بحث متقدم
الزيارة
4923
محدثة عن: 2011/08/07
خلاصة السؤال
هل صرف الرجوع الى المصادر الحدیثیة یعد من التقلید المذموم؟
السؤال
لو فرضنا أن شخصا وصل الى درجة من العلم تمکنه من الرجوع الى المصادر الحدیثیة و استنباط الحکم الشرعی منها، أ لیس رجوعه هذا الى تلک المصادر یعد من مصادیق تقلید المیت؟
الجواب الإجمالي

الاجابة عن السؤال المطروح تقع فی محورین الاول المحور النقضی و الآخر الحلّی.

اما الجواب النقضی

فمما لا شک فیه أن جمیع العلماء و المفکرین و اصحاب الرأی فی شتّى العلوم و الفنون یعتمدون الکتب المصنفة قبلهم أو المعاصرة لهم و یرجعون الیها، فهل یندرج عملهم تحت مقولة تقلید المیت الذی ینبغی الاجتناب عنه؟! مع الأخذ بنظر الاعتبار أنهم لم یرجعوا الى تلک الکتب من دون إعمال نظر أو تأمل فی تلک المصنفات و لا یأخذون کل ما فیها بنحو المسلمات التی لا نقاش فی محتواها!!

الجواب الحلّی

الروایات والاحادیث المتوفرة فی المصادر الحدیثیة (الکتب التی تتوفر على ما روی عن المعصومین علیهم السلام) لا تخرج عن إحدى حالات ثلاث:

1- لا یقوم الراوی بنقل نص الحدیث عن المعصوم (ع) و إنما ینقل فهمه للحدیث و یبین رأیه و ما یستنبطه منه.

2- یقوم الراوی بنقل نص الحدیث لکنه یرفقه فی الوقت نفسه بما توصل الیه من فهم للحدیث و ما جادت به قریحته فی فهم النص المذکور.

3- ان یکتفی الراوی بنقل الحدیث کما صدر عن المعصوم من دون إعمال نظر أو إجتهاد فیه.

الفرض الأول: فان کان رجوع المجتهد المذکور فی متن السؤال من قبیل النوع الأول أی الرجوع الى إجتهاد الراوی و ما توصل الیه من رأی و تلقی ذلک کحجة شرعیة علیه؛ فمما لاریب أن هذا -و کما ورد فی السؤال- من مصادیق تلقید المیّت، و لا یعد ذلک اجتهاداً قطعاً.

أما الفرض الثانی: فی هذا الفرض تکون الحجیة من نصیب الشطر الأول من الکلام المنقول خاصّة (أی نص حدیث المعصوم) شأنه شأن الفرض الثالث، دون الشطر الثانی الذی یمثل رأی الراوی نفسه و استنباطه من الحدیث فان حکم الرجوع الیه کالفرض الاول من کونه داخلا تحت مقولة تقلید المیّت.

الفرض الثالث: الرجوع فی هذا الفرض الذی یکون الراوی مجرد واسطة فی النقل مکتفیاً بنقل کلام المعصوم خاصة من دون اعمال نظر، من قبیل الرجوع الى الحجة الثابتة شرعاً، و لا یدخل تحت زمرة تقلید المیّت او التقلید المذموم.

لکن من الضروری الاشارة الى أمرین اساسیین:

الاول: ان المجتهد بما هو مجتهد لا یرجع الى الاحادیث من دون مقدمات تؤهله للخوض فی فهم الحدیث و من هنا عندما یرجع الفقیه الى الاحادیث المذکورة یحاول اعمال رأیه و یذکر ما توصل الیه فهمه من الحدیث و لا یترک الحدیث الا و قد عرضه للنقد و التحلیل السندی و المضمونی. و هذه مهمة شاقة لا یعرفها الا من خاض فی غمار تلک العملیة أو کان قریبا منها.

الثانی: لا یعتبر الرجوع الى فهم الروای و ما توصل الیه من رأی فی فهم الحدیث للاستئناس بها کقرینة مساعدة فی فهم رأی المعصوم (ع) أمراً مذموما و منافیا للاجتهاد بل هو من العوامل المساعدة فی الوصول الى الرأی الاکثر صحة؛ نعم، المذموم اعتماد رأی الراوی کحجة شرعیة لا یمکن تخطیها و الخروج علیها.

لمزید الاطلاع انظر: التقلید المذموم رقم السؤال 8165 (الرقم فی الموقع:8320)

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280274 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258855 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129655 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115714 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89578 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61080 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60391 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57383 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51662 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47726 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...