خلاصة السؤال
ما هو الدلیل الشرعي علی عید نوروز؟
السؤال
ما هو الدلیل الشرعي علی عید نوروز؟
الجواب الإجمالي
هذا العید هو من الأعیاد الإیرانیة القدیمة و الذي کان مشهوراً قبل الإسلام، و قد وردت روایة عن الإمام الصادق(ع) في فضل نوروز في کتب الروایات، و قد عمل مشهور الفقهاء المتأخّرین بهذه الروایة و أفتوا باستحباب الغسل في نوروز. و لکن البعض الآخر ناقش في هذه الروایة.
و بناء علی هذا فإنه لا یمکن إضغاء صبغة دینیة علی هذا العید بصورة مؤکّدة و اعتباره من الأعیاد الدینیة. و لکن ینبغي الالتفات الی أنه لم یرد نهي من قبل المعصومین بالنسبة لهذا العید. و من هنا تدخل هذه المسألة في المباحات و بالخصوص مع إقتران الاحتفال بمثل هذه الأیام بأیّام تذکّرنا بعظمة خالق الطبیعة، إضافة الی قیام الناس بأعمال حثّ علیها الشارع المقدّس مثل النظافة و تغییر محتویّات البیت و صلة الأرحام و إدخال السرور علی المؤمنین و إزالة الضغائن و الأحقاد و الافراج عن السجناء و ...
و نعلم أیضاً أن أمیر المؤمنین(ع) قال: "کل یومٍ لا یعصی الله فیه فهو عید".
نعم هناک عادات خاطئة کالقفز علی النار و غیره، و هي مما لا دلیل شرعي علیها و لیس ذلک فحسب بل أن هذه الأعمال أقرب الی الخرافة منها الی الدین فیجب السعي للقضاء علیها.
و بناء علی هذا فإنه لا یمکن إضغاء صبغة دینیة علی هذا العید بصورة مؤکّدة و اعتباره من الأعیاد الدینیة. و لکن ینبغي الالتفات الی أنه لم یرد نهي من قبل المعصومین بالنسبة لهذا العید. و من هنا تدخل هذه المسألة في المباحات و بالخصوص مع إقتران الاحتفال بمثل هذه الأیام بأیّام تذکّرنا بعظمة خالق الطبیعة، إضافة الی قیام الناس بأعمال حثّ علیها الشارع المقدّس مثل النظافة و تغییر محتویّات البیت و صلة الأرحام و إدخال السرور علی المؤمنین و إزالة الضغائن و الأحقاد و الافراج عن السجناء و ...
و نعلم أیضاً أن أمیر المؤمنین(ع) قال: "کل یومٍ لا یعصی الله فیه فهو عید".
نعم هناک عادات خاطئة کالقفز علی النار و غیره، و هي مما لا دلیل شرعي علیها و لیس ذلک فحسب بل أن هذه الأعمال أقرب الی الخرافة منها الی الدین فیجب السعي للقضاء علیها.
الجواب التفصيلي
عید نوروز هو من الأعیاد التي یحترمها الإیرانییّون الفرس و البلدان المجاورة و یحتفل بها أیضاً الأکراد في العراق و ترکیا و سوریا. و هذا العید هو من الأعیاد القدیمة و قد کان مشهوراً قبل الإسلام.
و نحن من خلال مراجعتنا للمصادر المتوفّرة لدینا لم نجد روایة تدعمه أو فقیهاً قد تعرّض له الی زمان الشیخ الطوسي (460هـ) حیث أورد الروایة التالیة في کتاب مصباح المتهجّد عن المعلّی بن خنیس عن الإمام الصادق(ع) في یوم نوروز: "إذا کان یوم النیروز فاغتسل و البس أنظف ثیابک و تطیّب بأطیب طیبک و تکون ذلک الیوم صائماً فإذا صلّیت النوافل و الظهر و العصر فصلّ بعد ذلک أربع رکعات تقرأ في أول کل رکعة فاتحة الکتاب و عشر مرات إنّا أنزلناه في لیلة القدر و في الثانیة فاتحة الکتاب و عشر مرات قل یا أیها الکافرون و في الثالثة فاتحة الکتاب و عشر مرات قل هو الله أحد و في الرابعة فاتحة الکتاب و عشر مرات المعوذتین و تسجد بعد فراغک من الرکعات سجدة الشکر و تدعو فیها یغفر لک ذنوب خمسین سنة".[1]
و ینقل أیضاً في کتاب المهذب عن الراوي المذکور أن الإمام الصادق(ع) قال: "أن یوم النیروز هو الیوم الذي أخذ فیه النبي(ص) لأمیر المؤمنین(ع) العهد بغدیر الخم فأقروّا له بالولایة فطوبی لمن ثبت علیها و الویل لمن نکثها، و هو الیوم الذي وجّه فیه رسول الله(ص) علیّاً الی وادي الجنّ و أخذ علیهم العهود و المواثیق هو الیوم الذي ظفر فیه بأهل النهروان و قتل ذي الثدیة و هو الیوم الذي فیه یظهر قائمنا أهل البیت و ولاة الأمر و یظفره الله بالدجّال فیصلبه علی کناسة الکوفة و ما من یوم نیروز الّا و نحن نتوقّع فیه الفرج لأنه من أیّامنا حفظه الفرس و ضیّعتموه. ثم أن نبیاً من أنبیاء بني إسرائیل سأل ربّه أن یحیي القوم الذین خرجوا من دیارهم و هم الوف حذر الموت فأماتهم الله فأوحی الله إلیه إن صبّ علیهم الماء في مضاجعهم فصبّ علهم الماء في هذا الیوم فعاشوا و هم ثلاثون ألفاً فصار صب الماء في یوم النیروز سنة ماضیة لا یعرف سببها الا الراسخون في العلم و هو أوّا یوم من سنة الفرس. قال المعلی و أملی علي ذلک فکتبت من إملائه".[2]
و قد عمل مشهور الفقهاء المتأخّرین بهذه الروایة و أفتوا باستحباب الغسل في نوروز، یقول صاحب الجواهر: "غسل نوروز مشهور بین المتأخّرین لأجل روایة المعلی بن خنیس عن الإمام الصادق(ع) و المنقوله عن المصباح و لم نجد مخالفاً في هذه المسألة".[3]
و أما المرحوم الخوئي(ره) فلم یعمل بهذه الروایة بسبب کونها مرسلة و قال: "روایة المعلی بن خنیس مرسلة و لا یمکن الاعتماد علیها إلّا بناء علی القو بالتسامح في أدلّة السنن و هو ما لا نوافق علیه".[4]
و علی هذا الأساس فیمکن القول بأنه لا یمکن إضفاء صبغة دینیة علی هذا العید بصورة مؤکدة و اعتباره من الأعیاد الدینیة. و لکن هنا سؤال یطرح نفسه و هو أنه علی فرض قبولنا عدم اعتبا الشارع المقدّس هذا العید عیداً دینیّاً، فهل نری عن هذا العید و حرّمه بحیث لا یجوز الاحتفال به؟ و في الجواب نقول: أورد بن شهراشوب في مناقبه روایة تقول: "إنه حکي أن المنصور الداونیقي أرسل شخصاً الی الإمام موسی بن جعفر(ع) لیطلب منه الجلوس ال جنبه حین یأتي الناس في یوم نوروز لأجل التبرکی و تقدیم الهدایا فقال الإمام(ع): إني قد فتّشت الأخبار عن جدّي رسول الله(ص) فلم أجد لهذا العید خبراً و إنه سنة الفرس و محاها الإسلام و معاذ الله أن نحیي ما محاها الإسلام. فقال المنصور: إنما نفعل هذا سیاسة للجند فسألتک بالله العظیم اّا جلست فجلس و دخلت علیه الملوک و الأوامر و الأجناد یهنّؤنه و یحملون إلیه الهدایا و التحف و ...".[5]
و سند هذه الروایة ضعیف کما هو واضح فإن ابن شهراشوب لم یذکر سند الروایة بل نقلها بقوله (و حکي) و هذا دلیل علی ضعفها و عدم إمکان الاستناد إلیها. و جدیر بالذکر إن قضیة الاحتفال بعید نوروز کانت مسألة شائعة و منتشرة فإذا کانت مخالفة للإسلام و تعالیمه لنهی عنها الأئمة(ع) نهیاً صریحاً و مؤکّداً، و لکان ذلک النهي قد وصل إلینا قطعاً. و من الواضح أن نوروز قد ذکر عند الائمة و لکنهم لم ینهوا و لم یعتبروه أمرا باطلاً.[6]
و بدیهي أن القضاء علی مثل هذه العادة المتجذّرة و القویة لا یمکن أن یستند فیه الی روایة واحدة و هي مع ذلک مرسلة.
و بناء علی هذا بأیام تذکرنا جمال الطبیعة الساحرة بقدرة الله و تجدید الحیاة و المعاد إضافة الی أنه في هذا الیوم یقوم الناس بأعمال حثّ علیها الشارع المقدّس مثل النظافة و تغییر محتویّات البیت و صلة الأرحام و إدخال السرور علی المؤمنین و إزالة الضغائن و الأحقاد و الإفراج عن السجناء و ... نعم هناک عادات خاطئة کالقفز علی النار و غیره، و هي مما لا دلیل شرعي علیها و لیس ذلک فحسب بل أن هذه الأعمال أقرب الی الخرافة منها الی الدین فیجب السعي للقضاء علیها.
و لأجل حسن الختام نشیر في هذا المجال الی کلام أمیر المؤمنین(ع) الذي یقول فیه: "کل یوم لا یعصی الله فیه فهو عید".[7]
و نحن من خلال مراجعتنا للمصادر المتوفّرة لدینا لم نجد روایة تدعمه أو فقیهاً قد تعرّض له الی زمان الشیخ الطوسي (460هـ) حیث أورد الروایة التالیة في کتاب مصباح المتهجّد عن المعلّی بن خنیس عن الإمام الصادق(ع) في یوم نوروز: "إذا کان یوم النیروز فاغتسل و البس أنظف ثیابک و تطیّب بأطیب طیبک و تکون ذلک الیوم صائماً فإذا صلّیت النوافل و الظهر و العصر فصلّ بعد ذلک أربع رکعات تقرأ في أول کل رکعة فاتحة الکتاب و عشر مرات إنّا أنزلناه في لیلة القدر و في الثانیة فاتحة الکتاب و عشر مرات قل یا أیها الکافرون و في الثالثة فاتحة الکتاب و عشر مرات قل هو الله أحد و في الرابعة فاتحة الکتاب و عشر مرات المعوذتین و تسجد بعد فراغک من الرکعات سجدة الشکر و تدعو فیها یغفر لک ذنوب خمسین سنة".[1]
و ینقل أیضاً في کتاب المهذب عن الراوي المذکور أن الإمام الصادق(ع) قال: "أن یوم النیروز هو الیوم الذي أخذ فیه النبي(ص) لأمیر المؤمنین(ع) العهد بغدیر الخم فأقروّا له بالولایة فطوبی لمن ثبت علیها و الویل لمن نکثها، و هو الیوم الذي وجّه فیه رسول الله(ص) علیّاً الی وادي الجنّ و أخذ علیهم العهود و المواثیق هو الیوم الذي ظفر فیه بأهل النهروان و قتل ذي الثدیة و هو الیوم الذي فیه یظهر قائمنا أهل البیت و ولاة الأمر و یظفره الله بالدجّال فیصلبه علی کناسة الکوفة و ما من یوم نیروز الّا و نحن نتوقّع فیه الفرج لأنه من أیّامنا حفظه الفرس و ضیّعتموه. ثم أن نبیاً من أنبیاء بني إسرائیل سأل ربّه أن یحیي القوم الذین خرجوا من دیارهم و هم الوف حذر الموت فأماتهم الله فأوحی الله إلیه إن صبّ علیهم الماء في مضاجعهم فصبّ علهم الماء في هذا الیوم فعاشوا و هم ثلاثون ألفاً فصار صب الماء في یوم النیروز سنة ماضیة لا یعرف سببها الا الراسخون في العلم و هو أوّا یوم من سنة الفرس. قال المعلی و أملی علي ذلک فکتبت من إملائه".[2]
و قد عمل مشهور الفقهاء المتأخّرین بهذه الروایة و أفتوا باستحباب الغسل في نوروز، یقول صاحب الجواهر: "غسل نوروز مشهور بین المتأخّرین لأجل روایة المعلی بن خنیس عن الإمام الصادق(ع) و المنقوله عن المصباح و لم نجد مخالفاً في هذه المسألة".[3]
و أما المرحوم الخوئي(ره) فلم یعمل بهذه الروایة بسبب کونها مرسلة و قال: "روایة المعلی بن خنیس مرسلة و لا یمکن الاعتماد علیها إلّا بناء علی القو بالتسامح في أدلّة السنن و هو ما لا نوافق علیه".[4]
و علی هذا الأساس فیمکن القول بأنه لا یمکن إضفاء صبغة دینیة علی هذا العید بصورة مؤکدة و اعتباره من الأعیاد الدینیة. و لکن هنا سؤال یطرح نفسه و هو أنه علی فرض قبولنا عدم اعتبا الشارع المقدّس هذا العید عیداً دینیّاً، فهل نری عن هذا العید و حرّمه بحیث لا یجوز الاحتفال به؟ و في الجواب نقول: أورد بن شهراشوب في مناقبه روایة تقول: "إنه حکي أن المنصور الداونیقي أرسل شخصاً الی الإمام موسی بن جعفر(ع) لیطلب منه الجلوس ال جنبه حین یأتي الناس في یوم نوروز لأجل التبرکی و تقدیم الهدایا فقال الإمام(ع): إني قد فتّشت الأخبار عن جدّي رسول الله(ص) فلم أجد لهذا العید خبراً و إنه سنة الفرس و محاها الإسلام و معاذ الله أن نحیي ما محاها الإسلام. فقال المنصور: إنما نفعل هذا سیاسة للجند فسألتک بالله العظیم اّا جلست فجلس و دخلت علیه الملوک و الأوامر و الأجناد یهنّؤنه و یحملون إلیه الهدایا و التحف و ...".[5]
و سند هذه الروایة ضعیف کما هو واضح فإن ابن شهراشوب لم یذکر سند الروایة بل نقلها بقوله (و حکي) و هذا دلیل علی ضعفها و عدم إمکان الاستناد إلیها. و جدیر بالذکر إن قضیة الاحتفال بعید نوروز کانت مسألة شائعة و منتشرة فإذا کانت مخالفة للإسلام و تعالیمه لنهی عنها الأئمة(ع) نهیاً صریحاً و مؤکّداً، و لکان ذلک النهي قد وصل إلینا قطعاً. و من الواضح أن نوروز قد ذکر عند الائمة و لکنهم لم ینهوا و لم یعتبروه أمرا باطلاً.[6]
و بدیهي أن القضاء علی مثل هذه العادة المتجذّرة و القویة لا یمکن أن یستند فیه الی روایة واحدة و هي مع ذلک مرسلة.
و بناء علی هذا بأیام تذکرنا جمال الطبیعة الساحرة بقدرة الله و تجدید الحیاة و المعاد إضافة الی أنه في هذا الیوم یقوم الناس بأعمال حثّ علیها الشارع المقدّس مثل النظافة و تغییر محتویّات البیت و صلة الأرحام و إدخال السرور علی المؤمنین و إزالة الضغائن و الأحقاد و الإفراج عن السجناء و ... نعم هناک عادات خاطئة کالقفز علی النار و غیره، و هي مما لا دلیل شرعي علیها و لیس ذلک فحسب بل أن هذه الأعمال أقرب الی الخرافة منها الی الدین فیجب السعي للقضاء علیها.
و لأجل حسن الختام نشیر في هذا المجال الی کلام أمیر المؤمنین(ع) الذي یقول فیه: "کل یوم لا یعصی الله فیه فهو عید".[7]