بحث متقدم
الزيارة
7517
محدثة عن: 2009/10/12
خلاصة السؤال
ما هی طرق تعزیز غریزة البحث عن الله؟
السؤال
ما هی طرق تعزیز غریزة البحث عن الله؟
الجواب الإجمالي

المراد من غریزة البحث عن الله تعالى هی الفطرة الباطنیة التی اودعها الله تعالى فی الانسان. إن هذا الشعور نداء باطنی لامحرک له الا الفطرة.

ثم ان وجود غریزة البحث عن الله تعالى بلا معلم أو مرشد علامة على فطریته. لکن بطبیعة الحال ان هذا الشعور الفطری شأنه شأن سائر الامور الفطریة و الغرائز البشریة یستیقظ فی ظروف و شروط خاصة.

و لتقویة و تعزیز هذا الشعور لابد من رفع الموانع التی تعترض الطریق من قبیل المیول الخبیثة و الغرائز الحیوانیة و المشاغل الیومیة التی تحد من التوجه الى الله تعالى. کذلک لابد من العمل وفقا للاوامر و الدساتیر الالهیة و الاستلهام من الآیات الکریمة و کلمات الانبیاء و الاولیاء و ائمة الدین؛ کل ذلک یساعد فی تعزیز الشعور الدینی و الایمان بالله تعالى.

الجواب التفصيلي

المراد من غریزة البحث عن الله تعالى هی المیل الباطنی نحو الله تعالى. ان هذه الشعور نداء باطنی لامحرک له الا الفطرة و انه لایحتاج فی ظهوره لدى الانسان الى معلم أو مرشد و انما یتجلى على أعتاب مرحلة البلوغ بصورة اوضح.

ثم ان وجود غریزة البحث عن الله تعالى بلا معلم أو مرشد علامة على فطریته. و کأن هذا الشعور الفطری- شأنه شأن سائر الامور الفطریة و الغرائز البشریة- یستیقظ فی ظروف و شروط خاصة.[1]

و الجدیر بالذکر ان المراد من عدم احتیاج هذا الشعور الى معلم او مرشد انه لامدخلیة لهما فی مرحلة التکوین. لکن لابد من الاذعان بان الاستعمال الصحیح و الابتعاد عن الافکار المنحرفة و الخطوط الملتویة لایمکن ان یتحقق بلا اشراف تربوی و رعایة علمیة من قبل المربین الصالحین.[2]

نعم إنّه توجد فی داخل قلب الإنسان دائما نقطة نورانیة، و هی خطّ ارتباطه بما وراء عالم الطبیعة، و أقرب طریق إلى اللّه. إلّا أنّ التعلیمات الخاطئة و الغفلة و الغرور- و خاصة عند السلامة و وفور النعمة- تلقی علیها أستارا، غیر أن طوفان الحوادث یزیل هذه الأستار، و تتجلى نقطة النور آنذاک.

و على هذا، فإنّ أئمّة المسلمین العظام کانوا یرشدون المترددین فی مسألة «معرفة اللّه» و الغارقین فی الشک و الحیرة .. بهذا الأمر. من هنا نرى الکثیر من المنحرفین و الظالمین والطغاة یلجأون الى الله تعالى بکل اخلاص و خشوع أثناء الشدائد و المصاعب التی یتعرضون لها.[3]

و على أی حال هناک سبل لتقویة الشعور الدینی و البحث عن الله نشیر الى بعضها:

1- العمل وفقا للدساتیر و الاوامر الالهیة المستلهمة من آیات الذکر الحکیم و کلمات الانبیاء و الاولیاء و الائمة.

2- رفع الموانع التی تعترض الطریق من قبیل الغرائز الحیوانیة الذمیمة و المشاغل التی تردع الانسان من التوجه الى الله تعالى؛ و ذلک لان الاهواء النفسیة و میولها تؤدی الى ضعف الایمان أو تؤدی الى سلب الایمان بل قد تؤدی أساسا الى عدم تحققه. إن الانسان التابع لاهواء النفس الامارة انما تقوده غرائزه و ان منقاد لها و هو معصوصب العینین لایدری فی أی طریق یسیر؛ و بهذا تکون هذه الاتجاهات و المیول رادعة عن تحقق الایمان.[4]

3- الابتعاد عن الغفلة و تعزیز الالتفات القلبی، فقد ورد فی حدیث المعراج ان الله تعالى خاطب النبی الاکرم (ص) بقوله: " یا أحمد اجعل همک هما واحدا فاجعل لسانک واحدا و اجعل بدنک حیا لا تغفل أبدا من غفل عنی لا أبالی بأی واد هلک یا أحمد استعمل عقلک قبل أن یذهب فمن استعمل عقله لا یخطئ و لا یطغى یا أحمد أنت لا تغفل أبدا من غفل عنی لا أبالی بأی واد هلک‏...."[5] و الحدیث یکشف عن الطریق الذی یرسمه الله تعالى لانبیائه و یبین لهم ان غفلة القلب عن ذکر الله تعنی موت الجسم، و ان الحیاة رهینة بذکر الله تعالى فاذا ما غفل الانسان عن ذکر الله تعالى او حرم منها فانه یحرم من الحیاة الانسانیة و یموت بدنه، و انما یحیا بدن الانسان حینما یکون ذاکراً لله تعالى لایغفل عنه لحظة واحدة و ان الغفلة عنصرا اساسیا فی هلاک الانسان.[6]

ان رعایة هذه الامور یؤدی الى تعزیز الشعور الدینی و غریزة البحث عن الله تعالى لدى الانسان انشاء الله تعالى.



[1]السبحانی، جعفر، ایمان و آثار سازنده آن ، ص 25 - 30 ، بتلخیص، نشر مؤسسة الامام الصادق (ع) ، الطبعة الثانیة، 1384 شمسی؛ السبحانی، جعفر، عقاید اسلامی در پرتو قرآن، حدیث و عقل، ص 9، مکتبة موقع التبیان.

[2]السبحانی، جعفر، عقاید اسلامی در پرتو قرآن، حدیث و عقل، ص 9، مکتبة موقع التبیان.

[3]السبحانی، جعفر، ایمان و آثار سازنده آن، ص 32؛ مکارم الشیرازی، ناصر، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج ‏12، ص 449- 450، قم مدرسة الامام أمیر المؤمنین، الطبعة الاولى، 1421 هـ.

[4] مبانی، روش ها و اهداف تربیتی در صحیفه سجادیه، ص 9، مکتبة موقع التبیان؛ مصباح الیزدی، محمد تقی، اخلاق در قرآن، تحقیق محمد حسین اسکندری، ج 1، ص 196 - 209، نشر مؤسسة آثار الامام الخمینی، الطبعة الخامسة، 1380.

[5] دیلمی، حسن ابن ابی الحسن، إرشادالقلوب، ج 1، ص 205.

[6] مصباح الیزدی، محمد تقی، درک محضر خدا، ص 1 - 3 ، بتلخیص و تصرف، مکتبة موقع التبیان؛ مصباح الیزدی، محمدتقی، راهیان کوی دوست، ص 250 و 251، نشر مؤسسة آثار الامام الخمینی، الطبعة الثالثة، 1376 هجری شمسی.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • لماذا یذبح المسلمون الاغنام أو غیرها فی مناسباتهم الدینیة؟
    6568 الفلسفة الاحکام والحقوق 2008/06/21
    خلق الله للإنسان الذی هو أشرفِ المخلوقات جمیعَ الکائنات کالحیوانات و الأنعام کی یتنعّم بمنافعها (اللحم، الرکوب، نقل الحمولات الثقیلة و ...) و مصدرنا لشرعیٌة ذبح الحیوانات فی الأعیاد و الاحتفالات الدینیة هو اوامر الشریعة الإسلامیة و توجیهاتها، و نظراً إلى قیمة الحیوانات القابلة للذبح ( البقر و الشاة و ...
  • هل یعقل الإنسان فی الجنة؟
    6032 الکلام القدیم 2010/08/17
    العقل ملازم للإنسان دائما فلا یفقد الإنسان قدرته على التفکر بعد عبوره من العالم المادی، بل بسبب زوال بعض الحجب و الموانع سیرى الحقائق بشکل أشد حدة و أدقّ. فهناک آیات کثیرة فی القرآن الکریم إن لاحظناها سوف نخرج بهذه النتیجة و هی أن الناس ...
  • ما هو هدف القرآن من ایراد القصص؟
    7350 علوم القرآن 2009/03/12
    یمکن ذکر الموارد التالیة کاهداف للقرآن من ایراده القصص:1. إثارة حالة التفکر   2. استلهام العبرة 3. المنع من تحریف القصص 4. ازالة الاختلاف 5. اطلاع الناس علی‌ السنن الالهیة و ما یترتب علی الاعمال الحسنة و السیئه. ...
  • هل کان ابن عربی شیعیاً أم سنیاً؟
    7114 تاريخ بزرگان 2009/08/08
    إن التعقیدات التی تکتنف شخصیة ابن عربی و منهجه فی التعامل مع المذاهب الإسلامیة و الشخصیات ذات العلاقة بهذه المذاهب أدى إلى اختلاف الآراء و تعدد المواقف فیما یخص المذهب الذی ینتمی إلیه، حتى قیل فیه عدة آراء فقیل أنه شیعی و قیل سنی، و قال البعض أنه إسماعیلی، و ...
  • أ لیس من العجیب و المحیر للعقول وصول فاطمة الزهراء (س) الى مقام الانبیاء مع قصر عمرها الشریف؟
    6452 الکلام القدیم 2011/12/20
    لاریب أن القرآن صریح فی اعطاء عیسى (ع) مقاما رفیعا و هو مازال فی المهد: "فَأَشارَتْ إِلَیْهِ قالُوا کَیْفَ نُکَلِّمُ مَنْ کانَ فِی الْمَهْدِ صَبِیًّا. قالَ إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ آتانِیَ الْکِتابَ وَ جَعَلَنی‏ نَبِیًّا. وَ جَعَلَنی‏ مُبارَکاً أَیْنَ ما کُنْتُ وَ أَوْصانی‏ ...
  • کیف یمکن التغلب على الخجل؟
    7111 العملیة 2009/01/13
    للخجل نتائج سلبیة وخیمة، حیث یعد من الموانع التی تقف سدا أمام وصول الإنسان إلى النجاح فی مسیرة حیاته.لکن یستطیع الإنسان أن یتغلب على هذه الحالة المرضیّة النفسیة و یعالجها، کغیرها من الصفات السیئة.و من العلاجات الناجعة لهذا المرض النفسی عند الأطفال الصغار هو إشراکهم فی الحوارات، و ...
  • ما حکم من یعجز عن القیام بصلاة الاستئجار التی قد تحملها؟
    5606 الحقوق والاحکام 2011/09/07
    جواب مکتب آیة العظمى السید الخامنئی (مد ظله العالی):1) لا اشکال اذا کان عقد الاجارة بنحو لم یشترط فیه ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    49424 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...
  • هل کان بامکان الامام الحسین (ع) الحصول علی الماء و لو بحفر الآبار؟
    6935 تاريخ بزرگان 2008/03/11
    من الواضح ان ثورة الامام الحسین (ع) تعرضت للتعتیم و المحاصرة الاعلامیة من جمیع الجهات و لم یصل لنا الکثیر من احداث و وقائع المعرکة و خاصة الجزئیات منها، و منها قضیة عطش الامام و اصحابه، الا ان الشیء الذی یمکن قوله ان ...
  • اذا كان الزواج يصنع الاطمئنان و السكن النفسي فلماذا يهرب البعض منه بالانفصال و الطلاق؟ و اذا كان اشباع الحالة الجنسية يولد الاطمئنان للانسان فلماذا لا يتحقق ذلك باعتماد الطرق غير المشروعة؟
    7248 علوم القرآن 2012/05/17
    الزواج الناجح و الذي يلبي للانسان الكثير من حاجاته العاطفية و الجنسية، هو الذي يردعه عن الوقوع في الكثير من الذنوب،و التي لو وجدت الى جنبها مقدمات أخرى لوفرت الارضية المناسبة أمام الانسان للارتباط بخالقه ارتباطا وثيقا، و من ثم يعيش في اجواء الذكر الالهي و الذي ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    281041 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    260181 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    130231 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    117870 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    90058 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61782 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    61529 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57800 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    53141 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    49424 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...