Please Wait
6256
یکون البحث عن الحیاة فی الکواکب الأخرى عبر سؤالین:
1. هل توجد فی الکواکب السماویة الأخرى حیاة و کائنات حیة؟ و هل یمکن للإنسان أن یعیش فی الکواکب الأخرى؟ و هل الإنسان قادر على السفر إلى هناک؟
الإجابة عن هذه الأسئلة تکون على عاتق علماء الفلک و علماء العلوم الطبیعیة.
2. فی حالة إمکان الحیاة فی تلک الکرات، ما هو حکم الحیاة للإنسان هناک فی رؤیة الإسلام؟ و کیف یمکنه تأدیة التزاماته الشرعیة؟
یتکفل الفقهاء و علماء الدین الإجابة عن مثل هذه الأسئلة. فإجمالاَ حسب القوانین و القواعد الإسلامیة العامة، لو لم تستلزم الحیاة فی الکواکب الأخرى ضرراَ کبیراَ على الفرد و المجتمع البشری أو مشاکل أخرى فیجوز له السکن فیها، و أمّا بالنسبة إلى الواجبات الشرعیة فعلى المکلف أن یستفتی المرجع الذی یقلده.
لکن الذی یمکن قوله هنا، ان هذه القضیة تدخل فی عداد المسائل المستحدثة و بما ان الاحکام تابعة لموضوعها من هنا قبل اصدار الحکم الشرعی فیها یحتاج الفقیة الى تحدید الموضوع بصورة دقیقة ای یدرس القضیة من جمیع ابعادها ثم یصدر الحکم بعد تنقیح الموضوع، و من المعروف ان تنقیح مثل هکذا مواضیع تحتاج الى استشارة المختصین فی علوم الفلک و الطبیعة و هم لحد الان لم یتوصلوا الى بیان الامور العامة فی تلک القضیة فضلا عن ذکر الجزئیات التی قد تساعد الفقیة فی عملیة الاستنباط، و بهذا تکون القضیة الیوم فی عداد الفرضیات التی تترک الى ان تتضح جمیع ابعادها بصورة جلیة.
الحیاة فی الکواکب الأخرى من الأبحاث التی طرحت فی العصر الراهن، و یبحث عنها عبر سؤالین:
1. هل توجد حیاة فی الکواکب الأخرى؟
2. الإجابة عن مثل هذه الأسئلة تکون على عاتق علماء الفلک و علماء العلوم الطبیعیة.
و بعد أن ثبت لنا بأن هناک حیاة فی الکواکب الأخرى و أنه یمکن العیش فیها، عندئذ نتساءل عن الذین یعیشون فی الکواکب الأخرى ما هی مسؤلیاتهم و کیف یؤدون التزاماتهم الدینیة؟
یتکفل الفقهاء و المجتهدون و المفکرون الإسلامیون الإجابة عن السؤال الثانی حیث انهم یجیبون عن مثل هذه التساؤلات من خلال مراجعة الآیات و الروایات المعتبرة و القواعد العامة فی أصول الفقه و الحمدلله استطاعوا أن یؤدوا هذه المهمة بأفضل ما یمکن.
مبدئیاًَ نحکم على ضوء القوانین و القواعد العامة بعدم حرمة ذلک[1] و أنه لا إشکال فی الحیاة على سطح هذه الکواکب إلا إذا استلزمت الحیاة هناک ضرراً کبیراً على الفرد أو المجتمع البشری کما إذا سبّبت مشاکل أخرى فعند ذلک أیضا نستخدم القوانین العامة نفسها فی الحکم على الحالات هذه.
و أمّا بالنسبة إلى التکالیف الشرعیة و أنه کیف یمکن الالتزام بها؟
فنقول: إن المکلف فی معرفة مسائل کتحدید القبلة و أوقات الصلوات الیومیة و .... لابد أن یستفتی المرجع الذی یرجع إلیه.
فعلى سبیل المثال طرح على احد المراجع العظام واحد من هذه الأسئلة فکان الجواب هکذا:
السؤال: وفرّت التقنیات الحدیثة فی العصر الراهن للإنسان السفر حول الکرة الأرضیة مرات متعددة فی کل یوم، ففی هذه الحالة ما هی مسؤولیته الشرعیة تجاه الصلوات الیومیة؟
الجواب: کلما سافر عبر السفن الفضائیة حول الکرة الأرضیة یجب علیه أن یصلی خمس مرات فی الیوم و یستطیع أن یأخذ موطنه على الأرض المقیاس فی تحدید ذلک[2].
و من الجدیر بالذکر ان هذه القضیة تدخل فی عداد المسائل المستحدثة و بما ان الاحکام تابعة لموضوعها من هنا قبل اصدار الحکم الشرعی فیها یحتاج الفقیة الى تحدید الموضوع بصورة دقیقة، ای یدرس القضیة من جمیع ابعادها ثم یصدر الحکم بعد تنقیح الموضوع، و من المعروف ان تنقیح مثل هکذا مواضیع تحتاج الى استشارة المختصین فی علوم الفلک و الطبیعة و هم لحد الان لم یتوصلوا الى بیان الامور العامة فی تلک القضیة فضلا عن ذکر الجزئیات التی قد تساعد الفقیة فی عملیة الاستنباط، و بهذا تکون القضیة الیوم فی عداد الفرضیات التی تترک الى ان تتضح جمیع ابعادها بصورة جلیة.
و اخیراً: ینظر الإسلام برؤیة ایجابیة و منفتحة إلى الحیاة البشریة و تحولاتها و القرآن أنبأ عن تسخیر الشمس و القمر و ...[3] للإنسان و من الواضح أن التسخیر أعظم من إرسال السفن الفضائیة. و حدّثنا عن الحیاة فی بطن الحوت و أنه لولا رحمة الله و مغفرته للبث فی بطنها إلى یوم یبعثون[4]، الأمر الذی لعله لا یخطر إلى عقل الإنسان فی هذا العصر.
ثم هناک روایات کثیرة عن النبی (ص) تحکی عن موقع الایرانیین فی کسب العلم الذی نرجو تحققها فی المستقبل القریب إذ یقول (ص): لو کان العلم فی الثریا لتناولته رجال من فارس.[5]
[1] کاستعمال أصالة البراءة عند ما یکون الحکم مجهولا. الحکیم، السید محسن، حقائق الأصول، ج2، ، ص 223.
[2] الشیخ مکارم الشیرازی، الاستفتاءات الجدیدة، ج2، ص 74.
[3] إبراهیم، 33 ؛ نحل،12؛ ابراهیم،32؛ نحل 14.
[4] قصة نبی الله یونس جاءت فی سورة الصافات الآیات 139ـ 148.
[5] شیخ عباس القمی، سفینة البحار، ج 2، ص 707.