بحث متقدم
الزيارة
5586
محدثة عن: 2013/06/20
خلاصة السؤال
هل اسماعیل المذکور فی سورة مریم المراد منه اسماعیل بن ابراهیم او ابن حزقیل من انبیاء بنی اسرائیل؟
السؤال
ورد فی کتاب الله المجید اسم(إسماعیل)اثنی عشرة مرة کما قال المفسرون,فی سورة مریم(ع)جاء ذکر إسماعیل(ع)بعد موسى(ع) هل هو إسماعیل ابن ابراهیم (ع) أم هو إسماعیل بن حزقیل و هو من انبیاء بنی اسرائیل و بعث بعد موسى (ع)الذی ذکره بعض المفسرین؟
الجواب الإجمالي
قد اختلفت کلمة المفسرین فی المراد من اسماعیل حیث ذهب الفریق الاکبر منهم الى القول بانه اسماعیل بن النبی ابراهیم خلیل الرحمن، ذهب بعض الاعلام الى تبنی الرأی الثانی و ان المراد من اسماعیل هو اسماعیل بن حزقیل أحد أنبیاء بنی اسرائیل. و الجدیر بالذکر أن الرأی الاول و ان کان هو المشهور بین المفسرین الا ان الروایات تؤید الرأی الثانی.
 
الجواب التفصيلي
جاء فی القرآن الکریم: «وَ اذْکُرْ فِی الْکِتابِ إِسْماعیلَ إِنَّهُ کانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ کانَ رَسُولاً نَبِیّاً».[1]
و قد اختلفت کلمة المفسرین فی المراد من اسماعیل حیث ذهب الفریق الاکبر منهم الى القول بانه اسماعیل بن النبی ابراهیم خلیل الرحمن.[2] و انما افرد اسماعیل هنا بلا اقتران باسم اسحاق او یعقوب للاهمیة التی یولیها القرآن الکریم لشخصیة اسماعیل.[3]
نعم، ذهب بعض الاعلام الى تبنی الرأی الثانی و ان المراد منه هو اسماعیل بن حزقیل احد أنبیاء بنی اسرائیل[4] و الا لاقترن باسم کل من اسحاق و یعقوب.[5]
و الجدیر بالذکر أن الرأی الاول و ان کان هو المشهور بین المفسرین الا ان الروایات تؤید الرأی الثانی نشیر الى بعضها:
1.ورد فی الصحیح  عن محمد بن أبی عمیر و محمد بن سنان عمن ذکره عن أبی عبد الله علیه السلام قال: إن إسماعیل الذی قال الله عز و جل  "وَ اذْکُرْ فِی الْکِتابِ إِسْماعِیلَ إِنَّهُ کانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ کانَ رَسُولًا نَبِیًّا" لم یکن إسماعیل بن إبراهیم، کان نبیا من الأنبیاء بعثه الله عز و جل إلى قومه فأخذوه فسلخوا فروة (أی جلدة) رأسه و وجهه فأتاه ملک فقال: إن الله جل جلاله بعثنی إلیک فمرنی بما شئت فقال: لی أسوة بما یصنع بالحسین علیه السلام. [6]
2. عن برید بن معاویة العجلی قال: قلت لأبی عبد الله  (ع): یا ابن رسول الله أخبرنی عن إسماعیل الذی ذکره الله فی کتابه حیث یقول "وَ اذْکُرْ فِی الْکِتابِ إِسْماعِیلَ إِنَّهُ کانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ کانَ رَسُولًا نَبِیًّا أ کان إسماعیل بن إبراهیم (ع) فإن الناس یزعمون أنه إسماعیل بن إبراهیم؟ فقال (ع): ذاک إسماعیل بن حزقیل النبی (ع) بعثه الله إلى قومه فکذبوه فقتلوه و سلخوا وجهه فغضب الله له علیهم....[7]
وغیر ذلک من الروایات التی اوردها صاحب کامل الزیارات الذی لا یروی الا عن ثقة[8]
و قد حکم بصحة اسانیدها السید الخوئی (ره)[9]
و یظهر من العلامة الطباطبائی (ره) انه یمیل الى الرأی الثانی حیث قال: اختلفوا فی «إِسْماعِیلَ» هذا فقال الجمهور هو إسماعیل بن إبراهیم خلیل الرحمن، و إنما ذکر وحده و لم یذکر مع إسحاق و یعقوب اعتناء بشأنه، و قیل: هو غیره، و هو إسماعیل بن حزقیل من أنبیاء بنی إسرائیل، و لو کان هو ابن إبراهیم لذکر مع إسحاق و یعقوب.
و یضعف ما وجه به قول الجمهور: أنه استقل بالذکر اعتناء بشأنه، أنه لو کان کذلک لکان الأنسب ذکره بعد إبراهیم و قبل موسى (ع) لا بعد موسى.[10]
 

[1]. مریم، 54.
[2] الشیخ الطوسی، محمد بن حسن، التبیان فی تفسیر القرآن، تقدیم الشیخ آقابزرگ الطهرانی، تحقیق: قصیر العاملی، احمد، ج 7، ص 133، دار احیاء التراث العربی، بیروت، بلا تاریخ؛ الطبرسى، فضل بن حسن، مجمع البیان فی تفسیر القرآن، مقدمة البلاغی، محمد جواد، ج 6، ص 800، انتشارات ناصر خسرو، طهران، الطبعة الثالثة، 1372ش؛ ابن کثیر الدمشقی، اسماعیل بن عمرو، تفسیر القرآن العظیم، تحقیق: شمس الدین، محمد حسین، ج 5، ص 211، دار الکتب العلمیة، منشورات محمدعلی بیضون، بیروت، الطبعة الاولى، 1419ق؛ ‏مکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر نمونه، ج 13، ص 94، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبعة الاولى، 1374ش.
[3] انظر: الطباطبائی، سید محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج 14، ص 63، مکتب النشر الاسلامی، قم، الطبعة الخامسة، 1417ق.
[4] القمی، علی بن ابراهیم، تفسیر القمی، تحقیق: موسوی جزایری‏، سید طیب، ج 2، ص 51، دار الکتاب، قم، الطبعة الرابعة، 1367ش؛  الفیض الکاشانی، ملا محسن، الأصفى فی تفسیرالقرآن، تحقیق: درایتی، محمدحسین، نعمتی، محمدرضا، ج 2، ص 743، مکتب الاعلام الاسلامی، قم، الطبعة الاولى، 1418ق؛ مدرسی، سید محمد تقی، من هدی القرآن، ج 7، ص 66، دار محبی الحسین، طهران، الطبعة الاولى، 1419ق.
[5] المیزان فی تفسیر القرآن، ج 14، ص 63.
[6] المجلسی، محمدتقی بن مقصودعلی، روضة المتقین فی شرح من لا یحضره الفقیه، تحقیق و تصحیح: موسوی کرمانی، حسین، اشتهاردی، علی پناه‏، ج 12، ص 148، مؤسسه فرهنگى اسلامى کوشانپور، قم، الطبعة الثانیة، 1406ق.
[7] ابن قولویه، جعفر بن محمد، کامل الزیارات، تحقیق و تصحیح: امینی، عبد الحسین، ص 65،‏ دار المرتضویة، النجف الاشرف، الطبعة الاولى، 1356ش؛ الشیخ الصدوق، علل الشرائع، ج 1، ص 77 – 78، مکتبة الداوری، قم، الطبعة الاولى، 1385ش.
[8] الصدر، سید محمد باقر، قاعدة لا ضرر و لا ضرار، تقریر: الحیدری، سید کمال، ‌ص 84، دار الصادقین للطباعة و النشر، قم، الطبعة الاولى، 1420ق.
[9]  الموسوی الخوئی، سید ابوالقاسم، معجم رجال الحدیث، ج 1، ص 50، مرکز نشر آثار الشیعة، قم، 1410ق.
[10] المیزان فی تفسیر القرآن، ج 14، ص 63.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280274 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258855 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129655 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115714 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89578 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61080 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60391 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57383 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51662 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47726 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...