Please Wait
7986
یمکن الاستدلال على جامعیة الدین و شمولیته و حاجة البشر الیه فی کل الاعصار والازمان بادلة کثیرة تصنف الى طائفتین الاولى الأدلة من خارج الدین و الثانیة من داخل الدین، وهی:
1. عجز العقل عن تلبیة کافة حاجات و متطلبات البشریة الثابتة للهدایة.
الف) إنما خلق البشر للتکامل من خلال القرب الالهی؛ فلابد من السیر و تحریک البوصلة فی هذا الاتجاه.
ب) ما یملکه الانسان من آلیات و امکانات عاجزة عن تلبیة کافة متطلبات الهدایة عنده.
ج) ثبات تلک الحاجات على مر الاعصار و الدهور. و بعبارة أخرى أن حاجات الانسان تلک من الامور الثابتة؛ من هنا بعث الانبیاء لتأمین مقتضیات الهدایة و تحقیق الاهداف المنشودة و یجب على الدین ان یستجیب لها ما دام الانسان یعیش على ظهر هذا الکوکب و لا یختص الامر بعصر الرسالة فقط.
2. الآیات الدالة على جامعیة القرآن الکریم
هناک عدد من الآیات القرآنیة تشیر الى جامعیة القرآن الکریم و استجابته لکل متطلبات البشر، وقد اشارت الآیات المذکورة الى تلک الحقیقة بصورة مطلقة شاملة لجمیع المتطلبات و الاحتیاجات البشریة وعلى مر العصور والازمان، کقوله تعالى: "ما فرطنا فی الکتاب من شیء"
3. سرمدیة الدین الاسلامی
هناک آیات قرآنیة تؤکد سرمدیة الدین الاسلامی وخلود معارفه الربانیة کقوله تعالى: "تَبَارَکَ الَّذِى نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلىَ عَبْدِهِ لِیَکُونَ لِلْعَلَمِینَ نَذِیرًا".
ومما لا شک فیه أن الشیء الخالد لابد أن یتکفل بحل جمیع حاجات البشیر و یکون جدیرا بالاجابة عن کافة متطلباتهم سواء على المستوى الفردی أم الاجتماعی لتامین سعاد البشریة و هدایتها.
من الممکن إثبات ذلک من خلال الادلة الکثیرة التی تتوزع على طائفتین الاولى الانطلاق من خارج الدین و الطریق الثانی الرجوع الى نفس الدین، نحاول هنا الاشارة الى بعضها:
1. عدم کفایة العقل
و لبیان هذا الدلیل لابد من إثارة السؤال التالی: هل الحاجة الى الوحی من مختصات مجتمع عصر الرسالة؟ و ما هو سرّ حاجة البشر الى الوحی؟ و هل هذه الحاجة منحصرة بزمان دون زمان أو أن العقل بحاجة الى الاستنجاد بالوحی فی جمیع الاعصار؟
وللاجابة عن تلک الاسئلة نقول:
الف) انما خلق البشر للتکامل من خلال القرب الالهی؛ فلابد من السیر و تحریک البوصلة فی هذا الاتجاه.
ب) ما یملکه الانسان من آلیات و امکانات عاجزة عن تلبیة کافة متطلبات الهدایة عنده.
ج) ثبات تلک الحاجات على مر الاعصار و الدهور. و بعبارة أخرى أن حاجات الانسان تلک من الامور الثابتة؛ من هنا بعث الانبیاء لتأمین مقتضیات الهدایة و تحقیق الاهداف المنشودة فیجب على الدین الاستجابة لها ما دام الانسان یعیش على ظهر هذا الکوکب و لا یختص الأمر بعصر الرسالة فقط.
أما المقدمة الاولى فقد تم اشباع البعث عنها فی اکثر من سؤال فی موقعنا هذا و من هنا لا نرى من الضروی الخوض فیها هنا.
وأما المقدمة الثانیة: صحیح أن الاسلام أوکلَ الکثیر من الامور الى العقل و القاها على کاهله التجربة بنحو یعد العقل مصدرا من مصادر التشریع الى جانب کل من القرآن الکریم و السنّة المطهرة.[1] و لکن فی الوقت نفسه نجد القرآن الکریم یحمل الکثیر من المعارف التی لا سبیل للعقل الیها، و لقد أشارالى هذه الحقیقة فی قوله تعالى: "کَما أَرْسَلْنا فیکُمْ رَسُولاً مِنْکُمْ یَتْلُوا عَلَیْکُمْ آیاتِنا وَ یُزَکِّیکُمْ وَ یُعَلِّمُکُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ یُعَلِّمُکُمْ ما لَمْ تَکُونُوا تَعْلَمُون".[2] ولم تقل الآیة المبارکة أنه علمکم أشیاء کنتم تجهلونها و لو اعتمدتم العقل ووسائل الادراک الاخرى لتوصلتم الیها! بل تقول علمکم اشیاء کنتم عاجزین عن الوصل الیها أساساً و لم تتمکنوا من التعرف علیها مهما بذلتم من جهد عقلی و غیر عقلی.
توضیح ذلک:
1. ینحصر دور العقل فی ادراک الکلیات و اما ما سواها من المعارف فتراه یستنجد بوسائل أخرى من قبیل الاستعانة بالحس لمعرفة الجزئیات و بما أن الحس معرض للخطأ فلایمکن الاستناد الیه فی الخروج بنتیجة قطعیة وکلیة فی هذا المجال و من هنا تتجلى الحاجة الى الدین للوصول الى بعض المعارف التی لا مجال للعقل الیها و لا یمکن الاستغناء عن الدین فیها. یقول أمیر المؤمنین (ع):
"جعل الاسلامَ یَقِیناً لِمَنْ عَقَلَ وَ بَصِیرَةً لِمَنْ عَزَم".[3]
ومن هنا عُد من علل وجود الانبیاء والائمة تعزیز المعرفة العقلیة و إزالة الشبهات من خلال النصوص إزاحة الاوهام عن جادة العقل.[4]
2. العقل، طریق للوصول الى الله تعالى و الى الدین.[5] و هو صاحب الکلمة الاولى فی المباحث العقائدیة فاذا قطع العقل بأمر ما لابد من تأویل ظواهر النصوص بنحو ینسجم مع حکمه؛ بمعنى أن إثبات المبدأ والمعاد واصل الوحی و...، من المهام الموکلة الى العقل و من هنا لا مجال للتقلید فی هذه الدائرة، لکن ینبغی الالتفات الى أن مساحة حرکة العقل لیست بالمساحة المطلقة فلا تکون له کلمة الفصل فی جمیع المعارف والدوائر المعرفیة؛ فعلی سبیل المثال:
الف) لاشک ان العقل یتمکن من اثبات وجود الله تعالى و التوصل الى بعض صفاته، لکنه عاجز عن ادراک الذات الالهیة، و من هنا ورد فی الاحادیث الشریفة النهی عن التفکر فی ذات الله تعالى.[6] و السبب فی ذلک أن العقل عاجز عن إدراک ذاته تعالى و کیفیتها.[7] و الحال اننا نشاهد بوضوح الدعوة القرآنیة الى التفکیر و التأمل و التعقل "لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَیْکُمْ کِتاباً فیهِ ذِکْرُکُمْ أَ فَلا تَعْقِلُون"[8] و تدعونا الى التامل فی آیات الله التکوینیة و النظام الکونی[9]، والاحکام الاخلاقیة [10] و مصیر الاقوام الماضیة و ما حلّ بها من مصیر بائس[11]؛ و ذلک لان التفکیر و التأمل فی تلک الامور یعزز المعرفة بالله تعالى و فهم الحکم الاخلاقی والاعتبار و الاتعاظ بمصیر الاقوام السالفة. من هنا یمکن القول: ان دائرة حرکة العقل محدودة فی بعض المجالات و أنه یعجز فی کثیر من المجالات عن الوصول الى الغایة المطلوبة و حینئذ تقع المسؤولیة على الدین لتوجیه العقل بالوجهة المطلوبة فی هذه المجالات؛ لانه تعالى هو خالق العقل وهو العارف بحقیقته و مدى قدراته و ما هی المجالات التی یتمکن من الحرکة فیها وما هی الدوائر التی یعجز عن اعطاء الرأی الصائب فیها.
ب) نعم، یستطیع العقل اثبات اصل المعاد و انه معاد جسمانی، لکنه یعجز عن بیان خصوصیات ذلک المعاد الجسمانی و ما یتعرض له البدن یوم القیامة.[12]
3. ان العقل بعد اثباته لوجود الله من خلال التأمل فی الآیات الآفاقیة و الانفسیة، یحث الانسان على الایمان بالله و الاذعان أمام الارادة الالهیة. کذلک یتمکن العقل من ادراک القضایا الاخلاقیة و تمییز الحسن من القبیح و حث الانسان نحو القیام بالحسن و اجتناب القبیح[13]، و لکن ینبغی الالتفات الى أن للدین کلمته فی ثلاثة دوائر حیث یرسم للانسان برنامجه فیها و یسعى لتصحیح ثلاثة انواع من العلاقات هی:
الف: علاقة الانسان بنفسه، ب: علاقة الانسان باخیة الانسان و بالطبیعة، ج: علاقة الانسان بربّه و خالقه. و نحن نعتقد أن العلم و العقل عاجزان عن تأمین البرنامج الصحیح لتلک العلاقات الثلاثة و بنحو یأخذان دور الدین فی تلک الدوائر؛ و ذلک لان الدین الاسلامی ناظر الى عالمی الدنیا و الآخرة فی آن واحد، ففی الوقت الذی یسعى الاسلام لاعمار الدنیا و الاستفادة من النعم الالهیة و تسخیر القوى فیها یسعى الى تأمین عالم الآخرة و اعماره، فعلى الانسان المسلم الاهتمام بالقلب و العقل معا، و قد عرض الاسلام برنامجه و خططه فی الدوائر الثلاثة المذکورة و هذا فی الحقیقة خارج عن عهدة الأخلاق الدنیویة و... فکیف یتمکن العقل و العلم البشری من رسم برنامج متکامل للانسان فی جمیع الابعاد و الزوایا و الحال أنه یجهل حقیقته و لا یعی ماهیته و ما ینطوی علیه من قدرات و ما هو بحاجة الیه من برامج و خطط تربویة و اعدادیة تؤمن له السعادة على جمیع الاصعدة؟
فالبشر یحتاج قبل کل شیء الى الفلسفة[14]، و المکتب و النظام[15] و فی المرحلة اللاحقة الاسالیب المناسبة[16]. و قد تکفّل الاسلام بتأمین المراحل الثلاثة و ترک رسم البرنامج المناسب لعقل الانسان و علمه، إذ یعتقد الاسلام بان العلم لوحده قاصر عن بیان الفلسفة، و المکتب و النظام.
اضف الى ذلک ان الاخلاق القائمة على الاسس الدنیویة خاصة لا تمتلک الضمانة التنفیذیة فلا تحل محل الاخلاق الدینیة و...
3. اما فی دائرة المجال الفقهی فللعقل دوره کمصدر من مصادر التشریع؛ فعلى سبیل المثال إن قضیة وجوب التقلید التی هی احد المسائل الفرعیة تعد ثمرة من ثمار حکم العقل و...، نعم، ینبغی الالتفات الى اننا نعطی العقل حق اکتشاف الاحکام الشرعیة بشروط خاصّة، و لانطلق العنان له لیحکم بما یشاء و فی أی مجال شاء و کذلک لا ننفی دوره مطلقا کما فعل البعض؛ أی امکانیة الاستنباط العقلی مقبولة و لکن وقوع الاستنباط مشروط بشروط خاصّة.
و تعود امکانیة الوصول الى الاحکام الشرعیة و خاصة عن طریق العقل الى خصوصیة فی الاعتباریات الشرعیة و قد تنتفی تلک الخصوصیات عن الاعتباریات الاخرى. و تلک الخصوصیة هی کون الاحکام الشرعیة تابعة للمصالح و المفاسد الواقعیة. و نحن نثبت تلک الخصوصیة فی المسائل الاعتقادیة کاصل من الاصول بمعنى ان الاحکام و ان کانت اعتباریة تابعة لجعل المعتبر و لکنها اعتباریات تقوم على الواقع فهی اعتباریات قائمة على حقائق. و المصالح والمفاسد جزء من الامور التکوینیة التی یطل العقل من خلالها على الاحکام الشرعیة لیکتشفها.[17] لکن اعتماد هذا الطریق مشروط برعایة المعاییر وعدم الاعتماد على الظنون و التی یعبُّر عنها احیانا بالقیاس؛ بمعنى اعتماد الجادة الوسطى و الموازنة بین طریقی المنع التام و الکابح لجماع العقل مطلقا و بین الطریق الافراطی الآخر الذی یطلق العنان للعقل لیصول و یجول فی مختلف المیادین کیف ما یحلو له من دون أیة رادع، و هذه النظرة المتوازنة لدور العقل تعود فی الواقع الى الروایات الصادرة عن أهل البیت (ع) و التی رسمت لنا الطریق الصحیح للاستفادة من القدرات العقلیة.[18]
اتضح من خلال ما مرّ؛ أولا: یواجه العقل فی المجالات الثلاثة (العقائد، الاخلاق، الفقه) نوعا من المحدودیة من قبیل: الف) محدودیة العقل فی الوصول الى المعارف الیقینیة؛ ب) عدم قدرة العقل على الولوج فی بعض الدوائر الاعتقادیة کالحدیث عن ذات الباری تعالى و جزئیات المعاد؛ ج) عجز العقل عن رسم برنامج متکامل الابعاد یؤمن للبشریة سعادتها الدنیویة و الاخرویة. و بعبارة أخرى: العقل عاجز عن طرح، فلسفة، مکتب و نظام یتسم بالصحة و تکامل الابعاد، و الذی یتکفل بتحقیق ذلک هو الدین خاصة؛ د) محدودیة العقل فی دائرة استنباط الاحکام الشرعیة حیث وضعت مدرسة أهل البیت (ع) أمام العقل مجموعة من الشروط و الخصوصیات التی لابد من توفرها لیتسنى للعقل استنباط الحکم الشرعی.[19]
المقدمة الثالثة:
هذه المحدودیة لا تختص بزمن الرسول الاکرم (ص) فیبقى العقل بحاجة الى الامداد الوحیانی على مر العصور و الازمان و هذه الحقیقة تظهر بوضوح من خلال المقدمة الثانیة و من خلال استقراء معطیات العقل البشری على مر التاریخ و ما رسمه العقل لنجاة البشریة و هدایة الانسان طوال تلک العصور.
إذن لابد من عدم حصر دور الدین و الوحی الذی جاء لرفع النقص و إزالة العوائق عن طریق العقل البشری و تکامل العقول البشریة فی مقطع خاص هو عصر الرسول الاکرم (ص) لاجل توفیر سبل الهدایة للناس على مر الاعصار و الازمان.
وبعبارة أخرى: ان جمیع البشر و حتى قیام الساعة هم بحاجة الى الاسعاف الوحیانی و الى الهدایة و الارشاد الربانیین، فاذا فرضنا ان الدین الاسلامی و القرآن الکریم قد قصرا فی بیان المعارف الدینیة اللازمة و لم یحصل طلاب الهدایة على مبتغاهم فی المعارف الاسلامیة فهذا یعنی بالضرورة أن الناس یعیشون التیه و الضیاع و الضلال و هذا ما یتنافى مع اللطف الالهی[20]. و من جهة أخرى، نواجه محدودیة العلم البشری و خاصة فی رسم العلاقة بین السلوک البشری الدنیوی و عالم الآخرة و سرمدیة ذلک العالم بواسطة فعل الانسان نفسه، و تأمین السعادة الحقیقیة للانسان من خلال تلک الاعمال و من هنا یجب على الله – انطلاقا من حکمته تعالى- أن یؤفر للانسان کافة سبل الهدایة من خلال الوحی و الا لزم نقض الغرض و هو محال بالنسبة له سبحانه.[21]
2. الآیات الدالة على جامعیة القرآن الکریم
هناک عدد من الآیات القرآنیة تشیر الى جامعیة القرآن الکریم و استجابته لکل متطلبات البشر، و قد اشارت الآیات المذکورة الى تلک الحقیقة بصورة مطلقة شاملة لجمیع المتطلبات و الاحتیاجات البشریة و على مر العصور و الازمان، منها:
1. قوله تعالى: "ما فرطنا فی الکتاب من شیء"[22]
2. قوله تعالى:"وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلاّ فِی کِتابٍ مُبِینٍ"[23]
3. قوله عز من قائل: "أَ فَغَیْرَ اللّهِ أَبْتَغِی حَکَماً وَ هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ إِلَیْکُمُ الْکِتابَ مُفَصَّلاً"[24]
4. و فی قوله تعالى: "ما کانَ حدیثا یُفترى و لکن تصدیقَ الّذی بین یدیهِ و تفصیلَ کلِّ شىءٍ و هُدىً و رحمةً لقومٍ یُؤمنون"[25]
5. و قوله تعالى: "و نزلنا علیک الکتاب تبیاناً لکل شیء و هدى و رحمة و بشرى للمسلمین"[26]
والجدیر بالذکر أن ظاهر الآیات و إن کان یشمل باطلاقه جمیع متطلبات الحیاة البشریة الا أن اکثر المفسرین یرون الآیات ناظرة الى الحاجات ذات العلاقة بأمر الهدایة خاصة انطلاقا من کون دائرة عمل الدین و الهدف من نزول القرآن تتعلق بامر الهدایة و الارشاد الدینی خاصة، من هنا حاول هؤلاء المفسرون تقیید اطلاق الآیات المذکورة.[27]
3. سرمدیة الدین الاسلامی
هناک آیات قرآنیة تؤکد سرمدیة الدین الاسلامی و خلود معارفه الربانیة کقوله تعالى: "تَبَارَکَ الَّذِى نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلىَ عَبْدِهِ لِیَکُونَ لِلْعَلَمِینَ نَذِیرًا"[28]
ومما لا شک فیه أن الشیء الخالد لابد أن یتکفل بحل جمیع حاجات البشیر و یکون جدیرا بالاجابة عن کافة متطلباتهم سواء على المستوى الفردی أم الاجتماعی لتامین سعاد البشریة و هدایتها.[29]
[1]السنة تعنی قول المعصوم و فعله و تقریره و التی هی فی الواقع مفسرة للقرآن الکریم. و ما ورد فی حدیث الثقلین من قرن الکتاب الکریم الى جانب العترة المطهرة یعنی أن القرآن الکریم بحاجة الى التفسیر المعصوم و المصان عن الخطأ و الذی یتجلى فی الاتجاه التفسیری لأهل البیت (ع).
[2]البقرة، 151، و236.
[3]الکلینی، الکافی، ج2، ص49.
[4]یقول العلامة الحلی فی توضیح عبارة الخواجة نصیر الدین الطوسی: "و قد ذکر المصنف رحمه الله جملة من فوائد البعثة (منها) أن یعتضد العقل بالنقل فیما یدل العقل علیه من الأحکام کوحدة الصانع و غیرها و أن یستفاد الحکم من البعثة فیما لا یدل العقل علیه کالشرائع و غیرها من مسائل الأصول ( و منها) إزالة الخوف الحاصل للمکلف عند تصرفاته...»؛ علامه حلی، کشف المراد فی شرح تجرید الاعتقاد، ص346.
[5] الکراجکى، محمد، کنزالفوائد، ج 1، ص56؛ الدیلمی، حسن بن أبی الحسن، إرشادالقلوب الی الصواب، ص198؛ الخوانساری، آقا جمال الدین، شرح بر غرر الحکم، ح6183؛ الحرانی، حسن بن علی شعبة، تحف العقول، ص196.
[6] الشیخ الصدوق، التوحید، ص455-460؛ الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج1، ص92-94.
[7] الشیخ الصدوق، التوحید، ص51 و 54.
[8]الانبیاء، 10.
[9]انظر: المؤمنون،80؛ حج،46؛ طه، 53و54؛ آل عمران،190 و 191.
[10]الانعام، 151.
[11]طه، 128.
[12] انظر: هادوی طهرانی، مهدی، باورها و پرسشها، ص58-46.
[13]الجدیر بالذکر ان العلاقة بین العقل و الاخلاق علاقة طرفینیة و ثنائیة الاتجاه و حرکة تکاملیة. فالانسان یدرک بما لدیه من القدرة العقلیة على تشخیص الحسن من القبیح، فاذا انصاع الانسان لنداء العقل و تجنب القبائح و عمل الصالحات حینئذ تتعزز وتتکامل قدراته العقلیة و حینئذ یتمکن من ادراک الکثیر من الموبقات و القبائح و یعرف مدى شناعتها و هکذا تتعزز معرفة بالاعمال الصالحة و مدى الخیر الحاصل منها و بهذا تتفاعل الاخلاق مع العقل یتأثر العقل بالفعل الاخلاقی. و العکس صحیح فکما ابتعد الانسان عن الاذعان لنداء العقل کلما ضعفت عنده القدرة العقلیة الى درجة قد تنعدم بالکامل . انظر: الخوانساری، آقا جمال الدین، شرح بر غرر الحکم، ح 4760، 5901، 5543، 5752، 1356، 3956، 8426، 8904؛ الکراجکی، محمد، کنزالفوائد، ج1، ص199.
[14]المراد من الفلسفة العناصر التی تحکی الرؤیة الکونیة فی دائرة خاصة؛ کالسیاسة او الاقتصاد، و النسبة بینها و بین الرؤیة الکونیة هی نسبة الجزء الى الکل او الصغرى للکبرى. من قبیل قضایا "موجود" ولها صبغة کلامیة فلسفیة کالسلطة التکوینیة لله تعالى فی دائرة الابحاث السیاسیة او دراسة رازقیته فی دائرة الاقتصاد.
[15]یتحصل من الفلسفة عناصر من قبیل "یجب" الذی یحمل جنبة اعتباریة. و تقسم هذه العناصر الى مجموعتین: الف: العناصر التی تمثل البنى التحتیة التی تمثل الاسس و الاصول المسلمة فی المجال المبحوث و التی یعبر عنها بالمبانی، او الاغراض والمقاصد الدینیة فی دائرة خاصة والتی یعبر عنها احیانا باسم الاهداف و من مجموع هذه المبانی والاهداف یتشکل "المکتب". ب) على أساس المبانی الموجودة فی مجال و للوصول الى الاهداق المنشودة فی ذلک المجال، تطرح مجموعة من العناصر تحمل عنوان " النظام" و یرسم البعد القانونی لتلک العناصر فی قالب الحقوق و الاحکام الثابتة؛ بمعنى ان الذی یرشد الافراد فی مقام العمل و عند تنفیذ و اجراء نظام بصورة مناسبة فی مجتمع ما، هو القوانین أو الاحکام. المرسومة.
[16]بعد الحصول على الفلسفة، المکتب و النظام الاسلامی الذی هو من شؤون الفقیه، یبنغی من اجل الوصول الى برنامج فاعل الالتفات الى المعارف و العلوم البشریة فی ذلک المجال المبحوث؛ فعلى سبیل المثال لو کنا بصدد رسم برنامج اقتصادی فاعل لابد من الاعتماد على العلوم الاقتصادیة و من خلال الاستفادة منها ومن سائر العلوم التی لها صلة بعلم الاقتصاد کعلم الاجتماع، علم النفس الاجتماعی، العناصر الفاعلة فی تشکیل المؤسسة الاقتصادیة و لابد من تشخیص هذا کله ثم انطلاقا من الفلسفة، المکتب و النظام الاقتصادی الاسلامی، نشرع فی رسم البرنامج الاقتصادی الاسلامی المناسب لعصرنا. (انظر: هادوی الطهرانی، مکتب ونظام اقتصادی اسلامی، ص21-44.
[17]یطوی العقل مجموعة من المراحل للوصول الى اکتشاف الحکم الشرعی: 1. یدرک العقل النظری المصالح او المفاسد؛ 2. یصدر العقل العملی حکمه انطلاقا من تلک المصالح و المفاسد؛ 3. یقوم العقل النظری بادراک الملازمة بین الاحکام الصادرة من العقل العملی و الحکم الشرعی و التی تنتهی فی نهایة المطاف بالحکم الشرعی. انظر: هادوی الطهرانی، جزوه تأملات در علم اصول فقه، الکتاب الاول: فلسفه علم اصول فقه، الدفتر السابع، ص65.
[18]هذه الرؤیة تقف فی مقابل رؤیتین الاولى افراطیة و الاخرى تفریطیة اما الرؤیة الافراطیة فیمکن التماسها فی الموقف الاجتهادی فی المدرسة السنیة وخاصة المدرسة الحنفیة و التی تتمثل فی اعتماد القیاس کمصدر من مصادر التشریع، و الرؤیة الاخرى التفریطیة التی تنکر دور العقل فی استنباط الحکم الشرعی و التی تمتثل فی المذهب الظاهری لدى أهل السنة و المدرسة الاخباریة فی الاوساط الشیعیة. و من اقرب المذاهب السنیة الاربعة الى هذا الاتجاه المذهب الحنبلی . (نفس المصدر، ص55)
[19]لمزید الاطلاع انظر: ترخان، قاسم، مهر ماه، ص 230-238، الطبعة لاولی، انتشارات چلچراغ، 1389 ش.
[20]انظر: کریم پور قراملکی، هل یجیب القرآن عن جمیع تساؤلات البشر؟، مجلة "پرسمان"، العدد الرابع.
[21]انظر: ایازی، محمدعلی، «جامعیت دین»، صص119-118 و مصطفی پور، محمدرضا، «عمومیت و جاودانگی اسلام»، مقالات مؤتمر دراسة المبانی الفقهیة للامام الخمینی (ره)، دور الزمان و المکان فی الاجتهاد، ج10، «جامعیت شریعت»، صص283-282؛ جوادی آملی، عبدالله، «انتظار بشر از دین»، صص36-35.
[22]. الانعام، 38.
[23]. الانعام، 59.
[24]. الانعام، 114.
[25]. یوسف، 111.
[26]. النحل، آیه 89.
[27]انظر: الطبرسی، فضلبن الحسن، «مجمع البیان»، ج4، ص: 323 ج 6، ص 418؛ الرازی، فخرالدین، «التفسیر الکبیر »(مفاتیح الغیب)، ج 20، ص 308 و 258؛ الاندلسی، ابوحیّان، «البحرالمحیط فى التفسیر»، ج 6، ص 582؛ الآلوسی، محمود، «روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم و السبع المثانی»، ج3، ص 357و ج 8، صص 30 و 216؛ رشید رضا، «المنار»، ج 7، ص 395؛ ابن عاشور، محمدبن طاهر، «التحریر و التنویر»، ج 1، صص 37-40 و 253؛ ابن عطیه، عبدالحق، «المحرّر الوجیز»، ج 3، ص 416؛ مکارم شیرازی، ناصر، «تفسیر نمونه»، ج 11، ص 361 (لکن ورد فی الجزء السابع، ص320: ففی هذه الآیات کلّ ما یحتاجه الإنسان فی تأمین سعادته و تکامل) وانظر معرفة، محمد هادی، «جامعیّت قرآن کریم نسبت به علوم و معارف بشرى»، فصلیة «نامه مفید»، العدد 6، صص 5ـ7.
[28]. الفرقان، 1.
[29]انظر: کریم پور قراملکی، هل یجیب القرآن عن جمیع تساؤلات البشر؟، مجلة "پرسمان"، العدد الرابع.