Please Wait
الزيارة
5371
محدثة عن: 2011/06/29
کد سایت fa8438 کد بایگانی 14895
گروه العملیة
خلاصة السؤال
ما هو دور الرجال فی إعطاء القیمة للنساء؟
السؤال
من المؤسف أن عدم وقوف الرجال على الدور المهم للنساء و نظرتهم الضیّقة إلى النساء التی لا تتجاوز حدود اللذة و الشهوة قد جرّت النساء إلى التفاهة. انظروا إلى تصرفات النساء و الرجال فی البساتین أو المنتزهات فی أحد أیام النزهة. أنظروا إلى النساء اللاتی یحاولن أن یلفتن نظر الرجال کیف یلبسن و ماذا یفعلن من أفعال و حرکات ساذجة. فما هو دور الرجال فی إعطاء القیمة للنساء؟
الجواب الإجمالي

یستطیع الرجال أن یأدوا دورهم من خلال الإرشاد و هدایتهن إلى القیم الإنسانیة و الدینیة بمختلف الأسالیب و الطرق. فتارة من خلال التذکیر؛ من باب أن الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر من تکالیف کل مسلم، و تارة من خلال العلاقات الأسریة حیث للرجل دور کبیر فی هدایة أعضاء الأسرة إلى السمو و الرشاد، و تارة بصفتهم معلمین و أساتذة فی المراکز الثقافیة. و فی بعض الأحیان عدم المبالاة و التجاهل عمّا یرتکبنه بعض النساء فی المجتمع و عدم الالتفات إلى زیّهن غیر المناسب الذی غالبا ما یرتدینه فی سبیل لفت أنظار الرجال، قد یعتبر نهیاً عن المنکر.

الجواب التفصيلي

من أجل تبیین دور الرجال فی إعطاء القیمة للنساء و ما یمکنهم من إیفاء الدور، و فی سبیل الوصول إلى جواب هذا السؤال یجب أن نلتفت إلى عدة قضایا:

الأولى: تبیین وظائف النساء و قیمتهن و التنبیه بدورهن و شأنهن الخطیر فی المجتمع، و أن الله قد أعد لهن مکانة و شأنا أجلّ من أن یصبحن آلة لالتذاذ بعض الرجال المتسکعین فی المجتمع و استمتاع شهوتهم. إن تبیین هذه المسائل یدخل فی إطار الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر کما قال القرآن الکریم: "وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَر" إذن یستطیع الرجال أن یأدوا رسالتهم من خلال الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر. و کما نعلم أحد شروط الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر هو أن یکون مؤثرا، فمسؤولیة الرجال فی مواجهة و هدایة هذه الفئة من النساء التی نسیت مکانتها و شأنها فی المجتمع و الحیاة الاجتماعیة، بقدر ما کان لهم تأثیر علیهن، و إلا فتسلب المسؤولیة عنهم.

الثانیة: إن الأسرة لها الدور الأول و الأساس فی هذه القضیة قبل أی شیء و أی شخص آخر. إن هذا الدور و هذه المسؤولیة تقع على عاتق الأسرة حیث یجب علیها أن تربّی البنات فی أجواء الأسرة بالشکل الصحیح، حتى إذا دخلن فی المجتمع یدرکن حقوق المجتمع و الأشخاص و أن یکنّ على قدرة من مقاومة أنواع ظواهر الشذوذ فیه. و بما أن الإسلام قد کلّف الرجال بإدارة الأسرة و باعتبار أن الرجال لهم دور کبیر فی تنمیة أفراد الأسرة فکریاً و ثقافیاً، فیجب بطبیعة الحال أن یأدّوا دورهم فی هذه المسؤولیة. فیستطیع الرجل أن یعمل بتکلیفه هذا من خلال بیان التعالیم الدینیة و بیان العواقب السلبیة لهذه التصرفات فی المجتمع.

الثالثة: یستطیع الرجال أن یقوموا بهذا المهم بصفة کونهم شخصیات مؤثرة على الأشخاص و المجتمع، سواء أکانوا من الأقرباء و کانت بینهم علاقة سببیة أو نسبیة، أو کانوا أشخاصا مؤثرین فی المجتمع من قبیل المعلمین و الأساتذة و غیرهم.

الرابعة: کما نعلم إن الرجال یشکلون نصف أفراد المجتمع تقریبا، ثم و إن کانت لهم مسؤولیة کبیرة تجاه مجتمعهم و إرشاد النساء، و لکن لا ینبغی أن نغفل عن هذه القضیة و هی أن هذا النمط من الأعمال اللا أخلاقیة فی المجتمع یرتکز على کلا الصنفین فی المجتمع، و أحد هذین الصنفین هم الرجال؛ یعنی عندما تظهر المرأة بزی غیر لائق فی المجتمع، ترید أن تلفت أنظار الرجال، و بطبیعة الحال طرفها المقابل هم الرجال، و بالتالی فالرجال شرکاء فی إیجاد قسم من هذه الأعمال المنحرفة، إذن من أجل الحیلولة دون هذه الظواهر ینبغی للرجال أن یأدوا دورهم من خلال التجاهل و عدم المبالاة بهذه التصرفات. و هذا ما أرشدتنا التعالیم الإسلامیة إلیه فی مواجهة هذه الظاهرة فقد قال القرآن الکریم: (قُلْ لِلْمُؤْمِنینَ یَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ یَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِکَ أَزْکى‏ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبیرٌ بِما یَصْنَعُون‏)[1] فنجد فی هذه الآیة أن القرآن الکریم یوصی الرجال بغض البصر عن ظواهر سفور النساء و تبرجهن.

وهکذا نجد أمیر المؤمنین (ع) قد وصف المتقین فی خطبة له و قال: "...غضّوا ابصارهم عمّا حرّم الله علیهم..."[2] إذن یستطیع الرجال من خلال غض البصر و التجاهل فی السر و العلن أن یعملوا بتکلیفهم الشرعی و یقوا أنفسهم من ارتکاب الحرام و فی نفس الوقت یأدون رسالتهم فی النهی عن المنکر و کذلک یبطلون خطط الأعداء فی إفساد الشباب و سوق المجتمع إلى هاویة الانحراف و الفساد.



[1] نور: 30

[2]  نهج البلاغة، خ 193.