Please Wait
5552
کما نعلم فاننا نعیش في عالم الاسباب و المسببات، بمعنی أن کل مسبب یتبع سببه، کتبعیة القانون الریاضي، فمثلاً ناتج ضرب اثنین في اثنین هو اربعة، و هذا قانون لا یتخلف. و النتیجة هي ان اعمال الناس المخالفة للشرع و الاخلاق تستتبع آثاراً سلبیة علی حیاتهم و اخلاقهم، و لکن لهذه القوانین مراتب مختلفة و من دون ان ینقض احدها الآخر، فالقانون الافضل حاکم علی القانون الذي قبله.
و بناء علی هذا فقانون المغفرة و التوبة او قانون الحب و العشق اذا حل في موضع فانه سیلغي الکثیر من المحاسبات و المؤاخذات السابقة، و من دون ان یلغي حقانیة القانون السابق، بل یقوم بتغییره.
و قد أشار الله تعالی الی هذا الاصل حینما قال ان رحمتي قد سبقت غضبي. و بناء علی هذا فان عفو الله و مغفرته تابع لاصول رفیعة تعود بالتالي الی الرحمة الالهیة.
کما نعلم فاننا نعیش في عالم الاسباب و المسببات، بمعنی أن کل مسبب یتبع سببه، کتبعیة القانون الریاضي، فمثلاً ناتج ضرب اثنین في اثنین هو اربعة، و هذا قانون لا یتخلف. و النتیجة هي ان اعمال الناس المخالفة للشرع و الاخلاق تستتبع آثاراً سلبیة علی حیاتهم و اخلاقهم، و کما قد یفهم ایضاً من وجهة نظر الفلسفة و الکلام من ان الجنة و النار هي نتیجة لاعمالنا. اي ان عمل الانسان هو الذي یتبلور بصورة الجنة و النعیم، او في اطار عذاب جهنم.
و لکن یجب ان یعلم ان الکون کله و جمیع قوانینه و قواعده، خاضع لخالق الکون و الوجود. فرغم ان قوانین الکون هي بمثابة القوانین الریاضیة، و لکن هذه القوانین لها مراتب مختلفة، و من دون ان ینقض أحدها الآخر، فالقانون الافضل حاکم علی القانون الذي قبله.
و بناء علی هذا فقانون المغفرة و التوبة او قانون الحب و العشق مثلاً اذا حل في موضع فانه سیلغي الکثیر من المحاسبات و المؤاخذات السابقة، و من دون أن یلغي حقانیة القانون السابق، بل یقوم بتغییره. و کمثال علی ذلک فان للعمل السیئ تبعات سیئة یقینیة علی ظاهر الانسان و باطنه، و لکن اذا ندم الشخص بسبب استیقاظ نفسه اللوامة، بحیث امتلأ قلبه بالخجل و الحیاء و التواضع و الخشوع امام الله عز وجل، فانه لن یعود الی ممارسة ذلک العمل، بل سیصل الی درجة اعلی من الیقظة المعنویة و معرفة الله و ینال خواص تلک الدرجة و اثارها الخاصة التي منها المغفرة و رفع جمیع اثار الذنوب و تبعاتها، کما اشار الله تعالی الی هذا الاصل بقوله: (ْ إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي)[1].و کذلک فاننا نعلم ان غضب الله لیس کغضب الانسان، بل هو یختص بالظالمین وفی ذلک اشارة الی قانون العدل، و لکن قانون الرحمة یتقدم علیه من دون ان ینتقض العدل الالهي. و کل انسان یدخل في هذا البعد من العلاقة مع الله فسوف لن یصدر عنه عمل سیئ، و لیس هذا فحسب بل انه سیدخل الجنة من دون حساب، اذ مع وجود قانون الحب الذي هو مقام عباد الله المخلصین، لن تکون هناک حاجة الی حسابات ادنی، و کما یقول القرآن: "وَ ما تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ اِلاَّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصين")[2] و هذا مؤشر علی کون القوانین و السنن الالهیة طولیة و یمکن تطبیقه علی کل المجالات .
و بناء علی هذا فان عفو الله و مغفرته تابع لاصول رفیعة تعود بالتالي الی الرحمة الالهیة: "وَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحيم"[3].
و بعبارة اوضح : ان العذاب الالهي رغم کونه جزاء للذنب و التمرد، و لکن المغفرة و العفو الالهي تخصص هذه القاعدة – وان کان هذا هو بنفسه قانوناً ایضاً او بمنزلة التعدیل علی قانون عام- فان الذي یکون جمیع الکون تحت ید قدرته و هو الذي خلق عالم الاسباب و المسببات، یستطیع ان یخصص هذه القاعدة و ذلک القانون، و یتدارک ما مضی بالعفو و المغفرة. و نتیجة هذه القدرة تکون :"إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئات"[4].
و لذا فکما ان جمیع القوانین و النظم الکونیة مطیعة لله، فانه حینما تتعلق الارادة الالهیة بتوقف هذا القانون فانه یتوقف لا محالة.
المواضیع المرتبطة:
الآثار الوضعیة للذنوب في حیاة البشر، 4833 (الموقع ar5229)
ظهور آثار الذنوب في الاجیال اللاحقة ، 10791 (الموقع ar10799)
[1] الکلیني، الکافي، ج2، ص274، دار الکتب الاسلامیة، طهران، 1368ش.
[2] الصافات: 40-41.
[3] آل عمران:129.
[4] هود:114.