ان الذی یحصل بالإستحمام هو النظافة الظاهریة، لکنه بالإضافة الی ذلک هناک شرط آخر من شرائط الصلاة و هو ایجاد الطهارة المعنویة و لا تحصل الا عن طریق الوضوء و الغسل فإذا لم یتمکن من الاستفادة من الماء تحصل هذه الطهارة المعنویة و الباطنیة بواسطة التیمم البدیل عن الوضوء أو الغسل.
و من الطبیعی یجب الالتفات الی ان ذلک لایعنی انتفاء الطهارة الظاهریة عند التیمم.
إن احدی شرائط صحة الصلاة هی الطهارة الظاهریة للبدن من کل أنواع القذارة و النجاسة الظاهریة، و الذی یحصل عن طریق الإستحمام هو الطهارة الظاهریة من الأوساخ و القاذورات و لکنه بالاضافة الی الطهارة الظاهریة هناک شرط آخر من شروط الصلاة و هی ایجاد و حصول الطهارة المعنویة و هذه لاتحصل الا عن طریق الوضوء أو الغسل و إذا لم یوجد الماء ینتقل الامر الی التیمم حیث جعله الله عز و جل بدیلا عن الوضوء أو الغسل.
و یجب الالتفات الی ان ذلک لایعنی انتفاء الطهارة الظاهریة عند التیمم فقد أثبتت العلوم الحدیثة ان التراب له أثر فی النظافة و علیه فسنعرف سرّ الحکم الإلهی و هو لماذا یُمسح فی بعض الاوقات الظرف النجس ثلاث أو سبع مرات بالتراب.
بعد أن اوضح الله تعالی بعض علل التلوّث الروحی و الباطنی، عرّفنا کیفیة ازالة هذا التلوث. لو کانت هذه الاسباب من الامور التی یرفعها الوضوء کالنوم و البول و الغائط و الریح و غیرها فیجب الوضوء. و ان کانت من قبیل الامور التی لایرتفع اثرها الا بالغسل فیجب الغسل.
فان لم یتمکن المکلف من الحصول علی الماء ینتقل الحکم الی التیمم "فتیممّوا صعیداً طیّباً" ثم تشرع الآیة فی ییان الحکمة من الامر فقال تعالی " و لیطهرکم ......"[1]
والذی یظهر من الآیة الکریمة أن مراد الباری تعالی من الطهارة هو الأعم من الطهارة الظاهریة و المعنویة. و من الواضح ان الطهارة و النظافة الصحیّة (النظافة الظاهریة) تتحقق بالغسل بالماء ولعله لا یمکن ان یثبت أثر النظافة الصحیّة عن طریق المسح بالتراب" التیمم". الا انه لا یوجد أدنی شک فی ان من آثار التیمم الطهارة المعنویة. و هذا لایختص بالتیمم فالطهارة المعنویة تحصل من خلال السجود و خاصة اذا کان علی التراب و لهذا فقد عدوّا السجدة أفضل حال من حالات الصلاة بحیث اختصّت بها أفضل الأذکار لأنها اقصی حالات الخضوع و الخشوع و التذلل فعند وضع الجبهة علی التراب یدرک المصلی و یفهم عظمة الباری عز و جل. کذلک الامر فی حال الرکوع فکلما تواضع العبد لربه و انحنی و تذلل له سبحانه کلما عرف الله عز و جل اکثر.
و هذا یظهر من الذکر الوارد فی الرکوع " سبحان ربی العظیم و بحمده".
و علی ای حال یجب ان تلتفت الی هذه المسألة هی ان ازالة الأوساخ و القذارة الروحیة و ایجاد الطهارة المعنویة أمر حدّد الله تعالی طرقه و انه الأعلم بذلک و بالتالی فهو یعرف ان ازالة الأوساخ و القذارة الروحیة تحصل بالماء الکثیر أو القلیل أو تحصل عن طریق الماء أو التراب.
و من جهة اخری فإن الإنسان الذی یرید التقرب الی الله عز و جل علیه ان یعمل طبقا لاوامره سبحانه و بالطریقة التی حددها سبحانه و تعالی.