بحث متقدم
الزيارة
6057
محدثة عن: 2009/05/17
خلاصة السؤال
من هم المنکرون لنیابة النوبختی، و ما هو هدفهم من ذلک؟
السؤال
من هم الذین شکوا بالنوبختی و کیفیة صرفه للأموال و ما هو هدفهم من ذلک؟
الجواب الإجمالي

توجد إشارة فی المصادر الشیعیة إلى بعض منکری الإمام المهدی(عج)، و من أبرز المنکرین لغیبة الإمام الصغرى هو الشلمغانی و أصحابه. کان الشلمغانی فی بدایة الأمر من کبار الشیعة و من المقربین من الحسین بن روح النوبختی النائب الثالث للإمام و لکنه انحرف بعد مدة حتى أنکر وجود الإمام (ع)، و قد ذکروا ثلاثة عوامل کأسباب لهذا الموقف المنحرف من قبل الشلمغانی: الطمع فی الأموال و الحسد، و طلب الجاه و السلطة، و هناک شخصٌ آخر من المنکرین یسمى محمد بن الفضل الموصلی، و لکنه ثاب إلى رشده بعد زمن و أعلن توبته و عودته.

الجواب التفصيلي

یعتقد الإمامیة أن للإمام الثانی عشر غیبتین: الغیبة الصغرى و تبدأ عام 260 هـ ق و تنتهی فی عام 329 ق، و بعد ذلک بدأت الغیبة الکبرى و التی ما زالت مستمرة إلى الیوم. و فی زمن الغیبة الصغرى کان الإمام(ع) یتصل بالأمة من خلال أربعة نواب خاصین به، کان الإمام قد عینهم بالترتیب.

کان النائب الثالث للإمام هو الحسین بن روح النوبختی، حیث تولى النیابة قرابة 21 عاماً و ذلک منذ عام 305 هـ ق ـ 326 هـ ق و حسین بن روح ینتمی إلى بنی نوبخت من أهل قم، و قد هاجر إلى بغداد زمن نیابة النائب الاول و سفارته للإمام صاحب الزمان(عج)[1]. و قد اضطر حسین بن روح إلى الاختفاء فی بدایة تولیه منصب النیابة عن الإمام(عج) کما أنه قضى 5 سنوات من مدة سفارته فی سجن الخلیفة العباسی المقتدر و ذلک من عام 312 ـ 317 هـ[2].

منکرو نیابة النوبختی:

بسبب انتساب الحسین بن روح إلى بنی نوبخت و ما کان لهم من نفوذ فی حکومة بنی العباس، و وجود عائلة بنی فرات الذین یمیلون إلى الشیعة و التشیع، لم توجد معارضة لنیابة الحسین بن روح فی بدایة تسلمه هذه المهمة من قبل الحکومة، إضافة إلى تأکیدات النائب السابق محمد بن عثمان على تنصیب ابن روح فی أیامه الأخیرة مما جعل عموم الشیعة و خواصهم لا یشکون فی نیابته، و لذلک کان منکرو نیابته قلائل جداًَ، کما تراجع البعض منهم عن شکه بعد انجلاء الحقیقة و وضوح الأمر. و نشیر فیما یلی إلى شخصین من منکری نیابة الحسین بن روح:

ألف: الشلمغانی و أصحابه:

کان الشلمغانی فی أول أمره عالما صحیح الاعتقاد و قد ألف مجموعة من الکتب مثل «التکلیف»، «العصمة»، «الزاهر بالحجج العقلیة»، «المباهلة»،« الأوصیاء» و غیر ذلک مما ینسب إلیه، و قد کان ذا مکانة و محل ثقة إلى حد النیابة عن الحسین بن روح زمن اختفائه من الحکومة، کما یقول الشیخ الطوسی: إنه کان من أعوان الحسین بن روح و الصلة بینه و بین الناس أیام اختفائه.[3]

و یحتمل البعض أن الشلمغانی کانت له یدٌ فی مسألة اعتقال الحسین بن روح، و حینما اختفى الحسین بن روح مال الشلمغانی إلى عقیدة الغلو و سعى فی نشر هذه العقیدة، کان فی بدایة أمره یسعى إلى أن یکون فی محل الحسین بن روح فی موقع النیابة الخاصة، ثم ذهب إلى أبعد من ذلک فادعى النبوة و الألوهیة، یقول ابن مسکویة فیما یخص طموح الشلمغانی و تطلعاته: «لقد ادعى أبو جعفر محمد بن علی الشلمغانی المعروف بابن أبی العزاقر أن اللاهوت حل فی ذاته»[4]. و عند ما وصل الخبر إلى الحسین بن روح ـ أرسل فی بدایة الأمر رسالة إلى بنی بسطام القبیلة التی تحتضن الشلمغانی، و قد نهاهم عن نصرة الشلمغانی و مؤازرته. و بناءً على ما یراه الإمامیة فقد صدر توقیعٌ من جانب الإمام المهدی فی ذی الحجة من عام 312 ضد الشلمغانی[5].

أسباب انحراف الشلمغانی:

هناک ثلاثة عوامل أدت بالشلمغانی إلى الانحراف:

1ـ الطمع و السعی وراء المنافع بالأموال التی یعطیها الشیعة إلى النواب بعنوان سهم الإمام.[6]

2ـ الحسد.[7]

3ـ طلب الجاه و الموقع السیاسی.[8]

 ب ـ محمد بن الفضل الموصلی.

الشخص الآخر الذی أنکر نیابة الحسین بن روح هو محمد بن الفضل الموصلی و قد أظهر إنکاره فی عام 307 هـ، و لکنه تراجع عن إنکاره بعد توجیهات الحسن بن علی الوجناء و مشاهدة بعض الأمور من الحسین بن روح، و قد ورد الکلام فی علل إنکاره و توبته فی کتاب «الغیبة» للشیخ الطوسی[9]. و یحتمل أن تکون علة إنکاره عدم الإطلاع و وجود الشبهة، و ذلک لأنه اعترض فی کیفیة صرف الأموال و سهم الإمام (ع)، و قال: «إن هذه الأموال لا تصرف فی مواردها، و لم تصل إلى مستحقیها»[10].



[1] جاسم حسین، التاریخ السیاسی لغیبة الإمام الثانی عشر، ص 192، ترجمة، آیة اللهی، محمد تقی، أمیر کبیر، طهران، 1367.

[2] الذهبی، تاریخ الإسلام، ص 191؛ محمد بن أحمد بن عثمان، تاریخ الإسلام و وفیات المشاهیر و الأعلام، حوادث و وفیات 321 ـ 330، تحقیق، عمر عبد السلام تدمری، بیروت، دار الکتاب العربی، 1413 ق.

[3] الطوسی، محمد بن حسن، الغیبة، تحقیق عباد الله الطهرانی و علی أحمد ناصح، ص 303 و 324، قم، مؤسسة المعارف الإسلامیة، 1411 ق.

[4] ابن مسکویه، تجارب الأمم، أبو علی أحمد بن محمد ، ج1، ص123، شرکة التمدن الصناعیة، مصر، 1333 ق.

[5] الغیبة، ص 410 ـ 411.

[6]  القزوینی، محمد کاظم، الإمام المهدی من المهد إلى الظهور، ص 200، بیروت، الوفاء، 1405 ق.

[7] النجاشی، أبو العباس أحمد بن علی، الرجال، ص 293، بومبای، 1317 ق؛ الصدر، محمد، تاریخ الغیبة الصغرى، ص 514، أصفهان، مکتبة أمیر المؤمنین، 1362.

[8]  التاریخ السیاسی لغیبة الإمام الثانی عشر، ص 200.

[9] الغیبة، ص 316 ـ 315، ح 264.

[10] المصدر نفسه.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280455 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259110 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129804 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116173 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89692 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61302 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60550 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57467 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52073 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48112 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...