Please Wait
7602
یعد التفاح من الفاکهة التی تحتوى على الکثیر من الخواص الغذائة و الطبیة، و من هنا کان الاطباء القدامى یوصون بأکله کدواء، بل حتى الطب الحدیث قد أکد ذلک، و هذا ما أشارت الیه الروایات الشریفة ایضا و من تلک الروایات ما وردت الاشارة الیها فی متن السؤال، فقد روی عن النبی الاکرم (ص) أنه قال: " کُلُوا التُّفَّاحَ عَلَى الرِّیقِ فَإِنَّهُ وضوح الْمَعِدَةِ"[1] و عن أمیر المؤمنین (ع): " کُلُوا التُّفَّاحَ فَإِنَّهُ یَدْبُغُ الْمَعِدَةَ" . و الروایة المذکورة نقلها - بالاضافة الى صاحب کتاب مکارم الاخلاق – کل من صاحب البحار العلامة المجلسی و مستدرک الوسائل المحدث النوری.
کذلک روی عن الامام الصادق (ع) فی الحدیث عن خواص التفاح، انه قال: " لَوْ یعْلَمُ النّاسُ ما فِی التُّفّاحِ ما داوُوا مَرْضاهُمْ إِلاّ بهِ".[2]
و هذه الروایات بغض النظر عن سندها تشیر الى الخصائص الثابتة لهذه الفاکهة و التی لا یمکن انکارها.
نعم، قد یکون السبب فی اثارة العجب لدیکم هو وجود هذه الفاکهة فی عصر الرسول الاکرم (ص) و الائمة الاطهار فی الجزیرة العربیة.
و هنا یمکن رفع هذا التعجب من خلال التاکید على ان الفاکهة لم تکن من مبتکرات و مزروعات العصور المتأخرة لکی نعجب من حدیث المعصومین (ع) عنها، و ثانیا لم تکن الجزیرة العربیة کلها مناطق جرداء قاحلة لا فیه زرع و لا نبات، بل هناک الکثیر من مناطق الجزیرة تمتاز بطبیعة جغرافیة صالحة للزراعة و تتوفر فیها افضل الظروف المساعدة على زراعة الفاکهة بما فیها التفاح و خاصة مناطق شمال الجزیرة العربیة المعروفة ببلاد الشام و التی کان أهل مکة على اتصال دائم معها فی رحلتهم التجاریة، فمن الممکن هنا ان یکون المخاطب من قبل النبی الاکرم (ص) من ابناء تلک المناطق التی تزرع فیها تلک الفاکهة. بل القرآن الکریم تحدث عن الکثیر من الفاکهة التی تحتاج الى جو یقارب الاجواء التی تصلح لزراعة التفاح کالرمان و الزیتون و الاعناب.
ثم اننا اذا رجعنا الى المصادر الروائیة نواجه الکثیر من الروایات تقع تحت عناوین عامة من قبیل ما ورد فی الکافی المصنف قبل اکثر من الف عام، تحت عنوان "باب التفاح" ذکر فیه عشر روایات.[3] فلم تکن القضیة منقولة بروایة واحدة حتى نعجب من ذلک.