بحث متقدم
الزيارة
4776
محدثة عن: 2011/08/07
خلاصة السؤال
هل صرف الرجوع الى المصادر الحدیثیة یعد من التقلید المذموم؟
السؤال
لو فرضنا أن شخصا وصل الى درجة من العلم تمکنه من الرجوع الى المصادر الحدیثیة و استنباط الحکم الشرعی منها، أ لیس رجوعه هذا الى تلک المصادر یعد من مصادیق تقلید المیت؟
الجواب الإجمالي

الاجابة عن السؤال المطروح تقع فی محورین الاول المحور النقضی و الآخر الحلّی.

اما الجواب النقضی

فمما لا شک فیه أن جمیع العلماء و المفکرین و اصحاب الرأی فی شتّى العلوم و الفنون یعتمدون الکتب المصنفة قبلهم أو المعاصرة لهم و یرجعون الیها، فهل یندرج عملهم تحت مقولة تقلید المیت الذی ینبغی الاجتناب عنه؟! مع الأخذ بنظر الاعتبار أنهم لم یرجعوا الى تلک الکتب من دون إعمال نظر أو تأمل فی تلک المصنفات و لا یأخذون کل ما فیها بنحو المسلمات التی لا نقاش فی محتواها!!

الجواب الحلّی

الروایات والاحادیث المتوفرة فی المصادر الحدیثیة (الکتب التی تتوفر على ما روی عن المعصومین علیهم السلام) لا تخرج عن إحدى حالات ثلاث:

1- لا یقوم الراوی بنقل نص الحدیث عن المعصوم (ع) و إنما ینقل فهمه للحدیث و یبین رأیه و ما یستنبطه منه.

2- یقوم الراوی بنقل نص الحدیث لکنه یرفقه فی الوقت نفسه بما توصل الیه من فهم للحدیث و ما جادت به قریحته فی فهم النص المذکور.

3- ان یکتفی الراوی بنقل الحدیث کما صدر عن المعصوم من دون إعمال نظر أو إجتهاد فیه.

الفرض الأول: فان کان رجوع المجتهد المذکور فی متن السؤال من قبیل النوع الأول أی الرجوع الى إجتهاد الراوی و ما توصل الیه من رأی و تلقی ذلک کحجة شرعیة علیه؛ فمما لاریب أن هذا -و کما ورد فی السؤال- من مصادیق تلقید المیّت، و لا یعد ذلک اجتهاداً قطعاً.

أما الفرض الثانی: فی هذا الفرض تکون الحجیة من نصیب الشطر الأول من الکلام المنقول خاصّة (أی نص حدیث المعصوم) شأنه شأن الفرض الثالث، دون الشطر الثانی الذی یمثل رأی الراوی نفسه و استنباطه من الحدیث فان حکم الرجوع الیه کالفرض الاول من کونه داخلا تحت مقولة تقلید المیّت.

الفرض الثالث: الرجوع فی هذا الفرض الذی یکون الراوی مجرد واسطة فی النقل مکتفیاً بنقل کلام المعصوم خاصة من دون اعمال نظر، من قبیل الرجوع الى الحجة الثابتة شرعاً، و لا یدخل تحت زمرة تقلید المیّت او التقلید المذموم.

لکن من الضروری الاشارة الى أمرین اساسیین:

الاول: ان المجتهد بما هو مجتهد لا یرجع الى الاحادیث من دون مقدمات تؤهله للخوض فی فهم الحدیث و من هنا عندما یرجع الفقیه الى الاحادیث المذکورة یحاول اعمال رأیه و یذکر ما توصل الیه فهمه من الحدیث و لا یترک الحدیث الا و قد عرضه للنقد و التحلیل السندی و المضمونی. و هذه مهمة شاقة لا یعرفها الا من خاض فی غمار تلک العملیة أو کان قریبا منها.

الثانی: لا یعتبر الرجوع الى فهم الروای و ما توصل الیه من رأی فی فهم الحدیث للاستئناس بها کقرینة مساعدة فی فهم رأی المعصوم (ع) أمراً مذموما و منافیا للاجتهاد بل هو من العوامل المساعدة فی الوصول الى الرأی الاکثر صحة؛ نعم، المذموم اعتماد رأی الراوی کحجة شرعیة لا یمکن تخطیها و الخروج علیها.

لمزید الاطلاع انظر: التقلید المذموم رقم السؤال 8165 (الرقم فی الموقع:8320)

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • کیف و من أین نحدد واجبات الفتاة المسلمة الإیرانیة؟
    4865 العملیة 2010/05/03
    للجواب عن السؤال القائل إلى أی مدى یمکننا الاختلاط مع الشباب؟ یراجع الجواب رقم 1044 (الموقع: 1110) و أما جواب الأسئلة:1ـ إذا لم نصادق نحن الفتیات الشباب أیام الصبا و المراهقة، ألا یؤثر ذلک فی مشاریع الزواج بالنسبة لنا، إذا علمنا أن نسبة الإناث إلى الذکور هی ...
  • ما المراد بالفقه الموروث؟
    5043 الحقوق والاحکام 2010/08/07
    الفقه الموروث: هو الاجتهاد و استنباط الأحکام الشرعیة على أساس المنهج القدیم لعلماء الشیعة و الذی تجاوز عمره الألف سنة، بطریقة بقیت راسخاً فی مصنفاتهم. الفقه الموروث هو الذی اعتبره الإمام الخمینی (ره) أفضل منهج و طریق لدراسة و تحقیق و ستنباط الأحکام الشرعیة حیث یقول: «إننی ...
  • هل یمکن للزوجة أن ترث من أرض زوجها؟
    4749 الحقوق والاحکام 2011/04/18
    فی هذه المسألة خلاف بین الفقهاء.[1] فبعضهم یقول بان الزوجة لا ترث من الارض، و لکن رأی السید القائد هو آن الزوجة و ان لم ترث من اصل الارض و لکنها ترث من قیمتها. و نلفت نظرکم الی السؤال التالی:
  • کیف یمکن تمییز اللذة عن الشهوة؟
    7021 النظریة 2009/11/09
    بالالتفات الی أن ملاک الحلیة فی الموضوعات لیس متوقّفاً علی کونها مصداقاً للّذة -فی مقابل کونها مصداقاً للشهوة- و باعتبار أن جمیع مصادیق الشهوة لیس لها حکم واحد فکذلک لیس لجمیع مصادیق اللذة حکم واحد أیضاً؛ بل أن مفردات هذین الأمرین الکلّیین و مصادیقهما لکل منها حکمه الخاص ...
  • ما هی الأسس الفلسفیة للمهدویة؟
    7399 الکلام القدیم 2007/12/11
    تبحث مسالة المبانی الفلسفیة للمهدویة من جهتین: من جهة العلة الغائیة ومن جهة العلة الفاعلیة، یعنی ان مقتضى الهدفیة فی الخلق، و استحالة نقض الغرض، وجود الإنسان الکامل، و إن الإنسان الکامل ینتظم فی سلسلة العلل الغائیة لعالم الخلق، إضافة إلى ذلک إذا ما نظرنا من زاویة العلة الفاعلیة فلابد ...
  • في أي سورة تقع آية التطهير؟ وما هي دلالتها؟
    12497 التفسیر 2014/04/20
    آية التطهير، هي الآية الثالثة والثلاثون من سورة الاحزاب، و إنما سميت بآية التطهير لانعقاد الإرادة التكوينية الالهية على تطهير أهل البيت (ع) فيها. و قد روى الفريقان الشيعة و السنة عن سبب نزول الآية بأنها نزلت في كل من علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم ...
  • من هم محارم الإنسان؟ فمثلاً: هل یعتبر "عمّی" محرماً علی بناتی؟
    7247 الحقوق والاحکام 2010/05/22
    تحصل المحرمیّة من ثلاثة طرق: النسب و الرضاع و الزواج( المصاهرة).و الأشخاص الذین هم محارم الإنسان من طریق النسب هم عبارة عن:1- الأب و الأم و إن ارتفعا (کالجد و الجدة و...).2- الأولاد و إن نزلوا ( ...
  • ما هی الضوابط الشرعیة لعمل السیدات؟
    5834 الکلام الجدید 2008/11/20
    فی البدایة لابد من الإجابة عن سؤالٍ مفاده: هل أن الإسلام أجاز العمل و النشاط الاقتصادی للرجال فقط، و أخرج المرأة بشکل کلی من هذا المیدان؟ و بدون شک فإن الجواب هو النفی، و نشیر إلى مثالین للأدلة على ذلک:الأول أن للنساء حق ...
  • ما هو حکم مصافحة الرجل و المرأة إذا کانوا من غیر المحارم؟
    6924 الحقوق والاحکام 2008/07/22
    من المسلم أن التماس مع غیر المحرم یجب أن یکون على کیفیة خالیة من أی مفسدة أو خوف المفسدة.[1]و أما فیما یخص التماس الجسدی بین المرأة و الرجل غیر المحرم و التصافح بالأیدی کما هو مفروض السؤال فلابد من أن یقال:إن مراجع التقلید ...
  • هل ورد شیء بخصوص أذکار أیام الأسبوع عن النبی (ص) و الأئمة (ع)؟
    4853 العملیة 2012/09/19
    على ضوء ما أجرینا من تحقیق و بحوث لم نعثر فی المصادر الروائیة المعتبرة على أذکار خاصة بأیام الأسبوع بالکیفیة المتداولة فیما بیننا،[1] و إن کان التلفظ بها بعنوان الذکر المطلق و بقصد الثواب لا إشکال فیه، لکن لم یرد فی الأحادیث أدعیة ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279810 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258152 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128570 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    114353 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89259 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    60410 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59922 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57091 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    50530 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47427 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...