Please Wait
5442
«البهرة الداوودیة» إحدى الفرق المتشعبة عن الفرقة الإسماعیلیة، و یعتقد الإسماعیلیة أن إسماعیل الابن الأکبر للإمام الصادق الذی توفی فی حیاة الإمام هو الإمام السابع، و هذه الفرقة لها عقائدها الخاصة بها نشیر إلیها فی الجواب التفصیلی. و من الجدیر بالذکر أن بعض الهنود و بعض المسلمین السنّة یسمون بالبهرة أیضاً. و لکن المشهور فی الهند اسم البهرة یطلق على الإسماعیلیة الداوودیة المستعلیة. مع أنهم یرجحون أن یطلق علیهم اسم «الشیعة الإسماعیلیة الطیبیة».
و المرکز الرئیسی لأتباع هذه الفرقة فی مدینة بومبای فی الهند. و للاطلاع على جواب السؤال الثانی یمکن الرجوع إلى السؤال 3141 (الموقع: 3519) الموضوع «الفرق الشیعیة الأساسیة».
کان إسماعیل الابن الأکبر للإمام الصادق (ع) رجلاً عظیماً، و قد توفی قبل وفاة الإمام السادس بست سنین، و قد أمر الإمام الصادق بتجهیزه و دفنه، و إن قبره موجود الآن فی البقیع فی المدینة المنورة، و قد أعلن الإمام الصادق (ع) أن ولده «موسى» هو الإمام، و لکن بعض أتباع الإمام (ع) رفضوا هذا الأمر و أصروا على إمامة إسماعیل، حتى أن البعض منهم أنکروا وفاة إسماعیل، و اعتبروا إعلان موته للتقیة و حفاظاً علیه من الأعداء، و هؤلاء المنشقون اعتقدوا بإمامة محمد بن إسماعیل، و أعلنوا انشقاقهم بشکل رسمی عن سائر الشیعة. و بعد موت محمد أرسل الإسماعلیون المبلغین إلى أطراف العالم الإسلامی حتى تمکنوا من إقامة الحکومة الفاطمیة فی مصر. و قد أصبحت هذه الفرقة على درجة کبیرة من القوّة و أرسلت الدعاة و المبلغین إلى جمیع أطراف العالم الإسلامی فی ذلک الزمان.
و بعد وفاة المستنصر الخلیفة الفاطمی الثامن و إمام الإسماعیلیة وقع الاختلاف بین الإسماعیلیین، لأن بعضهم اعتقد أن إمام الإسماعیلیة من بعده هو ولده الأکبر نزار، فی حین ذهب البعض إلى أن القائد هو المستعلی ولده الأصغر. و قد تسبب هذا الاختلاف بوقوع صدامات و معارک ضاریة بین الأخوین أدى فی النهایة إلى انقسام الإسماعیلیة، أما أتباع نزار فیمثلهم الآن جیل الأقاخاتیة العقلی «و من أشهر قادتهم حسن الصباح الذی نهض فی القرن السادس الهجری فی إیران أیام حکومة السلاجقة، و اتخذ من قلعة الموت قاعدة أساسیة له». أما أتباع المستعلی فیعرفون باسم «المستعلیون». و ما تبقى منهم یعرفون الیوم «بالبهرة»، هاجر المستعلیون فی القرن السادس الهجری إلى الیمن، ثم هاجروا من هناک إلى الهند و استقروا فیها. و فی عام 1538 و بعد وفاة الداعی السادس و العشرین «داوود بن عجب شاه» وقع الاختلاف فیمن یخلفه. و لکن داوود برهان الدین بن قطب شاه نال رتبة الداعی المطلق فی المدینة « Sidhpur » الهندیة. و لکن نائب الداعی داوود بن عجب شاه فی الیمن و المسمى سلیمان بن الحسن ادّعى أنه المنتخب من قبل الداعی السادس و العشرین، و لذلک اعتبر کل واحد منهم نفسه هو الداعی المطلق، و هذا الاختلاف الذی أدى إلى انقسام آخر أوجد منذ ذلک الزمان فرقتین، فالطیبیون الیمنیون [1] اشتهروا بالسلیمانیین، و طیبیوا الهند اشتهروا بالداوودیین. و بالنظر إلى أن الداوودیین کانوا تجاراً، و لذلک اشتهروا بلقب «البهرة» فکلمة « Vorhorvu » باللسان الکجراتی تعنی التجارة.
کما أن بعض الهنود و المسلمین السنّة یسمون بالبهرة، و لکن المتعارف فی الهند أن اسم البهرة یطلق على الإسماعیلیة المستعلیة الداوودیة، مع أنهم یرجحون أن یطلق علیهم اسم «المجتمع الإسماعیلی الطیبی».
المعتقدات الأساسیة للبهرة:
1ـ وجود إله واحد.
2ـ أن القرآن هو الکتاب الدینی للبهرة و أن جمیع الفرق لا بد و أن تتحرک ضمن دائرة مفاهیم القرآن و تعالیمه، وا ن انحصر الوقوف علی باطن القرآن فی عدد من الدعاة من کبار المذهب الذین وقفوا على باطنه.
3ـ أن محمداً (ص) هو نبی الله و أن علیاً وصیه و شریکه، و أنه خلیفته فی کل وقتٍ و زمان.
4ـ أن الأئمة مکملوا الأنبیاء، و الاختلاف بینهما أن الأنبیاء مبلغو الشرائع الظاهریة و الأئمة مبلغو الشرائع الباطنیة للإسلام.
5ـ أن جیل الشیعة الفعلی ینتسب إلى علی (ع) و الذی یحظى بأعلى درجة من الاحترام و التقدیس بعد النبی (ص).
6ـ و أما بعد الإمام علی (ع) فإن سائر أئمة البهرة على النحو التالی: الإمام الحسین (ع)، الإمام الحسن (ع)، الإمام زین العابدین (ع)، الإمام محمد الباقر (ع)، الإمام جعفر الصادق (ع)، إسماعیل، محمد بن إسماعیل، عبد الله، أحمد، حسین «المستور» مهدی بن عبید الله القائم بأمر الله، المنصور بالله، المعز لدین الله، العزیز بالله، الحاکم بأمر الله، الظاهر لإعزاز دین الله، المستنصر بالله، المستعلی بالله، الآمر بأحکام الله، و أبو القاسم الطیب.
و یعترف البهرة بسلسلة الخلفاء الفاطمیین حتى الآمر بأحکام الله، و لکنهم یرفضون إمامة الخلفاء الأربعة من بعده و هم: الحافظ لدین الله، الظافر بأمر الله، الفائز بالله، و العاضد لدین الله. و أما الحادی و العشرون و هو الطیب فإنه الإمام الغائب بحسب عقیدة البهرة.
7ـ إن مقام إسماعیل هو الأعلى نسبة إلى جمیع الأئمة، لأن کل إمام سابع یحتل مرتبة أعلى بالنسبة للستة الباقین.
8ـ إن جمیع الأنبیاء صدر منهم الذنب، لأنهم جمیعاً طلبوا من الله مراتب ما کانوا یستحقونها، و لکن علیاً (ع) و الأئمة من نسله لم یرتکبوا أی ذنب، لأنهم لم یطلبوا من الله ما لا یلیق بهم فی أی وقتٍ من الأوقات.
9ـ إن إبلیس میت، و لکن کل من یخالف إمام زمانه فهو إبلیس.
10ـ لو ارتکب الإمام الفواحش و المحرمات، لا یسلب منه منصب الإمامة.
11ـ إن بدایة ظهور الأئمة من المدینة و منذ عام 1000 إلى 1200م صار هذا المبدأ هو المذهب و الثقافة للفاطمیین فی القاهرة.
12ـ أعطیت الأوامر لجمیع الأئمة ابتداءً بالإمام 21 و ما بعده أن یدیموا حیاتهم بشکل مخفی و بعیداً عن المجتمع.
13ـ من الإمام الحادی و العشرین فما بعده، یسمّى ممثلو الأئمة بالداعی المطلق، أی أنه القائد و الدلیل المنصوب من قبل الأئمة لهدایة أمة الإسلام [2] .
للاطلاع على جواب السؤال الثانی یراجع السؤال 3141 (الموقع: 3519) الموضوع: «الفرق الشیعیة الأساسیة».