بحث متقدم
الزيارة
6433
محدثة عن: 2010/11/09
خلاصة السؤال
أی أجزاء بدن الإنسان تتنجّس حین الجنابة؟
السؤال
إنّی کنت امارس الاستمناء فیما سبق و قد ترکته الآن. و قد کنت أذهب و أنا علی تلک الحال الی بیت أقاربی و أماکن أخری، فماذا یجب علیّ لأجل ان أتطهّر و أتخلّص من هذه النجاسة؟ علماً بأنی قد غیّرت عدة منازل و انتقلت منها و إنّی أری أنه لا نجاة لی و إننی من أهل جهنم؟
الجواب الإجمالي

إن أحکام الإسلام و تعالیمه فی التعامل مع الطهارة و النجاسة بسیطة جداً و بعیدة عن کل تعقید.

حین الجنابة یتنجّس من البدن و الثیاب فقط ما تلوّث بالمنی، و تبقی بقیّة مواضع البدن و الثیاب طاهرة و بناء علی هذا فیکفی للمنع من انتقال النجاسة و سرایتها تطهیر (شطف) الموضع الملوّث و لا یجب الغسل، لأن غسل الجنابة طهارة باطنیة تجب لأداء بعض الأعمال مثل الصلاة، و لمس کتابة القرآن و مس أسماء الله و مس أسماء النبی و الأئمة (ع) و المکث فی المساجد و...

و علی هذا الأساس فإذا کنت بعد الجنابة قد غسلت المواضع المتنجّسة من بدنک فقد زالت النجاسة و لم یتنجس أی شیء، أما إذا لم تکن قد غسلت المواضع النجسة من بدنک و ثیابک فی حال وجود الرطوبة و ان الرطوبة قد انتقلت. و علی أیة حال فلا یجب علیک الّا غسل المواضع التی تعلم و تتیقّن بأنک قد نجّستها (ان أمکنک ذلک) و إن لن تتمکن من ذلک و کانت الأشیاء المتنجسة من الأشیاء التی تستعمل فی الأکل و الشرب فیجب أن تخبر أصحابها لکی یقوموا بتطهیرها، و أما بقیة الأشیاء فلا یجب الاخبار عن نجاستها. [1]

الا ان یکون ذلک حرجیاً و ینطبق علیه عنوان الحرج کأن یکون الاخبار عن النجاسة مسبباً لفضیحتک. و نذکّر بأن بعض الوسائل و اللوازم المنزلیة التی تغسل عادة یومیاً أو بعد استعمالها لا یلزم غسلها مرة ثانیة. و بالطبع فإنه یجب علیک قضاء ما فاتک من الصلوات فی هذه الفترة.

و مع هذا و حیث أنک طلبت الحکم الفقهی للسؤال المذکور فقد رأینا من اللازم أن نستفتی المراجع العظام و سماحة آیة الله هادوی الطهرانی(دامت برکاته). و الأجوبة التی حصلنا علیها کما یلی:

مکتب سماحة آیة الله العظمی السیستانی (مد ظله العالی):

إذا تاب الإنسان فإن الله یقبل توبته و یغفر له، و لا ینبغی للانسان أن ییأس من رحمة الله فی حال من الأحوال. و علیک أن تأتی بغسل صحیح بنیّة تطهیر الذمة ثم تقوم بقضاء الصلوات التی تعلم بأنک ترکتها تدریجاً. و دمت موفقاً.

مکتب سماحة آیة الله العظمی مکارم الشیرازی (مد ظله العالی):

یعتبر الإستمناء من الذنوب الکبیرة و له آثاره السیئة فی الدنیا و الآخرة الا أن تتوب من ذلک و تقوم بتدارک ما فات بالأعمال الصالحة. و لمزید التفصیل راجع کتابنا (المشکلات الجنسیة للشباب). لا تقلق و لا تیأس من رحمة الله أبداً. إستعن بالله و اعتمد علی إرادتک فی ترک هذا العمل القبیح. و لا شیء علیک فیما یرتبط بالماضی.

جواب آیة الله هادوی الطهرانی (دامت برکاته) کما یلی:

-          المنی نجس و إذا لاقی شیئاً تنجس موضع الملاقاة.

-          نجاسة المنی کباقی النجاسات تزول بالتطهیر –أی الغسل بالماء أو ما یطهر بنظر العرف مثل الماء-.

-          الغسل هو لرفع الحدث الأکبر أی الجنابة و لا علاقة له بالنجاسة و تطهیرها. نعم یجب أن یکون کل عضو طاهراً قبل غسله.

-          کل موضع یحصل العلم و الیقین بنجاسته فهو نجس، و الموارد المشکوکة محکومة بالطهارة.

-          الإخبار بالنجاسة فی حالة امکانه و عدم ترتب مفاسد، واجب فی الأشیاء المأکولة و المشروبة و أوانیها، و لیس واجباً فی غیر ذلک.

-          ینبغی الالتفات الی ان الإسلام دین التساهل و المسامحة، و إذا تعرّف الإنسان علی أحکامه بشکل صحیح فسوف ترون أنه لا یلزم من العمل بها أی عسر و حرج و مشقة.

و للإطلاع أکثر یراجع:

1- موضوع: الاستمناء و التوبة، السؤال رقم 3912 (الموقع: 4335).

2- موضوع: دفع الأفکار و الخواطر السیئة، السؤال رقم 5714 (الموقع: 5976).

3- الموضوع: طرق تقویة الارادة، السؤال رقم 525 (الموقع: 572).

4- الموضوع: طرق اکتساب محبة الله، السؤال رقم 1214 (الموقع 2049).

5- الموضوع: حکم اداء الصلوات مع الجهل بغسل الجنابیة، السؤال رقم 1464 (الموقع: 2384).


[1]     توضیح المسائل المحشی للإمام الخمینی، ج1، ص142، س282 : إذا نجس الضیف بعض اثاث مضیفه فهل یجب علیه اطلاع المضیف؟ ج: لا یجب فی غیر المأکول و المشروب و اوانی الطعام. العروة الوثقی (المحشی)، ج1، ص189 مسألة 35: إذا استعار ظرفاً أو فرشاً أو غیرهما من جاره فتنجس عنده هل یجب علیه اعلامه عند الرد؟ فیه اشکال و الأحوط الإعلام. بل لا یخلو عن قوة إذا کان مما یستعمله المالک فی ما یشترط فیه الطهارة. (الإمام الخمینی: الأقوی وجوب الإعلام فیما یستعمله فی الأکل و الشرب، و الأحوط ذلک فیما یستعمله فیما یشترط فیه الطهارة الواقعیة، و فی غیرها    الأقوی عدم الوجوب).

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280274 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258855 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129655 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115714 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89578 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61080 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60391 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57383 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51662 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47726 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...