بحث متقدم
الزيارة
5874
محدثة عن: 2010/08/05
خلاصة السؤال
ما الفرق بین علم الله و قدرته و عدالته و حیاته وب ین نفس هذه الصفات فی الإنسان؟
السؤال
ما الفرق بین علم الله و قدرته و عدالته و حیاته و بین نفس هذه الصفات فی الإنسان؟
الجواب الإجمالي
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
الجواب التفصيلي

یتصف الله بصفات تحکی عن الکمال فی ذاته کالعلم و القدرة و الکمال...

و کذلک الإنسان یتصف بهذه الصفات نفسها، إذ هو بإذن الله عالم ، قادر ، حیّ أیضا. لکن یختلف اتصاف الله بهذه الصفات عن اتصاف غیره بها من جهتین:

1ـ تختلف هذه الصفات (العلم و االقدرة و الحیاة) مفهوماً، إلا أنها لا تختلف فی ذات الله تعالى من حیث الوجود و المصداق. فلا تختلف حیثیة العلم عن حیثیة القدرة و لا یختلفان هذان عن حیثیة الحیاة. فذات الله سبحانه بأجمعه علم و قدرة و حیاة. بخلاف الإنسان الذی تختلف فیه حقیقة کل من هذه الصفات عن الأخرى. فحقیقة العلم و الشعور فی الإنسان لیست کحقیقة القدرة فیه، و علم الإنسان و قدرته لیسا کحیاته.

2ـ کما أنه لا اختلاف فی حقیقة صفات الله، کذلک لیس هناک اختلاف بین صفات الله و ذاته سبحانه. فصفات الله عین ذاته، لا انها شیء زائد علیها. بخلاف الإنسان الذی صفاته زائدة على ذاته، لأن الإنسان کان إنساناً و لم یکن عالماً أو قادراً، بل اکتسب العلم و القدرة. مضافاً إلى ذلک، بما أن الإنسان ممکن الوجود و الممکنات محدودة فی و جودها، فلهذا صفات الإنسان کشأن ذاته محدودة، بخلاف الله سبحانه و تعالى الذی هو وجود محض لا حدّ له. و بالتالی فصفاته غیر محدودة أیضا.

مثلا؛ مع أن الله سبحانه و تعالى غیر محدود فی قدرته و إرادته و لیس خاضعاً للنظام الذی خلقه، مع هذا یتصف فعله بالحکمة و المصلحة. معنى حکمة الباری تعالى هو أن یوصل الأشیاء إلى غایاتها و کمالها الوجودی. لکن معنى الحکمة فی أفعال الإنسان هو أن یقوم بأعمال لیصل إلى غایة و کمال؛ و لان وجود المسبب و ارتباطه بالسبب شیء واحد لا شیئان لیمکن فرض تفکیکهما، إذن إرادة الله سبحانه لشیء عبارة عن إرادة ارتباطه بالسبب الخاص له، و إرادة ذلک السبب هی عبارة عن إرادة ارتباطه بسببه الخاص، و هکذا إلى أن یصل إلى السبب الذی تقتضی إرادته الارتباط المباشر بذات الله سبحانه، فإرادة الله لذلک الشیء تساوی إرادته لکل الأشیاء و کل روابط الأنظمة جمیعا.

لا تصدق صفة الحکمة على الله و على الإنسان بمعنى واحد. فالحکمة فی وجود الإنسان هی أن تکون له غایة معقولة فی کل فعل و أن یختار أسمى الأهداف و أفضلها و یستخدم أفضل الوسائل و الأسالیب للوصول إلى أهدافه. لکن الله هو الغنی على الإطلاق و لا یفتش عن غایة و لا یمکن فرض کمال هو فاقده، حتى یرید أن یبحث عنه.

فحکمة الله هی أن یوصل کل موجود إلى الکمال الذی یمکن أن یصل إلیه. فعل الله هو الإیجاد و الإیصال إلى کمال الوجود و إیصال الأشیاء و هدایتها إلى کمالاتها الثانویة من خلال التدبیر و الإکمال و هذا هو نوع آخر من إیصال الأشیاء إلى کمالها.

فی هذا الخصوص، بإمکانک أن تراجع الکتب الکلامیة و الفلسفیة مثل:

1ـ العقائد الإسلامیة، تألیف الشیخ جعفر سبحانی؛

2ـ دروس فی العقیدة، للشیخ محمد تقی مصباح یزدی؛ و غیرهما.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280329 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258942 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129731 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115915 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89625 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61176 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60456 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57420 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51840 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    47778 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...