Please Wait
5526
ان القرآن الکریم و الاحادیث الشریفة قد رکزت على مفهوم الاسوة و القدوة و المثل: "لَقَدْ کانَ لَکُمْ فی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ" و "أُولئِکَ الَّذینَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ" و "وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذینَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ"؛ و لاشک ان الاقتداء له ثلاثة محاور اساسیة:
الف. المقتدى
ب. المقتدی
ج. الامور المقتدى بها.
فلو ارادت الفتاة ان تقتدی بالسیدة زینب (س) فعلیها ان تعرف شخصیة السیدة و ما هی الخصائص التی تحلت بها و ما هی المهام التی قامت بها، ثم تتخذها له أسوة فی حیاتها؛ و من هذه الامور التی ینبغی معرفتها و الاقتداء بها:
1- العلم: فلقد کانت السیدة زینب (س) عالمة کبیرة.
2- الایمان: لقد کانت السیدة زینب (س) قمة فی الایمان.
3- انها (س) کانت تفسر الامور تفسیرا صحیحا و تضعها فی موضعها المناسب.
4- انها کانت على معرفة تامة باهداف الثورة الحسینیة و قیمة هذه الحرکة.
5- طاعتها لامام زمانها الامام الحسین (ع).
6- تقدیمها الشهداء من ابنائها.
7- دفاعها عن الامامة و ابعاد الخطر عن الامام السجاد (ع)
8- احتقارها للطواغیت و استصغارها لهم.
9- تحلیها بدرجة عالیة من الصبر و الثبات الذی یعجز القلم عن وصفه.
10- التبلیغ الذکی و الناجح للثورة و تاصیل افکارها و بینان احقیتها.
فعلى الفتاة المسلمة ان تقتدی بالسیدة زینب (س) بتحصیل العلم اللازم للحرکة فی طریق الدعوة، و فی وعیها و عطائها و تضحیتها و شجاعتها و صبرها و اصرارها على مواصلة الطریق و طاعة امامها و الشعور بالمسؤولیة فی کل المواقف و التبلیغ لدینها.
من الامور التی رکز علیها الاسلام، بل هی الغایة الاساسیة من بعثة الانبیاء؛ هی تربیة الانسان تربیة سلمیة و توجیهه التوجیه الصحیح بالنحو الذی یحقق له تکامله على جمیع المستویات؛ و من الاسالیب المهمة التی اعتمدها الفکر الاسلامی هی فکرة التوجیه و التربیة من خلال الاسوة، و نحن لو رجعنا الى القرآن الکریم و السنة المطهرة نراها ترکز على ذلک فقد ورد فی القرآن الکریم الکثیر من الآیات فی هذا المجال، تارة تحت عنوان الاسوة و اخرى القدوة و ثالثة عنوان المثل، فمن الآیات التی ورد فیها مفهوم الاسوة:
قوله تعالى: "لَقَدْ کانَ لَکُمْ فی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ کانَ یَرْجُوا اللَّهَ وَ الْیَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَکَرَ اللَّهَ کَثیراً"،[1] و قوله تعالى: "قَدْ کانَتْ لَکُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فی إِبْراهیمَ وَ الَّذینَ مَعَه...".[2]
و اما القدوة فقد ورد فی قوله تعالى: "أُولئِکَ الَّذینَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِکْرى لِلْعالَمین".[3]
اما مفهوم المثل فقد ورد فی قوله تعالى: "إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَیْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنی إِسْرائیل".[4] و قوله تعالى: "وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذینَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لی عِنْدَکَ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ وَ نَجِّنی مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنی مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمین".[5]
اما الروایات فی هذا المجال فهی کثیرة نکتفی بذکر مقطع واحد مما جاء فی نهج البلاغة، حیث قال أمیر المؤمنین (ع): "وَ لَقَدْ کَانَ فِی رَسُولِ اللَّهِ (ص) کَافٍ لَکَ فِی الأُسْوَةِ وَ دَلِیلٌ لَکَ عَلَى ذَمِّ الدُّنْیَا وَ عَیْبِهَا وَ کَثْرَةِ مَخَازِیهَا وَ مَسَاوِیهَا إِذْ قُبِضَتْ عَنْهُ أَطْرَافُهَا وَ وُطِّئَتْ لِغَیْرِهِ أَکْنَافُهَا وَ فُطِمَ عَنْ رَضَاعِهَا وَ زُوِیَ عَنْ زَخَارِفِهَا…فَتَأَسَّ بِنَبِیِّکَ الأَطْیَبِ الأَطْهَرِ (ص) فَإِنَّ فِیهِ أُسْوَةً لِمَنْ تَأَسَّى وَ عَزَاءً لِمَنْ تَعَزَّى وَ أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ الْمُتَأَسِّی بِنَبِیِّهِ وَ الْمُقْتَصُّ لأَثَرِه ...".[6]
اما المراد من التأسی فهو: «الاسوة» تعنی فی الأصل الحالة التی یتلبّسها الإنسان لدى اتّباعه لآخر؛ و بتعبیر آخر: هی التأسّی و الاقتداء؛ و معنى جملة: "لَقَدْ کانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ" هو أنّ لکم فی النّبی (ص) تأسّیا و اقتداء جیّدا، فإنّکم تستطیعون بالاقتداء به و اتباعه أن تصلحوا أمورکم و تسیروا على الصراط المستقیم.[7] و القدوة هو الّذی یعمل غیره مثل عمله[8] و الأسوة فی الرسول، هی التأسی به فی موقفه من أمر ربه، و امتثاله له، و جهاده فی سبیل اللّه، و قیامه على رأس المجاهدین.[9]
اذا عرفنا ذلک نقول: ان عملیة الاقتداء و التأسی لها ثلاثة محاور هی:
الف. المقتدى
ب. المقتدی
ج. الامور المقتدى بها
اما بالنسبة الى الاول "المقتدى" فلابد ان تتوفر فیه الصفات التالیة: العلم، الثقة بالله، الایمان بالمعاد، عدم الاغترار بزخارف الدنیا و الصدق فی الحدیث و الوفاء باداء الامانة و...، و بعبارة اخرى، تتوفر فیه صفات الخیر و الصلاح.
من هنا نجد الروایات اشارت الى التحذیر من مصادقة بعض الاصناف و ما ذلک الاّ بسبب کون الصداقة نوعا من التأسی، فقد روی عن الامام الباقر (ع) انه قال: "قَالَ لِی ابی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ (ص): یَا بُنَیَّ انْظُرْ خَمْسَةً فَلا تُصَاحِبْهُمْ وَ لا تُحَادِثْهُمْ وَ لا تُرَافِقْهُمْ فِی طَرِیقٍ!! فَقُلْتُ: یَا أَبَهْ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: إِیَّاکَ وَ مُصَاحَبَةَ الْکَذَّابِ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَةِ السَّرَابِ یُقَرِّبُ لَکَ الْبَعِیدَ وَ یُبَاعِدُ لَکَ الْقَرِیبَ وَ إِیَّاکَ وَ مُصَاحَبَةَ الْفَاسِقِ فَإِنَّهُ بَائِعُکَ بِأُکْلَةٍ أَوْ أَقَلَّ مِنْ ذَلِکَ وَ إِیَّاکَ وَ مُصَاحَبَةَ الْبَخِیلِ فَإِنَّهُ یَخْذُلُکَ فِی مَالِهِ أَحْوَجَ مَا تَکُونُ إِلَیْهِ وَ إِیَّاکَ وَ مُصَاحَبَةَ الأَحْمَقِ فَإِنَّهُ یُرِیدُ أَنْ یَنْفَعَکَ فَیَضُرُّکَ وَ إِیَّاکَ وَ مُصَاحَبَةَ الْقَاطِعِ لِرَحِمِهِ فَإِنِّی وَجَدْتُهُ مَلْعُوناً فِی کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی ثَلاثَةِ مَوَاضِع".[10]
و اما المقتدی: فینبغی ان یکون على معرفة بمن یتقدی به و بما یقتدى به من الهدى، و لعل الامام الصادق (ع) یشیر الى هذا المعنى حینما قال: "الْعَامِلُ عَلَى غَیْرِ بَصِیرَةٍ کَالسَّائِرِ عَلَى غَیْرِ الطَّرِیقِ لا یَزِیدُهُ سُرْعَةُ السَّیْرِ إِلا بُعْداً".[11] و هکذا الآیات التی ذمت الاقتداء بالآباء و الاجداد جهلا: "وَ إِذا قیلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَیْنا عَلَیْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ کانَ آباؤُهُمْ لا یَعْقِلُونَ شَیْئاً وَ لا یَهْتَدُون".[12] و قوله تعالى: "وَ قالُوا لَوْ کُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما کُنَّا فی أَصْحابِ السَّعیرِ".[13]
اما بالنسبة الى المقتدى به: فهو کل امر یرضی الله سبحانه و تعالى على جمیع المستویات و قد اشارت الآیات الى بعضها کقوله تعالى: "یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الآخِرِ وَ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ أُولئِکَ مِنَ الصَّالِحینَ".[14] و قوله تعالى: "وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَیْنا إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إیتاءَ الزَّکاةِ وَ کانُوا لَنا عابِدین".[15]
من هنا الاقتداء بزینب (س) یکون من خلال المحاور التالیة:
1- محور العلم: فلقد کانت السیدة زینب (س) عالمة کبیرة و کانت محیطة بالقرآن کما یظهر من الشواهد الی ذکرتها فی خطبها التی خطبتها فی مجلسی ابن زیاد و یزید، و متمکنة من السنة و اللغة و...، حتى انها کانت المؤهلة لنشر رسالة الثورة الحسینیة و هذا لا یمکن ان یتحقق اذا لم تکن السیدة زینب (ص) عالمة بما یحقق المهمة التی القیت على کاهلها رغم صعوبتها، و یکفی دلیلا على ذلک ان الراوی الذی سمع خطبتها وصفها بقوله: "و رأیت زینب بنت علی (ع) فلم أر خفرة أنطق منها کأنما تفرغ عن لسان أبیها".[16] و من المعلوم أن اباها أمیر المؤمنین (ع) کان سید البلغاء و العلماء و ... و التشبه به یکشف عن شخصیة کبیرة و عظیمة.
2- محور الایمان، لقد کانت السیدة زینب (س) قمة فی الایمان و یکفی فی الکشف عن ایمانها صلابتها و صمودها امام تلک المحن التی لو صبت على جبل لهدته، ففی مثل هذه الظروف الصعبة نراها (ص) کالطود لم تتزلزل ابدا و لم تترک عبادتها و صلاة اللیل حتى فی تلک اللیلة العصیبة.
3- انها (س) کانت تفسر الامور تفسیرا صحیحا و تضعها فی موضعها المناسب و الصحیح فی التحرک فی طریق الدعوة الى الله تعالى، فحینما قال لها اللعین ابن زیاد: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی فَضَحَکُمْ وَ أَکْذَبَ أُحْدُوثَتَکُمْ!
نراها (س) قد ردت علیه ردا کالصاعقة حینما ردت علیه بقولها: "إِنَّمَا یَفْتَضِحُ الْفَاسِقُ وَ یَکْذِبُ الْفَاجِرُ وَ هُوَ غَیْرُنَا". و فی روایة الشیخ المفید: فَقَالَتْ زَیْنَبُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَکْرَمَنَا بِنَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ (ص) وَ طَهَّرَنَا مِنَ الرِّجْسِ تَطْهِیراً إِنَّمَا یَفْتَضِحُ الْفَاسِقُ ...".
و حینما َقَالَ ابْنُ زِیَادٍ: کَیْفَ رَأَیْتِ صُنْعَ اللَّهِ بِأَخِیکِ وَ أَهْلِ بَیْتِکِ!
فَقَالَت (س): "مَا رَأَیْتُ إلا جَمِیلا هَؤُلاءِ قَوْمٌ کَتَبَ اللَّهُ عَلَیْهِمُ الْقَتْلَ فَبَرَزُوا إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَ سَیَجْمَعُ اللَّهُ بَیْنَکَ وَ بَیْنَهُمْ فَتُحَاجُّ وَ تُخَاصَمُ فَانْظُرْ لِمَنِ الْفَلْجُ یَوْمَئِذٍ ثَکِلَتْکَ أُمُّکَ یَا ابْنَ مَرْجَانَة".[17] و هذا المقطع و غیره یکشف عن قوة شخصیتها من جهة و قدرتها العالیة على الحوار مع الخصم مهما کان من جهة ثانیة.
4- انها کانت على معرفة تامة باهداف الثورة الحسینیة و قیمة هذه الحرکة التی ستغیر التاریخ و تقضی على الامویین، بالاضافة الى ثقتها بان العاقبة للمؤمنین و الصالحین فی الدنیا و الآخرة، و هذا یظهر بوضوح من خلال خطابها لیزید فی مجلسه: "فَکِدْ کَیْدَکَ وَ اسْعَ سَعْیَکَ وَ نَاصِبْ جُهْدَکَ فَوَ اللَّهِ لَا تَمْحُو ذِکْرَنَا وَ لَا تُمِیتُ وَحْیَنَا وَ لَا تُدْرِکُ أَمَدَن".[18]
5- طاعتها لامام زمانها الامام الحسین (ع) فمن المعروف ان السیدة زینب کانت متزوجة و مع هذا التحقت بالامام و ما ذلک الا لانها تعرف ان الالتحاق به مسؤولیة کبیرة و تکلیف یجب القیام به، و هذا لایعنی انها خرجت بدون اذن زوجها و انما خرجت و زوجها راض مبتهج،[19] بل انه یکشف عن عدم تعلل السیدة زینب ببعض الاعذار لعدم الخروج بل التحقت باخیها بکل اطمئنان و صدق لانه شعرت بانه تکلیفها الشرعی الذی یجب القیام به.
6- انها بالاضافة الى ذلک شارک فی العطاء و البذل المباشر فی هذه المعرکة حیث قدمت الشهداء من ابنائها حیث قدمت ولدین شهیدین.[20]
7- من المهام الاساسیة الاخرى التی قامت بها السیدة زینب (س) سعیها الحثیث للحفاظ على استمراریة الامامة فقد ابعدت القتل عن الامام السجاد (ع) فی مواضع منها: لما اراد ابن زیاد قتل الامام السجاد (ع)، فَتَعَلَّقَتْ بِهِ زَیْنَبُ عَمَّتُهُ وَ قَالَتْ یَا ابْنَ زِیَادٍ حَسْبُکَ مِنْ دِمَائِنَا وَ اعْتَنَقَتْهُ وَ قَالَتْ: وَ اللَّهِ لا أُفَارِقُهُ فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَاقْتُلْنِی مَعَهُ فَنَظَرَ ابْنُ زِیَادٍ إِلَیْهَا وَ إِلَیْهِ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ عَجَباً لِلرَّحِمِ وَ اللَّهِ إِنِّی لأَظُنُّهَا وَدَّتْ أَنِّی قَتَلْتُهَا مَعَه.[21]
8- احتقارها للطواغیت و استصغارها لهم فنراها مثلا تخاطب عبید الله بن زیاد بقولها: "ثَکِلَتْکَ أُمُّکَ یَا ابْنَ مَرْجَانَة"، کما خاطبت یزید بن معاویة (لعنه الله) فی مجلسه قائلة: وَ سَیَعْلَمُ مَنْ سَوَّل لَکَ وَ مَکَّنَکَ مِنْ رِقَابِ الْمُسْلِمِینَ بِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلا وَ أَیُّکُمْ شَرٌّ مَکاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً وَ لَئِنْ جَرَّتْ عَلَیَّ الدَّوَاهِی مُخَاطَبَتَکَ إِنِّی لأَسْتَصْغِرُ قَدْرَکَ وَ أَسْتَعْظِمُ تَقْرِیعَکَ وَ أَسْتَکْبِرُ تَوْبِیخَک".[22]
و لو اخذنا بنظر الاعتبار ان هذه المواقف صدرت من السیدة زینب فی وقت کان الکل یرتعد فرقا من الامویین و من ولاتهم بحیث ان الانسان یخشى الحدیث مع نفسه.
9- تحلیها بدرجة عالیة من الصبر و الثبات الذی یعجز القلم عن وصفه.
10- التبلیغ الذکی و الناجح للثورة و تاصیل افکارها و بینان احقیتها.
اذن على الفتاة المسلمة ان تقتدی بالسیدة زینب (س) بتحصیل العلم اللازم للحرکة فی طریق الدعوة، و فی وعیها و عطائها و تضحیتها و شجاعتها و اصرارها على مواصلة الطریق و طاعة امامها و الشعور بالمسؤولیة فی کل المواقف.
و من الحق ما قالته بنت الشاطئ فی وصف کتابها: هو صورة لانثى، قدر لها ان تعیش فی فترة تعج بجلیل الاحداث، و ان تلعب على مسرح الدولة الاسلامیة دورا، أقل ما یوصف بانه دور ذو شأن ...، بل سماها بعضهم بطلة کربلاء لانها السیدة الاولى التی ظهرت فی اللحظة الحرجة، تأسوا الکلوم و تواسی المحتضرین و تثور للضحایا الشهداء الذین نبذوا هنالک فی العراء ... فلم تدع الدم المسفوک یذهب هدرا... انها استطاعت رغم قصر المدة (سنة و نصف) التی عاشتها بعد کربلاء ان تشعل فی نفوس الشیعة حزنا مستعرا لم یخمد لهیبه حتى الیوم ... و استطاعت فی هذه الفترة القصیرة ان تغیر مجرى التاریخ و لم تمض زینب الا بعد ان افسدت على"ابن زیاد و یزید و بنی امیة" لذة النصر، سکبت قطرات من السم الزعاف فی کؤوس الظافرین فکانت فرحة لم تطل و کان نصرا مؤقتا لم یلبث ان افضى الى هزیمة قضت آخر الامر على دولة بنت أمیة.[23]
الخلاصة: ان السید زینب بنت علی (س) هی قبس من ذلک نور بیت النبوة و فعلى الفتیات ان یقتبسن من ذلک النور الساطع.
[1] الاحزاب،21.
[2] الممتحنة، 4؛ و انظر؛ الممتحنة، 6.
[3] الانعام، 90.
[4] الزخرف، 59.
[5] التحریم، 11.
[6] نهج البلاغة، ص 227- 228، الخطبة رقم 160.
[7] الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج 13، ص 198؛ نشر: مدرسة الامام علی بن ابی طالب، قم، 1421 ق.
[8] ابن عاشور محمد بن طاهر،التحریر و التنویر، ج 6، ص 206.
[9] الخطیب عبدالکریم، التفسیر القرآنی للقرآن، ج 11، ص 678.
[10] محمد بن یعقوب الکلینی، الکافی، ج 2، ص 376- 377، دار الکتب الاسلامیة طهران، 1365هجری شمسی.
[11] الکافی، ج 1، ص 43.
[12] البقرة، 170.
[13] الملک، 10.
[14] آل عمران، 114.
[15] الانبیاء، 73.
[16] ابن نما الحلی، مثیرالأحزان، ص 86، قم، مدرسة الامام المهدی (عج)، 1406ه.
[17] العلامة المجلسی،بحارالأنوار، ج 45، ص 115- 116، مؤسسة الوفاء بیروت، 1404ه.
[18] نفس المصدر، ص 135.
[19] اعیان الشیعة، ج 7، ص 137.
[20] السید محسن الامین، اعیان الشیعة، ج 7، ص 137، دار التعاریف للمطبوعات، بیروت.
[21] بحار الانوار، ج 45، ص 118؛ و انظر: الدکتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، السیدة
زینب، 10.
[22] نفس المصدر، ص 135.
[23] الدکتورة عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ)، السیدة زینب، ص 9- 10 و ص 157 و 158.