Please Wait
الزيارة
19952
محدثة عن: 2012/05/15
کد سایت fa21927 کد بایگانی 26695
گروه درایة الحدیث,الکلام القدیم
خلاصة السؤال
ما دليل وضع اليد على القبر و النقر عليه عند قراءة الفاتحة على الميت؟
السؤال
من المتعارف في مناطقنا أنهم عندما يذهبون الى القبور يضعون أيديهم على القبر ثم ينقرون عليه قبل قراءة الفاتحة، ما الدليل الشرعي على هذه العمل؟ و هل هو من الامور المبتدعة؟
الجواب الإجمالي

حددت الروايات مجموعة من الآداب التي ينبغي مراعاتها عند زيارة القبورة، الكثير منها تهدف الى تعزيز إحترام الميت و بعضها الآخر يهدف الى تعزير العلاقة بين الاحياء و الاموات،و من تلك العوامل التي تؤدي الى تعزير العلاقة بين الميت و الحي وضع يد الميت على قبر من يزوره، عن عبد الرَّحمن بن أَبي عبد اللَّه قال: سأَلْتُُ أبا عبد الله (ع) عن وضع الرَّجلِ يدهُ على القبر ما هو و لم صنع؟ فقال: صنعهُ رسول اللَّه (ص) على ابنهِ بعد النَّضح.

نعم، هناك أمور متعارفة بين الناس من قبيل النقر على القبر الا اننا لم نعثر على رواية تؤيد هذا المعنى الخاص "النقر"، و لعل سلوكهم  منطلق من الخطأ في فهم طريقة وضع اليد، باعتبار ان الروايات أكدت على وضع اليد، فقد يخطأ البعض و يتصور أن وضع اليد يتمثل بالنقر على القبر، و هذا لا يضر باصل القضية.

و الجدير بالذكرة ان عدم وجود الدليل الخاص على قضية لا يعني معارضتها للاصول و القواعد العامة فقد تدخل ضمن عمومات الاحكام و اطلاقاتها، و بهذا من غير الصحيح وصف أي سنة من السنن المتبعة بين الناس بالبدعة لمجرد عدم وجود الدليل الخاص بها. نعم، اذا لم يكن للعمل المذكور دليل خاص و لا يوجد دليل عام يشمله كعنوان البر و الاحسان و الخير و الاحترام و ما شابه ذلك من العنوانين العامة، فحيئنذ لا يمكن ادراجه ضمن السنن و الاداب و الاسلامية.

 

الجواب التفصيلي

أكدت الروايات الاسلامية على الاهتمام بشأن الموتى و عدم حرمانهم من أعمال الخير كالدعاء و تلاوة القرآن و التصدق نيابة عنهم ، و من تلك الامور التي تم التأكيد عليها اهداء ثواب سورة الفاتحة و قراءة القرآن لهم. فقد روي عن الإمام الرضا (ع): "ما من عبد مؤمنٍ زار قبر مؤمنٍ فقرأَ عندهُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ سبع مرَّاتٍ إِلا غفرَ اللَّهُ لهُ و لصاحب القبر".[1]

و من السنن الحسنة الرائجة في اوساط المسلمين إهداء الخيرات الى الموتى و زيارة قبورهم، و نحن لا نشك في وجود الكثير من الفوائد التي تعود على الموتى من خلال هذه الاعمال و تساعده في ذلك العالم الذي يكون الانسان بأمس الحاجة فيه الى إعمال الرحمة الالهية و الفيض الرباني، و الا يكون تشريعه لغواً تعالى الله تعالى عن ذلك؛ من هنا جاء في الروايات الحث على عدم نسيان الموتى و التواصل معهم دائما، روي عن الامام الصادق (ع) أنه قال: " ما يمنعُ الرَّجلَ مِنْكُمْ أَنْ يَبَرَّ وَالِدَيْهِ حَيَّيْنِ وَ مَيِّتَيْنِ يُصَلِّيَ عَنْهُمَا و يتصدَّقَ عنهُما و يَحُجَّ عَنْهُمَا وَ يَصُومَ عَنْهُمَا فَيَكُونَ الَّذِي صَنَعَ لَهُمَا وَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ فَيَزِيدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِبِرِّهِ وَ صِلَتِهِ خَيْراً كَثِيراً ".[2]

ثم ان الروايات حددت مجموعة من الآداب التي ينبغي مراعاتها عند زيارة القبورة، الكثير منها تهدف الى تعزيز احترام الميت و بعضها الآخر يهدف الى تعزير العلاقة بين الاحياء و الاموات، روى إِسحاق بن عمَّار،عن أَبي الحسن الكاظم (ع) قال: قلت له: المؤمنُ يعلمُ بمن يزور قبرهُ؟ قال: نعمْ، و لا يزالُ مُسْتَأْنِساً بِهِ مَا دَامَ عند قبره".[3]

و من تلك العوامل التي تؤدي الى تعزير العلاقة بين الميت و الحي وضع يد الميت على قبر من يزوره، عن عبد الرَّحمن بن أَبي عبد اللَّه قال: سأَلْتُُ أبا عبد الله (ع) عن وضع الرَّجلِ يدهُ على القبر ما هو و لم صنع؟ فقال: صنعهُ رسول اللَّه (ص) على ابنهِ بعد النَّضح. قال: و سأَلْتُهُ كيفَ أَضَعُ يدي على قبور المسلمينَ؟ فأَشار بيده إِلى الأَرض و وضعها عَليهَا ثمَّ رَفَعَهَا وَ هُوَ مُقَابِلُ الْقِبْلَة.[4]

أضافة الى ما جاء في الروايات المذكورة هناك امور متعارفة بين الناس من قبيل النقر على القبر الا اننا لم نعثر على رواية بهذا المعنى الخاص "النقر"، و لعلها منطلقة من الخطأ في فهم طريقة وضع اليد، باعتبار ان الروايات أكدت على وضع اليد كما مر، فقد يخطأ البعض و يتصور ان وضع اليد هو النقر على القبر، و هذا لا يضر باصل القضية.

و الجدير بالذكرة ان عدم وجود الدليل الخاص على قضية لا يعني معارضتها للاصول و القواعد العامة فقد تدخل ضمن عمومات الاحكام و اطلاقاتها، و بهذا من غير الصحيح وصف أي سنة من السنن المتبعة بين الناس بالبدعة لمجرد عدم وجود الدليل الخاص بها. نعم، اذا لم يكن للعمل المذكور دليل خاص و لا يوجد دليل عام يشمله كعنوان البر و الاحسان و الخير و الاحترام و ما شابه ذلك من العنوانين العامة، فحيئنذ لا يمكن ادراجه ضمن السنن و الاداب و الاسلامية.

 


[1] الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 181، جامعة المدرسين، قم، 1413 ق.

[2] انظر: نفس المصدر، ج2، ص159، روايات الباب.

[3] نفس المصدر، ج3، ص229.

[4] نفس المصدر، ج3، ص200.