Please Wait
5649
وردت لهذه السریة أسماء متعددة و هی: سریة زید بن حارثة، و سریة قردة، و سریه ذات عرق، و کان هدف الرسول (ص) من إرسال هذه السریة هو الثأر و المقاصة من قریش جراء ما اقترفته من ظلم ضد المسلمین فی أثناء وجودهم فی مکّة و ما تبعه من نهب أموالهم بعد أن هاجروا الی المدینة و حرق الکثیر من بیوتهم.
فقام الرسول بإرسال السریة حتی یسلب الأمن من طرق قوافل قریش التجاریّة و شل حرکتها، فارسل النبی (ص) هذه السریة فی جمادی الثانی من السنة الثالثة للهجرة (بعد 28 شهراً من الهجرة النبویة الشریفة) و کانت السریة بقیادة زید بن حارثة و تتألّف السریة من مائة فارس کی یمنع تواصل حرکة القافلة التجاریة لقریش، و کان دلیل قافلة قریش التجاریة بقیادة فرات بین حیان العجلی و قد سار بها عن طریق العراق و ناحیة ذات عرق و قد بلغ زید بالقافلة الی قِِِِِِردة الواقعة فی ناحیة ذات عرق و قد تمکن زید من السیطرة علی القافلة و أموالها الا إنّ رجال القافلة هربوا و خلفوا القافلة لأصحاب زید سوی فرات بن حیان الذی وقع أسیراً بید المسلمین و قد أطلق من الأسر بعد أن اعتنق الإسلام. قام الرسول (ص) بتقسیم الغنائم علی رجال السریة بعد أن أخذ خمسها (مقدارها عشرون ألفا من الدرهم).
وردت هذه السریة بأسماء متعددة و هی سریة زید بن حارثة، سریة قردة، و سریة ذات عرق و هنا نسمیها بذات عرق، و بعض المؤرخین لا یعدها من السرایا [1].
ینقل الواقدی عن محمد بن حسن بن أسامة عن ابی الحویرث أن زید بن حارثة قاد سبعة سرایا أولها سریة ذات عرق لقطع الطریق أمام قوافل قریش و قد هرب أبوسفیان و من معه من قریش و أسر فرات بن حیان العجلی (دلیل القافلة) فقدم زید بن حارثة الغنائم الی رسول الله (ص) فأخذ الرسول (ص) خمسها.[2]
و هی أول سریة یقودها زید بن حارثة و کان قد خرج الیها فی الأول من جمادی الثانی فی السنة الثالثة بعد الهجرة الشریفة [3] و جاء فی المغازی:
شأن سریّة القردة :
فیها زید بن حارثة، و هی أوّل سریّة خرج فیها زید رضى الله عنه أمیرا، و خرج لهلال جمادى الآخرة على رأس سبعة و عشرین شهرا.
حدّثنى محمّد بن الحسن بن أسامة بن زید، عن أهله، قالوا: کانت قریش قد حذرت طریق الشام أن یسلکوها، و خافوا من رسول الله صلّى الله علیه و سلّم و أصحابه، و کانوا قوما تجّارا، فقال صفوان بن أمیّة: إنّ محمّدا و أصحابه قد عوّروا علینا متجرنا، فما ندری کیف نصنع بأصحابه، لا یبرحون الساحل، و أهل الساحل قد وادعهم و دخل عامّتهم معه، فما ندری أین نسلک، و إن أقمنا نأکل رءوس أموالنا و نحن فى دارنا هذه، ما لنا بها نفاق، إنما نزلناها على التجارة، إلى الشام فى الصیف و فى الشتاء إلى أرض الحبشة. قال له الأسود بن المطّلب: فنکّب عن الساحل، و خذ طریق العراق. قال صفوان: لست بها عارفا. قال أبو زمعة: فأنا أدلّک على أخبر دلیل بها یسلکها و هو مغمض العین إن شاء الله. قال:
من هو؟ قال: فرات بن حیّان العجلىّ. قد دوّخها و سلکها. قال صفوان:
فذلک و الله! فأرسل إلى فرات. فجاءه فقال: إنّى أرید الشام و قد عوّر علینا محمّد متجرنا لأنّ طریق عیراتنا علیه. فأردت طریق العراق. قال فرات: فأنا أسلک بک فى طریق العراق. لیس یطأها أحد من أصحاب محمّد- إنما هی أرض نجد و فیاف. قال صفوان: فهذه حاجتی، أمّا الفیافی فنحن شاتون و حاجتنا إلى الماء الیوم قلیل. فتجهّز صفوان بن أمیّة، و أرسل معه أبو زمعة بثلاثمائة مثقال ذهب و نقر فضّة، و بعث معه رجالا من قریش ببضائع، و خرج معه عبد الله بن أبى ربیعة و حویطب بن عبد العزّى فى رجال من قریش. و خرج صفوان بمال کثیر- نقر فضّة و آنیة فضّة وزن ثلاثین ألف درهم، و خرجوا على ذات عرق.
و قدم المدینة نعیم بن مسعود الأشجعىّ، و هو على دین قومه، فنزل على کنانة بن أبى الحقیق فى بنى النّضیر فشرب معه، و شرب معه سلیط بن النّعمان بن أسلم- و لم تحرّم الخمر یومئذ- و هو یأتى بنى النّضیر و یصیب من شرابهم. فذکر نعیم خروج صفوان فى عیره و ما معهم من الأموال، فخرج من ساعته إلى النبىّ صلّى الله علیه و سلّم فأخبره، فأرسل رسول الله صلّى الله علیه و سلّم زید بن حارثة فى مائة راکب، فاعترضوا لها فأصابوا العیر. و أفلت أعیان القوم و أسروا رجلا أو رجلین، و قدموا بالعیر على النبىّ صلّى الله علیه و سلّم فخمّسها، فکان الخمس یومئذ قیمة عشرین ألف درهم، و قسم ما بقی على أهل السریّة. و کان فى الأسرى فرات بن حیّان، فأتى به فقیل له: أسلم، إن تسلم نترکک من القتل، فأسلم فترکه من القتل.[4] [5].
[1] تاریخنامه طبری، الترجمة المنسوبة للبلعمی (ف ع)، تحقیق محمد روشن، ج 1، و ج 2، سروش، ط 2، 1378 ش، ج 5، ص 1513.
[2] الطبقات، للواقدی، محمد بن سعد (م 230) ترجمه مهدی دامغانی، محمود، طهران، إنتشارات فرهنگ و اندیشه، 1374، هـ.ش. جلد3، ص 38.
[3] المغازی، تاریخ حروب النبی (ص)، ترجمه محمود مهدوی دامغانی، طهران، مرکز نشر دانشگاهی، ج2، 1369ش، متن ص 143.
[4] المغازی، ج1، ص197-199.
[5] نفس المصدر.