Please Wait
6048
طرح المفسرون عدة نظريات لتبرير تقديم مفردة الليل على النهار، نشير الى أهمها:
1. ذهب البعض الى أن تقديم الليل على النهار يعود الى تقدم خلق الليل على النهار.[1]
2. و هناك من قال: إن الواو في عطف النهار على الليل لا تدل على الترتيب؛ كما في قوله تعالى : "وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً، وَ جَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً" [2] فلو كان الليل سرمداً لفسد كل شيء، و اذا كان النهار سرمداً لما سلم شيء من الاحتراق بحرارتها.[3] و يؤيد هذه النظرية مجموعة من الشواهد القرآنية؛ كقوله تعالى: «يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ»؛[4] حيث قدم السجود في الآية على الركوع فالآية لم تكن بصدد بيان الترتيب بينهما في الصلاة المطلوب من مريم (س) الاتيان بها، و إنما المراد منها الدعوة الى أصل الاتيان بالعبادتين؛ لان العطف بالواو لا يدل على الترتيب، كما اذا قيل لشخص أقم الصلاة و اعط الخمس و صم، فمعناه اطع الله تعالى من خلال امتثال أمره بهذه العبادات الثلاث.[5]
فتحصل ان حرف الواو لا يدل على الترتيب الا مع وجود القرينة.[6]
لمزيد الاطلاع انظر:
أ. الطباطبائي، سید محمد حسین، المیزان في تفسیر القرآن، ج 17، ص 90 و 91.
ب. حسينى الهمداني، سيد محمد حسين، انوار درخشان، ج 13، ص 380.
ج. الطوسي، محمد بن حسن، التبیان في تفسیر القرآن، ج 8، ص 459 و 460.
د. مکارم شیرازی، ناصر، مکارم الشیرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج14، ص: 186- 187.
[1] ابوالفتوح الرازي، حسين بن علي، روض الجنان و روح الجنان في تفسيرالقرآن، تحقيق: ياحقي، دكتر محمد جعفر و ناصح، دكتر محمد مهدي، ج 2، ص 270، مؤسسة الابحاث و الدراسات الاسلامية التابعة للقدس الرضوي، مشهد، 1408ق.
[2] سوره النبأ، آيه 10 و 11.
[3] روض الجنان و روح الجنان في تفسيرالقرآن، ج 2، ص 270 و 271.
[4] . آل عمران، 43:«اى مريم! (به شكرانه اين نعمت) براى پروردگار خود، خضوع كن و سجده بجا آور! و با ركوعكنندگان، ركوع كن!».
[5] داور پناه، ابوالفضل، انوار العرفان في تفسير القرآن، ج 5، ص 380 و 453، انتشارات صدر،طهران، الطبعة الاولی، 1375ش.
[6] كما في قوله تعالى: «فَعِظُوهُنَّ وَ اهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَ اضْرِبُوهُنَّ» (نساء، 34)، فالأمور الثلاثة أعني (العظة و الهجر و الضرب) و إن ذكرت معا و عطف بعضها على بعض بالواو فهي أمور مترتبة تدريجية: فالموعظة، فإن لم تنجح فالهجرة، فإن لم تنفع فالضرب، و يدل على كون المراد بها التدرج فيها أنها بحسب الطبع وسائل للزجر مختلفة آخذة من الضعف إلى الشدة بحسب الترتيب المأخوذ في الكلام، فالترتيب مفهوم من السياق دون الواو. (الطباطبائي، سيد محمد حسين، المیزان في تفسیر القرآن، ج 4، ص 345، مکتب النشر الاسلامي، قم، الطبعة الخامسة، 1417ق)