Please Wait
الزيارة
9089
محدثة عن: 2009/11/23
کد سایت fa4849 کد بایگانی 6462
گروه العملیة
خلاصة السؤال
ما هو طریق دفع الطلسم؟
السؤال
أرجو منکم أن ترشدونی فیما یتعلّق بالطلسم (الأدعیة السلبیة) و ذلک أنی اشعر أن اعمالی تسیر ببطء مع بذلی لجهود کبیرة و لا یهتم أحد باعمالی الایجابیة، و قد راجعت فی سنة 84 (ش) أحد کتاب الأدعیة فأخبرنی بأن سیدة طویلة قد عملت لی طلسماً منذ 9 سنوات و قد مضی علی ذلک ثلاث سنوات و شعرت أنه صادق فی قوله. و لأجل ذلک فقد ابتلیت بکآبة شدیدة و لذا ارجو منکم أن تنقذونی من هذه الکآبة الروحیة.
الجواب الإجمالي

بالرغم من أن الطلسم لیست خرافة فإن لها آثارها و لکنها لیست مقدورة لکل أحد فکثیر من المدّعین للمعرفة بالطلسم لیسوا صادقین، بل یتخذون وسیلة لخداع الآخرین للحصول علی مکسب مادّی لهم. و خیر طریق لإبطال السحر هو اللجوء الی الله و توکّل علیه و تلاوة بعض السور القرآنیة کسورة الفلق و الناس.

الجواب التفصيلي

الإنسان موجود معقّد و مجعول و یمکنه القیام بأفعال خارق للعادة و غیر طبیعیة و تنشأ مثل هذه الأفعال من الأبعاد المادیة و غیر المادیة لوجود الإنسان، فمن الناحیة المادیة یتمکّن الإنسان بواسطة الوسائل المادیة و القیام ببعض التمارین من زیادة سرعته فی أداء بعض الأعمال و أن یعتاد علی بعض ألامور التی یتعجّب منه الآخرون. و من الناحیة المعنویة أیضاً یقوم بأعمال خارق للعادة عن طریق استخدام قوی نفسیة و روحیة. و من تلک الأمور خارق للعادة: الطلسم.

یقول صاحب مجمع البحرین فی ذیل کلمة طلسم: "المشهور فی معنی الطلسم علی ما نقل أقوال ثلاثة: الأول: الطل بمعنی الأثر فالمعنی: أثر إسم

الثانی: أنه لفظ یونانی عقد لا ینحل

الثالث: أنه کنایة عن مغلوب أعنی مسلط".[1]

و یقول مؤلف کتاب "کشّاف اصطلاحات العلوم و الفنون":"یقول عبد العلی البیرجندی فی شرح التذکرة: الطلسم عبارة عن خارق یکون مبدؤه قوی فعّالة (مؤثرة) سماویة ممتزجة مع قوابل أرضیة منفعلة (متأثرة) لتحصل منها أمور عجیبة و غریبة و ذلک أن هناک ظروفاً خاصة لإیجاد الکائنات العنصریة التی تکون أسبابها قوی سماویّة، و فی هذه الحروف یتکامل استعداد القابل. و علی هذا فالذی یتعرف علی أحوال القابل و الفاعل و یکون قادراً علی الجمع بینهما فإنه یمکنه التوصّل الی ظهور آثار عجیبة خارقة".[2]

فأولاً: تستخدم فی الطلسم قوی ماورائیّة عن طریق بعض الأدوات و الوسائل المادیة.

ثانیاً: لیس الطلسم عملاً بسیطاً و سهلاً و لا یستطیعه کل أحد فینبغی الانتباه و عدم الوثوق بسهولة بکل من یدّعی معرفة هذه الامور، لأن الکثیر من النفّعیین جعلوا من هذا الطریق وسیلة لکسب الربح عن طریق خداع الناس.

ثالثاً: أن الطلسم لیس بخرافة و له واقعیته و آثاره. و یری ابن سینا أن سبب السحر هو النفوس القویة التی تحدثه من دون استخدام الوسائل المادیة و لکن الطلسم ینشأ من ارتباط القوی السماویة مع القوی الأرضیّة، و یقول: أن الظواهر غیر عادیة فی عالم الطبیعة تنشأ من ثلاثة مصادر:

الف: الهیئة النفسانیة

ب: خواص الأجسام العنصریة کجذب الحدید من قبل المغناطیس.

ج: القوی السماویة التی ینشأ من ارتباطها بالقوی الأرضیة آثار عجیبة.

و السحر هو من النوع الأول و لکن الطلسم هو من النوع الثالث.[3]

و یقول المرحوم الشهید الأول بعد ذکر تعریف قریب من التعریف المذکور عن البیرجندی: "الطلسم حرام و التکسّب من هذا الطریق حرام أیضاً".[4]

و علی الرغم من وجود الطلسم آثاره التی لا یمکن إنکارها فإنه قابل للإبطال. و یمکن إبطال الطلسم بطرق مختلفة.

و حیث إن القدرة المؤثّرة الوحیدة فی العالم هی الله القادر المتعال، فالأفضل فی حلّ المشکلات الالتجاء الی باب رحمته تعالی بدلاً من اللجوء الی السحر و الطلسم و أمثال ذلک (و من یتوکّل علی الله فهو حسبه)[5] (و کفی بالله وکیلا)[6] فالمسبب الحقیقی هو الله فقط و هو مسبب الأسباب، و إذا کان للطلسم و السحر و أمثاله تأثیر و سببیّة أیضاً، فأن الله هو الذی جعلها أسباباً.

و بناء علی هذا فأفضل طریق لإبطال الطلسمات هو التوکّل علی الله القادر الجبّار و اللجوء الی بحر رحمته اللامتناهی و هو القرآن الکریم حیث یقول: "و ننزّل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنین"[7]. و للمنع من تأثیر السحر و الطلسم فإن قراءة القرآن الکریم و خصوصاً صور الکافرون و الاخلاص و الفلق و الناس مؤثّر جدّاً. و هناک أدعیة مذکورة فی بعض کتب الأدعیة مثل: مفاتیح الجنان.

الموضوع الذی له صلة: الجواب رقم 4059 (الموقع 4804) موضوع: حکم السحر و طریق ابطاله.



[1] الطریحی، فخر الدین، مجمع البحرین، تحقیق السید أحمد الحسینی، ج 5، ص 107، المکتبة المرتضویة.

[2] الطهانوی، کشاف اصطلاحات العلوم و الفنون، ج 2، ص 1138، مکتبة لبنان، 1996 م.

[3] الصدر، الحاج سید جوادی و الآخرون، دائرة المعارف الشیعیة، ج 9، ص 117، منشورات الشهید السعید محبّی، طهران 1381 ش.

[4] القمی، الشیخ عباس، سفینة البحار، ج 4، ص 91، الطبعة الثانیة، دار الاسوة، 1416 ق، نقلاً عن الدروس الشهید الأول.

[5] الطلاق، 3.

[6] النساء، 81.

[7] الاسراء، 82.