بحث متقدم
الزيارة
6036
محدثة عن: 2009/12/01
خلاصة السؤال
ألا یستلزم عدم جواز التقلید فی العقائد عدم جواز التقلید فی الأحکام؟
السؤال
یقال إنه لا ینبغی التقلید فی العقائد. و أنا عندی إشکال فی الرجوع الی الروایات (النصوص النقلیّة) فی العقائد فأعود الی دور النقاش بین الاصولیین و الاخباریین، فإذا کان الاجتهاد لازماً فی الرجوع الی الروایات فهو لازم فی العقیدة أیضاً و إذا لم یکن لازماً فهو غیر لازم هناک بطریق اولی، الا فی مرحلة القضاء و الافتاء (الاعلمیة فی الافتاء و القضاء) و لا کلام لی فی ذلک. و کذلک فی مورد الأحکام المستحدثة فإن الثابت عندی وجوب الرجوع الی العلماء فأنا اعترض علی الاخباریین فی هذه المسألة و أناقشهم.
و اما الدور المحرز فهو أنه یجب علیّ أن أکون مجتهداً لکی أجد حلاً فی عقیدتی فی رسالتی العملیة. و الّا سوف لا یکون لی دلیل فی العقائد غیر الدلیل العقل و هذا الأمر لا یوافق علیه أحد، لأن قسماً من الروایات عقلی، إذن فعدم الرجوع الی الفقة فی قسم الأحادیث دور و إذا لم یجب الرجوع الی الروایات فلا ینبغی قبول أدلة الاجتهاد و الرجوع الی المرجع و التقلید الا بالعقل الذی یحکم بوجوب رجوع الجاهل الی العالم أو بالسیرة العقلائیة و هذه ألادلة العقلیة و العقلائیة لیست مقبولة عندی، لأن الرجوع الی المجتهد أو الاعلم یتطلّب أن أکون علی مستوی من العلم و المعرفة بحیث استطیع التعرّف علی المجتهد و الأعلم.
و کذلک إذا أردت الاستعانة بشخص ثالث فإن ذلک یستلزم الدور و التسلسل فإذا لم أکن مجتهداً فهل أنا مجاز فی الرجوع الی الروایات فی العقائد؟
الجواب الإجمالي

لایضاح الاجابة عن هذا السؤال ینبغی التأکید علی عدة ملاحظات:

1. أن المراد من عدم جواز التقلید فی أصول الدین هو أنه لا یمکن الاکتفاء بالظن و الحدس فی أصول الدین بل یجب أن یکون الاعتقاد مبنیّاً علی أساس الدلیل و الیقین.[1]

و آما الأحکام و فروع الدین فیکفی التقلید حتی لو لم یصل الشخص الی الیقین و الجزم بالواقع من فتوی المجتهد و مرجع تقلیده، و احتمل أن الحکم الواقعی عند الله و صاحب الشریعة هو غیر ذلک.

2.ما ورد فی أول الرسائل العملیّة هو عدم جواز التقلید فی أصول الدین و لیس فی جمیع المسائل العقائدیة.[2]

و توضیح ذلک أن الاعتقادات و عقائد الإسلام علی قسمین: فقسم منها اصول الدین و الاعتقاد بها ضروری، و هی واجبة فی تحققّ الإسلام و فی کون الشخص مسلماً. و القسم الثانی هی عبارة عن مسائل ترتبط بالعقیدة و لکن لیس الاعتقاد بها واجباً و لا دخل لها فی کون الشخص مسلماً. و اصول العقائد هی مثل الاعتقاد بوجود الله أو الاعتقاد بنبوّة الأنبیاء و رسالة النبی محمد(ص) و الاعتقاد بالمعاد و القیامة و هو اعادة الناس للحیاة بعد الموت، لکی یناول جزاء أعمالهم و بناء علی هذا فیجب أن یکون اعتقاد الإنسان بهذه الاصول علی أساس الیقین و الجزم، و لا یکفی الظن و تقلید الآخرین فی هذه الاصول.

و القسم الثانی من الاعتقاد: هو تفاصیل و مفردات أصول الدین و ذلک مثل: هل أن صفات الله عین ذاته؟ و ما هی أقسام صفات الله؟ و ما هی الصفات الفعلیّة و الصفات الذاتیّة؟ و کیف یکون علم الله بالأشیاء؟ و هل یلزم العصمة فی النبوّة أم لا؟ و ما هی دائرة العصمة؟ و هل المعاد جسمانی أو روحانی؟ و ما هی صفة الجنّة؟ و هل أن أهل جهنم مخلّدون فیها أم لا؟ و الاعتقاد بهذه المفردات و التفاصیل لیس ضروریاً و لا دخل لها فی تحققّ اسلام الشخص نعم إذا أراد شخص أن ینسب أمراً الی الإسلام فی هذه المسائل فإنه یجب أن یکون ذلک علی أساس تحقیقه و اجتهاده أو بالاستناد الی قول متخصّص فی القضایا الدینیّة.

3. من الواضح أنه لا یمکن للإنسان الرجوع الی الآیات و الروایات باعتبارها دلیلاً تعبّدیاً و نقلیّاً لأجل حصول الاعتقاد و الیقین باصول الدین لأن ذلک یستلزم الدور بخلاف الأحکام و فروع الدین التی لا یمکن الوصول الیها بدون الرجوع الی الآیات و الروایات. و بناء علی هذا فقیاس اصول الدین علی الأحکام قیاس مع الفارق. فإن ما یمکن قیاسه علی الأحکام و الفروع هو التفاصیل و مفردات العقائد و هی التی یجوز التقلید فیها رغم أن التقلید فی کثیر منها لیس ضروریاً و واجباً.

4. إن الرجوع الی المجتهد و معرفة مرجع التقلید لن یستلزم الدور و التسلسل، لأن طریق معرفة المجتهد و المجتهد الأعلم لا ینحصر فی الحصول علی تخصّص فی علم الفقة و معاشرة ذلک المجتهد و الاعلم، بل یمکن التعرّف علی المجتهد و الاعلم من طرق اخری أیضاً مثل الشیاع و کونه معروفاً فی المجتمع، أو نقل عدة أشخاص موثوق بهم، کما هو الحال فی باقی المجالات التخصّصیة، حیث یمکن مثلاً التعرّف علی الطبیب المتخصّص من طریق الشیاع و کونه معروفاً فی المجتمع، أو اخبار عدة أشخاص موثّق بهم بذلک.



[1] توضیح المسائل للمراجع، ج1، ص 11.

[2] نفس المصدر.

الجواب التفصيلي
لایوجد جواب التفضیلی لهذا  السوال.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • أیهما أفضل استشارة الطبیب النفسی أم المشاور الدینی؟
    5068 العملیة 2011/10/16
    للإجابة عن السؤال نتابع الآتی:1ـ فیما یخص مشاورة الطبیب النفسی أو الخبیر الدینی لا بد من القول: مع أن الأمرین مرتبطان ببعضهما من زاویة نظر معینة إلا أنهما منفصلان من جهة أخرى. و لذلک فمن یشعر بوجود مشکلة نفسیة و روحیة معنویة فعلیة أن یراجع المتخصص فی هذا الفن، ...
  • هل يوجد من العلماء من افتى بحرمة الموسيقى مطلقاً و بجميع أنواعها؟
    3813 الحقوق والاحکام 2015/05/25
    صنف علماء الشيعة و فقهاؤهم من القرن القرن الحادي عشر و حتى الوقت الراهن رسائل مستقلة في الغناء و الموسيقى، حيث وقعت القضية منذ ذلك العصر و حتى اليوم معركة للآراء، و كان الفقهاء قبل ذلك يتعرضون للموضوع استطراداً و ضمن ابحاث كتاب التجارة من الفقه أو كتاب ...
  • ما حکم مشاهدة غیر المحارم عن طریق التلفزیون او الکامبیوتر؟
    5328 الحقوق والاحکام 2010/09/05
    اجاب سماحة آیة الله العظمى السید الخامنئی (دام ظله) عن السؤال التالی:ما هو حکم النظر إلى صورة المرأة الأجنبیة السافرة؟ و ما هو حکم النظر إلى صورة المرأة فی التلفزیون؟ و هل هناک فرق بین المسلمة و غیرها، و بین الصور المعروضة بالبثّ المباشر و ...
  • ما هو اسم کتاب النبی نوح (ع)؟
    6089 الکلام القدیم 2009/02/01
    ذکر فی الروایات اسم کتاب النبی نوح (ع) تحت عنوان "صحف نوح"[1] و لم یذکر له اسم خاص غیر ذلک.[1] بحارالأنوار، ج : 35 ص ...
  • مع الالتفات الى الروایات المختلفة و المتضادة ظاهراً، هل الکلام هو الأفضل أم السکوت؟
    7137 العملیة 2011/06/14
    اذا نظرنا الى کل من السکوت و الکلام من زاویة الآفات التی یتعرضان لها فلکل واحد منهما آفاته الخاصة به و لکل منهما محاسنه الخاصة کذلک، و مع ملاحظة کلا الامرین یکون من الصعب ترجیح طرف على آخر. لکن یمکن القول بشکل مطلق اذا قارنا بین السکوت و الکلام بعیدا ...
  • ما هو رأی سماحتکم فی أحادیث تحریف القرآن؟
    5292 الحقوق والاحکام 2010/12/01
    جواب سماحة آیة الله هادوی الطهرانی (دامت برکاته):1. روایات التحریف إما ضعیفة السند أو لیست بحجة من ناحیة الصدور أو أنها مضطربة دلالة؛ ولاریب أن القرآن الکریم مصون من التحریف مطلقاً فلم و لن یحرف.2. لو إعتقد الشخص بتحریف ...
  • هل یجب ان یلبس الخاتم فی الید الیمنی
    6844 الحقوق والاحکام 2008/07/19
    التختم هو من سنن النبی (ص) و الائمة (ع)، و فی الروایات توجد اشارات بخصوص جنس الخاتم، و شکله و النقش علیه. و اضافة لذلک فقد وردت التوصیة بانه من الافضل ان یکون الخاتم فی الید الیمنی. ان جمیع الاحکام التی وضعها الاسلام بخصوص لبس الخاتم لها جنبة استحبابیة. نعم ...
  • من هو أبو سعید الخدری؟ و هل کان محباً لأهل البیت (ع)؟ و هل کان یؤمن بإمامة أمیر المؤمنین(ع)؟
    6680 تاريخ بزرگان 2009/02/28
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...
  • ما معنى مكر الله؟
    6170 التفسیر 2012/03/12
    سئل الإمام الرضا (ع) عن نسبة الخديعة و الإستهزاء و المكر لله في القرآن الكريم، فقال: "إن الله عزّوجلّ لا يسخر و لا يستهزئ و لا يمكر و لا يخادع و لكنّه عزّ و جلّ يجازيهم جزاء السخرية و جزاء الإستهزاء و جزاء المكر و الخديعة...". ...
  • هل صحیح أن قبر الإمام أمیر المؤمنین علی (ع) فی العین الیمنى لسیدنا آدم (ع)؟
    6852 تاريخ بزرگان 2013/12/03
    1ـ اختلفت الروایات و النصوص التاریخیة عن محل دفن آدم (ع). فمنها ما تنصّ على أن محل دفنه فی حرم الله (فی مکة المکرمة و حوالیها).[1] و منها ما تنص على أن محل دفنه هو مدینة النجف و عند قبر الإمام علی (ع).

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280469 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259124 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129819 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116215 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89700 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61317 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60568 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57475 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52102 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48168 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...