Please Wait
الزيارة
9490
محدثة عن: 2008/06/12
کد سایت fa706 کد بایگانی 2524
گروه الفلسفة الاحکام والحقوق
خلاصة السؤال
لماذا یجب أن یکون الأذان باللغة العربیة؟
السؤال
لم یرفع الأذان فی إیران باللغة العربیة لا الفارسیة؟
الجواب الإجمالي

من أهم الأدلة على قراءة الأذان باللغة العربیة هو أن الأذان من العبادات و سنن النبی الأکرم (ص)، و لأن العبادات توقیفیة، و معناه أن تؤدى بالکیفیة التی أرادها الله سبحانه و أنزلها بها، إضافة إلى أنه یراد لهذه العبادة أن تبقى على مر العصور و الأجیال دون أن یمسها نقص أو زیادة، لتنقل معانیها و مدلولاتها العمیقة من الأجیال اللاحقة دون أن تنالها ید التحریف، فهل إن هذا ممکن دون تبقى العبادة بلغتها الأصلیة، و هی اللغة العربیة؟

و من جهة أخرى فإن الدین الإسلامی دین عالمی، یرید لجمیع المسلمین أن یکونوا صفاً واحداً و فی جبهة واحدة، و إن تشکیل مثل هذا المجتمع لا یکون إلا من خلال وجود لغة موحدة للتفاهم بین أفراده، و إن اللغة العربیة من أشمل لغات العالم، و بإمکانها أن تکون لغة عالمیة و اللغة التی تؤدى بها الصلاة و یرفع الأذان بالنسبة لجمیع المسلمین، فتکون سبب وحدتهم و دلیل تماسک هذه الوحدة.

الجواب التفصيلي

من أجل أن یتضح الجواب لابد من وضوح السؤال و ما یراد منه.

فإذا کان المراد هو اختیار لغة أخرى غیر اللغة العربیة، فإن هذا السؤال یمکن أن یطرحه الأفراد غیر المتحدثین باللغة المختارة بدلاً من العربیة، فیقولون: لماذا اختیرت هذه اللغة دون غیرها. و إذا کان المراد من السؤال القول: لماذا یجب أن یرفع الأذان باللغة العربیة فقط؟ لماذا لا یکون کل شخص حراً فی رفع الأذان بلغته المفضلة أو لغته المحلیة؟، و من أجل أن تتضح الإجابة عن هذا السؤال لابد من التوجه إلى النقاط التالیة:

النقطة الأولى: یمکن أن یقال أن عمدة الأدلة و العلل فی وجوب الأذان باللغة العربیة هو أن الأذان من العبادات و سنن النبی الأکرم (ص)، و إن العبادات توقیفیة.[1]

إضافة إلى أن الإسلام یرید لعبادة کالأذان - و هو شعار الإسلام - أن تبقى ثابتة على مر الأجیال و العصور دون زیادة أو نقصان، و مع فرض أداء کل فرد باللغة التی یرید فمن المحتمل أن یتسلل إلیها الزیادة و النقصان، فیضاف إلیها الخرافات و الأساطیر أو تحرف معانیها، و بذلک یفقد الأذان محتواه المعنوی الذی یراد له أن یصل إلى کل الأجیال و الأعصار.

و من البدیهی أن أی شیء یراد له الثبات و الدیمومة إلى الأبد و على مر التاریخ فلابد من أن تکون له معاییر و مقاییس غیر قابلة للتغییر، کما وضعت وحدات قیاس المسافات و الأحجام کالمتر و الکیلوغرام و أجزائها لتکون وحدات قیاس ثابتة، و کذلک الحال بالنسبة للعبادات الواجبة و المستحبة، مثل الصلاة و الأذان وضعت لها الأرکان و الواجبات و هی بمثابة الأمور الثابتة التی لا تتغیر، و من هذه الموازین وجوب إتیان أذکارها و نصوصها باللغة العربیة.

النقطة الثانیة: الإسلام دین عالمی، و یرید للمسلمین أن یکونوا صفاً واحداً و فی جبهة واحدة، و إن بناء مثل المجتمع المتماسک لا یکون ممکناً دون وجود لسان موحد للتفاهم بین جمیع أفراد المجتمع، و إن اللغة العربیة من أشمل اللغات فی العالم باعتراف أهل الفن، و علیه فمن الممکن أن تکون لغة عالمیة یرفع بها الأذان و تؤدى الصلاة فی جمیع أرجاء العالم الإسلامی.

کما انها تکون رمزاً لوحدتهم و دلیلاً على انسجامهم و تفاعلهم، و هذه القاعدة تتجلى بوضوح فی توجه المسلمین إلى قبلة واحدة، و غیر ذلک من الواجبات التی یظهر فیها هذا المعنى.

النقطة الثالثة: یمکن أن یخطر فی ذهن أحد أن حمل الناس غیر المتمکنین من اللغة العربیة على رفع الأذان و أداء الصلاة بهذه اللغة یلزم منه نوع مشقة و أنه ظلم و إجحاف بحقهم، و یمکن أن یجاب عن ذلک بالقول: إن الناس یتعلمون عشرات بل مئات المصطلحات الأجنبیة من أجل تأمین احتیاجاتهم الیومیة، فلماذا لا یکونون قادرین على تعلم هذا القدر القلیل من ألفاظ الأذان و الصلاة؟ إنه لیس بالأمر المشکل، هذا من جهة، و من جهة أخرى فإن معنى هذه الکلمات ظاهر و یسیر جداً، و إنه من المتیسر لجمیع الناس أن یعرفوا هذه المعانی البسیطة لهذه الألفاظ الواضحة، و مع أن هذه الألفاظ تحمل معانی عمیقة و واسعة. و مع ذلک فإن معانیها المباشرة و المتبادرة تبقى سهلة میسرة.

النقطة الرابعة: یرى خبراء اللغات أن اللغة العربیة من أکمل و أشمل اللغات فی العالم، حیث یمکن أن تصاغ فیها المفاهیم العمیقة و المطالب الواسعة فی سیاقات جمیلة و جمل قصیرة.[2]

و مع الأخذ بنظر الاعتبار ما ورد فی النقاط المتقدمة أصبح من الواضح سبب إلزام المسلمین على اختلاف ألسنتهم و أوطانهم بأداء العبادات الإسلامیة بلغة القرآن و هی اللغة العربیة.



[1] أی یجب الإتیان بها کما تم تعیینه من قبل الله سبحانه و تعالى.

[2] المیزان، ج4 ، ص160؛ التفسیر الأمثل، ج9، ص300 و ج13، ص311.