Please Wait
6116
طباقاً لهذا المقطع من زیارة الجامعة الکبیرة فإن صلواتنا علی الائمة المعصومین(ع) و قبولنا لولایتهم فی الظاهر و الباطن، له آثار و نتائج بالنسبة لنا منها إنه یؤدّی الی تطهیر أخلاقنا و سلوکنا و یطهّر کذلک نفوسنا و حقیقتنا و یوجب النموّ و الرقیّ المعنوی لنا. و بالتالی غفران الذنوب بسبب هذه الأدعیة و قبول الولایة، و کما یقول الإمام الرضا(ع): "مودّتنا تغفر الذنوب و تضاعف الحسنات".
زیارة الجامعة مقبولة لدی علماء الشیعة الکبار فقد أیّد سندها؛ مثل الشیخ الصدوق و الشیخ الطوسی.[1]
و لزیارة الجامعة الکبیرة معان روحانیة و عظیمة و قد کتبت شروح کثیرة فی تفسیر و توضیح هذه الزیارة، و ما نذکره نحن هنا فی شرح هذا المقطع هو خلاصة و اقتباس من هذه الشروح.
یتحدّث هذا المقطع من الزیارة حول بیان آثار صلواتنا علی الائمة المعصومین(ع) و من جملة هذه الآثار بحسب الترتیب الوارد فی هذا المقطع کما یلی:[2]
1. إن قبول ولایة الأئمة المعصومین(ع) و الصلاة علیهم تؤدی الی تحسین أخلاقنا فنصیر متخلّقین بأخلاق إلهیّة و ذلک لأنهم جاءوا لیتمّموا مکارم الأخلاق.
2.
و من آثار ولایة الأئمة طهارة نفوسنا و أرواحنا، فکما أن ظاهر البدن یتّسخ و یتنجّس فی بعض الموارد فکذلک نفوسنا أیضاً تتلوّث علی أثر الذنوب و المعاصی، و صلواتنا علی الأئمة تؤدی الی إزالة هذا التلوّث و تنوّر القلوب و تزیل الظلمة.
3. إن الصلوات علیهم تؤدی الی رشد و نمو و تزکیة النفوس، و توجب تطهیر قلوبنا و حقیقتنا من الخبائث.
4. الصلوات توجب غفران الذنوب، فإنه طبقاً لما ورد فی الروایات فإن مودة الائمة توجب غفران الذنوب و الصلوات علیهم هی من ابرز تجلیات تلک المودة.[3]
و السرّ فی تأثیر هذه الصلوات و الولایة لمثل هذه الآثار هو أن الحقیقة المحمّدیة و خلفاء النبی(ص) هم مظاهر تامة للشؤون و الکمالات الإلهیة، و حبّهم و الصلوات علیهم استعانة بهم.
[1] النظامی الهمدانی، علی، ملامح الائمة فی شرح الزیارة الجامعة، ج1، ص 22، قم، الطبعة الاولی، منشورات فرائض 1378 ش.
[2] النظامی الهمدانی، علی، ملامح الائمة فی شرح الزیارة الجامعة، ج3، ص 103.
[3] انظر: بحار الانوار، ج 99، ص 117؛ الهمدانی الدرودآبادی، السید حسین، الشموس الطالعة، شرح الزیارة الجامعة، ص 468، ترجمة محمد حسین ناییجی، قم، الطبع الثالث، منشورات مسجد جمکران، 1387.