بحث متقدم
الزيارة
21609
محدثة عن: 2012/05/03
خلاصة السؤال
هل أن معنى النجم و الكوكب في القرآن مختلف، أم أنها بمعنى واحد؟
السؤال
تستعمل كلمة الكوكب في القرآن في بعض السور، و في بعضها الآخر كلمة النجم، والأثنان في اللغة الفارسية بمعنى النجم، فهل يختلف معناهما في القرآن الكريم؟
الجواب الإجمالي

النجم و الكوكب في اللغة بمعنى واحد.[1] فهي إذن من الألفاظ المترادفة، و إذا أريد منها معنىً آخر في مكان ما فلابد من وجود قرينة تدل على ذلك.

ولقد ذكرت كلمة النجم و النجوم في القرآن المجيد 12 مرة،[2] 11 مرة منها جاءت بمعنى الكواكب المعروفة، كما يعتقد المفسرون في كتبهم و لا نرى مبررا للاطناب بذكر الآيات التي اشتملت على تلك الكلمات خوفاً من الإطالة.[3]

نعم وقع البحث في الآية "وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدَان"،[4] حيث ذهب أكثر المفسرين الى ان كلمة "النجم" تعني الزرع "و النبات من غير ساق".[5] و يفهم هذا المعنى من قرينة "الشجر" الذي هو بمعنى الزرع ذي الساق كما في اللغة.[6] و مع وجود هذه القرينة يعتقد بعض المفسرين أن النجم هنا تأتي بنفسه معناها الحقيقي.[7]

كما ذكرت كلمة الكوكب و الكواكب في القرآن خمس مرات،[8] كلها بمعنى النجم كما عليه المفسرون. و يمكن مراجعة كتب التفاسير لتحصيل مزيد من الإطلاع في هذا المجال.

يحسن الإشارة هنا إلى أن النجم و الكوكب من الألفاظ المترادفة تقريبا كما عليه سائر أهل اللغة و المفسرين، و لكن – انطلاقا مما روي عن الإمام الصادق (ع) من "إن للقرآن ظاهراً و باطناً".[9]- ذكر بعض المفسرين[10] في بعض المجالات[11] معانٍ أخرى[12] لهاتين الكلمتين غير معناهما الظاهري، و هذا لا ينافي كلامنا المبتني على أصل الترادف بين الكلمتين و أصل وحدة معناهما. و لربما كان لهما معانٍ أخرى يمكن استخراجها من باطن هاتين الكلمتين.

 


[1]  راغب الإصفهاني، حسين بن محمد، المفردات في غريب القرآن، تحقيق، الداودي، صفوان عدنان، ج 1، ص 791، دار العلم الدار الشامية، دمشق بيروت، الطبعة الأولى، 1412 ق، ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، ج 1، ص 721، دار الصادر، بيروت، 1414 ق، الفراهيدي، خليل بن احمد، كتاب العين، ج 5، ص 433، نشر الهجرة، قم، الطبعة الثانية، 1410 ق، المصطفوي، حسن، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 10، ص 135، دارالترجمة و نشر الكتب، طهران، 1360 ش، الطريحي فخر الدين، مجمع البحرين، ج 6، ص 174، مكتبة المرتضوي، طهران، 1375 ش.

[2]  النجم، 1 " وَ النَّجْمِ إِذَا هَوَى". الرحمن، 6 "و النجم و الشجر يسجدان". الطارق، 3 "النَّجْمُ الثَّاقِب". الأنعام،‌97 "وَ هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتهَتَدُواْ بهِا فىِ ظُلُمَاتِ الْبرَّ وَ الْبَحْرِ  قَدْ فَصَّلْنَا الاَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون". الأعراف، 54 "وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّرَاتِ  بِأَمْرِه". الصافات، 88 "فَنَظَرَ نَظْرَةً فىِ النُّجُوم". الطور، 49 "وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبَارَ النُّجُوم". النحل، 12 "وَ سَخَّرَ لَكُمُ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ  وَ النُّجُومُ مُسَخَّرَاتُ  بِأَمْرِهِ". الحج، 18 "أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فىِ السَّمَاوَاتِ وَ مَن فىِ الْأَرْضِ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ". التکویر، 2 "وَ إِذَا النُّجُومُ انكَدَرَت".

[3]  راجعوا التفاسير القرآنية لتحصيل مزيد من الإطلاع.

[4]  الرحمن، 6.

[5]  المكارم الشيرازي، ناصر، تفسير الأمثل، ج 23، ص 103، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1374 ش، السبزواري النجفي، محمد بن حبيب الله، ارشاد الإذهان إلى تفسير القرآن، ص 536، الطبعة الأولى، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، 1419 ق، الزمخشري، محمود، الكاشف عن حقائق غوامض التنزيل، ج 4، ص 443، دار الكتاب العربي، بيروت، 1407 ق، الطباطبائي، سيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج 19، ص 96، مكتب النشر الإسلامي لجامعة المدرسين في قم، 1417 ق، الطبرسي، فضل بن حسن، تفسير جوامع الجامع، ج 4، ص 217، نشر جامعة طهران و مديرية الحوزة العلمية في قم، طهران، الطبعة الأولى، 1377 ش.

[6]  المفردات في غريب القرآن، ج 1، ص 446.

[7]  المصطفوي، حسن، تفسير روشن، ج16، ص 71، مركز نشر الكتاب، طهران، الطبعة الأولى، 1380 ش، المترجمين، تفسير الهداية، ج 14، ص 290، مؤسسة التحقيق الإسلامية للعتبة الرضوية المقدسة، مشهد، الطبعة الأولى، 1377 ش.

[8]  النور، 35 " كَأَنهَّا كَوْكَبٌ دُرِّى". الأنعام، 76 " فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ رَءَا كَوْكَبًا". یوسف، 4 " إِنىّ‏ِ رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا". الصافات، 6 " إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِب". الانفطار، 2 " وَ إِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثرَت".

[9]  الكليني، محمد بن يعقوب بن اسحاق، الكافي، المحقق، الغفاري، علي أكبر، الآخوندي، محمد، ج 4، ص 549، دار الكتب الإسلامية، طهران، الطبعة الرابعة، 1407 ق.

[10]  الحسيني الأستر آبادي، سيد شرف الدين، علي، تأويل الآيات الظاهرة، ص 613، مكتب النشر الإسلامي لجامعة المدرسين في قم، الطبعة الأولى، 1409 ق.

[11]  "و النجم و الشجر يسجدان".

[12]  فقد بينوا أن المراد من النجم هو رسول الله (ص).

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280274 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258855 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129655 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115714 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89578 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61080 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60391 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57383 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51662 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47726 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...