کلمة «فَرَج» في اللغة (بفتح الفاء و الراء)، بمعنی "إنکشاف الغم". [1] و الکتب الروائیة التي تذکر أدعیة و أعمالاً لحصول الفرج في الأمور هي بهذا المعنی. نکتفي هنا بذکر عدة أدعیة تسمّی «دعاء الفرج» و کذلک بذکر صلاة بإسم «صلاة الفرج».
أولاً: دعاء مروي عن النبي الأکرم (ص) و یسمّی أیضاً بـ «دعاء الفرج»: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا مَنْ عَلَا فَقَهَر". [2]
ثانیاً: دعاء مشهور بإسم «دعاء الفرج للإمام الحجة عج» و جاء فیه عبارة «فرجاً عاجلاً» [3] و یبتدأ بـ "اللهم (إلهی) عظم البلاء و برح الخفاء ...". [4]
ثالثاً: دعاء ورد عن الإمام الصادق (ع) بمضامین الفرج الذي أورده الشیخ الطوسي ضمن الأعمال الیومیة. [5] "اللهم صل على محمد و آل محمد اللهم إن الصادق الأمين صلى الله عليه و آله قال إنك قلت ما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت و أكره مساءته اللهم فصل على محمد و آل محمد و عجل لوليك الفرج و العافية و النصر و لا تسؤني في نفسي و لا في أحد من أحبتي". [6]
رابعاً: صلاة وردت عن الإمام علي (ع) بإسم "صلاة الفرج". [7]
أما دعاء "اللهم کن لولیک ... "فلا یسمی بدعاء الفرج نظراً إلی معانیه، بل هو من الأدعیة التي یردّدها الشیعة في حق الإمام الحجة –عج- و یعتبر من أعمال لیلة 23 من شهر رمضان المبارک. و یمکن الدعاء به کلما ذُکر الإمام الحجة –عج-.
ما یحسن قوله هنا إن الأدعیة التي تحتوي علی مضامین عرفانیة و أخلاقیة و تکون منسجمة مع روح القرآن و السنة و تعالیمها لا تحتاج إلی تحقیق في سندها کالتحقیق المتبّع في سند البحوث الفقهیة. کما و إن الأدعیة التي ذکرنا ها ذات سند یمکن الاطمئنان إلیه.
[1] إبن منظور، محمد بن مکرم، لسان العرب، ج 2، ص 343، کلمة «الفرج»، نشر دار الصادر، بیروت، الطبعة الثالثة، 1414 ق؛ الطریحي، فخر الدین، مجمع البحرین، المحقق و المصحّح: الحسیني، سید أحمد، ج 2، ص 322، نشر مکتبة المرتضوي، طهران، الطبعة الثالثة، 1416 ق.
[2] إبن طاووس، علي بن موسی، مهج الدعوات و منهج العبادات، ص 90، دار الذخائر، قم، الطبعة الأولی، 1411 ق.
[3] و هذا الدعاء قد جاء في مکان آخر –باختلاف قلیل- علی أنه یُقرأ بعد صلاة الإمام الحجة –عج-؛ (راجعوا، الشیخ الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشیعة، ج 8، ص 18، مؤسسة آل البیت (ع)، الطبعة الأولی، 1409 ق.
[4] العاملي الکفعمي، إبراهیم بن علي، المصباح – جنة الأمان الواقیة و جنة الإیمان الباقیة، ص 176، نشر دار الرضي، قم، الطبعة الثانیة، 1405 ق.
[5] الشیخ الطوسي، مصباح المتهجّد و سلاح المتعبّد، ج 1، ص 58، مؤسسة فقه الشیعة، بیروت، الطبعة الأولی، 1411 ق.
[6] قطب الدین الراوندي، الدعوات، سلوات الحزین، ص 134، مدرسة الإمام المهدي –عج-، قم، الطبعة الأولی، 1407 ق.
[7] الشیخ الطوسي، محمد بن الحسن، تهذیب الأحکام، المحقق و المصحح: الخرسان، حسن الموسوي، ج 3، ص 103، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبعة الرابعة، 1407 ق؛ مفاتیح الجنان، أعمال شهر رمضان المبارک، دعاء لیلة الثالثة و العشرین.