بحث متقدم
الزيارة
10638
محدثة عن: 2009/09/30
خلاصة السؤال
من هو الذی یعرف الإسم الأعظم؟
السؤال
من هو الذی کان یعرف الإسم الأعظم و ما هو العمل المهم الذی عمله له؟
الجواب الإجمالي

لیس الإسم الأعظم مجرّد معرفة و تلفّظ بلفظ خاص، بل له حقیقة أبعد من الألفاظ تحصل فی الأشخاص علی أثر تربیة النفس و تهذیبها و العبادة و التوفیقات الإلهیة و فی ظل هذه الحالة یهب الله لهم مثل هذه القدرة و المقام الرفیع.

 و قد أشارت کثیر من الآیات و الروایات الی وجود الإسم الأعظم و ذکرت أیضاً ان الإسم الأعظم کان عند الأنبیاء الإلهییّن و الأئمة الأطهار(ع) و أشخاص عظماء من أمثال آصف بن برخیا الذی استطاع إحضار عرش بلقیس من مسافة بعیدة الی النبی سلیمان، فقد کان عنده جزء من الإسم الأعظم.

الجواب التفصيلي

ورد فی الآیات و الروایات إشارات الی موضوع الإسم الأعظم، فمثلاً بعد الالتفات الی شأن نزول الآیات المتعلّقة بحادثة آصف بن برخیا و ... فی القرآن، فإنه یمکن اعتبار هذه الحادثة من مصادیق حصول بعض الأفراد علی الإسم الأعظم، ففی روایة عن الإمام الهادی(ع) یقول:"إسم الله الأعظم ثلاثة و سبعون حرفاً کان عند آصف حرف فتکلّم به فانخرقت له الأرض فیما بینه و بین سبأ فتناول عرش بلقیس حتی صیّره الی سلیمان ثم انبسطت الأرض فی أقلّ من طرفة عین. و عندنا منه اثنان و سبعون حرفاً و حرف عند الله مستأثر به فی علم الغیب".[1]

و قد روی عن الإمام الصادق(ع) أیضاً یقول: "ان عیسی بن مریم(ع) اعطی حرفین کان یعمل بها و اعطی موسی اربعة أحرف و اعطی ابراهیم ثمانیة أحرف و اعطی نوح خمسة عشر حرفاً و اعطی آدم خمسة و عشرین حرفاً و ان الله تعالی جمع ذلک کله لمحمّد (ص) و ان إسم الله الأعظم ثلاثة و سبعون حرفاً أعطی محمداً اثنین و سبعین حرفاً حجب عنه حرف واحد".[2]

و هناک روایات عدیدة مشابهة لهاتین الروایتین فی مصادرنا الروائیة.

و الملاحظة التی ینبغی التدقیق فیها هی هل ان الإسم الأعظم مجرّد لفظ أو أن له حقیقة وراء اللفظ؟

ان ما فی اذهان الناس هو ان الإسم الأعظم هو اسم لفظی من أسماء الله تعالی إذا دعی الله به تستجاب الدعوة و انه یؤثر فی کل شیء. و حیث إنهم لم یحصلوا علی مثل هذا الإسم من بین الأسماء الإلهیة الحسنی و لم یجدوا مثل هذا الأثر أیضاً فی اسم الجلالة (الله)، فإنهم اعتقدوا ان الإسم الأعظم مرکّب من حروف لا یعرفها و لا یعلم کیفیة ترکیبها کل أحد، و لکن إذا حصل أحد علیها فإن جمیع الموجودات تخضع أمامه و تنفّذ أوامره.

یقول العلامة الطباطبائی فی هذا المجال:"و فی مزعمة أصحاب العزائم و الدعوات ان له لفظاً یدل علیه بطبعه لا بالوضع اللغوی، غیر ان حروفه و تألیفها تختلف باختلاف الحوائج و المطالب و لهم فی الحصول علیه طرق خاصة یستخرجون بها حروفه أولاً ثم یؤلّفونها و یدعون بها علی ما یعرفه من راجع فنّهم".[3]

و یقول فی الرّد علی هذا الرأی:" انه و إن کان فی بعض الروایات إشعار ما بذلک و لکن البحث الحقیقی عن العلّة و المعلول و خواصّها یدفع ذلک کله فإن التأثیر الحقیقی یدور مدار وجود الأشیاء فی قوته و ضعفه و المسانخة بین المؤثّر و المتأثّر و الإسم اللفظی إذا اعتبر من جهة معناه المتصّور کان صورة ذهنیة لا أثر لها من حیث نفسها فی شیء البتة و من المستحیل أن یکون صوت أوجدناه من طریق الحنجرة أو صورة خیالیة نصوّرها فی ذهننا بحیث یقهر بوجوده وجود کل شیء و یتصرف فیما نریده علی ما نریده فیقلب السماء أرضاً و الأرض سماء و یحوّل الدنیا الی الآخرة و بالعکس و هکذا و هو نفسه معلول لإرادتنا. و الأسماء الإلهیة و اسمه الأعظم خاصة و ان کانت مؤثرة فی الکون و وسائط و أسباباً لنزول الفیض من الذات المتعالیة فی هذا العالم المشهود لکنها إنما تؤثّر بحقائقها لا بالألفاظ الدالّة فی لغة کذا علیها و لا بمعانیها المفهومة من ألفاظها المتصوّرة فی الأذهان و معنی ذلک ان الله سبحانه هو الفاعل الموجد لکل شیء بماله من الصفة الکریمة المناسبة له التی یحویها الإسم المناسب لا تأثیر اللفظ أو صورة مفهومة فی الذهن أو حقیقة اخری غیر الذات المتعالیة".[4]

فاتضح من خلال الروایات التی ذکرناها إنه: أولاً: ان الأنبیاء الإلهیین و خصوصاً خاتم الأنبیاء (ص) و کذلک الأئمة الأطهار (ع) کانوا یعرفون هذا الإسم و کان لبعض الأفراد من غیر هؤلاء من أمثال آصف بن برخیا معرفة علی مستوی ضئیل جداً بالإسم الأعظم و کانوا یقومون ببعض الأعمال عن طریقه.[5]

و ثانیاً: ان الإسم الأعظم لیس مجرد لفظ یمکن لکل من یتلفّظ به أن یؤثّر، بل هو حقیقة رفیعة تحصل فی وجود مثل هؤلاء الأشخاص علی أثر تربیة النفس و تهذیبها و العبادة و التوفیقات الإلهیة و فی ظل هذه الحالة یهب الله لهم مثل هذه القدرة و المقام الرفیع.



[1] الکافی، ج1، ص230، حدیث 3.

[2] الکافی، ج1، ص230، حدیث 2.

[3] الطباطبائی، محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج8، ص371.

[4] الطباطبائی، محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج8، ص372.

[5] نفس المصدر، ج15، ص28 و ج18، ص19؛ مکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر الأمثل، ج 7، 31 و32 بتلخیص.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • ارجو ذکر عدة احادیث حول اهمیة التاریخ و کتابته مع ذکر المصدر.
    6761 تاريخ کلام 2012/01/16
    ورد التأکید حول التاریخ و اهمیة مطالعته و التفکر فی احوال الماضین فی آیات و روایات کثیرة، حیث ان المطالعة و التأمل فی التاریخ و مصیر الماضین یوجب الاعتبار و أخذ الدروس منهم لاجل التخطیط للمستقبل. و یبرز هذا الموضوع بشکل واضح فی کلمات امیر المؤمنین علی (ع). ...
  • ما التكليف إن تعارض الشهود على أعلمية المجتهد؟
    5989 الحقوق والاحکام 2012/09/05
    لقد أفتى جميع مراجع التقليد أنه: "يثبت الاجتهاد بالاختبار و بالشياع المفيد للعلم و بشهادة العدلين من أهل الخبرة‌، و كذا الأعلمية"[1] إذن فيما إذا تحقق هذا الفرض، أي تعارض شهادة عادلين مع شهادة عادلين آخرين، هنا لابد للإنسان أن ...
  • ما هی جذور الخجل؟
    8190 النظریة 2009/01/10
    الخجل بمعنی‌ الانکفاء علی الذات و الخوف من مواجهة الآخرین. و لیس الخجل مرادفاً للحیاء، فالحیاء هو بمعنی القدرة علی السیطرة و هو أمر إرادی و إیجابی و قد ورد مدحه فی الروایات و الآیات، و اما الخجل فهو ظاهرة لا ارادیة تماماً، و سلبیة و تکشف عن الضعف النفسی ...
  • کیف توفیت کل من مریم و آسیة (س) و این دفنتا؟
    7531 تاريخ بزرگان 2012/01/28
    لما ظهر لفرعون إیمان زوجته آسیه نهاها فأبت فأوتد یدیها و رجلیها بأربعة أوتاد و ألقاها فی الشمس‏ ثم أمر أن یلقى علیها صخرة عظیمة فلما قربت أجلها (قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِی عِنْدَکَ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ) فاستجاب لها ربها، و قیل إنها أبصرت بیتها فی الجنة من درة. و ذکر ...
  • ما هو المراد من جبل الطور فوق رؤوس بنی إسرائیل؟
    9335 التفسیر 2010/12/01
    ورد فی عدة آیات من القرآن عبارة "و رفعنا فوقکم الطور" و ما یشبهها، و الخطاب لبنی إسرائیل. و طبقاً لما ورد فی کتب التفسیر فإن هذه الآیات تشیر الی واقعة تاریخیة وقعت بسبب مخالفة بنی إسرائیل للأوامر الإلهیة فی زمن النبی موسی(ع)، و ان الله القادر المتعال ...
  • فی نصب الابواب الاوتوماتیکیة (التی تشمل المدرجات والمحرک والریموت) یحتسب ربح مستقل لکل من هذه الموارد المذکورة، فهل یکون الربح المستحصل من ذلک حلالاً؟
    5629 الحقوق والاحکام 2011/09/18
    الاجوبه التی حصلنا علیها من مکاتب المراجع هی کما یلی:مکتب سماحة آیة الله العظمی الخامنئی(مد ظله العالی):بشکل عام لیس هناک حد معین للربح. و بناء علیه فاذا لم یصل الامر الی الاجحاف و لم یکن ذلک مخالفاً لقوانین الدوله ایضاً فلا باس ...
  • هل ان الغسل باکثر من صاع من الماء یعد إسرافاً؟
    6295 الحقوق والاحکام 2012/06/19
    فی الغسل الترتیبی یجب علی المکلف غسل جمیع أعضاء الغسل بالترتیب. و هنا ربما امکن شخص ان یغتسل بمقدار صاع من الماء (3 کیلو غرام) بینما یغتسل شخص آخر باکثر من هذا المقدار. فذلک یتوقف إذن علی یقین المکلف بغسل جمیع أعضاء الغسل، اذا لم یستتبع ...
  • هل أن أخذ المال من قبل إمام الجماعة مشکل بحسب رأی آیة الله بهجت؟
    4606 الحقوق والاحکام 2009/07/30
    وردنا الجواب التالی من مکتب آیة الله بهجت:إذا کان أخذ المال بعنوان تأمین مقدمات الصلاة کالذهاب و الإیاب فلا إشکال فیه سواء کان المال أکثر من أجرة النقل أو أقل، و سواء کان یمتلک وسیلة نقل أم لا، و سواءً کان مسیره بعیداً أم قریباً لا فرق فی ذلک.
  • هل لدیکم تعریف جید للإسلام و التشیع تقدمونه للأوربیین؟
    6686 الکلام القدیم 2008/06/18
    الإسلام فی اللغة یعنی التسلیم، و من هنا سمی الدین الإسلامی بالإسلام، فإن تعالیمه بشکل عام تمثل تسلیم الإنسان مقابل الله تعالى، و إن من آثار هذا التسلیم أن لا یعبد الإنسان أحداً غیر الله، و لا یتقبل أمراً من أحد غیر الله.و الدین الإسلامی یمثل خلاصة الأدیان الإلهیة ...
  • هل المعاییر التی حددتها الرسائل العملیة لتشخیص نجاسة الماء الکر عقلانیة؟
    6562 الحقوق والاحکام 2010/07/15
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    282125 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    264052 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    131017 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    120353 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    91002 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    62691 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    62631 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    58312 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    54295 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    50752 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...