Please Wait
2772
بالإضافة إلى تقدیم بعض الحلول فی التعالیم الإسلامیة لامر الزواج؛ کالتوکل على الله، وصلاة رکعتین، ثم الدعاء لطلب الزوجة الفاضلة والزواج الناجح، قد تمت التوصیة بالحذر والاهتمام التام بشأن اختیار الزوج للتوقی عن الزواج الفاشل، وقد اشارت المصادر الاسلامیة الی شروط و معاییر لهذا الامر، منها رئیسی وبعضها فرعی.
بعض المعاییر الرئیسیة هی: الإیمان، اجتناب الذنوب والمعاصی کشرب الخمر، وامتلاک الاخلاق الحمیدة، و کفاءة الزوجین.
المقصود من الکفاءة الشرعیة فی الزواج هو أن یکون الرجل والمرأة متساویان فی الإسلام أو الایمان ولا یختلفان کثیرًا عن بعضهم البعض؛ ومع ذلک، لا یمکن الادعاء بأن هذا التوافق یجب أن یکون تاما من کلا الطرفین او ان یکونا فی مرتبة واحدة؛ لأن مراتب الإیمان والإسلام تختلف فی الانسان. لذلک فإن مفهوم الکفاءة یکون نسبیا فی الزواج.
لقد تم ذکر الکفاءة العرفیة فی کتب الفقه الی جانب الکفاءة الشرعیة، ولکن لیس من الضروری مراعاة الکفاءة العرفیة؛ إلا إذا کانت البنت غیر ناضجة عقلیا ویقوم ولیها باختیار الزوج لها.
ان المقصود من الکفاءة العرفیة أن یکون الرجل والمرأة متساویان اجتماعیاً؛ مثل التوافق فی السن وأصالة الأسرة و ....
الزواج هو أنسب فرصة لتجلی أسمى القیم الانسانیة وبناء احب کیان عند الله وهو کیان الاسرة. وبناءً على ذلک، تؤکد التعالیم الإسلامیة على أنه یجب أن تکون للناس نظرة روحیة ومقدسة الی الزواج. وهناک آیات عدیدة من القرآن تؤید هذا الامر. مثل:
«وَمِنْ آیاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً لِتَسْکُنُوا إِلَیْها وَجَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُون».[1]
کما ورد فی القرآن الکریم أن الزواج "میثاق غلیظ"،[2] أی عهد قوی ومقدس.[3] عهد یتطلب الوفاء والثقة والالتزام الصادق والحب غیر المشروط؛ لذلک، فإن الرغبات الجسدیة والاستبداد والترکیز على الذات تتعارض مع مبدأ هذا العهد، ویجب على الطرفین فی هذا العهد مراعاة المبادئ القیمة للحیاة لاجل الحفاظ علیه واستمرار قوته واستحکامه.
ولهذه الغایة، یعتبر الزواج من أهم الخیارات البشریة، التی تدوم آثاره و نتائجه مدى الحیاة. لذلک فإن الدقة والبصیرة فی هذا الاختیار، ما لم یبلغ درجة الوسوسة،[4] یعتبر امرا منطقیا ودینیا.
بالإضافة إلى تقدیم الحلول فی الشریعه الاسلامیة للزواج الناجح، کالتوکل علی الله وصلاة رکعتین والدعاء،[5] قد تمت التوصیة ایضا بالتدقیق والاهتمام التام فی امر الزواج وقد ذکرت المصادر الاسلامیة فی هذا الصدد معاییر للتوقی من الزواج الفاشل.
یجب القول؛ ان صنفا من هذه المعاییر یعتبر معاییرا وشروطا رئیسیة فی اختیار الزوج، وصنفا آخر منها یعتبر معاییرا فرعیة. نشیر فی مایلی الی بعض المعاییر من کلا الصنفین.
المعاییر الرئیسیة فی اختیار الزوج:
أ) المعتقدات الدینیة الصحیحة(الایمان)
وفقًا لتعالیم الإسلام، یعتبر الإیمان والمعتقدات الدینیة الصحیحة من أهم الخصائص للزوج. هذا الشرط ضروری للزوج فی جمیع الظروف زمانا ومکانا.
لذلک، إذا لم یکن لدى الشخص المستوى المناسب من الإیمان والمعتقدات الدینیة المشترکة، فإنه یُعتبر غیر مؤهل، ویحرم الإنسان من السعادة الدنیویة والسعادة الأخرویة، حتى لو کانت له سمات أخرى.
وقد جاء التصریح بشرط الإیمان فی النکاح فی بعض آیات القرآن وبعض الاحادیث مثل:
«وَلا تَنْکِحُوا الْمُشْرِکاتِ حَتَّى یُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَیْرٌ مِنْ مُشْرِکَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْکُمْ وَلا تُنْکِحُوا الْمُشْرِکینَ حَتَّى یُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَیْرٌ مِنْ مُشْرِکٍ وَلَوْ أَعْجَبَکُمْ أُولئِکَ یَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ یَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَیُبَیِّنُ آیاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَذَکَّرُونَ».[6]
قال رسول الله(ص): «مَنْ زَوَّجَ کَرِیمَتَهُ مِنْ فَاسِقٍ فَقَدْ قَطَعَ رَحِمَهُ».[7]
قال الإمام الصادق (ع): «إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْمَرْأَة لِجَمَالِهَا أَوْ لِمَالِهَا وُکِّلَ إِلَى ذَلِکَ وَ إِذَا تَزَوَّجَهَا لِدِینِهَا رَزَقَهُ اللَّهُ الْمَالَ وَالْجَمَالَ».[8]
بالإضافة إلى ذلک، فإن وجود الخصائص العقائدیة والأخلاقیة یمکن أن تخلق الثقة اکثر من أی عامل آخر؛ لأن الکرامة الأخلاقیة والمعتقدات الدینیة لا تغیر الشخص فحسب، بل تخلق السکینة و الطمأنیة القلبیة فی الطرف الآخر أیضًا، وهذا الامر یسبب التفاهم الابتدائی بین الزوجین، واستمراریته طوال الحیاة، یلعب دورًا اساسیا.
ب)امتلاک الاخلاق الحسنة
تعتبر الصفات الأخلاقیة فی الإسلام، مثل امتلاک الاخلاق الحسنة، من الشروط اللازمة للزوج المناسب. ان المقصود من الأخلاق الحسنة هنا یعنی السلوک الحسن والتعامل المناسب فی الحیاة، والتلاؤم والتسامح مع الناس. فحسن الخلق والإحسان یعنی الکلام الجمیل والشکر والملاطفة والصدق والمحبة وما إلى ذلک. أساس الحیاة الزوجیة هو التوافق والتفاهم والتعاون، ولا یتم توفیرها إلا فی ضوء الأخلاق الحمیدة.
فعلی الإنسان ان یتزین بالصفات والاخلاق الحمیدة والفضائل والکمالات والسلوک الحسن، وان یبتعد کل البعد عن الصفات القبیحة والأمراض الأخلاقیة وما إلى ذلک؛ لأن العامل الوحید الذی یمکنه کبح روح التمرد للإنسان وغرائزه العاصفة والمتمردة، ویجعل العلم والتکنولوجیا من أجل السلام العام والحیاة السلمیة، هو الأخلاق الحقیقیة التی تنبع من الإیمان الحقیقی بالله. ان امتلاک الأخلاق الحمیدة یسبب النشاط والحیویة فی الحیاة لدی الطرفین وأفراد الأسرة الآخرین؛ وقد جاء فی بعض الروایات ما مضمونه أن الزوجة السیئة الاخلاق تسبب الشیخوخة المبکرة للانسان.[9]
ولهذا السبب، قد جاء التصریح بالنهی عن الزواج مع سیء الاخلاق فی بعض الروایات. من جملة ذلک ما روی عن الرسول الاکرم(ص) انه قال: «مَا اسْتَفَادَ امْرُؤٌ مُسْلِمٌ فَائِدَةً بَعْدَ الْإِسْلَامِ أَفْضَلَ مِنْ زَوْجَةٍ مُسْلِمَةٍ تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَیْهَا وَتُطِیعُهُ إِذَا أَمَرَهَا وَتَحْفَظُهُ إِذَا غَابَ عَنْهَا فِی نَفْسِهَا وَمَالِهِ».[10]
وروی ان شخصا سأل الامام الرضا(ع) فقال: «أَنَّ لِی قَرَابَةً قَدْ خَطَبَ إِلَیَّ وَفِی خُلُقِهِ شَیْءٌ .. فَقَالَ له الامام(ع): لَا تُزَوِّجْهُ إِنْ کَانَ سَیِّئَ الْخُلُقِ».[11]
ج) اجتناب الذنوب
امتلاک التقوى بقدر ما تمنعه من فعل المعاصی، مثل الزنا جهارا وعلانیة. قد تم التأکید فی الروایات على هذا المعیار فی اختیار الزوج؛ مثل:
قال الإمام الصادق(ع): «لَا تَتَزَوَّجُوا الْمَرْأَةَ الْمُسْتَعْلِنَةَ بِالزِّنَا وَلَا تُزَوِّجُوا الرَّجُلَ الْمُسْتَعْلِنَ بِالزِّنَا إِلَّا أَنْ تَعْرِفُوا مِنْهُمَا التَّوْبَةَ».[12]
من جملة المعاصی التی یجب ان یکون الانسان منزه عنها عند الزواج هی شرب الخمر. وقد حذرت بعض الروایات من الزواج بشارب الخمر:
روی الإمام الصادق (ع) عن النبی ص انه قال : "«شَارِبُ الْخَمْرِ لَا یُزَوَّجُ إِذَا خَطَب».[13] وقال أیضا: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ بَعْدَ مَا حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَى لِسَانِی فَلَیْسَ بِأَهْلٍ أَنْ یُزَوَّجَ إِذَا خَطَبَ. [14]
وفی روایة أخرى ان الإمام الرضا (ع) قال: «َ إِیَّاکَ أَنْ تُزَوِّجَ شَارِبَ الْخَمْرِ فَإِنْ زَوَّجْتَهُ فَکَأَنَّمَا قُدْتَ إِلَى الزِّنَا».[15]
ان آثار هذا الذنب لا یظهر فقط على شارب الخمر، بل سوف تتاثر جمیع الأسرة بذلک، وخاصة الأطفال. لذلک، تم الترکیز بشکل کبیر على تجنب الزواج مع هؤلاء الناس.
د) الکفاءة
لا شک أن "الکفاءة" من أهم معاییر الإسلام فی اختیار الزوج.
"الکفو" و"الکفؤ" فی اللغة تعنی المساواة فی المکانة والقیمة.[16]
هناک مصداقان للکفاءة فی امر الزواج بین الرجل والمرأة فی کتب الفقه:
- الکفاءة الشرعیة: یقصد بها الکفاءة التی تعتبر لازمة وضروریة مثل الاسلام. وهذا یعنی أن الرجل والمرأة، یجب ان یکونا من حیث الإسلام،[17] أو الایمان،[18] على مستوى واحد ومتساویان ولا یختلفان کثیرًا عن بعضهم البعض؛ ومع ذلک، لا یمکن الادعاء بأن هذا التساوی والتشابه یجب أن یکون مثالیا وتاما من کلا الجانبین؛ لأن للإیمان والإسلام مراتب قویة وضعیفة فی الانسان. لذلک فإن مفهوم الکفاءة فی الزواج امر نسبی ولیس من المناسب التخلی عن الزواج، الذی یعتبر من السنن المهمة لدی الأنبیاء السماویین، بحجة عدم وجود التشابه التام.
لذلک، علی اساس الکفاءة الشرعیة، فانه لا یصح زواج المسلم بالکافرة غیر الکتابیة وهکذا زواج المراة المسلمة حتى بالکافر الکتابی.[19] وهذا هو ما اتفق علیه جمیع الفقهاء. ولکن تباینت آراء الفقهاء فی صحة زواج المسلم مع النساء الکتابیات ومن المعروف بین الفقهاء المتأخرین تحریم الزواج الدائم معهن.[20]
بالطبع هذه هی النظرة الأولى فی الکفاءة الشرعیة وهی ضروریة وتعتبر شرطا لصحة العقد.
- الکفاءة العرفیة: أی تساوی تقارب الرجل والمرأة اجتماعیًا.[21] یجب أن یکون هناک توافق فکری وانسجام روحی وأخلاقی بین الرجل والمرأة، ویجب أن یکون الزوجان على قدم المساواة مع بعضهما البعض من حیث الثقافة الأسریة وروحیاتهم، حتى یتمکنوا من فهم بعضهم البعض بشکل جید وان یجعلوا حیاتهم دافئة ومزدهرة.
قد تم ذکر الکفاءة العرفیة أیضًا الی جانب الکفاءة الشریعة فی کتب الفقه، لکن لیس من الضروری مراعاتها؛ إلا فیما إذا کانت البنت غیر ناضجة عقلیا ویختار لها ولیها زوجا.[22]
ومع ذلک، فإن المعنی والمفهوم المشترک بین الکفاءة الشرعیة والعرفیة فی الزواج هو: التساوی بین الرجل والمرأة من الجهة الدینیةً،[23] والمذهبیة والأخلاقیة، ولیس التساوی فی المال والأمور المادیة. [24]
یقول الإمام الصادق(ع) عن الکفاءة فی الزواج: «الْکُفْؤُ أَنْ یَکُونَ عَفِیفاً وَعِنْدَهُ یَسَار».[25] و"الْمُؤْمِنُونَ بَعْضُهُمْ أَکْفَاءُ بَعْض».[26] ای الکفاءة التی یجب مراعاتها فی الزواج هو أن یکون الزوجین علی دین واحد.
بالإضافة إلى المعاییر التی تعتبر المعاییر الأساسیة للزواج فی الإسلام، والتی تم ذکر بعضها، هناک معاییر أخرى ولکنها لیست فی مستوی المعاییر الرئیسیة من حیث الاهمیة؛ مع ذلک قد تم إیلاء اهتمام خاص بها فی الاسام، فهذه المعاییر هی المعاییر الفرعیة.
المعاییر الفرعیة فی اختیار الزوج
بعض المعاییر والشروط التی ینبغی مراعاتها والاهتمام بها فی الزواج هی:
أ) الأصالة وشرف العائلة
ان للأسرة والقضایا الروحیة والتربویة والبصیرة الدینیة دورًا مهمًا فی حیاة الزوجین. فکلما کانت العائلات أقرب من حیث الترکیب والتکوین والمعتقدات، زاد احتمال تکوین علاقة جیدة ومستقرة للزوجین. ان المراد من أصالة الأسرة وکرامتها لیست الشهرة والثروة والمکانة الاجتماعیة، بل المراد من ذلک النجابة والتقوى والطهارة. فعندما یتزوج الإنسان من عائلة، فمن المؤکد أنه قد یثأثر بالعدید من الصفات الأخلاقیة والروحیة والنفسیة والفکریة والجسدیة لتلک الأسرة، وربما تنقل تلک الصفات الی أسرته وأطفاله خلال الزواج. وبناءً على ذلک، ووفقًا للإسلام، فإن الزواج من عائلة شریفة وبیئة صالحة وسلیمة له أهمیة خاصة، وهذا هو ما یُفهم من کلام المعصومین(ع).
کما نقرأ فی روایة ان رَسُولُ اللَّهِ(ص) َقَالَ: «أَیُّهَا النَّاسُ إِیَّاکُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا خَضْرَاءُ الدِّمَنِ قَالَ الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِی مَنْبِتِ السَّوْءِ».[27]
یقول الإمام الصادق(ع): «تَزَوَّجُوا فِی الْحُجْزِ الصَّالِحِ فَإِنَّ الْعِرْقَ دَسَّاسٌ». [28] أی أن سمات وحالات الوالدین تنتقل إلى الطفل من خلال النطفة. لذلک، فإن الزواج لیس علاقة بین شابین فحسب، بل ایضا یعتبر رابطة بین العائلات، ومن أجل الحصول علی الحصانة الدینیة والعقائدیة فی هذه الرابطة، یجب الارتباط بأشخاص یتمتعون بصلاح. علی الرغم من ان الأصالة العائلیة معیارًا فرعیًا فی الزواج؛ لکنها قد حظیت باهتمام کبیر من وجهة نظر الإسلام، لذلک، فهی أکثر أهمیة من المعاییر الفرعیة الأخرى.
ب) جمال المظهر والجاذبیة
من وجهة نظر البعض، فإن وجود بعض الخصائص مثل الجمال والجاذبیة لدى الأزواج، وخاصة عند النساء، یعتبر عاملاً مهماً فی الزواج، على الرغم من أن حصول الرغبة المتقابلة فی الطرفین وإشباع الحاجات الجنسیة یقوم على مشاعر الحب والصداقة بین الرجل والمرأة، بحیث اذا لم توجد مثل هذه الرغبة فی الزواج، یسبب ذلک عدم الرضا الأسری منذ البدایة، مع ذلک فان هذه المیزة الطبیعیة قد اولیت اهتماما من وجهة نظر الاسلام؛ ولکن یجب ان نعلم ما مدى الأهمیة التی یجب أن تعطى هذه المیزة؟ یری البعض أن المظهر هو الاصل ویعتبر العوامل الأخرى ثانویة من حیث الأهمیة، فی حین أن وجود الجمال والجاذبیة وحدهما قد لا یکونان کافیین لتکوین حیاة اسریة؛ لأن العیش معًا له واجبات ومسؤولیات وصعوبات لا یمکن مواجهتها بالترکیز على الجمال فقط؛ لذلک، فإن الجمال والجاذبیة هما نقطة انطلاق جیدة لاتحاد الرجل والمرأة، لکنهما لا یعتبران شرطًا ومعیارًا کافیین.
وفقًا لتعالیم للإسلام، یکون للجمال قیمة وامتیاز عندما یقترن بالدین والکمالیات الأخرى والفضائل الروحیة الأخرى. وإلا فإن مجرد جمال المظهر وجاذبیته، دون الصفات الحمیدة التی یدعو الیها الإسلام، قد یسبب مشاکل للزوج. کما اشیر الی ذلک فی الأحادیث فی السابقة.
وتجدر الإشارة إلى أن الجمال نسبی، ویجب مراعاة جمال وجاذبیة الرجل والمرأة مقارنة بالطرف الآخر وأفراد الأسرة على کلا الجانبین؛ لذلک، قد یکون هناک شخصان لایختلفان بکثیر من حیث الجاذبیة الجسدیة، ولکن قد یکون احدهما لیس جمیلا من وجهة نظر شخص آخر.
ج) التساوی او التقارب فی السن
من الضروری أیضًا الانتباه إلى التقارب فی السن عند اختیار الزوج. ان الاختلاف فی سن البلوغ بین الذکور والاناث أمر طبیعی، فالولد یبلغ سن البلوغ بعد الفتاة بحوالی أربع سنوات؛ لذلک من الأفضل أن یکون فارق السن فی الزواج على الأقل بهذا المقدار، ولکن هذا لیس ضروریًا. [29]
[2]. النساء، 21. «وَ کَیْفَ تَأْخُذُونَهُ وَ قَدْ أَفْضى بَعْضُکُمْ إِلى بَعْضٍ وَ أَخَذْنَ مِنْکُمْ میثاقاً غَلیظاً».
[3]. مکارم الشیرازى، ناصر، تفسیر نمونه، ج 3، ص 323، طهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الاولی، 1374ش.
[4]. للمزید من الاطلاع، راجع: «الوسواس فی اختیار الزوج»، السؤال 9804 (الموقع: 9774).
[5]. مثل هذا الحدیث، قال على(ع): «مَنْ أَرَادَ مِنْکُمُ التَّزْوِیجَ فَلْیُصَلِّ رَکْعَتَیْنِ وَ لْیَقْرَأْ سُورَةَ فَاتِحَةَ الْکِتَابِ وَ سُورَةَ یس فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لْیُثْنِ عَلَیْهِ وَ لْیَقُلِ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِی زَوْجَةً صَالِحَةً وَدُوداً وَلُوداً شَکُوراً قَنُوعاً غَیُوراً إِنْ أَحْسَنْتُ شَکَرَتْ وَ إِنْ أَسَأْتُ غَفَرَتْ وَ إِنْ ذَکَرْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَعَانَتْ وَ إِنْ نَسِیتُ ذَکَّرَتْ وَ إِنْ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهَا حَفِظَتْ وَ إِنْ دَخَلْتُ عَلَیْهَا سُرَّتْ وَ إِنْ أَمَرْتُهَا أَطَاعَتْنِی وَ إِنْ أَقْسَمْتُ عَلَیْهَا أَبَرَّتْ قَسَمِی وَ إِنْ غَضِبْتُ عَلَیْهَا أَرْضَتْنِی یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِکْرَامِ هَبْ لِی ذَلِکَ فَإِنَّمَا أَسْأَلُکَ وَ لَا أَجِدُ إِلَّا مَا قَسَمْتَ لِی فَمَنْ فَعَلَ ذَلِکَ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا سَأَلَ ثُمَّ إِذَا زُفَّتْ إِلَیْهِ وَ دَخَلَتْ عَلَیْهِ فَلْیُصَلِّ رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ لْیَمْسَحْ یَدَهُ عَلَى نَاصِیَتِهَا وَ لْیَقُلِ اللَّهُمَّ بَارِکْ لِی فِی أَهْلِی وَ بَارِکْ لَهَا فِیَّ وَ مَا جَمَعْتَ بَیْنَنَا فَاجْمَعْ بَیْنَنَا فِی خَیْرٍ وَ یُمْنٍ وَ بَرَکَةٍ وَ إِنْ جَعَلْتَهَا فُرْقَةً فَاجْعَلْهَا فُرْقَةً إِلَى خَیْر». المجلسی، محمد باقر، بحارالانوار، ج 100، ص 268، بیروت مؤسسة الوفاء، 1404ق.
[6]. البقره، 221.
[7]. الطبرسی، رضى الدین الحسن بن فضل، مکارم الاخلاق، ص 204، قم، شریف الرضى، 1412ق.
[8]. العاملی، شیخ حر، وسائل الشیعة، ج 20، ص 49- 50، قم، مؤسسه آل البیت(ع)، 1409ق.
[9]. الشیخ صدوق، من لا یحضره الفقیه، المحقق، المصحح، الغفاری، علی اکبر، ج 3، ص 558، قم، مکتب النشر الاسلامی، الطبعة الثانیة، 1413ق.
[10]. الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، المحقق، المصحح، الغفاری، علی اکبر، الآخوندی، محمد، ج 5، ص 327، طهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الرابعة، 1407ق.
[12]. مکارم الاخلاق، ص 204.
[13]. الکافی، ج 5، ص 348.
[14]. نفس المصدر.
[15]. الفقه المنسوب للإمام الرضا(علیه السلام)، ص 280، مشهد، مؤسسة آل البیت(علیهم السلام)، الطبعة الاولی، 1406ق.
[16]. الراغب الاصفهانى، حسین بن محمد، المفردات فی غریب القرآن، تحقیق، صفوان عدنان داودی، ص 718، دمشق بیروت، دارالعلم الدار الشامیة، الطبعة الاولی، 1412ق؛ مهیار، رضا، فرهنگ ابجدی عربی - فارسی، ص 731، النشر الاسلامی.
[17]. یری بعض الفقهاء ان "الاسلام" هو المعیار الاساسی فی الکفاءة الشرعیة ؛ مانند آیة الله العظمی بهجت: «المسلم کفو المسلم و لا اشکال فی زواجهما». بهجت، محمد تقی، الاستفتائات، ج 4، ص 15، قم، نشر مکتب آیة الله بهجت، الطبعة، 1428ق.
[18]. ییری بعض الفقهاء ان "الایمان" هو المعیار الاساسی فی الکفاءة الشرعیة؛ مثل: آیة الله العظمی التبریزی: «المؤمن کفو المؤمنة و سائر الجهات لا مدخلیة لها فی ذلک». التبریزی، جواد بن علی، الاستفتائات الجدیدة، ج 1، ص 350، قم، الطبعة الاولی.
[19]. النجفی، محمد حسن، جواهر الکلام، المحقق، المصحح، القوچانى، عباس، آلاخوندى، علی، ج 30، ص 92، بیروت، دار احیاء التراث العربی، الطبعة السابعة.
[20]. جمع من المحققین تحت اشراف الهاشمی الشاهرودى، سید محمود، فرهنگ فقه مطابق مذهب اهل بیت، ج 1، ص 484، قم، مؤسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامى علی مذهب اهل بیت(ع)، الطبعة الاولی، 1426ق.
[21]. المکارم الشیرازی، ناصر، احکام بانوان، المحقق، المصحح، علیاننژادى، ابوالقاسم، ص 142، قم، مدرسه الامام على بن ابیطالب(ع)، الطبعة الحادیة عشر، 1428ق.
[22]. نفس المصدر، ص 142.
[23]. فرهنگ فقه مطابق مذهب اهل بیت، ج 1، ص 367.
[24]. المحقق الداماد الیزدى، سید مصطفى، بررسی فقهی حقوق خانواده، ص 366، قم، الطبعة الاولی.
[25]. من لا یحضره الفقیه، ج 3، ص 394.
[26]. نفس المصدر، ص 393.
[27]. الکافی، ج 5، ص 332.
[28]. مکارم الاخلاق، ص 197.