Please Wait
4781
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
یحتاج الإنسان أن یتواصل و یتعامل مع غیره من البشر فی جمیع المجتمعات بقطع النظر عن المعتقدات التی یحملها الآخرون، و الاتجاه الذی یتبنونه، و قد أجاز الإسلام مثل هذه العلاقات بالمستوى الطبیعی[1]، فیحق للمسلمین أن یقیموا علاقات صداقة مع أتباع سائر الأدیان، شریطة أن لا تسخر هذه العلاقات لخدمة بعض الجهات المعادیة للإسلام و المسلمین، و على هذا یجب على کل مسلم أن یتوخى الحذر و یستشیر من أجل تشخیص أن علاقته مع الکفار و الأجانب هل تؤدی للإضرار بالإسلام و المسلمین فیجب الاجتناب عنها حینذاک أو لا.
و عند حدوث تناف بین أمرین فالعقل یحکم بتقدیم الأمر التی یحظى بأهمیة أکبر (الأهم) على الأمر الذی له نصیب أقل من الأهمیة (المهم)، فإذا توقف دفع ضرر کبیر عن الإسلام أو المسلمین، أو جلب نفع و مصلحة کبیرة لهم على القیام بتصرف فیه ضرر أقل کإقامة هذه العلاقات المضرة یجب القیام بذی الضرر الأقل.
و أما فیما یتعلق بسؤالکم فکما تفضلتم فإن هذا الاحتمال موجود فلعل هدفهم من التعاون معکم هو من أجل الحصول على المعلومات، و قد یؤدی ذلک إلى الإضرار بالمسلمین، و توجیه ضربة للإسلام، فلا ینبغی أن یسعى الإنسان من أجل الوصول هدف صغیر مثل تحصیل إجازة لإقامة مراسم إسلامیة، أن یخاطر بشؤون بقیة المسلمین، و عکس هذا صحیح أیضا، فإذا کان قطع العلاقة معهم یؤدی إلى الوقوع فی مشاکل لا تحتمل لبقیة المسلمین فلا ینبغی قطع هذه العلاقة. و الحاصل أنه من أجل التشخیص الدقیق لهذا الموضوع و معرفة الأهم من المهم ینبغی التشاور مع أشخاص لدیهم معلومات أدق و أشمل فی هذا المجال، و على کل حال إذا قررتم الاتصال بالمسئولین الحکومیین، ینبغی التصرف بحذر فی هذه العلاقة.
النقطة الأخرى هی: إذا کنت مطمئنا من إمام جماعتک من کل الجهات، فلا یکون مجرد ارتداء ربطة العنق فی مثل المجتمع الأمریکی علامة على التناغم و التعاون مع العدو، و لا تؤدی إنشاء علاقات محدودة مع المسئولین الحکومیین لأجل القیام بنشاطات المسجد إلى إساءة الظن به، إلا إذا حصل عندک اطمئنان أنه یقوم بنشاطات ضد مصالح الإسلام و المسلمین.
[1] - الممتحنة، 8 و 9. "لا یَنْهاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذینَ لَمْ یُقاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَ لَمْ یُخْرِجُوکُمْ مِنْ دِیارِکُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطین [8] إِنَّما یَنْهاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذینَ قاتَلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَ أَخْرَجُوکُمْ مِنْ دِیارِکُمْ وَ ظاهَرُوا عَلى إِخْراجِکُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ [9]".