Please Wait
6218
معنى الآیة الشریفة: "نسائکم حرث لکم"، هو ان نسبة النساء إلى المجتمع الإنسانی نسبة الحرث إلى الإنسان، فکما أن الحرث یحتاج إلیه لإبقاء البذور و تحصیل ما یتغذى به من الزاد لحفظ الحیاة و إبقائها، کذلک النساء یحتاج إلیهن النوع فی بقاء النسل و دوام النوع،[1] و فی الواقع یرید القرآن أن یبین لنا ضرورة وجود المرأة فی المجتمع البشری، فلیست المرأة وسیلة لإشباع غرائز و شهوات الرجل الجنسیة، بل هی وسیلة لحفظ النوع البشری من الاندثار،[2] إذن فهذه الآیة فی مقام بیان الارتباط العمیق و الوثیق بین الرجل و المرأة فکما أنه لا نفع فی وجود مزرعة بلا بذر فکذا لا فائدة من وجود بذر دون مزرعة.
و قیل فی تفسیر هذه الآیة أیضا: یفهم من هذه الآیة أیضا الحث على التوجه إلى الزوجة من جمیع الجهات و الکیفیات التی یرتجى منها تحصیل الفائدة و النفع.
فهناک جهة المؤانسة بالزوجیة، و المقاربة، و العلاقات الجنسیة.
و هناک مسألة تدبیر شؤون المنزل و تنظیم الحیاة الأسریة.
و هناک تربیة الأبناء و حفظ حیاتهم.
و هناک تأمین السکینة النفسیة و الاطمئنان الروحی.
و هناک جهات تحقیق السعادة و السرور و حسن المعیشة و العون فی مسیرة الحیاة الأسریة، و رفع شتى الاحتیاجات ... .
إذن لا داعی لتخصیص الحرث بمفهوم الزراعة، و لا کلمة "أنى" بموارد المحل و المکان، و لا کلمة "إتیان" بمعنى الزوجیة و المقاربة، لأن التخصیص بهذه المفاهیم و الاقتصار علیها خلاف مدلول الآیة الکریمة.[3]