عالم الرؤیا عالم واسع جداً، و تشخیص أن هذه الرؤیا هل لها حقیقة أم لا فهذا الأمر بعهدة صاحب الرؤیا أو بعهدة معبّرها، ثم بعد تشخیص هذا الأمر یمکن الحکم علی الفرد المشاهد فی الرؤیا هل کانت روحه حاضرة فی الرؤیا أو کان خیال عنه.
لابد من التذکیر بعدّة نکات مهمة عن عالم الرؤیا قبل الدخول فی هذا البحث و هی:
أولاً: عالم الرؤیا یتمتع بسعة کبیرة، و یُمکن اعتباره بشکل عام نافذة علی عالم الفرد اللاإرادی، الذی یبدأ من خیاله و یتسع الی المراتب العالیة للوجود. فمن هذه الجهة و نسبة لمستوی الرؤیا یُمکن الحکم علیها بأنها صادقة أم کاذبة.
ثانیاً: تقسیم الرؤیا الی صادقة و کاذبة تقسیم کلی بالنسبة للعوالم الباطنیة، فالکاذبة هی نفس عوالم الأوهام و الخیالات الشخصیة، و لیس لها أی حقیقة سوی إنها أوهام. أما الصادقة فتشمل مراتب عددیة من العوالم الباطنیة ذات الواقعیة. و هذه الواقعیة قد تکون ممزوجة الی حدّ ما بذهن الفرد فلا تکون خالیة من تأثیر التوهّمات الشخصیة. أما فی المراتب الخاصة حیث لا یکون للذهن أی دخالة إلا الشیء القلیل عندها تکون الرؤیا واقعة فی العالم الحقیقی بشکل کامل، أعم من عالم المثال أو حتی العوالم الا علی، کما یقول الله سبحانه و تعالی فی القرآن الکریم: "اللَّهُ یَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حینَ مَوْتِها وَ الَّتی لَمْ تَمُتْ فی مَنامِها فَیُمْسِکُ الَّتی قَضى عَلَیْهَا الْمَوْتَ وَ یُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُون".[1]
و من جهة أخری، فتشخیص کون هذه الرؤیا ذات حقیقة أم لا فهذا الأمر بعهدة صاحب الرؤیا أو بعهدة معبّرها. ثم بعد تشخیص هذا الأمر یُمکن الحکم علی الفرد المشاهد فی الرؤیا هل کانت روحه حاضرة فی الرؤیا أو کان الحاضر خیالا عنه له نوع ارتباط به. لذلک فمن ناحیة الإمکان العملی یمکن حصول ارتباط روحی فی المنام و هو ما یتصف بالحقیقة و الواقع. کما یمکن أن لا یحصل هذا الارتباط فی بعض الموارد و تکون الرؤیا کلها قائمة علی أساس توهّمات الفرد صاحب الرؤیا، و غالباً ما تکون هذه الحالات واضحة للشخص نفسه أو لمعبّر الرؤیا.
أخیراً، نقول بشکل عام کلما کانت الرؤیا أعلی من حیث الآثار الوجودیة و الکمال العقلانی و العرفانی، دلّت علی إنها صادقة.
لمزید من الاطلاع راجعوا المواضیع التالیة:
ماهیة الرؤیا، السؤال 5897 (الموقع: 6153). مشاهدة الرؤیا، السؤال 11784 (الموقع: 12358).
تعبیر الرؤیا، السؤال 10862 (الموقع: 10691).