Please Wait
الزيارة
5794
محدثة عن: 2010/09/05
کد سایت fa5813 کد بایگانی 9690
گروه العملیة
خلاصة السؤال
هل حدد الاسلام شروطاً خاصة للجماع زمانیة و مکانیة؟
السؤال
هل وردت تأکیدات خاصة لزمان و مکان الجماع (المقاربة الجنسیة)؟ بل هل تدخل الاسلام فی مثل هذه القضیة فاعطى أوامره فیها؟ الرجاء بیان آراء الفقهاء بالاضافة الى بعض الروایات فی هذا المجال. علما أنی من مقلدی سماحة السید السیستانی.
الجواب الإجمالي

رسم الاسلام برنامجاً للحیاة الانسانیة فی جمیع أبعادها فلم یترک زاویة من زوایا الحیاة الا و بین احکامها و سننها بما فی ذلک المقاربة الجنسیة (الجماع) حیث حدد لها مجموعة من الآداب و السنن المؤثرة فی حفظ السلامة الفردیة و الاجتماعیة، الروحیة و الجسمیة للزوجین، بالاضافة الى سلامة التوالد و زیادة الالفة و المحبة بینهما، الى غیر ذلک من النتائج. صحیح أن الروایات لم تشر الى مکان خاص للجماع لکن المستفاد من مجموعها أن الاسلام لا یحبذ المقاربة الجنسیة فی کل مکان و زمان، بل لابد من رعایة المکان و الزمان المناسبین مع الالتزام بشروط خاصة.

الجواب التفصيلي

بما أن الاسلام دستور حیاة، من هنا رسم الاسلام برنامجاً للحیاة الانسانیة فی جمیع أبعادها فلم یترک زاویة من زوایا الحیاة الا و بین احکامها و سننها بما فی ذلک المقاربة الجنسیة (الجماع) حیث حدد لها مجموعة من الآداب و السنن المؤثرة فی حفظ السلامة الفردیة و الاجتماعیة، الروحیة و الجسمیة للزوجین، بالاضافة الى سلامة التوالد و زیادة الالفة و المحبة بینهما.

یکتشف الانسان مجموعة من الآداب من خلال مراجعته للروایات، و هی عبارة عن:

1- بدء المقاربة الجنسیة بالبسملة و ذکر الله تعالى: فقد ورد فی الروایات مجموعة من الاذکار و الادعیة عند بدء المقاربة الجنسیة أهمها ذکر الله تعالى؛ یقول أمیر المؤمنین (ع): "إِذَا جَامَعَ أَحَدُکُمْ فَلْیَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنِی الشَّیْطَانَ وَ جَنِّبِ الشَّیْطَانَ مَا رَزَقْتَنِی".[1]

2- زمان الجماع و المقاربة الجنسیة: ذکر للمقاربة الجنسیة بعض الازمنة التی قد یؤدی عدم مراعاتها الى حصول نتائج کارثیة؛ روی عن الامام الصادق (ع) أنه قال: " و لا تجامع فی أوّل الشّهر، و فی وسطه، و فی آخره، فإنّه من فعل ذلک فلیسلّم لسقط الولد، و إن تمَّ أو شک أن یکون مجنونا، أما ترى أنّ المجنون أکثر ما یصرع فی أوّل الشّهر، و وسطه، و آخره"[2].

3- ان لا یکون الجماع اثناء العادة الشهریة أو النفاس و فی نهار شهر رمضان: روی عن النبی الاکرم (ص) أنه قال: " مَنْ جَامَعَ امْرَأَتَهُ وَ هِیَ حَائِضٌ فَخَرَجَ الْوَلَدُ مَجْذُوماً أَوْ أَبْرَصَ فَلا یَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَه"[3].

علما أن جمیع المراجع بما فیهم السید السیستانی یقولون بحرمة الجماع فی أیام الحیض و النفاس[4].

4- عدم استقبال القبلة أو استدبارها فی الجماع: روی عن عن محمَّد بن العیص أَنَّهُ سأَل أَبَا عبد اللَّه (ع) فقال لهُ أُجامعُ و أَنا عُرْیَانٌ؟ فقال: " لا و لا مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ و لا مُسْتَدْبِرَهَا"[5].

5- أن تکون المقاربة الجنسیة بعیداً عن نظر الآخرین حتى الاطفال و الرضع: روی عن النبی الاکرم (ص) أنه قال: " و الَّذی نَفْسِی بِیَدِهِ لَوْ أَنَّ رَجُلا غَشِیَ امْرَأَتَهُ وَ فِی الْبَیْتِ صَبِیٌّ مُسْتَیْقِظٌ یَرَاهُمَا وَ یَسْمَعُ کَلامَهُمَا و نَفَسَهُمَا مَا أَفْلَحَ أَبَدا"[6].

6- هناک روایات نهت عن المقاربة الجنسیة (الجماع) فی بعض الاماکن کالسفینة و تحت السماء[7].

من هنا اتضح أنه و إن لم یأت فی الروایات الالزام بکون المقاربة الجنسیة فی فراش النوم الخاص، لکن الاسلام لم یسمح بممارسة ذلک فی کل مکان وزمان، بل المناسب مراعاة أمکنة و أزمنه خاصة.

الجدیر بالذکر أن عدم مراعاة الامور التالیة لا تستلزم الحرمة بل هی مکروهة باستثناء الفرقة الثالثة فانه یحرم.


[1] الحر العاملی، محمد بن حسن، وسائل الشیعة، ج20، ص136، مکتبة الاسلامیه، طهران.

[2] المجلسی، محمد باقر، حلیة المتقین، الباب الرابع فی بیان فضیلة الزواج و آدابه، الفصل الرابع.

[3] نفس المصدر، الفصل الرابع من الباب الرابع.

[4] رساله توضیح المسائل المحشی للامام الخمینی، مسألة 448و504.و 1565.

[5] حلیة المتقین، الفصل الرابع من الباب الرابع؛ وسائل الشیعة، ج20، ص120.

[6] وسائل الشیعة، ج20، ص133.

[7] وسائل الشیعة، ج20،ص137.