Please Wait
5530
لا یکون المؤمن مؤمناً حتى تکون فیه ثلاث خصال: 1ـ سنة من ربه 2ـ و سنة من نبیه 3ـ و سنة من ولیه. فأما السنة من ربه فکتمان سره، و أما السنة من نبیه فمداراة الناس، و أما السنة من ولیه فالصبر فی البأساء و الضراء.
و قد أشکل علیّ أحد أصدقائی ـ فی قسم الآراء ـ و سألنی تأکدی من صحة الحدیث؟ و إن کانت إشکالاته التی سجلها على الحدیث غیر واردة فی رأیی، إذ قال بأنه لا یتفاعل قلبیاً مع الحدیث، و هذا الکلام لا یصلح أن نستدل به على ضعف الروایة، فأرجو أن تزودونی بمعلومات حول سند الحدیث لأنی:
أولاً: أفقد أی تخصص فی مجال الحدیث، و ثانیاً: أحب أتعرّف على أسلوبکم فی الإجابة عن الأسئلة، و ثالثاً: صدیقی هذا، أستاذ جامعی و آراءه مسموعة لدى الآخرین، رابعاً: واعدته بأن أبحث عن جواب علمی لإشکالاته و أسأل شخصا مطلّعا عن اعتبار هذا الحدیث و عن کل ما یتعلق به؟
بالرغم من أن بعض رجال الحدیث المذکور مجهولون، و لکن یمکن الاستناد على الحدیث للقرائن التالیة:
1. ذکرت الروایة فی عدة مصادر معتبرة و من الطراز الأول، و نعلم بأن وجود روایة فی مصادر متعددة، و اهتمام کبار المحدّثین بها شاهدٌ على اعتبار الروایة، و یدل على أن المحدّثین حصلوا على قرائن تصحّح الروایة لدیهم.
2. إن مضمون الروایة أخذ من الآیات القرآنیة، و یلائم المضامین القرآنیة، کما أشیر إلى ذلک فی نص الروایة.
3. ثمة روایات وافرة تؤید محتوى هذه الروایة و مدلولها.
4. إن مجرد فقدان الروایة للسند صحیح أو الموثق فلا یعتبر مبررا لاعتبارها کاذبة و موضوعة .
بالرغم من أن بعض رجال الحدیث المذکور مجهولون[1]، و لکن یمکن الاستناد علیه، للأسباب التالیة:
1. ذکرت الروایة فی عدة مصادر معتبرة و من الطراز الأول، کالکافی، ج2، ص241؛ و أمالی الصدوق، ج1، ص339؛ و عیون أخبار الأخبار، ج1، ص256؛ و معانی الأخبار: ص184؛ و تحف العقول، ص312، 442؛ کما ذکرت فی مصادر من الطراز الثانی، کمشکاة الأنوار، ص85؛ و کشف الغمة، ج2، ص292؛ روضة الواعظین، ج2، ص432؛ التمحیص، ص67؛ و وجود الروایة فی مصادر متعددة، و اهتمام کبار المحدثین بها شاهد على اعتبار الروایة، و یدل على أن المحدثین حصلوا على قرائن تصحّح الروایة لدیهم .
2. إن مضمون الروایة أُخذ من الآیات القرآنیة، و یلائم المضامین القرآنیة ، کما أشیر إلى ذلک فی نص الروایة، و إلیک النص الکامل للروایة: لا یکون المؤمن مؤمناً حتى تکون فیه ثلاث خصال:
1ـ سنة من ربه 2ـ و سنة من نبیه 3ـ و سنة من ولیه. فأما السنة من ربه فکتمان سره قال الله جل جلاله عالم الغیب فلا یظهر على غیبه أحداً إلا من ارتضى من رسولٍ ، و أما السنة من نبیّه فمداراة الناس فإن الله عز وجل أمر نبیه بمداراة الناس فقال خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلین، و أما السنة من ولیه فالصبر فی البأساء و الضراء یقول الله عز وجل و الصابرین فی البأساء و الضراء و حین البأس أولئک الذین صدقوا و أولئک هم المتقون[2].
3. ثمة روایات وافرة تؤید محتوی هذه الروایة و مدلولها، على سبیل المثال ورد فی روایة عن أمیر المؤمنین انه قال:" جمع خیر الدنیا و الآخرة فی کتمان السر و صادقة الأخیار.."[3] أو نقل فی روایة أخرى عن النبی الأکرم(ص) أنه قال: "مداراة الناس نصف الإیمان.."[4].
إن مجرد فقدان الروایة للسند صحیح أو الموثق فلا یعتبر مبررا لاعتبارها کاذبة و موضوعة ، بل هذا المدعى ـ کذب الروایة ـ یحتاج إلى یسنده.
[1] رجال هذه الروایة فی الکافی هم: عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ الدِّلْهَاثِ مَوْلَى الرِّضَا - قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا- ، وفی طریقها إبراهیم بن اسحاق وقد ضعّفه علماء الرجال. (الأردبیلی، جامع الرواة، ج1، ص18). مضافاً إلى ذلک فإن سهل بن حارث مجهول ودلهاث أیضاً غیر موثق.(الأردبیلی، جامع الرواة، ج1، ص311). و أما رجال الروایة فی الأمالی والخصال ومعانی الأخبار لصدوق هم: حدثنا علی بن أحمد بن موسى ره قال حدثنا محمد بن أبی عبد الله الکوفی عن سهل بن زیاد الأدمی عن مبارک مولى الرضا علی بن موسى ×، وفی طریقها محمد بن أبی عبد الله غیر موثق، و أما سهل بن زیاد فاختلف علماء الرجال فیه فبعض یوثقه وبعض آخر یضعّفه، وأما مبارک فغیر ثقة. وأما رجال الروایة فی عیون الأخبار هم: حدثنا أبی رضی الله عنه قال حدثنا أحمد بن إدریس قال حدثنی محمد بن أحمد بن یحیى بن عمران الأشعری قال حدثنی سهل بن زیاد عن الحارث بن الدلهاث مولى الرضا (ع) قال سمعت أبا الحسن ×، وفی هذا الطریق أیضاً سهل بن زیاد فیه اختلاف ، وحارث بن دلهاث مجهول .
[2]أمالی الصدوق، ج1، ص339.
[3]مفید، الاختصاص، ص218.
[4]الکافی، ج2، ص117.