و آدابها و شرائطها التي ذكرت في هذه النصوص؛ إذ أن الهدف الرئيس من الإهداء هو إيجاد الألفة و المحبة و إزالة الضغائن بين القلوب.

 


[1] الطبرسي، علی بن حسن، مشکاة الآنوار، ص 219، المكتبة الحيدرية، النجف، 1385ق.

[2] المصدر نفسه.

[3] المصدر نفسه.

[4] الكليني، محمد بن یعقوب، الکافی، ج 5، ص 141، ح 1، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365ش.

[5] الصدوق، محمد بن علی، من لا یحضره الفقیه، ج 3، ص 299، نشر جماعة المدرسين، قم، 1413 ق.

[6] المصدر نفسه، ص 300.

[7] الصدوق، محمد بن علی، عیون أخبار الرضا (ع)، ج 2، ص 74، ح 342، دار نشر جهان، 1378ق.