Please Wait
5625
کل الحرکات التی ظهرت على مر التاریخ انتهت فی نهایة المطاف الى السقوط و الفشل سواء فی بعدها السیاسی او الثقافی او الاجتماعی و ذلک بسبب النقص الواضح فی القیادة أو بسبب عدم استعداد اکثر الشعب للتسلیم و الرضا بالحکم الالهی. الا ان حدث ظهور الامام (عج) الإمام الثانی عشر للشیعة یعد حدثا کبیراً یطوى فیه بساط الظلم و الجور من وجه الارض فلا یبقى أثر لأی حکومة ظالمة و لأی نظام یقوم على الالحاد و إقصاء الدین عن ساحة الحیاة.
و تحدید الارضیة المناسبة لمثل هکذا ثورة عالمیة على المستویین الباطنی و الظاهری و تشخیص المقدمات المساعدة فی نجاحها و استمراریتها لا یمکن لأی انسان أن یدرکه و انما هی من الامور التی یتکفل بها الله تعالى، فمن غیر الصحیح القول بان الارضیة مناسبة للظهور و أن الامام یملک من الانصار و الاعوان العدد الکافی مما یوجب علیه القیام و الثورة. بل الله تعالى هو المحدد لذلک الوقت الذی لا یعلمه سواه.
المنجی الموعود الذی بشرت به جمیع الامم یملأ الارض قسطا و عدلا بعد أن ملئت ظلما و جوراً. من هنا یکون حدث الظهور أشبه بیوم القیامة الذی یطوى فیه بساط الظلم و الجور من وجه الارض فلا یبقى أثر لأی حکومة ظالمة و لأی نظام یقوم على الالحاد و إقصاء الدین عن ساحة الحیاة. و کل الحرکات التی ظهرت حتى هذه اللحظة سواء قامت على ید المصلحین و رواد الحق أم قامت على ید الظالمین و النفعیین انتهت فی نهایة المطاف الى السقوط و الفشل سواء فی بعدها السیاسی او الثقافی او الاجتماعی و ذلک بسبب النقص الواضح فی القیادة أو بسبب عدم استعداد اکثر الشعب للتسلیم و الرضا بالحکم الالهی، و لم تجد دولة أو حکومة من تلک الحکومات نشرت لواءها على جمیع ارجاء المعمورة بل انحصرت دائرة نفوذها فی مناطق محدودة فقط.
اما الثورة العالمیة للامام المهدی الموعود (عج) فیمثل انقلابا عالمیا فی ذوات البشر و لیس هو ثورة عابرة محدودة لم تنضج بعد بحیث تنهار بمجرد مرور الزمن و تنزوی لعدم المیل الباطنی الجماهیری لها.
صحیح ان هناک طائفة من الشخصیات التی استطاعت من خلال الاستفادة من المراحل التاریخیة المارة و تکمنت من تعزیز علاقتها بالامام و الوصول الى درجة من الکمال بحیث جعلها مؤهلة لاستقبال ظهوره (ع) بل قد وصلت الى منزلة تؤهلها لتکون من أعوان الامام و انصاره؛ و لکن القضیة لیست منحصرة فی وجود هذه الثلة من الناس و بلا تقیة[1] و بلا ضعف الکمال و القدرة و التمکن فی الارض.
و هنا نجد بعض أئمة الاسماعیلیة الذین ظهروا على مر التاریخ لم یکن لم شأن یختلف عن شؤون سائر الثورات و التحرکات التی لم تفلح فی عالمیتها و شمولیتها لجمیع بقاع الارض.
و تحدید الارضیة المناسبة لمثل هکذا ثورة عالمیة على المستویین الباطنی و الظاهری و تشخیص المقدمات المساعدة فی نجاحها و استمراریتها لا یمکن لأی انسان أن یدرکه و انما هی من الامور التی یتکفل بها الله تعالى، فمن غیر الصحیح القول بان الارضیة مناسبة للظهور و أن الامام یملک من الانصار و الاعوان العدد الکافی مما یوجب علیه القیام و الثورة. بل الله تعالى هو المحدد لذلک الوقت الذی لا یعلمه سواه.
من هنا، یعد الامام الثانی عشر من ائمة الشیعة ذخیره الهیة و انه یمثل خاتم سلسلة الحجج و قبل ظهوره المبارک تحدث الکثیر من التمهیدات و الموطئات لظهوره علیه السلام، و لکن بظهوره یطوى بساط الظلم و الجور و الکفر عن وجه الارض. و لایمکننا تصور أن تحقیق هذا الهدف الکبیر یحدث بمجرد حرکة محدودة و عابرة.
لمزید الاطلاع انظر:
علة عدم ظهور إمام الزمان(عج) 1095 (الرقم فی الموقع: 1146).
علة غیبة إمام العصر (عج) 1777 (الرقم فی الموقع: 2396).
[1] «فیظهر حتی لا یستخفی بشیء من الحق مخافة احد من الخلق» الکلینی، الکافی، ج1، ص 333. دار الکتب الاسلامیة، 1365.