Please Wait
الزيارة
4957
4957
محدثة عن:
2014/09/22
خلاصة السؤال
ما هي مبررات اعتماد الأئمة لمبدأ التقية في حياتهم؟
السؤال
من المعروف أنّ السبب الداعي للتقية هو الخشية و الخوف و الذي ينقسم بدوره إلى نوعين: الخشية على الذات و خوف القتل؛ و الثاني الخوف من التعذيب و تعرض شخصية المتقي للاستهزاء و التحقير و الإهانة و هتك الحرمات.
إما بالنسبة إلى النوع الأوّل فهو منتف عن الأئمة عليهم السلام لسببين، الأول: ما ورد في مصادر الشيعة من أنّهم يموتون باختيار منهم؛ و الثاني أنهم حسب معتقد الشيعة يعلمون ما كان و سيكون و هم يعلمون زمان و مكان وفاتهم، و عليه ينتفي الخوف قبل أن يحين وقت وفاتهم، و معه لا حاجة للتقية و خداع المؤمنين.
و أما التقيّة مقابل الخوف من التعذيب و الإهانة و التحقير، فلا ريب أنّه من وظائف العلماء و هم عليهم السلام الأولى بتحمل ذلك دفاعاً عن دين جدّهم، فلماذا التقيّة إذن؟
الجواب الإجمالي
لم تنطلق التقية دائما من الخوف و الخشية كما تصوّر السائل خطأً، بل هناك عوامل كثيرة للتقية أحدها الخوف و المعبّر عنها بالتقية الخوفية أو الاكراهية. ولما كانت التقية تستند إلى مجموعة من الأركان كالمتقي و المتقى منه و المتقى فيه، فمن هنا تقسّم إلى عدّة اقسام، منها: التقسيم بلحاظ ذات التقية إلى التقية الخوفية و المداراتية و الكتمانية و الاكراهية. و على فرض انطلاقها من الخوف و الخشية، فانّ الخوف و الخشية لا ينحصران في الخوف و الخشية على نفس المتقي و كرامته، بل هي اوسع من ذلك؛ و ذلك لأن التقية الخوفية قد تحصل تارة بسبب الخوف على النفس و العرض و كرامة الشخص نفسه أو من يهمه شأنهم، و تارة بسبب احتمال تعرض المؤمنين للضرر، و قد تحصل أحيانا بسبب احتمال تعرّض الكيان الاسلامي للخطر كالخشية من وقوع المسلمين في الفرقة و التناحر.
فالتقية قبل أن تكون برنامجاً إسلامياً هي أسلوب عقلاني و منطقي، ينفذه و يعمل به من يعيش صراعا مع عدو قوّي متمكن منه. و الاعتبار العقلي يؤكده إذ لا بغية للدين، و لا هم لشارعه إلا ظهور الحق و حياته، و ربما يترتب على التقية و المجاراة مع أعداء الدين و مخالفي الحق من حفظ مصلحة الدين و حياة الحق ما لا يترتب على تركها، و إنكار ذلك مكابرة و تعسف. و من هنا جاء التأكيد عليها في الاحاديث الاسلامية بل وصفت في البعض منها بأنها حرز المؤمن و ترسه، و لاريب أن الحرز و الترس يستفاد منه حتى في خارج اطار المعارك العسكرية.
إما القول بأنّ الأئمة عليهم السلام لا يخشون الموت لانهم في قمة المعرفة الإلهية و العشق الرباني، فهذا حق لا مرية فيه؛ إلا أنّه من غير الصحيح الادعاء بأنّهم يموتون باختيار منهم و إذن مسبق، فانّ الله تعالى لم يستأذن أحداً في قبض روحه و لو كان من الأنبياء و الأئمة و الصالحين. فلا ينبغي الخلط بين علم الشخص أحياناً بموته و بين الإذن منه في قبض روحه. يضاف إلى ذلك أنّ البعض من العلماء فسّر علم الأئمة عليهم السلام بأنّهم "لو شاؤوا علموا".
فالتقية قبل أن تكون برنامجاً إسلامياً هي أسلوب عقلاني و منطقي، ينفذه و يعمل به من يعيش صراعا مع عدو قوّي متمكن منه. و الاعتبار العقلي يؤكده إذ لا بغية للدين، و لا هم لشارعه إلا ظهور الحق و حياته، و ربما يترتب على التقية و المجاراة مع أعداء الدين و مخالفي الحق من حفظ مصلحة الدين و حياة الحق ما لا يترتب على تركها، و إنكار ذلك مكابرة و تعسف. و من هنا جاء التأكيد عليها في الاحاديث الاسلامية بل وصفت في البعض منها بأنها حرز المؤمن و ترسه، و لاريب أن الحرز و الترس يستفاد منه حتى في خارج اطار المعارك العسكرية.
إما القول بأنّ الأئمة عليهم السلام لا يخشون الموت لانهم في قمة المعرفة الإلهية و العشق الرباني، فهذا حق لا مرية فيه؛ إلا أنّه من غير الصحيح الادعاء بأنّهم يموتون باختيار منهم و إذن مسبق، فانّ الله تعالى لم يستأذن أحداً في قبض روحه و لو كان من الأنبياء و الأئمة و الصالحين. فلا ينبغي الخلط بين علم الشخص أحياناً بموته و بين الإذن منه في قبض روحه. يضاف إلى ذلك أنّ البعض من العلماء فسّر علم الأئمة عليهم السلام بأنّهم "لو شاؤوا علموا".
الجواب التفصيلي
قبل الخوض في الإجابة عن السؤال المطروح نرى من الضروري تسليط الأضواء على المراد من التقية لغة و اصطلاحاً، مع الاشارة إلى دليلها و مستندها.
التقية لغة:
عرف اللغويون التقية بأنّها: الحيطة و الحذر من الضرر و التوقي منه، و التقية و التقاة بمعنى واحد، قال تعالى : (إلاّ أن تتقوا منهم تقاة)[1] أي: تقية، بالاتفاق[2].
قال ابن منظور: و في الحديث: «قلت: و هل للسيف من تقية؟ قال: نعم، تقية على اقذاء، و هدنة على دخن» و معناه: إنّهم يتقون بعضهم بعضاً، و يظهرون الصلح و الاتفاق و باطنهم بخلاف ذلك[3].
و أما في الاصطلاح: فقد عرفها جمع من علماء المسلمين بألفاظ متقاربة و ذات معنى واحد. فهي عند الشيخ المفيد (المتوفى 413 هـ) عبارة عن : كتمان الحق، و ستر الاعتقاد فيه، و مكاتمة المخالفين و ترك مظاهرتهم بما يعقب ضرراً في الدين و الدنيا.[4]
و عرّفها الشيخ الاَنصاري (المتوفى 1282 هـ) بـالحفظ عن ضرر الغير بموافقته في قول أو فعل مخالف للحق.[5]
و قال السرخسي الحنفي (المتوفى 490 هـ) : و التقية: أن يقي نفسه من العقوبة، و إن كان يضمر خلافه[6].[7]
و تُعتبر التقية من الموضوعات التي تعود جذورها إلى الكتاب و السنّة الشريفة و التي حظيت بإهتمام الباحثين و الكتّاب و دونت حولها الكثير من الكتب و الدراسات؛ و ذلك للدور الكبير الذي تلعبه في المجال الفقهي و الكلامي و السياسي و الاجتماعي، خاصّة في العلاقات الاسلامية و ما لها من دور في تعزيز الكثير من المفاهيم من قبل الوحدة و العزّة و المودّة و تلاحم الصفوف و قوّة شوكة المسلمين.
ثم إنّ التقية من الأحكام الثانوية التي تتطابق مع وظيفة المكلف و إن خالفت الأحكام الأولية. ففي حالة التقية يتغير التكليف و تتحول المسؤولية أمام الحكم الإلهي لتنسجم مع ما يتقضيه الظرف الحاكم و المؤدي إلى الاتقاء لتجعل الملكف أمام تكليف ثانوي آخر، مقابل ما كان عليه سابقا من الحكم الأوّلي الذي رفعت اليد عنه بسبب الواقع الذي فرض الإتقاء؛ فهي كسائر الأحكام الثانوية كقاعدة نفي الضرر و نفي الحرج و الاضطرار و الاكراه، فاذا عمل المكلف بها يكون قد عمل بالحكم الإلهي الفعلي و تطابق مع ما تريده الشريعة منه في الوقت الراهن، و لم يكن مخالفا للأمر الإلهي بحال من الاحوال.[8]
و من الآيات التي تشير إلى مشروعية التقية في الفكر الاسلامي هي قوله تعالى: "مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئنُِّ بِالْايمَانِ وَ لَاكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم"[9] و التي نزلت في عمار بن ياسر حين أخذته كفار مكّة فعذبوه، حتى أعطاهم بلسانه ما أرادوا "و قلبه مطمئن بالايمان" فقال له النبي (ص) عندها: يا عمار إنْ عادوا فعد، فقد أنزل الله عذرك.[10]
و من الاساليب التربوية التي اعتمدها الأئمة المعصومون (ع) في تلك الظروف الحالكة اعتماد مبدأ التقية في المواجهة مع السلطات الجائرة، و اعتماد اسلوب الاخفاء و عدم التجاهر بما يثير غضب السلطات و يؤدي إلى القضاء على خط الرسالة و الانتقام من الرجال الموالين له و السائرين على نهج مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
و كان الهدف من وراء ذلك تحقيق مجموعة من الأهداف المهمة من قبيل:
ألف. الحفاظ على تماسك الثلة المؤمنة و الجماعة الخيرة من التلاشي، ففي التقية تحفظ النفس من التهلكة، و يُصان ما دونها من الاَذى.
ب. في التقية تصان الطاقات من الهدر فلا تضيع جهود المؤمنين في قضايا جانبية بل تحفظ ليستفاد منها في القضايا المصيرية و الحساسة.
ج. في التقية تصان الأسرار، و يحفظ الحق من الاندثار، و يكون قادته و اتباعه في مأمن من الأخطار.
د. التقية تؤدي إلى وحدة المسلمين بحسن المعاشرة فيما بينهم، و مخالطة بعضهم بعضاً، فالمصافحة و البشاشة، و الحضور المشترك في أماكن العبادة، و تشييع الجنائز، و عيادة المرضى، لاشك أنها تزيل الضغائن، و ترفع الأحقاد الموروثة، و تحوّل العداوة إلى مودة و مؤآخاة.
و غير ذلك من الفوائد المستوحاة من الآيات المباركة و الاحاديث الشريفة التي رسمت الخط العام لحفظ النظام الفكري الاسلامي عامة و الشيعي خاصة.[11] فقد روي عن الإمام الباقر (ع) أنّه قال: "التَّقِيَّةَ دِينِي وَ دَيْنُ آبَائِي وَ لَا دِينَ لِمَنْ لَا تَقِيَّة".[12]
و روي عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "إِنَّ أَبِي كان يقُولُ: أَيُّ شَيْءٍ أَقَرُّ لِلْعَيْنِ مِنَ التَّقِيَّةِ إِنَّ التَّقِيَّةَ جُنَّةُ الْمُؤْمِنِ"[13] فالتقية حرز و تُرس المؤمن عند الجهاد و المواجهة على جميع المستويات و لا تعني بحال من الأحوال الإنزواء و الانطواء على الذات و عدم الحركة في الوسط الاجتماعي و السياسي و العسكري و... فالمؤمن بحاجة إلى التقيّة في حركة الصراع العنيف و ليس التقية ذريعة للتنصل عن المسؤوليات.
وجاء في مكاتبة الإمام الهادي عليه السلام لداوُد الصَّرْمِيِّ قال: قال: لي يا دَاوُدُ لَوْ قُلْتُ إِنَّ تَارِكَ التَّقِيَّةِ كَتَارِكِ الصَّلَاةِ لَكُنْتُ صَادِقاً.[14]
و في رواية أخرى عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: ليسَ منَّا من لم يلزَمِ التَّقِيَّةَ و يصُونُنَا عن سَفِلَةِ الرَّعِيَّةِ.[15]
و الجدير بالذكر أنّ الأئمة (ع) رغم العنف العباسي و حالة القهر التي مارسها الحكام ضدهم عليهم السلام إلا أنهم لم يتخلوا عن مواقفهم المعارضة و الرافضة للحكم العباسي و لكن بطريقة بعيدة عن اعين الرقيب و جواسيس السلطات الظالمة.
و هناك من قال بأنّ التقية لم تكن ناشئة من خوف أو مداراة، و الشاهد على ذلك أنّ الإمام الصادق (ع) لم يكن في ظرف يحتم عليه التقية، و إلا كيف نفسّر موقفه الرافض و الصارم من مبدأ القياس الذي يُعد عماد و اسطوانة الاستنباط الفقهي لدى الأحناف و هم من أبرز المذاهب الفقهية الاسلامية.[16]
مما لاشك فيه أنّ التقية جائزة في موارد، و واجبة في موارد أخرى، و خلافا لما يعتقده البعض فإنّ التقية (في مكانها المناسب) ليست علامة للضعف، و لا هي مؤشر للخوف من تسلط الأعداء، و لا هي تسليم لهم بقدر ما هي نوع من المراوغة المحسوبة لحفظ الطاقات الإنسانية و عدم التفريط بالأفراد المؤمنين مقابل موضوعات صغيرة و قليلة الأهمية.
و ممّا تعارف عليه عند كل الشعوب أن تلجأ الأقليات المجاهدة و المحاربة إلى أسلوب العمل السرّي غالبا، و ذلك لحفظ حياة الأفراد و تهيئة الظروف لإكثارهم، فتشكّل مجموعات سرّية و تضع لأنفسها برامجا غير معلنة على غيرهم، حتى أنّ البعض من أفرادهم يحاول أن يتنكر حتى في زيه، و إذا ما تمّ اعتقالهم من قبل السلطة المعادية لمبادئهم فيحاولون جهد الإمكان إخفاء حقيقة أمرهم كي لا تخسر المجموعة كل طاقاتها، و لتكون قادرة على مواصلة الطريق بالبقية المتبقية منهم.
و العقل لا يجيز في ظروف كهذه أن تعلن المجموعة المجاهدة قليلة العدد عن نفسها، لكي لا يعرفها العدو بسهولة و هو القادر على القضاء عليها بما يملك من بطش و تسلط.
فالتقية قبل أن تكون برنامجا إسلاميا هي أسلوب عقلاني و منطقي، ينفذه و يعمل به من يعيش صراعا مع عدو قوّي متمكن منه.[17]
و الاعتبار العقلي يؤكده إذ لا بغية للدين، و لا هم لشارعه إلا ظهور الحق و حياته، و ربما يترتب على التقية و المجاراة مع أعداء الدين و مخالفي الحق من حفظ مصلحة الدين و حياة الحق ما لا يترتب على تركها، و إنكار ذلك مكابرة و تعسف.[18]
و الجدير بالذكر أنّ التقية تحرم فيما اذا انجرت إلى تشتيت الصفوف و القضاء على الثلة المؤمنة و هدم الدين، أو ترتب عليها فساد كبير، ففي مثل هذه الموارد لابد من التصدّي لمبدأ التقية و رفض العمل به و الاعلان عن المواقف التي تريدها الشريعة و تحمّل النتائج المترتبة عليها كما فعل ذلك الإمام الحسين عليه السلام.
و بالجملة الكتاب و السنة متطابقان في جوازها في الجملة، و الاعتبار العقلي يؤيدها.
اذا اتضح ذلك نشرع في الخوض في الاجابة عن السؤال المطروح:
يظهر أن السؤال المطروح إستند – و لاسباب عدة- لفرضيات و أصول غير واقعية، الأمر الذي انعكس سلباً على عمق السؤال و موضوعيته؛ و ذلك:
1- لم تنطلق التقية دائما من الخوف و الخشية كما تصوّر السائل خطأً، بل هناك عوامل كثيرة للتقية أحدها الخوف و المعبّر عنها بالتقية الخوفية أو الاكراهية.
قال الإمام الخميني (ره) في مطلع بحث التقية: لما كانت التقية تستند إلى مجموعة من الأركان كالمتقي و المتقى منه و المتقى فيه، فمن هنا تقسّم إلى عدّة اقسام، منها: التقسيم بلحاظ ذات التقية إلى التقية الخوفية و المداراتية و الكتمانية و الاكراهية.[19]
2- لا ينحصر الخوف و الخشية في الخوف و الخشية على نفس المتقي و كرامته، بل هي اوسع من ذلك؛ و ذلك لأن التقية الخوفية قد تحصل تارة بسبب الخوف على النفس و العرض و كرامة الشخص نفسه أو من يهمه شأنهم، و تارة بسبب احتمال تعرض المؤمنين للضرر، و قد تحصل أحيانا بسبب احتمال تعرّض الكيان الاسلامي للخطر كالخشية من وقوع المسلمين في الفرقة و التناحر.
3 – صحيح أن الأئمة عليهم السلام لا يخشون الموت لانهم في قمة المعرفة الإلهية و العشق الرباني، بل لا ينحصر ذلك بهم حيث نجد صالح المؤمنين لا يخشون الموت أيضاً؛ لأنّ الموت قنطرة للعبور إلى لقاء الله تعالى، و لا شك أنّ العاشق يتلهف إلى لقاء حبيبه؛ إلا أنّه من غير الصحيح الادعاء بأنّهم يموتون باختيار منهم و إذن مسبق، لقوله تعالى "اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حينَ مَوْتِها وَ الَّتي لَمْ تَمُتْ في مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَ يُرْسِلُ الْأُخْرى إلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".[20] فانّ الله تعالى لم يستأذن أحداً في قبض روحه و لو كان من الانبياء و الأئمة و الصالحين. نعم، لا ينبغي الخلط بين علم الشخص أحياناً بموته و بين الإذن منه في قبض روحه. يضاف إلى ذلك أن البعض من العلماء فسّر علم الأئمة عليهم السلام بأنّهم لو شاؤوا علموا.
4- اما القسم الآخير من السؤال و الذي جاء فيه: أما التقية مقابل الخوف من التعذيب و الاهانة و التحقير، فلا ريب أنه من وظائف الأئمة عليهم السلام الأولى في تحمل ذلك دفاعا عن دين جدّهم، فلماذا التقية؟ ينبغي القول – كما مرّ- أوّلاً: إن التقية لا تنحصر في الخشية و تحمل المشاق، و ثانياً: لو فرضنا أن التقية تنطلق من الخشية فليس المراد من الخشية بالضرورة الخشية على نفس المتقي أو ماء وجهه و حيثيته الاجتماعية، بل ربما تكون منطلقة من الخشية على حياة و حيثيات المؤمنين، بل قد تنطلق من دفع الضررعن الكيان الاسلامي برمته؛ و قد تكون التقية – مثلا- منطلقة من الحفاظ على وحدة الكيان الاسلامي من التفرق و التشتت، و إنْ كانت أحياناً تنطلق من قضايا خاصّة كالحفاظ على النفس و دفع الضرر عن الحيثية الاجتماعية، و هذا لا يعني الفرار من تحمّل العذاب و الموت الذي هو لا ئق به لأنّ الأصل الأوّلي لدى الانسان الحفاظ على النفس و عدم القائها في التهلكة الإ في موراد خاصّة كما ورد ذلك في قوله تعالى "وَ لا تُلْقُوا بِأَيْديكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ"[21]
و لتأكيد هذه الحقية لابد من الاشارة إلى نموذجين من التاريخ، هما:
الف. خروج الإمام الحسين عليه السلام من مكّة عندما شعر بأنّ الخطر يتهدده فيها و توجه صوب الكوفة مع علمه بأنّه سيقتل قبل الوصول إلى إليها، و قد أثبت عليه السلام بالدليل القاطع عدم خشيته من الموت من خلال مواقفه الصارمة و الشجاعة في ساحة القتال يوم العاشر من المحرّم.
ب. عاشت الأمّة الاسلامية في عصر الإمام الصادق (ع) حالة من القطيعة بينها و بين القيم الاسلامية بسبب السياسة الأموية القاهرة، الأمر الذي اقتضى أنْ يتصدّى رجل من بيت النبوّة يتوفر على علوم النبي الأكرم (ص) و مزود بالعلوم اللدنية لبيان حقائق الدين و لو عن طريق اعتماد اسلوب التقية لبرهة من الزمن يبقى خلالها حيّا و لم ينل شرف الشهادة مبكراً لتحقيق تلك الغاية الكبرى.
و المتحصل: أنّ الأولياء و الرجال الإلهيين يتحركون دائما في خط المشيئة الإلهية دائما مقدمين إرادة الله و مشيئته على مشيئتهم و إرادتهم، فان اقتضت الارادة الالهية بقاءهم و العمل بالتقية عملوا بذلك و إنْ كان العكس قدموا انفسهم بكل أريحية في طريق مرضاة الله تعالى بنفوس مطمئنة و راضية بقضاء الله و قدره.
التقية لغة:
عرف اللغويون التقية بأنّها: الحيطة و الحذر من الضرر و التوقي منه، و التقية و التقاة بمعنى واحد، قال تعالى : (إلاّ أن تتقوا منهم تقاة)[1] أي: تقية، بالاتفاق[2].
قال ابن منظور: و في الحديث: «قلت: و هل للسيف من تقية؟ قال: نعم، تقية على اقذاء، و هدنة على دخن» و معناه: إنّهم يتقون بعضهم بعضاً، و يظهرون الصلح و الاتفاق و باطنهم بخلاف ذلك[3].
و أما في الاصطلاح: فقد عرفها جمع من علماء المسلمين بألفاظ متقاربة و ذات معنى واحد. فهي عند الشيخ المفيد (المتوفى 413 هـ) عبارة عن : كتمان الحق، و ستر الاعتقاد فيه، و مكاتمة المخالفين و ترك مظاهرتهم بما يعقب ضرراً في الدين و الدنيا.[4]
و عرّفها الشيخ الاَنصاري (المتوفى 1282 هـ) بـالحفظ عن ضرر الغير بموافقته في قول أو فعل مخالف للحق.[5]
و قال السرخسي الحنفي (المتوفى 490 هـ) : و التقية: أن يقي نفسه من العقوبة، و إن كان يضمر خلافه[6].[7]
و تُعتبر التقية من الموضوعات التي تعود جذورها إلى الكتاب و السنّة الشريفة و التي حظيت بإهتمام الباحثين و الكتّاب و دونت حولها الكثير من الكتب و الدراسات؛ و ذلك للدور الكبير الذي تلعبه في المجال الفقهي و الكلامي و السياسي و الاجتماعي، خاصّة في العلاقات الاسلامية و ما لها من دور في تعزيز الكثير من المفاهيم من قبل الوحدة و العزّة و المودّة و تلاحم الصفوف و قوّة شوكة المسلمين.
ثم إنّ التقية من الأحكام الثانوية التي تتطابق مع وظيفة المكلف و إن خالفت الأحكام الأولية. ففي حالة التقية يتغير التكليف و تتحول المسؤولية أمام الحكم الإلهي لتنسجم مع ما يتقضيه الظرف الحاكم و المؤدي إلى الاتقاء لتجعل الملكف أمام تكليف ثانوي آخر، مقابل ما كان عليه سابقا من الحكم الأوّلي الذي رفعت اليد عنه بسبب الواقع الذي فرض الإتقاء؛ فهي كسائر الأحكام الثانوية كقاعدة نفي الضرر و نفي الحرج و الاضطرار و الاكراه، فاذا عمل المكلف بها يكون قد عمل بالحكم الإلهي الفعلي و تطابق مع ما تريده الشريعة منه في الوقت الراهن، و لم يكن مخالفا للأمر الإلهي بحال من الاحوال.[8]
و من الآيات التي تشير إلى مشروعية التقية في الفكر الاسلامي هي قوله تعالى: "مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئنُِّ بِالْايمَانِ وَ لَاكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم"[9] و التي نزلت في عمار بن ياسر حين أخذته كفار مكّة فعذبوه، حتى أعطاهم بلسانه ما أرادوا "و قلبه مطمئن بالايمان" فقال له النبي (ص) عندها: يا عمار إنْ عادوا فعد، فقد أنزل الله عذرك.[10]
و من الاساليب التربوية التي اعتمدها الأئمة المعصومون (ع) في تلك الظروف الحالكة اعتماد مبدأ التقية في المواجهة مع السلطات الجائرة، و اعتماد اسلوب الاخفاء و عدم التجاهر بما يثير غضب السلطات و يؤدي إلى القضاء على خط الرسالة و الانتقام من الرجال الموالين له و السائرين على نهج مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
و كان الهدف من وراء ذلك تحقيق مجموعة من الأهداف المهمة من قبيل:
ألف. الحفاظ على تماسك الثلة المؤمنة و الجماعة الخيرة من التلاشي، ففي التقية تحفظ النفس من التهلكة، و يُصان ما دونها من الاَذى.
ب. في التقية تصان الطاقات من الهدر فلا تضيع جهود المؤمنين في قضايا جانبية بل تحفظ ليستفاد منها في القضايا المصيرية و الحساسة.
ج. في التقية تصان الأسرار، و يحفظ الحق من الاندثار، و يكون قادته و اتباعه في مأمن من الأخطار.
د. التقية تؤدي إلى وحدة المسلمين بحسن المعاشرة فيما بينهم، و مخالطة بعضهم بعضاً، فالمصافحة و البشاشة، و الحضور المشترك في أماكن العبادة، و تشييع الجنائز، و عيادة المرضى، لاشك أنها تزيل الضغائن، و ترفع الأحقاد الموروثة، و تحوّل العداوة إلى مودة و مؤآخاة.
و غير ذلك من الفوائد المستوحاة من الآيات المباركة و الاحاديث الشريفة التي رسمت الخط العام لحفظ النظام الفكري الاسلامي عامة و الشيعي خاصة.[11] فقد روي عن الإمام الباقر (ع) أنّه قال: "التَّقِيَّةَ دِينِي وَ دَيْنُ آبَائِي وَ لَا دِينَ لِمَنْ لَا تَقِيَّة".[12]
و روي عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "إِنَّ أَبِي كان يقُولُ: أَيُّ شَيْءٍ أَقَرُّ لِلْعَيْنِ مِنَ التَّقِيَّةِ إِنَّ التَّقِيَّةَ جُنَّةُ الْمُؤْمِنِ"[13] فالتقية حرز و تُرس المؤمن عند الجهاد و المواجهة على جميع المستويات و لا تعني بحال من الأحوال الإنزواء و الانطواء على الذات و عدم الحركة في الوسط الاجتماعي و السياسي و العسكري و... فالمؤمن بحاجة إلى التقيّة في حركة الصراع العنيف و ليس التقية ذريعة للتنصل عن المسؤوليات.
وجاء في مكاتبة الإمام الهادي عليه السلام لداوُد الصَّرْمِيِّ قال: قال: لي يا دَاوُدُ لَوْ قُلْتُ إِنَّ تَارِكَ التَّقِيَّةِ كَتَارِكِ الصَّلَاةِ لَكُنْتُ صَادِقاً.[14]
و في رواية أخرى عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: ليسَ منَّا من لم يلزَمِ التَّقِيَّةَ و يصُونُنَا عن سَفِلَةِ الرَّعِيَّةِ.[15]
و الجدير بالذكر أنّ الأئمة (ع) رغم العنف العباسي و حالة القهر التي مارسها الحكام ضدهم عليهم السلام إلا أنهم لم يتخلوا عن مواقفهم المعارضة و الرافضة للحكم العباسي و لكن بطريقة بعيدة عن اعين الرقيب و جواسيس السلطات الظالمة.
و هناك من قال بأنّ التقية لم تكن ناشئة من خوف أو مداراة، و الشاهد على ذلك أنّ الإمام الصادق (ع) لم يكن في ظرف يحتم عليه التقية، و إلا كيف نفسّر موقفه الرافض و الصارم من مبدأ القياس الذي يُعد عماد و اسطوانة الاستنباط الفقهي لدى الأحناف و هم من أبرز المذاهب الفقهية الاسلامية.[16]
مما لاشك فيه أنّ التقية جائزة في موارد، و واجبة في موارد أخرى، و خلافا لما يعتقده البعض فإنّ التقية (في مكانها المناسب) ليست علامة للضعف، و لا هي مؤشر للخوف من تسلط الأعداء، و لا هي تسليم لهم بقدر ما هي نوع من المراوغة المحسوبة لحفظ الطاقات الإنسانية و عدم التفريط بالأفراد المؤمنين مقابل موضوعات صغيرة و قليلة الأهمية.
و ممّا تعارف عليه عند كل الشعوب أن تلجأ الأقليات المجاهدة و المحاربة إلى أسلوب العمل السرّي غالبا، و ذلك لحفظ حياة الأفراد و تهيئة الظروف لإكثارهم، فتشكّل مجموعات سرّية و تضع لأنفسها برامجا غير معلنة على غيرهم، حتى أنّ البعض من أفرادهم يحاول أن يتنكر حتى في زيه، و إذا ما تمّ اعتقالهم من قبل السلطة المعادية لمبادئهم فيحاولون جهد الإمكان إخفاء حقيقة أمرهم كي لا تخسر المجموعة كل طاقاتها، و لتكون قادرة على مواصلة الطريق بالبقية المتبقية منهم.
و العقل لا يجيز في ظروف كهذه أن تعلن المجموعة المجاهدة قليلة العدد عن نفسها، لكي لا يعرفها العدو بسهولة و هو القادر على القضاء عليها بما يملك من بطش و تسلط.
فالتقية قبل أن تكون برنامجا إسلاميا هي أسلوب عقلاني و منطقي، ينفذه و يعمل به من يعيش صراعا مع عدو قوّي متمكن منه.[17]
و الاعتبار العقلي يؤكده إذ لا بغية للدين، و لا هم لشارعه إلا ظهور الحق و حياته، و ربما يترتب على التقية و المجاراة مع أعداء الدين و مخالفي الحق من حفظ مصلحة الدين و حياة الحق ما لا يترتب على تركها، و إنكار ذلك مكابرة و تعسف.[18]
و الجدير بالذكر أنّ التقية تحرم فيما اذا انجرت إلى تشتيت الصفوف و القضاء على الثلة المؤمنة و هدم الدين، أو ترتب عليها فساد كبير، ففي مثل هذه الموارد لابد من التصدّي لمبدأ التقية و رفض العمل به و الاعلان عن المواقف التي تريدها الشريعة و تحمّل النتائج المترتبة عليها كما فعل ذلك الإمام الحسين عليه السلام.
و بالجملة الكتاب و السنة متطابقان في جوازها في الجملة، و الاعتبار العقلي يؤيدها.
اذا اتضح ذلك نشرع في الخوض في الاجابة عن السؤال المطروح:
يظهر أن السؤال المطروح إستند – و لاسباب عدة- لفرضيات و أصول غير واقعية، الأمر الذي انعكس سلباً على عمق السؤال و موضوعيته؛ و ذلك:
1- لم تنطلق التقية دائما من الخوف و الخشية كما تصوّر السائل خطأً، بل هناك عوامل كثيرة للتقية أحدها الخوف و المعبّر عنها بالتقية الخوفية أو الاكراهية.
قال الإمام الخميني (ره) في مطلع بحث التقية: لما كانت التقية تستند إلى مجموعة من الأركان كالمتقي و المتقى منه و المتقى فيه، فمن هنا تقسّم إلى عدّة اقسام، منها: التقسيم بلحاظ ذات التقية إلى التقية الخوفية و المداراتية و الكتمانية و الاكراهية.[19]
2- لا ينحصر الخوف و الخشية في الخوف و الخشية على نفس المتقي و كرامته، بل هي اوسع من ذلك؛ و ذلك لأن التقية الخوفية قد تحصل تارة بسبب الخوف على النفس و العرض و كرامة الشخص نفسه أو من يهمه شأنهم، و تارة بسبب احتمال تعرض المؤمنين للضرر، و قد تحصل أحيانا بسبب احتمال تعرّض الكيان الاسلامي للخطر كالخشية من وقوع المسلمين في الفرقة و التناحر.
3 – صحيح أن الأئمة عليهم السلام لا يخشون الموت لانهم في قمة المعرفة الإلهية و العشق الرباني، بل لا ينحصر ذلك بهم حيث نجد صالح المؤمنين لا يخشون الموت أيضاً؛ لأنّ الموت قنطرة للعبور إلى لقاء الله تعالى، و لا شك أنّ العاشق يتلهف إلى لقاء حبيبه؛ إلا أنّه من غير الصحيح الادعاء بأنّهم يموتون باختيار منهم و إذن مسبق، لقوله تعالى "اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حينَ مَوْتِها وَ الَّتي لَمْ تَمُتْ في مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَ يُرْسِلُ الْأُخْرى إلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".[20] فانّ الله تعالى لم يستأذن أحداً في قبض روحه و لو كان من الانبياء و الأئمة و الصالحين. نعم، لا ينبغي الخلط بين علم الشخص أحياناً بموته و بين الإذن منه في قبض روحه. يضاف إلى ذلك أن البعض من العلماء فسّر علم الأئمة عليهم السلام بأنّهم لو شاؤوا علموا.
4- اما القسم الآخير من السؤال و الذي جاء فيه: أما التقية مقابل الخوف من التعذيب و الاهانة و التحقير، فلا ريب أنه من وظائف الأئمة عليهم السلام الأولى في تحمل ذلك دفاعا عن دين جدّهم، فلماذا التقية؟ ينبغي القول – كما مرّ- أوّلاً: إن التقية لا تنحصر في الخشية و تحمل المشاق، و ثانياً: لو فرضنا أن التقية تنطلق من الخشية فليس المراد من الخشية بالضرورة الخشية على نفس المتقي أو ماء وجهه و حيثيته الاجتماعية، بل ربما تكون منطلقة من الخشية على حياة و حيثيات المؤمنين، بل قد تنطلق من دفع الضررعن الكيان الاسلامي برمته؛ و قد تكون التقية – مثلا- منطلقة من الحفاظ على وحدة الكيان الاسلامي من التفرق و التشتت، و إنْ كانت أحياناً تنطلق من قضايا خاصّة كالحفاظ على النفس و دفع الضرر عن الحيثية الاجتماعية، و هذا لا يعني الفرار من تحمّل العذاب و الموت الذي هو لا ئق به لأنّ الأصل الأوّلي لدى الانسان الحفاظ على النفس و عدم القائها في التهلكة الإ في موراد خاصّة كما ورد ذلك في قوله تعالى "وَ لا تُلْقُوا بِأَيْديكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ"[21]
و لتأكيد هذه الحقية لابد من الاشارة إلى نموذجين من التاريخ، هما:
الف. خروج الإمام الحسين عليه السلام من مكّة عندما شعر بأنّ الخطر يتهدده فيها و توجه صوب الكوفة مع علمه بأنّه سيقتل قبل الوصول إلى إليها، و قد أثبت عليه السلام بالدليل القاطع عدم خشيته من الموت من خلال مواقفه الصارمة و الشجاعة في ساحة القتال يوم العاشر من المحرّم.
ب. عاشت الأمّة الاسلامية في عصر الإمام الصادق (ع) حالة من القطيعة بينها و بين القيم الاسلامية بسبب السياسة الأموية القاهرة، الأمر الذي اقتضى أنْ يتصدّى رجل من بيت النبوّة يتوفر على علوم النبي الأكرم (ص) و مزود بالعلوم اللدنية لبيان حقائق الدين و لو عن طريق اعتماد اسلوب التقية لبرهة من الزمن يبقى خلالها حيّا و لم ينل شرف الشهادة مبكراً لتحقيق تلك الغاية الكبرى.
و المتحصل: أنّ الأولياء و الرجال الإلهيين يتحركون دائما في خط المشيئة الإلهية دائما مقدمين إرادة الله و مشيئته على مشيئتهم و إرادتهم، فان اقتضت الارادة الالهية بقاءهم و العمل بالتقية عملوا بذلك و إنْ كان العكس قدموا انفسهم بكل أريحية في طريق مرضاة الله تعالى بنفوس مطمئنة و راضية بقضاء الله و قدره.
[1]. سورة آل عمران : 3 | 28 .
[2]. تاج العروس 10 : 396.
[3]. لسان العرب 15 : 401 . و اُنظر: المصباح المنير، الفيومي 2 : 669، و أساس البلاغة، الزمخشري: 686 مادة (وَقِيَ) .
[4]. تصحيح الاعتقاد، الشيخ المفيد ص 66.
[5]. التقية، الشيخ الاَنصاري ص 37. و اُنظر القواعد الفقهية، البجنوردي ج 5 ص 44. و القواعد الفقهية، ناصر مكارم الشيرازي 3 : 13.
[6]. المبسوط، السرخسي الحنفي، 24 : 45 .
[7]. انظر: التقية في الفكر الاسلامي، ص 11-12، مركز الرسالة، سلسلة المعارف الاسلامية 17.
[8]. مستل من مقال تحت عنوان التقية للسيد نور الدين شريعتمدار السبزواري، منشور في موقع درگاه پاسخگوئي به مسائل دیني.
[9]. النحل، 106.
.[10] المولى محمد محسن الفيض الكاشاني (1007 - 1091 ه)، التفسير الأصفى، في ذيل تفسير الآية، ج2، ص 664، مركز الأبحاث والدراسات الاسلامية
[11]. انظر: التقية في الفكر الاسلامي، ص 115- 117؛ و انظر: إمام باقر(ع)، جلوه إمامت در أفق دانش، أحمد ترابي، ص 128.
[12]. بحار الأنوار، ج 75، ص 431.
[13]. وسائلالشيعة ج : 16 ص : 211.
[14]. وسائلالشيعة ج : 16 ص : 211.
[15]. نفس المصدر، ص12.
[16]. کاوشي در مواضع فرهنگي امام صادق عليه السلام (دراسة في المواقف الفكرية للإمام الصادق عليه السلام)، أحمد مبلغي، موقع حوزه نت.
[17]. مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج8، ص: 340- 341، نشر مدرسة الامام علي بن أبي طالب (ع)، الطبعة الاولى، 1421ق.
[18]. العلامة الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج3، ص: 153، نشر مكتب النشر التابع لجامعة مدرسي الحوزة العلمية في قم المقدسة، الطبعة الخامسة، 1417ق.
[20]. الزمر، 42.
[21] البقرة، 195.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات