یتمتع القرآن بخصوصیات لا توجد فی الکتب الأخرى، و لو أن نهج البلاغة یتصف بهذه الخصوصیات لکان معجزة و لکن لیس لنهج البلاغة مثل هذه الخصوصیات، لأنه من إنتاج فکر البشر، أما القرآن فإنه من قبل الله و نازل منه، و لا یستطیع أی إنسان أن یأتی بکتاب کالقرآن[1].
و أما فیما یخص وجوه إعجاز القرآن فقد کتبت الکثیر من الکتب و المقالاتن بإمکانکم الرجوع إلیها و الاستفادة منها و تشیر إلى بعضها: موضوع إعجاز القرآن السؤال 571 (موقع رقم: 625) وموضوع: القرآن إیحاء إلهی، السؤال رقم 67 (الموقع: 308) و موضوع: عدم تحریف القرآن السؤال رقم 5171 (الموقع: 5683).
و على أی حال فإن نهج البلاغة یمثل بعضاً من کلمات الإمام و خطبه و کتبه التی جمعت من قبل الشریف الرضی(ره) و یتمتع بمیزات عالیة على مستوى الفصاحة و البلاغة، کما أنه شامل و واسع و متعدد الجوانب و....
و کل جانب من هذه الجوانب کافٍ لوضع کلام الإمام فی مرتبة متفردة لا یدانیها کلام، و لکن ضم هذه الممیزات إلى بعضها إضافةً إلى الحدیث فی کل الجوانب و المیادین الحیاتیة مع الاحتفاظ بالفصاحة و البلاغة مما یرفع من شأن کلام الإمام إلى حدود الإعجاز و لکن من جهة أنه لا یمکن أن یصل إلى مستوى کلام الله تعالى «القرآن» کان کلام الإمام (ع) یمثل الفاصل بین کلام الخالق و کلام المخلوق حتى قیل فیه «أنه فوق کلام المخلوق و دون کلام الخالق»[2]. فهو فوق کلام جمیع العلماء و المفکرین و الکتاب لما یتمتع به من بلاغة و فصاحة إلا أنه دون کلام الله تعالى. و من حیث اشتماله على کل هذه المواصفات فهو معجزة الإمام(ع) و لیس معجزة النبوة، و لم یدعّ أحدٌ مثل هذا الادعاء، لأن المعجزة تعنی عجز الآخرین عن الإتیان بمثلها، و ثانیاً إن صاحب المعجزة یرید إثبات نبوته من خلالها. و على أی حال فمهما یکن من وجوه الإعجاز فی نهج البلاغة فإنه یبقى کلاماً للمخلوق و لا یرقى إلى مستوى القرآن بأی حال، و لم یکن معجزة کما هو القرآن معجزة إلهیة.
یراجع: