بحث متقدم
الزيارة
7352
محدثة عن: 2012/05/17
خلاصة السؤال
هل تعرض الاحاديث لآداب و فوائد التمشيط أو لا؟
السؤال
هل تعرض الاحاديث لآداب و فوائد التمشيط أو لا؟
الجواب الإجمالي

من الامور التي أولاها الاسلام أهمية كبيرة مسألة النظافة لجميع افراد المجتمع رجالا و نساءً، و من تلك الامور التي تتعلق بالنظافة قضية المشط و تصفيف الشعر و الاهتمام به، كما اشارت الروايات الى أهمية التصفيف و فوائد التمشيط و آدابه، و هي بحد من الكثرة حتى ان بعض المصادر الحديثة افردت لها بابا خاصاً تحت عنوان "باب التمشيط". و من الملاحظ ايضا شدة إهتمام المعصومين (ع) بهذه القضية قولا و سلوكاً.

و لمزيد الاطلاع على احاديث هذا الباب يمكن الرجوع الى الجواب التفصيلي و الى الكتب الحديثية كالخصال للصدوق «بَابُ التَّمَشُّطِ» و الکافي للکلیني، «بَابُ التَّمَشُّطِ».

الجواب التفصيلي

لم ینحصر إهتمام الاسلام بالامور الاعتقادية و العبادية كالتوحيد و الصلاة مثلا، و انما هو دين شامل لم يهمل أي جانب من جوانب الحياة فهو دين جامع و كامل. و ما كان هذا شأنه يرصد كافة جوانب الحياة للانسان، فيضع لكل حالة من الحالات الفردية و الاجتماعية الحل المناسب لها و يشرع القانون الذي يؤمن تحققها في الخارج.

و من الامور التي أولاها الاسلام أهمية كبيرة مسألة النظافة لجميع افراد المجتمع رجالا و نساءً، و من تلك الامور التي تتعلق بالنظافة قضية المشط و تصفيف الشعر و الاهتمام به، كما اشارت الروايات الى أهمية التصفيف و فوائد التمشيط و آدابه، و هي بحد من الكثرة حتى ان بعض المصادر الحديثة افردت لها بابا خاصاً، نحاول هنا الاشارة الى نماذج منها:

الف: أهمية التمشيط

1. عن أبي عبد الله الصادق (ع) في قول الله عز و جل (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)[1] قال: المشط.[2]

2. كان النَّبِيُّ (ص) يتمشَّطُ و يُرَجِّلُ رأسهُ بِالْمِدْرَى.[3]

3. قال رسولُ اللَّه (ص): "من اتخذ شعراً فليحسن ولايتهُ أَو ليجُزَّهُ".[4]

ب. آداب التمشيط

الجدير بالذكر ان وسائل النظافة و الزينة تختلف اليوم عن سابقتها اختلافا كبيراً، فقد ابتكرت التقنية الحديثة وسائل و آليات متطورة للحلاقة و التصفيف و الاهتمام بالشعر لم تكن متعارفة في عصر النبي الاكرم (ص) و الائمة الاطهار (ع)، من هنا نعرف انه لا موضوعية للوسائل التي تذكر في الروايات، نعم اصل عملية التمشيط و التصفيف و الاهتمام بالشعر التي كان يقوم بها هؤلاء الاعاظم و يولونها أهمية كبيرة، لها موضوعية و تنطلق من حكم و فوائد جمّة لا تزال متوفرة فيها على مر العصور و الازمان.

1. عن عليّ (ع) قال: و التَّمَشُّطُ من قيام يورِثُ الفقر.[5]

2. عن الصادق ع من كتاب النجاة قال: إذا أراد أحدكم الامتشاط فليأخذ المشط بيده اليمنى و هو جالس و ليضعه على أم رأسه ثم يسرح مقدم رأسه و يقول: اللهم حسن شعري و بشري و طيبهما و اصرف عني الوباء. ثم يسرح مؤخر رأسه و يقول: اللهم لا تردني على عقبي و اصرف عني كيد الشيطان و لا تمكنه من قيادي فتردني على عقبي. ثم يسرح على حاجبيه و يقول: اللهم زيني بزينة الهدى. ثم يسرح الشعر من فوق ثم يمر المشط على صدره و يقول في الحالين معا: اللهم سرح‏ عني الهموم و الغموم و وحشة الصدر و وسوسة الشيطان. ثم يشتغل بتسريح الشعر و يبتدئ به من أسفل و يقرأ: إنا أنزلناه في ليلة القدر.[6]

 

ج. آثار و فوائد التمشيط

هناك الكثير من الروايات الواردة عن المعصومين (ع) التي تبين الفوائد و الآثار التي تترتب على التمشيط، منها:

1. قال الصَّادقُ (ع): مَشْطُ الرَّأْسِ يذهبُ بِالوباءِ- و مَشْطُ اللِّحْيَةِ يشدُّ الأَضراس.[7]

2. و عنه عن أَبيه قال: كثرةُ التَّمَشُّطِ تُقَلِّلُ الْبَلْغَمَ.[8]

3. و عن الامام الصادق (ع) أیضاً: المشط يجلب الرزق و يحسن الشعر و ينجز الحاجة ... و يقطع البلغم. و كان رسول الله (ص) يسرح تحت لحيته أربعين مرة و من فوقها سبع مرات، و يقول: إنه يزيد في الذهن و يقطع البلغم.[9]

و لمزيد الاطلاع على احاديث هذا الباب يمكن الرجوع الى الكتب الحديثية كالخصال للصدوق «بَابُ التَّمَشُّطِ» و الکافي للکلیني، «بَابُ التَّمَشُّطِ».

 


[1] الاعراف، 31.

[2]  الشیخ الصدوق، الخصال ج : 1 ص 268، نشر جماعة المدرسين، قم، 1403هـ.

[3]  العلامة المجلسي، محمد باقر، بحارالأنوار ج : 73 ص : 116، باب 15-  التمشط و آدابه‏، مؤسسة الوفاء بيروت، الطبعة الاولى، 1404هـ.

[4]. الکلیني، الکافي، ج 6، ص 485، دار الکتب الاسلامیة طهران، 1365ش.

[5]. الحر العاملي، وسائل الشیعة، ج 2، ص 125،آل البیت، قم، 1409ق.

[6] بحارالأنوار ج : 73 ص : 114.

[7] وسائل الشیعة، ج 2، ص 124.

[8]. الکلیني، الکافي، ج 6، ص 489.

[9]. الخصال ج : 1 ص 268.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280274 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258855 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129655 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115714 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89578 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61080 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60391 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57383 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51662 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47726 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...