بحث متقدم
الزيارة
6907
محدثة عن: 2008/06/21
خلاصة السؤال
هل یرى الإسلام ان ذنب القاتل أو المتجاوز الکافر، یغفر عند اعتناقه للإسلام؟
السؤال
فی حالة إذا کان هنالک کافر قد ارتکب جریمة القتل أو کان متجاوزاً على حقوق الآخرین و بعد ذلک اعتنق الإسلام، فهل سوف تغفر جرائمه السابقة فی نظر الإسلام أم سوف یعاقب علیها؟
الجواب الإجمالي

توجد فی الإسلام قوانین تحدد الموقف من الکافرین الذین یعتنقون الدین الإسلامی. من جملة هذه الاحکام و القوانین، انه إذا کان مضیعاً لحق من حقوق الله عز وجل، کعدم القیام بالاعمال العبادیة الواجبة، أو ارتکابه بعض الذنوب و المعاصی، فان الله سبحانه سوف یغفر له و یعفو عنه. و لکنه لا یعفى عن حقوق التی تجاوز علیها، و فی هذه الحالة إما علیه إن یؤدی هذه الحقوق أو یحصل على رضا و عفو أصحابها. و بالاستناد إلى ذلک، إذا کان هنالک کافر قد قام بعملیة القتل أو قام بالتجاوز على حقوق الآخرین نتیجة لجهله و نتیجة لحالة الضلالة التی کان یعیشها، ثم اعتنق الإسلام بعد ذلک فانه سوف یأمن العذاب الإلهی المستحق لارتکاب هذه الذنوب فقط، و لکن یجب علیه تحمل العقوبات البدنیة الدنیویة و الغرامات المالیة المترتبة على ارتکاب هذه الذنوب، إلا أن یعفو عنه أولیاء دم المقتول أو أصحاب الحقوق التی تجاوز علیها، لان هذه الحقوق لیست هی حقوق الإسلام لکی یغض الطرف عنها عند إسلامه، بل هی حقوق للناس، و ان لهذه الحقوق حرمة فی جمیع الأدیان و عند جمیع عقلاء العالم.

الجواب التفصيلي

یقول سبحانه و تعالى فی قرآنه الکریم بخصوص الاعمال القبیحة التی ارتکبها الکفار قبل إیمانهم: " قُلْ لِلَّذِینَ کَفَرُوا إِنْ یَنْتَهُوا یُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَ إِنْ یَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِین‏". [1]

یقول الرسول الأکرم (ص) أیضا: " الإسلام یجب ما قبله، کما التوبة تجب ما قبلها"[2]، إن هذا الحدیث الشریف أصبح اساساً لقاعدة فقهیة فی الإسلام تسمى قاعدة "الجبّ".

و ان المقصود فی الآیة الکریمة و الحدیث الشریف المذکورین أعلاه هو أن الذی یرید أن یعتنق الإسلام، فلا یخاف من الاعمال السابقة القبیحة التی قام بها، لان الله سبحانه یتجاوز و یعفو عن عدم أداء حقوقه الله قبل اعتناق الإسلام، و لذلک لا یجب علیه أن یقضی العبادات التی یؤدیها أو یزکی الأموال التی لم یزکها سابقاً، لان الله سبحانه هو غفور رحیم و یتجاوز و یعفو عن التقصیر فی حقوقه.[3]

و ان الشخص الذی اعتنق الإسلام، إذا کان قد ارتکب أعمالاً لها عقوبات خاصة بها فی الإسلام کشرب الخمر مثلا، فانه لا یعاقب بهذه العقوبات عن هذه الاعمال التی قام بها فی زمان کفره، بل یتعامل معه الإسلام بأقصى درجات العطف و الرحمة، و إن هذا العفو و التجاوز یختص بحقوق الله و حقوق الإسلام، و لو کان هنالک حق أو حقوق للناس فی رقبته، أو کان ظالماً أو متجاوزاً على احد من الناس، فیجب علیه أداء حق هؤلاء الناس أو یتحمل العقوبات و الجزاء المترتب على هذه الإعمال و هذه التجاوزات.

مثلاً، إذا اقترض مبلغاً من المال من شخص معین و لم یرجع هذا المبلغ لصاحبه، أو سرق مقداراً من المال، فعلیه إرجاع المال إلى صاحبه أو یطلب منه رضاه و الصفح عنه، و کذلک إذا کان مرتکباً لجرم معین کالضرب و القتل و الجرح، فهو مسؤول عن هذه الاعمال و یجب علیه تحمل العقوبات على هذه الاعمال، لان الله سبحانه یتجاوز و یعفو عن حقوقه و لا یهب و لا یتجاوز عن الحقوق التی تتعلق بالآخرین، و لذلک فان حقوق الآخرین المضیعة تکون محفوظة فی مکانها و یجب على المتجاوز أداؤها و تعویضها بأی شکل من الاشکال.

ثم یجب الالتفات إلى أن هذه القوانین و الاحکام لا تختص بالإسلام و حده، بل هی قوانین و أحکام لجمیع الأدیان و لجمیع الشرائع و کذلک هی قوانین لجمیع العقلاء فی العالم.[4]

و قد أضاف بعض العلماء هذه الملاحظة و التی تقول انه إذا کان هنالک شخص قد اعتنق الإسلام، و کانت هنالک حقوق لأشخاص على عاتقه و لم تکن له القدرة على أدائها، حینئذ یستطیع الحاکم الشرعی عن طریق الصلاحیات التی خولت إلیه أن یؤدی هذه الحقوق من بیت المال، و بهذا الشکل تنحل مشکلة هذا الفرد المعتنق للإسلام حدیثاً، و کمثال على ذلک، إذا کان علیه دیة لقتل قد ارتکبه فی زمان الشرک و قد اسلم بعد ذلک، فان الدیة لا تسقط عنه و یجب علیه دفعها، فان الحاکم الإسلامی یمتلک الصلاحیة لدفع هذه الدیة من خزینة الدولة.[5]

و على کل حال فان مثل هذا الشخص سواء کان تحت ظل الحکومة الإسلامیة أم ای حکومة أخرى فهو مستحق للجزاء، و یستطیع الأشخاص الذین ظلمهم أو تجاوز علیهم، فی نظام إسلامی معین رفع الشکوى علیه فی المحاکم الشرعیة و المطالبة بمجازاته.



1- الأنفال 38.

2- الطریحی، مجمع البحرین، مادة "جب"؛ السیرة الحلبیة، ج 3، ص 105، و قد نقل هذا الحدیث باشکال أخرى، مثل: الإسلام یجب ما قبله، راجع: المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج40، ص230.

3- راجع، المحقق الهمدانی، مصباح الفقیه، کتاب الزکاة، ص 17؛ نجفی، محمد حسن، جواهر الکلام، ج 17، ص 10.

4- راجع: مکارم شیرازی، ناصر، القواعد الفقهیة، ج 2، ص 169- 183 (قاعدة الجبّ).

5- الحسینی جرجانی، أبو الفتح، تفسیر شاهی، ج 2، ص 96.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • ماذا یراد من مفهوم القیامة؟
    8233 الکلام القدیم 2009/01/19
    القیامة تعنی انبعاث الناس من القبور و الحضور فی عالم بعد الموت.و قد اطلق على القیامة مجموعة من الاسماء منها: الواقعة، الراجفة، الطامة، الصاخة، الحاقة، یوم الفصل، یوم الندم، یوم النشور، یوم الحق، یوم المسألة، یوم الفراق، یوم الحساب، یوم الحکم، یوم العذاب، یوم المحاسبة و یوم التلاق و ...
  • هل یصح أنه یتحتم علی الإنسان ألا یدعو لنفسه فی یوم عاشوراء؟
    5591 العملیة 2011/12/17
    الدعاء هو نوع علاقة ضروریة للعبد مع ذات الحق تعالی، و ذلک لأجل رفع احتیاجاته الدنیویة و الأخرویة، و علی کل حال فالدعاء للنفس و للآخرین حسن و مطلوب و له ثواب عظیم.و لا إشکال فی الدعاء للنفس فی یوم عاشوراء، بل قد وردت فی روایات  یوم عاشوراء الاشارة ...
  • هل یُمکن قراءة مجلس سفرة أبی الفضل العباس (ع) فی المسجد و جعل السفرة و الاطعام فی المنزل؟
    5964 الحقوق والاحکام 2011/10/17
    إذا لم یکن هذا العمل عن نذر أو عهد أو قسم، أو کان النذر أو العهد أو القسم مطلقاً، یُمکنکم أن تؤدوه بأی نحو کان، فمثلاً یُمکن أن تقیموا المجلس فی المسجد و تجعلوا سفرة الاطعام فی البیت. أما إذا کان النذر أو العهد أو القسم ملحوظاً فیه کیفیة خاصة، ...
  • ما دور الزوج عند حصول الخلاف بین أمّه و زوجته؟
    7134 العملیة 2013/07/21
    لکل من الأب و الأم و الزوجة حقوق على عاتق الرجل علیه أن یؤدیها ما أمکن ذلک و إن کان للأم و الأب خصوصیة خاص فی الإسلام إذ قد جعل الله تعالى لهما مقاما رفیعاً. فعلى الرجل حفظ الموازنة و عدم الإنحیاز بین والدیه من جهة و زوجته ...
  • ما المراد بالصبح الصادق، و هل أن الصبح الکاذب موجود أم لا؟
    8725 الحقوق والاحکام 2008/02/14
    الفجر الصادق و الفجر الکاذب اصطلاحان فقهیان، و المراد بهما (فلکیاً) وقتان من أوقات الیوم و اللیلة. و الفجر الکاذب یحصل بظهور البیاض من جهة المشرق، و لا یمکن أداء صلاة الصبح فی هذا الوقت.و أما زمان الفجر الصادق، فیتحقق عندما ینتشر البیاض فی جهة المشرق و هذا الوقت ...
  • هل یحق للمرأة الامتناع عن تلبیة رغبات الزوج الجنسیة و عدم التمکین من ذلک؟
    9282 الحقوق والاحکام 2010/11/09
    تؤکد الروایات الورادة عن النبی الأکرم (ص) و أهل بیته (ع) على الزوجین أن یراعیا الحقوق الزوجة لکل منهما.[1] و هذه العلاقة متبادلة بمعنى أنه یجب على کل منهما مراعاة حقوق الآخر، و منها حق اشباع الغریزة الجنسیة، فقد ورد هذا ...
  • ما هو رأی فقهاء العامة فی قضیة الاستمناء؟
    5627 الحقوق والاحکام 2010/10/18
    طبقا لما ورد فی کتبهم و مشهور فتاوى علمائهم القدامى و المعاصرین فان الاستمناء حرام شرعاً.[1] نعم نسبت بعض کتبهم الى بعض الصحابة و الفقهاء القول بالکراهة و الاباحة.[2]
  • هل العبارة «کل یومٍ عاشوراء و کل أرضٍ کربلاء» حدیثٌ أو روایة، و هل أن لها سنداً معتبراً، و ما حدود اعتباره؟
    8841 الکلام القدیم 2008/10/21
    لم نعثر على دلیلٍ روائی یدل على أن عبارة: "کل یوم عاشوراء و کل أرضٍ کربلاء" صادرة عن المعصومین. و لکن هذه العبارة نتیجة صحیحة لمجموع النهضة الحسینیة و خط سیر الإمامة و تحمل أکثر من رسالة و خطاب ملیءٍ بالمعانی و المفاهیم المعبرة. مع أنه لا ...
  • ما السبب في تسمية الامام الرضا (ع) بكافل او ضامن الغزال؟
    26977 تاريخ بزرگان 2012/04/17
    من الالقاب المشهورة للإمام الرضا (ع) لقب ضامن الغزال، و يعود هذا اللقب الى قضية تاريخية ملخصها: ان الامام الرضا (ع) ضمن الغزل لاحد الصيادين حتى عادت له مرة أخرى فتاب ذلك الصياد و ترك الغزالة تذهب لحالها. و لكن تلك القصة لم ترد في أية مصدر ...
  • هل یمکن للشخص الذی قام بذنب کبیر تستوجب الحد أن یکون إماما لجماعة بعد التوبة؟
    5307 الحقوق والاحکام 2011/11/13
    الذنوب الکبیرة التی توجب إجراء الحد علیها (کالزنا) یکون لاجراء الحد موضوعیة خاصة بمعنی أنه لو اُجری علیه الحد، لا یمکنه أن یکون إماماً للجماعة برأی بعض مراجع التقلید سواء أتاب أم لم یتب. أما إذا لم یجر علیه الحد (کالجلد) و لم یعلم أحدٌ بذنبه، و کان قد تاب ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    281911 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    263484 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    130829 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    119974 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    90755 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    62463 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    62444 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    58196 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    54042 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    50489 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...