Please Wait
5395
أبو القاسم الحسین بن روح عالم کبیر و هو السفیر الثالث و نائب من النواب الأربعة لإمام الزمان(عج)، و قد کان فی زمانه مورداً لحسد الحساد، و قد وقف بوجهه الکثیر و أعلنوا معارضتهم له. و قد کتب کتاباً فقهیاً بعنوان التأدیب، و قد أرسل الکتاب إلى مجموعة من علماء قم للوقوف على مطالبه، و قد أید هؤلاء العلماء جمیع ما کان فیه من مطالب و مسائل، و قد کان الکتاب مورد تأیید و قبول العلماء. و أما بالنسبة إلى الهدف من إرسال الکتاب فبالإمکان تصور عدة احتمالات مختلفة من جملتها: الاحترام و التقدیر لمقام الفقهاء العلمی، و إطلاع العلماء على مکانة و مرتبة نائب الإمام العلمیة، ثم إطلاع الناس عن طریق هؤلاء العلماء و.... و من الطبیعی أن مثل هذا العمل لا یتنافى مع کونه قد عرض کتابه على الإمام صاحب الزمان(عج).
أبو القاسم الحسین بن روح، عالم کبیر و هو ثالث السفراء و نائب من النواب الأربعة للإمام صاحب الزمان (علیه السلام)، و هو من عائلة بنی نوبخت الشیعیة الإیرانیة، و کان مقیماً فی بغداد، و هو من الفقهاء و المحدثین و العلماء المشهورین الشیعة، و قد حظی فی زمانه بشهرة کبیرة على الصعید الدینی و السیاسی و الاجتماعی. حتى قال البعض: أنه لم یرقَ إلى مکانته الدینیة و الإجتماعیة من الشیعة أحد، و کان المخالف و الموالف یعترف بأنه کان من أعقل الناس. و قد روى عن الإمام الحسن العسکری و الإمام صاحب الزمان علیهما السلام و عن عدة من المحدثین أمثال محمد بن زیاد، کما روى عنه عدد کبیر من المحدثین بلغ عددهم 22 محدثاً.
مع أن وصیة و نیابة الحسین بن روح کانت عن طریق وصیة النائب السابق له محمد بن عثمان و إن أکثریة الشیعة سلموا بذلک و ارتضوه إلا أن عدة من الحساد و الحاقدین أعلنوا موقفاً معارضاً لنیابة الحسین بن روح.
و قد کتب الحسین بن روح کتاباً فقهیاً أسماه «التأدیب» و قد أرسل الکتاب إلى مجموعة من علماء قم، و قد حظی الکتاب بتأیید جمیع العلماء و فی کل مطالبه و مسائله، و اعتبروها صحیحة و مقبولة[1].
مع أن عرض الکتاب على الإمام المهدی (عج) لا یتنافى مع إرساله إلى علماء قم آنذاک. و لعله عرضه على الإمام(ع). و لکن مدینة قم کانت مرکزاً للعلماء و الفقهاء و المحدثین الشیعة، و علیه فإنها قادرة على أن تشخص و تزن ما کان یتمتع به الحسین بن روح من علم و فقه و إحاطة بعلوم الحدیث؛ و هناک آثار و ثمرات و برکات کثیرة تترتب على هذا العمل. و لعل الإمام (عج) هو الذی أشار بعرض الکتاب على أهل قم لما یترتب على ذلک من مصالح و معطیات، لأن مثل هذا العمل یعبر عن الاحترام و التبجیل للفقهاء من جهة، و إطلاعهم على المراتب العلمیة و ما کان علیه النائب ابن روح من فضل و علم. و ذلک مما یساعد على مؤازرته و الوقوف إلى جانبه مقابل الحساد و الحاقدین و أصحاب المطامع الرافضین لنیابته.
و إذا علمنا أن علماء قم کانت لهم مکانة و تواصل واسع مع سائر الناس، و إن تأییدهم و إطلاعهم على فضل الحسین بن روح یساعد بشکل کبیر على انتشار فضله و علمه بین عامة الناس.
و لعله أراد أن ینشر نیابته و یوسعها بین الناس عن هذا الطریق لأنه من غیر الممکن کتابة کتاب یعترف الجمیع بصحته من دون أن یکون للمؤلف عددٌ من القابلیات و اللیاقات العلمیة، و لا یقع فی ذلک الا مورد واحد من موارد الاختلاف.
ثانیاً: لم تکن سجیة العلماء و لا من طبیعتهم أن یعرضوا ما یؤلفون و من کتب على الإمام المعصوم لتأییده. لأن هذا الأمر یفتح باب الادعاءات، حتى یقدم کل من یؤلف کتاباً فیما بعد على القول أنه حصل على تأیید الإمام.
[1] الطهرانی، آغابزرگ، الذریعة إلى تصانیف الشیعة، ج3، ص61؛ امین، السید محسن، أعیان الشیعة، ج 6، ص22: « کله صحیح و ما فیه شیء یخالف إلا قوله فی الصاع فی الفطرة صاع من طعام و الطعام عندنا؛ مثل الشعیر من کل واحد صاع».