فی التعالیم الإسلامیة، لا یکفی الحسن الفعلی للعمل أو حسن العمل فحسب، بل الحسن الفاعلی أو إتیان العمل بنیة خالصة أیضا شرط فی قبوله. بالإضافة إلى ذلک لا یکفی إتیان العمل بنیة خالصة فحسب، بل الاستمرار فی النیة الخالصة هو الشرط الآخر لقبوله، إذ یقول الله سبحانه: "مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلا یُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَ هُمْ لا یُظْلَمُون" کما تشاهدون فی الآیة، لم یقل الله "من عمل حسنة" بل قال: "مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ". فمعنى الآیة هو أنه لا بد للإنسان الا أن یوفر شروطاً بعد ما عمل الحسنات لکی یستطیع أن یأتی بها إلى دار القرار.
من أصعب الأمور هو تداوم و استمراریة الإخلاص فی ما یأتی به الإنسان مخلصاً لله. ففی بعض الأحیان یصبح الإخلاص فی العمل و البقاء علیه أصعب بکثیر من القیام بأصل العمل. یقول الإمام الصادق (ع): "الابْقَاءُ عَلَى الْعَمَلِ حَتَّى یَخْلُصَ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَل."[1]
إذن فی التعالیم الإسلامیة، لا یکفی الحسن الفعلی أو حسن العمل فحسب، بل الحسن الفاعلی أو إتیان العمل بنیة خالصة أیضاً شرط فی قبوله. بالإضافة إلى ذلک لا یکفی إتیان العمل بنیة خالصة فحسب، بل الاستمرار فی النیة الخالصة هو الشرط الآخر لقبوله. و قد أشار الله سبحانه و تعالى إلى ذلک فی القرآن حیث قال فی الصدقات: (یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِکُمْ بِالْمَنِّ وَ الاذى کَالَّذی یُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَ لا یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ کَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَیْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَکَهُ صَلْداً لا یَقْدِرُونَ عَلى شَیْءٍ مِمَّا کَسَبُوا وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْکافِرینَ)[2]
فتبین هذه الآیة حال أولئک الذین یعملون الصالحات بنیة خالصة، لکن بعد ذلک یبطلون عملهم بالمنّ و الأذى، الأمر الذی یدل على نیة مشوبة. فقد شبههم الله بالمرائین الباطلة أعمالهم جمیعاً من البدایة، وذلک بسبب ریائهم.
فکما جاءت التوصیة بالعمل الصالح و الحث علیه، کذلک عدّ الحفاظ علیه مهماً. فالقیام بالأعمال الحسنة یشبه الحصول على درّة ثمینة. فمن حصل على درّة کهذه، یجب علیه أن یحافظ علیها لکی یستطیع أن یعرضها فی متجر القیامة. یقول الله سبحانه و تعالى: (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلا یُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَ هُمْ لا یُظْلَمُون)[3] کما تشاهدون فی الآیة، لم یقل الله "من عمل حسنة" بل قال: "مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ". فمعنى الآیة هو أنه لا بد للإنسان من أن یوفر شروطاً بعد ما عمل الحسنات لکی یستطیع أن یأتی بها إلى دار القرار.[4] إذن لا بد من التجنب عن کل أنواع الریاء و المنّ وغیره من الأعمال التی تؤدی إلى زوال الحسنات.
یستفاد من بعض الروایات أنّ من عمل الصالحات و کان جزء من نیته لغیر الله، فلا یقبل منه. یقول الإمام الصادق (ع): "قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَا خَیْرُ شَرِیکٍ مَنْ أَشْرَکَ مَعِی غَیْرِی فِی عَمَلٍ عَمِلَهُ لَمْ أَقْبَلْهُ إِلا مَا کَانَ لِی خَالِصا"[5]
هناک أبحاث مهمة أخرى حول الإخلاص و الحفاظ علیه، تستطیع أن تراجعها فی العناوین التالیة:
1ـ سؤال 2492 (الموقع: 2850)، تحصیل النیة الخالصة.
2ـ سؤال 5073 (الموقع: 5295) معالجة الریاء.
3ـ سؤال 4832 (الموقع: 5171) تناسب الثواب مع الأعمال.