بحث متقدم
الزيارة
6471
محدثة عن: 2009/12/01
خلاصة السؤال
ألا یستلزم عدم جواز التقلید فی العقائد عدم جواز التقلید فی الأحکام؟
السؤال
یقال إنه لا ینبغی التقلید فی العقائد. و أنا عندی إشکال فی الرجوع الی الروایات (النصوص النقلیّة) فی العقائد فأعود الی دور النقاش بین الاصولیین و الاخباریین، فإذا کان الاجتهاد لازماً فی الرجوع الی الروایات فهو لازم فی العقیدة أیضاً و إذا لم یکن لازماً فهو غیر لازم هناک بطریق اولی، الا فی مرحلة القضاء و الافتاء (الاعلمیة فی الافتاء و القضاء) و لا کلام لی فی ذلک. و کذلک فی مورد الأحکام المستحدثة فإن الثابت عندی وجوب الرجوع الی العلماء فأنا اعترض علی الاخباریین فی هذه المسألة و أناقشهم.
و اما الدور المحرز فهو أنه یجب علیّ أن أکون مجتهداً لکی أجد حلاً فی عقیدتی فی رسالتی العملیة. و الّا سوف لا یکون لی دلیل فی العقائد غیر الدلیل العقل و هذا الأمر لا یوافق علیه أحد، لأن قسماً من الروایات عقلی، إذن فعدم الرجوع الی الفقة فی قسم الأحادیث دور و إذا لم یجب الرجوع الی الروایات فلا ینبغی قبول أدلة الاجتهاد و الرجوع الی المرجع و التقلید الا بالعقل الذی یحکم بوجوب رجوع الجاهل الی العالم أو بالسیرة العقلائیة و هذه ألادلة العقلیة و العقلائیة لیست مقبولة عندی، لأن الرجوع الی المجتهد أو الاعلم یتطلّب أن أکون علی مستوی من العلم و المعرفة بحیث استطیع التعرّف علی المجتهد و الأعلم.
و کذلک إذا أردت الاستعانة بشخص ثالث فإن ذلک یستلزم الدور و التسلسل فإذا لم أکن مجتهداً فهل أنا مجاز فی الرجوع الی الروایات فی العقائد؟
الجواب الإجمالي

لایضاح الاجابة عن هذا السؤال ینبغی التأکید علی عدة ملاحظات:

1. أن المراد من عدم جواز التقلید فی أصول الدین هو أنه لا یمکن الاکتفاء بالظن و الحدس فی أصول الدین بل یجب أن یکون الاعتقاد مبنیّاً علی أساس الدلیل و الیقین.[1]

و آما الأحکام و فروع الدین فیکفی التقلید حتی لو لم یصل الشخص الی الیقین و الجزم بالواقع من فتوی المجتهد و مرجع تقلیده، و احتمل أن الحکم الواقعی عند الله و صاحب الشریعة هو غیر ذلک.

2.ما ورد فی أول الرسائل العملیّة هو عدم جواز التقلید فی أصول الدین و لیس فی جمیع المسائل العقائدیة.[2]

و توضیح ذلک أن الاعتقادات و عقائد الإسلام علی قسمین: فقسم منها اصول الدین و الاعتقاد بها ضروری، و هی واجبة فی تحققّ الإسلام و فی کون الشخص مسلماً. و القسم الثانی هی عبارة عن مسائل ترتبط بالعقیدة و لکن لیس الاعتقاد بها واجباً و لا دخل لها فی کون الشخص مسلماً. و اصول العقائد هی مثل الاعتقاد بوجود الله أو الاعتقاد بنبوّة الأنبیاء و رسالة النبی محمد(ص) و الاعتقاد بالمعاد و القیامة و هو اعادة الناس للحیاة بعد الموت، لکی یناول جزاء أعمالهم و بناء علی هذا فیجب أن یکون اعتقاد الإنسان بهذه الاصول علی أساس الیقین و الجزم، و لا یکفی الظن و تقلید الآخرین فی هذه الاصول.

و القسم الثانی من الاعتقاد: هو تفاصیل و مفردات أصول الدین و ذلک مثل: هل أن صفات الله عین ذاته؟ و ما هی أقسام صفات الله؟ و ما هی الصفات الفعلیّة و الصفات الذاتیّة؟ و کیف یکون علم الله بالأشیاء؟ و هل یلزم العصمة فی النبوّة أم لا؟ و ما هی دائرة العصمة؟ و هل المعاد جسمانی أو روحانی؟ و ما هی صفة الجنّة؟ و هل أن أهل جهنم مخلّدون فیها أم لا؟ و الاعتقاد بهذه المفردات و التفاصیل لیس ضروریاً و لا دخل لها فی تحققّ اسلام الشخص نعم إذا أراد شخص أن ینسب أمراً الی الإسلام فی هذه المسائل فإنه یجب أن یکون ذلک علی أساس تحقیقه و اجتهاده أو بالاستناد الی قول متخصّص فی القضایا الدینیّة.

3. من الواضح أنه لا یمکن للإنسان الرجوع الی الآیات و الروایات باعتبارها دلیلاً تعبّدیاً و نقلیّاً لأجل حصول الاعتقاد و الیقین باصول الدین لأن ذلک یستلزم الدور بخلاف الأحکام و فروع الدین التی لا یمکن الوصول الیها بدون الرجوع الی الآیات و الروایات. و بناء علی هذا فقیاس اصول الدین علی الأحکام قیاس مع الفارق. فإن ما یمکن قیاسه علی الأحکام و الفروع هو التفاصیل و مفردات العقائد و هی التی یجوز التقلید فیها رغم أن التقلید فی کثیر منها لیس ضروریاً و واجباً.

4. إن الرجوع الی المجتهد و معرفة مرجع التقلید لن یستلزم الدور و التسلسل، لأن طریق معرفة المجتهد و المجتهد الأعلم لا ینحصر فی الحصول علی تخصّص فی علم الفقة و معاشرة ذلک المجتهد و الاعلم، بل یمکن التعرّف علی المجتهد و الاعلم من طرق اخری أیضاً مثل الشیاع و کونه معروفاً فی المجتمع، أو نقل عدة أشخاص موثوق بهم، کما هو الحال فی باقی المجالات التخصّصیة، حیث یمکن مثلاً التعرّف علی الطبیب المتخصّص من طریق الشیاع و کونه معروفاً فی المجتمع، أو اخبار عدة أشخاص موثّق بهم بذلک.



[1] توضیح المسائل للمراجع، ج1، ص 11.

[2] نفس المصدر.

الجواب التفصيلي
لایوجد جواب التفضیلی لهذا  السوال.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • ارجو ذکر عدة احادیث حول اهمیة التاریخ و کتابته مع ذکر المصدر.
    6761 تاريخ کلام 2012/01/16
    ورد التأکید حول التاریخ و اهمیة مطالعته و التفکر فی احوال الماضین فی آیات و روایات کثیرة، حیث ان المطالعة و التأمل فی التاریخ و مصیر الماضین یوجب الاعتبار و أخذ الدروس منهم لاجل التخطیط للمستقبل. و یبرز هذا الموضوع بشکل واضح فی کلمات امیر المؤمنین علی (ع). ...
  • ما التكليف إن تعارض الشهود على أعلمية المجتهد؟
    5989 الحقوق والاحکام 2012/09/05
    لقد أفتى جميع مراجع التقليد أنه: "يثبت الاجتهاد بالاختبار و بالشياع المفيد للعلم و بشهادة العدلين من أهل الخبرة‌، و كذا الأعلمية"[1] إذن فيما إذا تحقق هذا الفرض، أي تعارض شهادة عادلين مع شهادة عادلين آخرين، هنا لابد للإنسان أن ...
  • ما هی جذور الخجل؟
    8190 النظریة 2009/01/10
    الخجل بمعنی‌ الانکفاء علی الذات و الخوف من مواجهة الآخرین. و لیس الخجل مرادفاً للحیاء، فالحیاء هو بمعنی القدرة علی السیطرة و هو أمر إرادی و إیجابی و قد ورد مدحه فی الروایات و الآیات، و اما الخجل فهو ظاهرة لا ارادیة تماماً، و سلبیة و تکشف عن الضعف النفسی ...
  • کیف توفیت کل من مریم و آسیة (س) و این دفنتا؟
    7531 تاريخ بزرگان 2012/01/28
    لما ظهر لفرعون إیمان زوجته آسیه نهاها فأبت فأوتد یدیها و رجلیها بأربعة أوتاد و ألقاها فی الشمس‏ ثم أمر أن یلقى علیها صخرة عظیمة فلما قربت أجلها (قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِی عِنْدَکَ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ) فاستجاب لها ربها، و قیل إنها أبصرت بیتها فی الجنة من درة. و ذکر ...
  • ما هو المراد من جبل الطور فوق رؤوس بنی إسرائیل؟
    9335 التفسیر 2010/12/01
    ورد فی عدة آیات من القرآن عبارة "و رفعنا فوقکم الطور" و ما یشبهها، و الخطاب لبنی إسرائیل. و طبقاً لما ورد فی کتب التفسیر فإن هذه الآیات تشیر الی واقعة تاریخیة وقعت بسبب مخالفة بنی إسرائیل للأوامر الإلهیة فی زمن النبی موسی(ع)، و ان الله القادر المتعال ...
  • فی نصب الابواب الاوتوماتیکیة (التی تشمل المدرجات والمحرک والریموت) یحتسب ربح مستقل لکل من هذه الموارد المذکورة، فهل یکون الربح المستحصل من ذلک حلالاً؟
    5629 الحقوق والاحکام 2011/09/18
    الاجوبه التی حصلنا علیها من مکاتب المراجع هی کما یلی:مکتب سماحة آیة الله العظمی الخامنئی(مد ظله العالی):بشکل عام لیس هناک حد معین للربح. و بناء علیه فاذا لم یصل الامر الی الاجحاف و لم یکن ذلک مخالفاً لقوانین الدوله ایضاً فلا باس ...
  • هل ان الغسل باکثر من صاع من الماء یعد إسرافاً؟
    6295 الحقوق والاحکام 2012/06/19
    فی الغسل الترتیبی یجب علی المکلف غسل جمیع أعضاء الغسل بالترتیب. و هنا ربما امکن شخص ان یغتسل بمقدار صاع من الماء (3 کیلو غرام) بینما یغتسل شخص آخر باکثر من هذا المقدار. فذلک یتوقف إذن علی یقین المکلف بغسل جمیع أعضاء الغسل، اذا لم یستتبع ...
  • هل أن أخذ المال من قبل إمام الجماعة مشکل بحسب رأی آیة الله بهجت؟
    4606 الحقوق والاحکام 2009/07/30
    وردنا الجواب التالی من مکتب آیة الله بهجت:إذا کان أخذ المال بعنوان تأمین مقدمات الصلاة کالذهاب و الإیاب فلا إشکال فیه سواء کان المال أکثر من أجرة النقل أو أقل، و سواء کان یمتلک وسیلة نقل أم لا، و سواءً کان مسیره بعیداً أم قریباً لا فرق فی ذلک.
  • هل لدیکم تعریف جید للإسلام و التشیع تقدمونه للأوربیین؟
    6686 الکلام القدیم 2008/06/18
    الإسلام فی اللغة یعنی التسلیم، و من هنا سمی الدین الإسلامی بالإسلام، فإن تعالیمه بشکل عام تمثل تسلیم الإنسان مقابل الله تعالى، و إن من آثار هذا التسلیم أن لا یعبد الإنسان أحداً غیر الله، و لا یتقبل أمراً من أحد غیر الله.و الدین الإسلامی یمثل خلاصة الأدیان الإلهیة ...
  • هل المعاییر التی حددتها الرسائل العملیة لتشخیص نجاسة الماء الکر عقلانیة؟
    6562 الحقوق والاحکام 2010/07/15
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    282125 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    264052 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    131017 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    120353 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    91002 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    62691 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    62631 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    58312 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    54295 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    50752 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...